كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات نحميا

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
7: 13

الآيات:  "13  بَنُو زَتُّو ثَمَانُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ"
مقارنة مع عزرا 2 "8  بَنُو زَتُّو تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ"
الاعتراض: كيف يقول عزرا أن  الراجعين من السبي، من بني زتو، هم 945 شخص، ونحميا يقول أنهم 845!!! أليس هذا تناقض واضح؟؟
الرد:  لكي نرد على الاعتراض، نحتاج أن نوضح عن ماذا يتكلم عزرا 2  وعن ماذا يتكلم نحميا 7 :
أولا: عزرا 2، حدث عند عودة القسم الأول من المسبيين، سنة 537 ق. م. على وقت الملك كورش، لبناء الهيكل الذي أخذ بنائه 22 عام.  أما أصحاح نحميا 7، فحدث بعد عزرا 2، بحوالي 90 عامًا، سنة 444 ق. م. [1] على وقت الملك أرتحشستا، حينما بادر نحميا ببناء سور أورشليم المنهدم [2]. فهناك تباعد زمني يقارب القرن بين الاثنين، وهذا الأمر يجب أن يُؤخذ في الحسبان عندما نريد أن نجري أية مقارنة بينهما!! 
ثانيًا: إن عزرا قد قام بإحصاء الذين رجعوا من بني زتو، وقال 945 شخص. وذلك العد هو ليس بحسب وثيقة رسمية من مملكة فارس أو من قيادة الشعب؛ بل بحسب إحصاء عزرا الشخصي للذين رجعوا مع أشخاص معينين مذكورين في الآية، لأورشليم؛  حيث قال: 
"1 وَهؤُلاَءِ هُمْ بَنُو الْكُورَةِ الصَّاعِدُونَ مِنْ سَبْيِ الْمَسْبِيِّينَ، الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ، وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ 2 الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابَلَ، يَشُوعُ، نَحَمْيَا، سَرَايَا، رَعْلاَيَا، مُرْدَخَايُ، بِلْشَانُ، مِسْفَارُ، بِغْوَايُ، رَحُومُ، بَعْنَةَ. عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ:" عزرا 2. أي قائمة الذين رجعوا فعلا لأورشليم.
أما نحميا فيورد أسماء العائدين المدرجة في قائمة الانتساب الرسمية (غير معروف هل هي قائمة فارسية حكومية أم عبرية نهائية)، وذلك بقوله: 
" 5  فَأَلْهَمَنِي إِلهِي أَنْ أَجْمَعَ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَالشَّعْبَ لأَجْلِ الانْتِسَابِ. فَوَجَدْتُ سِفْرَ انْتِسَابِ الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً وَوَجَدْتُ مَكْتُوبًا فِيهِ".  
فإذا لاحظت أخي القارئ العبارة التي قالها نحميا: "فوجدت سفر الانتساب الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً". إذًا نحميا هنا يورد ما هو مكتوب في سفر الانتساب، ولأول فوج (من كلمة "أولاً").  أي في الوثيقة الرسمية للقائمة الأولى من العائدين؛ وعزرا قد قام بإحصاء العائدين بشكل فعلي وشخصي ليعرف كم من الشعب رجع.  والسبب بسيط، هو أن عزرا كاهن وليس رجل دولة أو قانون أو سياسة، فمن الطبيعي أن تكون قوائمه محصاة بشكل بدائي وشخصي، فتكون مختلفة عن وثائق الدولة الرسمية.  أما نحميا، فهو رجل يعيش في البلاط الملكي، يعرف في القانون والسياسة؛ لذلك قام بفحص قائمة العائدين بحسب ما هو مكتوب في القوائم الحكومية وليس بناء على إحصائه الشخصي كما فعل عزرا، ولا بحسب أحصاء عزرا.  نرى أيضًا هذه السمة في خبرة نحميا السياسية والقانونية في نفس الآية، حيث يرينا ان نحميا أراد أن يعمل سفر انتساب آخر، حيث قال: " فَأَلْهَمَنِي إِلهِي أَنْ أَجْمَعَ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَالشَّعْبَ لأَجْلِ الانْتِسَابِ"، وهذا لم يُذكر عما فعله عزرا أيضًا.  فممكن أن يكون هناك أشخاص قرروا أن يرجعوا في آخر لحظة، ولم يكونوا مكتوبين في القائمة الرسمية! 
فهناك احتمالات كثيرة، لكن المؤكد في الموضوع، هو أنه لا يوجد أي تناقض بين قائمتي عزرا ونحميا، طالما عزرا لا يذكر العدد بحسب نفس المصدر (قائمة الانتساب).  فلو قال عزرا، "فوجدت سفر الانتساب" أو "فكتبنا هذا في سفر الانتساب" ويقول فيه كذا وكذا، ويُظهر اختلاف مع نحميا، عندها يكون هناك تناقض أكيد!!  لأن كلاهما يرجعان لما هو مكتوب في نفس المصدر - سفر الانتساب.  أو إذا قال نحميا هذه القوائم التي عادت من السبي بحسب ما دونه عزرا، وكان هناك اختلاف في الأعداد، عندها يكون فعلا هناك تناقض؛ لأن كلاهما يرجعان لنفس القائمة والمصدر. لكن طالما لا يرجعان لنفس المصدر، لا تناقض بينهما.  
مثل عرض مسرحي، عندما تحصي عدد التذاكر الرسمية التي بيعت، وعدد الأشخص الفعليين الذين في القاعة؛ ستجد في معظم الأحيان اختلافًا بين القائمة الرسمية وعدد الحضور الفعلي. وهذا لا يعتبر تناقض، لأنك لا ترجع فيه لنفس المصدر في العد. 
* جدير بالذكر أيضًا أنه ممكن أن يكون هناك عدة قوائم انتساب قام بإحصائها عدة أشخاص في نفس الوقت، وليس قائمة واحدة (راجع مثلا  2 أخبار 12: 15). 
ثالثًا: أيضًا كون هناك حوالي 17 اختلاف بديهي بين قائمتا عزرا 2  ونحميا 7، دون أن يجري بها اليهود أي تغيير على مر العصور، هذا أكبر دليل على مصداقية الوحي وأمانة اليهود في حفظه كما هو، دون أي تلاعب.
باسم ادرنلي

[1] Dates are according to: http://biblehub.com/timeline/  in Jan. 25th, 2016.

[2] إن نحميا كان ساقي للملك، لكن الساقي في ذلك الوقت، ممكن أن يشركه الملك في الاستشارة الملكية أيضًا، وهو يكون عادة، رجل ذات مستوى سياسي وفكري كبير.