كنيسة بلا جدران

سلطان الله على تسمية البلدان والشعوب

قد يبدو موضوع هذا المقال للقارئ وكأنه ليس لها معنى عملي. لكن في الحقيقة ما حفزني للبحث فيه وكتابة هذا المقال عنه، هو ادعاء الكثير من المسيحيين، بأن تسمية "فلسطين، فلسطيني" هي تسمية شيطانية، يجب أن يرفضها أي مؤمن بالمسيح، وذلك لاسباب سنطرحها لاحقًا. وهذا جدل قائم، وعندما يتجادل به المسيحيون، عادة يأخذ الجدل الاتجاه التاريخي والسياسي، أكثر منه الكتابي والروحي. لهذا قمت بالبحث وكتابة هذا المقال، لنستطلع ماذا يعلمنا الله في وحيه الشامل الكامل عن سلطانه التام على أسماء الشعوب والبلدان بشكل عام؛ وعن تسمية "فلسطين/فلسطينيين" بشكل خاص.

لله السلطان التام على تسمية الشعوب كما يشاء:

"15 الَّذِي مِنْهُ (أي من الله الآب) تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ" افسس 3.
عندما نقول "لله السطان التام" على تسمية البلدن والشعوب كما يشاء؛ لا يعني هذا بالضرورة أنه هو الذي يسميها بنفسه. لكن هو السائد على كل الأسماء، يقدر أن يغيرها، ويقدر أن يفتديها، ليدعى إسمه عليها.
كلمة عشيرة (πατριὰ) في الآية، تعني حرفيًا "أبوة"؛ وممكن أن تشمل عائلة، قبيلة أو شعب.
للآية عدة معاني، جمعها باختصار المفسر وليام مكدونالد:
1 - أنَّ كلّ المفديَّين في السماء وعلى الأرض ينظرون إليه باعتباره ربَّ العائلة. 
2 - أنَّ كلّ الخلائق، الملائكيَّة والبشريَّة، مديونة له بوجودها، ليس فقط كأفراد بل كعائلات أيضًا. وتشمل العشائر التي في السماوات مختلف درجات المخلوقات الملائكيَّة، فيما تشمل العشائر التي على الأرض مختلف الأجناس التي تفرَّعت من نوح وتقسَّمت الآن إلى الأمم المختلفة. 
3 - أنَّ كلّ أبوَّة في العالم تكتسب اسمها منه.
بعدما يُعلن الوحي في بداية رسالة أفسس عن سيادة المسيح على كل قوة ورياسة، هذا يشمل أيضًا الأسماء:
"20 الَّذِي عَمِلَهُ فِي الْمَسِيحِ، إِذْ أَقَامَهُ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَأَجْلَسَهُ عَنْ يَمِينِهِ فِي السَّمَاوِيَّاتِ، 21 فَوْقَ كُلِّ رِيَاسَةٍ وَسُلْطَانٍ وَقُوَّةٍ وَسِيَادَةٍ، وَكُلِّ اسْمٍ يُسَمَّى لَيْسَ فِي هذَا الدَّهْرِ فَقَطْ بَلْ فِي الْمُسْتَقْبَلِ أَيْضًا" افسس 1.
بعدها يُعلن أن كل الخليقة خلقت بيسوع المسيح، أقنوم الكلمة:
"خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" أفسس 3: 9.
لذلك يؤكد في افسس 3: 15 أعلاه، حقيقة أخرى؛ وهي أنه كل عشيرة في السماء وعلى الأرض، تستمد اسمها وأبوتها من الآب بواسطة المسيح شخصيًا.

تغيير أسماء شعوب وأراضي في الكتاب المقدس:

نعم الأرض المقدسة على زمن المسيح كان اسمها أرض إسرائيل (متى 2: 20-21). لكن قضية تغيير أسماء البلدان وكذلك الشعوب (كنتيجة لتغيير اسماء البلدان)؛ نراها في كل التاريخ البشري. 
وطبعًا هذا الأمر نراه أيضًا في الكتاب المقدس؛ أسماء شعوب وبلدان تتغير أسمائها:
"10 الإِيمِيُّونَ سَكَنُوا فِيهَا قَبْلاً. شَعْبٌ كَبِيرٌ وَكَثِيرٌ وَطَوِيلٌ كَالْعَنَاقِيِّينَ 11 هُمْ أَيْضًا يُحْسَبُونَ رَفَائِيِّينَ كَالْعَنَاقِيِّينَ، لكِنَّ الْمُوآبِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ إِيمِيِّينَ 12 وَفِي سِعِيرَ سَكَنَ قَبْلاً الْحُورِيُّونَ، فَطَرَدَهُمْ بَنُو عِيسُو وَأَبَادُوهُمْ مِنْ قُدَّامِهِمْ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ، كَمَا فَعَلَ إِسْرَائِيلُ بِأَرْضِ مِيرَاثِهِمِ الَّتِي أَعْطَاهُمُ الرَّبُّ... 18 أَنْتَ مَارٌّ الْيَوْمَ بِتُخْمِ مُوآبَ، بِعَارَ 19 فَمَتَى قَرُبْتَ إِلَى تُجَاهِ بَنِي عَمُّونَ، لاَ تُعَادِهِمْ وَلاَ تَهْجِمُوا عَلَيْهِمْ، لأَنِّي لاَ أُعْطِيكَ مِنْ أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ مِيرَاثًا، لأَنِّي لِبَنِي لُوطٍ قَدْ أَعْطَيْتُهَا مِيرَاثًا 20 هِيَ أَيْضًا تُحْسَبُ أَرْضَ رَفَائِيِّينَ. سَكَنَ الرَّفَائِيُّونَ فِيهَا قَبْلاً، لكِنَّ الْعَمُّونِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ زَمْزُمِيِّينَ 21 هِيَ أَيْضًا تُحْسَبُ أَرْضَ رَفَائِيِّينَ. سَكَنَ الرَّفَائِيُّونَ فِيهَا قَبْلاً، لكِنَّ الْعَمُّونِيِّينَ يَدْعُونَهُمْ زَمْزُمِيِّينَ 22 كَمَا فَعَلَ لِبَنِي عِيسُو السَّاكِنِينَ فِي سِعِيرَ الَّذِينَ أَتْلَفَ الْحُورِيِّينَ مِنْ قُدَّامِهِمْ، فَطَرَدُوهُمْ وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ إِلَى هذَا الْيَوْمِ 23 وَالْعُوِّيُّونَ السَّاكِنُونَ فِي الْقُرَى إِلَى غَزَّةَ، أَبَادَهُمُ الْكَفْتُورِيُّونَ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ كَفْتُورَ (وهي اليونان اليوم، تحمل أصل الفلسطينيين القدماء) وَسَكَنُوا مَكَانَهُمْ" تثنية 2.
"4 (عن القاضي يأئير الجلعادي، سمى أولاده مدينة باسمه) وَكَانَ لَهُ ثَلاَثُونَ وَلَدًا يَرْكَبُونَ عَلَى ثَلاَثِينَ جَحْشًا، وَلَهُمْ ثَلاَثُونَ مَدِينَةً. مِنْهُمْ يَدْعُونَهَا «حَوُّوثَ يَائِيرَ (قرية يائير)» إِلَى هذَا الْيَوْمِ. هِيَ فِي أَرْضِ جِلْعَادَ" قضاة 10.
وبعض المناطق، شعوب مختلفة تدعوها باسماء مختلفة:
"9 وَالصَّيْدُونِيُّونَ يَدْعُونَ حَرْمُونَ سِرْيُونَ، وَالأَمُورِيُّونَ يَدْعُونَهُ سَنِيرَ" تثنية 3.
"12 وَدَعَا اسْمَ ذَلِكَ الْمَكَانِ «بَيْتَ إِيلَ». وَلَكِنِ اسْمُ الْمَدِينَةِ أَوَّلاً كَانَ لُوزَ." تكوين 29.

من جهة الدول السياسية:
الله يطرد الأشوريين، ويعاقبهم باحتلال مملكة بابل لهم؛ فيتحول اسم الشعب من الأشوريين، للبابليين! (عزرا 4: 9).
وبعدها يعاقب بابل عن طريق الفرس!
"18 لِذلِكَ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: هأَنَذَا أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ وَأَرْضَهُ كَمَا عَاقَبْتُ مَلِكَ أَشُّورَ" إرميا 50.
بعدها يطرد الله البابليين، عن طريق الفرس والماديين (الأكراد): (أستير 10: 2  ودانيال 6: 8، 12، 15  و8: 20)؛ فأصبحت الدولة اسمها مادي وفارس. إلى أن أتى اليونان واحتلوها، وأصبحت جزء من اليونان الكبرى:
"20 أَمَّا الْكَبْشُ الَّذِي رَأَيْتَهُ ذَا الْقَرْنَيْنِ فَهُوَ مُلُوكُ مَادِي وَفَارِسَ. 21 وَالتَّيْسُ الْعَافِي مَلِكُ الْيُونَانِ، وَالْقَرْنُ الْعَظِيمُ الَّذِي بَيْنَ عَيْنَيْهِ هُوَ الْمَلِكُ الأَوَّلُ (الذي طرد مادي وفارس)" دانيال 8.
فتغَيُّر أسماء البلدان، قد يغير أسماء الشعوب:
وهذه أمور حدثت باستمرار عبر كل التاريخ قديمًا وحديثًا. فمثلا، كان اسم السعودية "العربية" من قبل؛ وتم توحيد عدد من إماراتها، وحكمها آل سعود، فتم تسميتها على اسم آل سعود سنة 1932 بـ "المملكة العربية السعودية." فأصبح يدعا شعبها "سعودي"؛ ولم يسمى سعودي من قبل، بل عربي فقط. وقبل سنة 1921 لم يكن هناك دولة اسمها الأردن، وبالتالي لم يكن هناك شعب يسمى أردنيين. وكذلك الفلسطينيين اليوم، لم يُدعُ فلسطينيين قبل الانتداب البريطاني...إلخ. فأسماء الشعوب تتغير، لأن أسماء الدول تتغير عبر الزمن.

أصول التسمية "فلسطين" كتابيًا:

أول مرة ذكر اسم فلسطين، ذكر بالعبري باسم "فَليشِتْ" في تكوين 10، وهو فرع من سلالة حام، بن نوح. لأن الشعوب تفرعت من أولاد نوح: سام، حام، ويافث. والفلسطينيين، أصلهم من سلالة حام ليسو ساميين؛ وذلك من خلال ثاني ولد لحام "مصرايم"، أي مصر، أبو الشعب المصري:
"13 وَمِصْرَايِمُ وَلَدَ: لُودِيمَ وَعَنَامِيمَ وَلَهَابِيمَ وَنَفْتُوحِيمَ 14 وَفَتْرُوسِيمَ وَكَسْلُوحِيمَ. الَّذِينَ خَرَجَ مِنْهُمْ فِلِشْتِيمُ وَكَفْتُورِيمُ" التكوين 10.
فكلمة "فلشتيم פְּלִשְׁתִּ֔ים" تأتي من الفعل "فَلَشْ פלש"، وتعني اقتحم، احتل، سطا على مكان ليس له. ومن هنا يبدأ النظر للاسم بأنه وكأنه لعنة، وليس شيء يُفتخر به!
للتنويه، هنا نحن لا نتكلم عن فلسطينيي اليوم، بل الشعب القديم الذي حمل الاسم قديمًا. 
الحجة الأولى ضد الفلسطينيين:
وهي أن أصول الفلسطينيين، الشعب القديم، هي ليست من الأرض المقدسة، بل من منطقة ممكن أن تكون من منتصف تركيا اليوم إلى اليونان (بحسب بعض النظريات)؛ ودراسة الآثار تؤكد أنهم أتوا من اليونان. لكن المؤكد في كل الحالات، هو أن "الفلسطينيين" شعب لم يأتِ من الأرض المقدسة في الأصل. كما رأينا أعلاه، أصولهم حامية؛ أي من أراضي غرب الأرض المقدسة، شمالاً وجنوبًا:
"7 «أَلَسْتُمْ لِي كَبَنِي الْكُوشِيِّينَ يَا بَنِي إِسْرَائِيلَ، يَقُولُ الرَّبُّ؟ أَلَمْ أُصْعِدْ إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، وَالْفِلِسْطِينِيِّينَ مِنْ كَفْتُورَ، وَالأَرَامِيِّينَ مِنْ قِيرٍ؟" عاموس 9.
لكن بالرغم من أن الآية السابقة تؤكد أن أصول الفلسطينيين من كفتور، وهي جزيرة كريت في اليونان [1]. إلا أن الله يقدم لنا حقائق مهمة صاعقة من الآية:
(1) الله يشبه اليهود مثلهم مثل الكوشيين، أي أهل السودان اليوم! يذكر شعب إسرائيل، انهم بني آدم أيضًا، لا يختلفون عن أي شعب آخر من تعاملات الله التي لا تحمل موازين مزدوجة.
(2) يؤكد من الآية أن اليهود أيضًا ليسوا من الأرض المقدسة، بل أصعدهم الله من مصر. حيث كانت الرحم الذي وُلِدَ فيه شعب إسرائيل، وعاشوا فيها أكثر من أربعة مئة عام!!
(3) الله يشير أن له السلطان أن يُسَكِّن الشعوب حيثما يشاء. فكما اصعد بني إسرائيل من أرض مصر؛ كذلك هو الذي أصعد الفلسطينيين (الشعب القديم)، من كفتور. فما الفرق بين الشعبين في نظرتنا لهم اليوم إذا؛ طالما الكل مرتبط بسلطان الله؟ أليس هو الذي وضع الشعبين على الأرض أيضًا اليوم؟ ومشيئته أن يتعايشا بمساواة واحترام، وليس أن يقتتلا! وطبعًا، وضعهما في الأرض المقدسة لهدف صالح من جهة ملكوته الأبدي. لأن مشيئته دائمًا كلية الصلاح من جهة جميع الشعوب.
الحجة الثانية ضد الفلسطينيين:
هي أن الفلسطينيين في كتاب العهد القديم، كانوا معظم الوقت شعب مُحارب لشعب إسرائيل! لكن مع أن هذا صحيح؛ لكن أيضًا نرى أنه دخل الكثير منهم تحت عهد إله شعب إسرائيل! داود احتمى عند الفلسطينيين وهو هاربًا من الملك شاول في مدينة جت؛ نفس المدينة التي خرج منها جليات الجبار الذي حاربه داود (1 صموئيل 21: 10)! وكانت له علاقة طيبة مع لأخيش ملك جت، وأقام فيها سنة وأربع أشهر. انضم أيضًا أناس كثيرين من الفلسطينيين الجتيين إلى عهد إله إسرائيل، مثل إتاي الجتي، وكانو جزء من الست مئة رجل الذين حابوا مع داود (2 صموئيل 15: 18-20). تابوت عهد الرب بات في بيت عوبيد أدوم الجتي، الآتي من أصول فلسطينية، ثلاثة أشهر؛ وبارك الرب بيته بسبب هذا (1 أخبار 13: 13-14).
لنلقي نظرة على هذا الآيات الإلهية النبوية، التي تظهر كيف الله يخطط لافتداء الفلسطينيين، باسمهم؛ ليكونوا كجزء من شعب الرب!
"6 وَيَسْكُنُ فِي أَشْدُودَ زَنِيمٌ (زناة، الكلمة تصفهم كشعب عديم الأخلاق)، وَأَقْطَعُ كِبْرِيَاءَ الْفِلِسْطِينِيِّينَ. 7 وَأَنْزِعُ دِمَاءَهُ مِنْ فَمِهِ، وَرِجْسَهُ مِنْ بَيْنِ أَسْنَانِهِ (أنزع عبادته للوثن وأكله لذبائحه)، فَيَبْقَى هُوَ أَيْضًا لإِلهِنَا، وَيَكُونُ كَأَمِيرٍ فِي يَهُوذَا، وَعَقْرُونُ كَيَبُوسِيٍّ" زكريا 9.
نرى من النص، أن الله يشبه فداء الفلسطينيين (الشعب القديم)؛ ويقول أنه سيصبح كأمير في يهوذا، أي مثله مثل شعب إسرائيل، باسمه الفلسطيني؛ وأهل عقرون (وهي أحد إمارات الفلسطينيين الخمسة)، سيصبحون كاليبوسيين. مما يعني أنه حتى الشعب اليبوسي الذي حاربه داود، الله افتداه، وأصبح تحت عهد إله إسرائيل!
فاليبوسيين هم أحد الشعوب التي أمر الرب بطردها من الأرض (خروج 33: 2  وتثنية 7: 1).
حاربهم سبط يهوذا، لكن لم يقووا عليهم، فسكنوا معهم (يشوع 15: 63)؛ وأيضًا سبط بنيامين سكن معهم (قضاة 1: 21).
ونعلم عن اليبوسيين قبل افتداءهم، من خلال قصة الرجل اللاوي؛ عندما اقترب من أورشليم وقارب النهار من الانتهاء، رفض أن ينزل عند اليبوسيين، لأنه اعتبرهم غرباء: "لا نميل إلى مدينة غريبة" (قضاة 19: 12).
أراد داود مقاتلهم، لكنه لم يفعل (2 صموئيل 5: 8). ويبدو أن الله ضم اليبوسيين إلى شعب الرب، تحت عهد إله إسرائيل، من خلال علاقتهم بالملك داود. فوهب أرنان اليبوسي حقله ليُبنى عليه هيكل للرب، بعدما اختار ملاك الرب ذلك الحقل (2 صموئيل 24: 16-18). 
فنجد أن الله يضرب المثل فيهم، في آية زكريا 9: 7، أعلاه: "فَيَبْقَى (الفلسطيني).. كَأَمِيرٍ فِي يَهُوذَا.. وَعَقْرُونُ كَيَبُوسِيٍّ"! أي كما أن الفلسطينيين سيصبحون أمراء في يهوذا، كذلك عقرون (وهي أحد إمارات الفلسطينيين)، ستصبح كاليبوسي! مما يدل أن اليبوسي أصبحت مكانته كيهوذا؛ أهم سبط من أسباط إسرائيل! والآية تستخدم أسلوب أدبي، يُستخدم في الكتاب المقدس، يسمى بالمفارقة المتجانسة (Synonymous Parallelism)؛ أي أن الآية تخبرنا أن كلمة "الفلسطيني" موازية لكلمة "عقرون"؛ وكلمة "يهوذا" موازية لكلمة "اليبوسي"!! حتى أن الوحي لا يقل أن الفلسطيني سيكون كأحد أفراد سبط يهوذا فقط؛ بل كأمير، أي كأسمى شخص من سبط يهوذا!!! أليس هذا يجعلنا نمجد إلهنا العظيم على فداءه للإنسان والشعوب وأيضًا لأسمائها.

تطبيق ما سبق على الأراضي المقدسة:

نعلم أن إسم الأرض المقدسة على زمن المسيح، كان "أرض إسرائيل":
"20 قَائِلاً: «قُمْ وَخُذِ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَاذْهَبْ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ، لأَنَّهُ قَدْ مَاتَ الَّذِينَ كَانُوا يَطْلُبُونَ نَفْسَ الصَّبِيِّ». 21 فَقَامَ وَأَخَذَ الصَّبِيَّ وَأُمَّهُ وَجَاءَ إِلَى أَرْضِ إِسْرَائِيلَ" متى 2
ونسبة لأرض إسرائيل، هناك تسمية إسرائيلي:
"47 وَرَأَى يَسُوعُ نَثَنَائِيلَ مُقْبِلاً إِلَيْهِ، فَقَالَ عَنْهُ: «هُوَذَا إِسْرَائِيلِيٌّ حَقًّا لاَ غِشَّ فِيهِ»." يوحنا 1 (وتكررت هذه التسمية على الأرق 9 مرات إضافية في العهد الجديد).
ونعلم أن الله سمح بأن يحيى اسم دولة إسرائيل من جديد سنة 1948 وإقيمت هذه الدولة. وبناء على هذا، لن أخجل من تسميتها بـ "إسرائيل"، بل العكس تمامًا، إذا سميتها فلسطين، فهذا، من ناحية كتابية، يُعتبر تمرد على سلطان الله.
ونرى أن أيضًا تسمية فلسطين، هي تسمية موجودة لقسم من الأرض عبر الأزمنة القديمة والحديثة؛ قسم مشابه لقطاع غزة اليوم. ونعرف أيضًا أن الامبراطور هدريان سنة 132 ميلادية، غير اسم الأرض  من أرض إسرائيل إلى أرض فلسطين. وذلك أولا، نكاية في اليهود، بعد قمعه لثورة بارك كوخبا اليهودية ضد الدولة الرومانية؛ في السنوات 132-136 م (en.wikipedia.org/wiki/Timeline_of_the_name_Palestine). 
وثانيًا، لأن الشعب الفلسطيني كانت أصوله يونانية، فاستخدم اسم فلسطين الشعب الذي عاداهم كإعلان قاهر لهم؛ وأيضًا أنه سيضمها لمقاطعة اليونان، ليستبدل بها إسم شعب إسرائيل.
لكن مع كل هذا، أرى أن الله سمح ببقاء الشعب الفلسطيني فيها، وسمح بأقامة كيان لدولة فلسطين بعد اتفاقية أوسلو سنة 1993، على جزء آخر من الأرض المقدسة. لذلك لن أخجل أيضًا من تسمية الأراضي الفلسطينية، بفلسطين؛ احترامًا لسلطان الله.
(وأيضًا بناء على مقال بعنوان: "سلطان الله على توزيع الشعوب وحدود الدول")

إذا نتعلم من هذا المقال أن إسم "فلسطين" هو ليس اسمًا شيطانيًا، بل دعي على هذا الشعب من قبل المسيح شخصيًا. والله طالما لم يغير اسم الشعب الفلسطيني، فسيفتديه؛ ويجعل شعبنا الفلسطيني جزء من جسد المسيح وكأمير في شعب الرب بنعمة الله. ويرجع الفلسطيني واليهودي لأحضان المسيح؛ بهذا نؤمن ولهذا الرجاء نخدم في الأرض الطيبة المقدسة، ليتمجد المسيح في كل شيء.

[1] وذلك بحسب دراسة أواني الفخار في المدن الخمسة للفلسطينيين: أشدود، أشقلون، عقرون، جت، وغزة؛ المطابقة لطريقة عمل نفس الأواني في جزيرة كريت (بالرغم من أن بعض النظريات غير المبرهنة، تقول أن أصولهم قد تكون من غرب تركيا إلى اليونان اليوم). في الآثار، وجدوا في مدينة أشدود الأثرية، أن طريقة عمل الفخار مطابقة لجزيرة كريت اليونانية. لكنه كان مصنوعًا من فخار محلي، أي من الأرض المقدسة. مما يبرهن أنه صنع محليًا، وبنفس الطريقة، ولم يكن مستوردًا. مما يدل أن الفلسطينيين وسكان كريت، هم نفس الشعب.
Who Were the Philistines, and Where Did They Come From?" (biblicalarchaeology.org)"

القدس - 14/ 06/ 2025
باسم أدرنلي
 

75 مشاهدة