الآيات: "6 وَكُلُّ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ أَعَانُوهُمْ بِآنِيَةِ فِضَّةٍ وَبِذَهَبٍ وَبِأَمْتِعَةٍ وَبِبَهَائِمَ وَبِتُحَفٍ، فَضْلاً عَنْ كُلِّ مَا تُبُرِّعَ بِهِ. 7 وَالْمَلِكُ كُورَشُ أَخْرَجَ آنِيَةَ بَيْتِ الرَّبِّ الَّتِي أَخْرَجَهَا نَبُوخَذْنَاصَّرُ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَعَلَهَا فِي بَيْتِ آلِهَتِهِ. 8 أَخْرَجَهَا كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ عَنْ يَدِ مِثْرَدَاثَ الْخَازِنِ، وَعَدَّهَا لِشِيشْبَصَّرَ رَئِيسِ يَهُوذَا. 9 وَهذَا عَدَدُهَا: ثَلاَثُونَ طَسْتًا مِنْ ذَهَبٍ، وَأَلْفُ طَسْتٍ مِنْ فِضَّةٍ، وَتِسْعَةٌ وَعِشْرُونَ سِكِّينًا، 10 وَثَلاَثُونَ قَدَحًا مِنْ ذَهَبٍ، وَأَقْدَاحُ فِضَّةٍ مِنَ الرُّتْبَةِ الثَّانِيَةِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَعَشَرَةٌ، وَأَلْفٌ مِنْ آنِيَةٍ أُخْرَى. 11 جَمِيعُ الآنِيَةِ مِنَ الذَّهَبِ وَالْفِضَّةِ خَمْسَةُ آلاَفٍ وَأَرْبَعُ مِئَةٍ. الْكُلُّ أَصْعَدَهُ شِيشْبَصَّرُ عِنْدَ إِصْعَادِ السَّبْيِ مِنْ بَابِلَ إِلَى أُورُشَلِيمَ."
الاعتراض: كيف لا يعرف إلهكم حساب بسيط!! فعدد الأواني: طستًا (1030)، سكينًا (29)، قدحًا (440)، آنية أخرى (1000)؛ المجموع = 2499؛ فكيف يقول في عدد 11 أن عدد الأواني هو 5400 !!؟؟
الرد: واضح جدًا أن الناقد لم يقرأ جيدًا النص وسياقه!! فالنص ينقل مصدرين من الأواني:
الأول، أواني تبرع بها اليهود الذين في بابل:
هو أواني قام بالتبرع بها المسبيُّون إلى بابل، لبيت الرب الذي في أورشليم؛ وذلك نراه في عدد 4: "وَكُلُّ مَنْ بَقِيَ فِي أَحَدِ الأَمَاكِنِ حَيْثُ هُوَ مُتَغَرِّبٌ فَلْيُنْجِدْهُ أَهْلُ مَكَانِهِ بِفِضَّةٍ وَبِذَهَبٍ وَبِأَمْتِعَةٍ وَبِبَهَائِمَ مَعَ التَّبَرُّعِ لِبَيْتِ الرَّبِّ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ" (أي أعطوا الذاهبين لبناء هيكل الرب في أورشليم، فضة وذهب وأمتعة وبهائم؛ بالإضافة إلى أواني لبيت الرب هناك). وأيضًا نراه في عدد 6 أعلاه: "وَكُلُّ الَّذِينَ حَوْلَهُمْ أَعَانُوهُمْ بِآنِيَةِ فِضَّةٍ وَبِذَهَبٍ وَبِأَمْتِعَةٍ وَبِبَهَائِمَ وَبِتُحَفٍ، فَضْلاً عَنْ كُلِّ مَا تُبُرِّعَ بِهِ"، أي "بالإضافة لكل ما تبرع به اليهود وغير هم في السبي."
الثاني، أواني سباها نبوخذناصَّر من أورشليم:
هي الأواني التي قام البابليين بسبيها من هيكل أورشليم، قبل هذا الحدث بحوالي. نراها في عدد 7 "وَالْمَلِكُ كُورَشُ أَخْرَجَ آنِيَةَ بَيْتِ الرَّبِّ الَّتِي أَخْرَجَهَا نَبُوخَذْنَاصَّرُ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَعَلَهَا فِي بَيْتِ آلِهَتِهِ."
فأي من المصدرين ينقل العد المُدرج في اعتراض المعترض؟؟
نرى أن المعترض يدرج العد الذي شمل الأواني التي أخذها معه نبوخذناصَّر من أورشليم فقط (قبلها بـ 51 سنة – 2 ملوك 25: 14-15 [1])!! والنص يؤكد على هذا بأقصى درجات الوضوح:
" وَالْمَلِكُ كُورَشُ أَخْرَجَ آنِيَةَ بَيْتِ الرَّبِّ الَّتِي أَخْرَجَهَا نَبُوخَذْنَاصَّرُ مِنْ أُورُشَلِيمَ وَجَعَلَهَا فِي بَيْتِ آلِهَتِهِ. 8 .. وَعَدَّهَا لِشِيشْبَصَّرَ (وهو نفس الوالي زروبابل – 3: 2 و8) رَئِيسِ يَهُوذَا. 9 وَهذَا عَدَدُهَا: ...."
إذا هذا عدد الأواني الخارجة من أورشليم مع السبي فقط!! فماذا عن باقي الأواني التي ذكرها في عدد 6: "فَضْلاً عَنْ كُلِّ مَا تُبُرِّعَ بِهِ"؟
طبعًا يضيفها على القائمة المتبرع بها، ويعطينا المجموع الكلي وهو 5400. فكونه عد الأواني التي أخرجت من أورشليم بدقة متناهية (وهي القائمة الأهم)، وبعدها أعطانا العدد الكلي – 5400؛ لا داعي لإدراج تفاصيل الأواني التي تبرع بها اليهود في بابل أيضًا!
فلا يوجد أي ذرة تناقض ولا عدم منطقية في النص.
باسم أدرنلي
Dates are according to: (http://biblehub.com/timeline/) From Jan. 25th, 2024. [1]
الآيات: "5 بَنُو آرَحَ سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَسَبْعُونَ"
مقارنة مع نحميا 7 "10 بَنُو آرَحَ سِتُّ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَخَمْسُونَ"
الاعتراض: كيف يقول عزرا أن الراجعين من السبي، من بني آرح، هم 775 شخص، ونحميا يقول أنهم 652!!! أليس هذا تناقض واضح بين العدين؟؟
الرد: لكي نرد على الاعتراض، نحتاج أن نوضح عن ماذا يتكلم عزرا 2، وعن ماذا يتكلم نحميا 7:
أولا: عزرا 2، حدث عند عودة قسم من المسبيين، سنة 537 ق. م. على وقت الملك كورش، لبناء الهيكل الذي أخذ بنائه 22 عامًا. أما أصحاح نحميا 7، فحدث بعد عزرا 2، بحوالي 90 عامًا، سنة 444 ق. م. [1]؛ على وقت الملك أرتحشستا، حينما بادر نحميا ببناء سور أورشليم المنهدم [2]. فهناك تباعد زمني يقارب القرن بين الاثنين. وهذا الأمر بالعكس تمامًا، يجب أن يجعل العدين مختلفين في مدة طويلة مثل هذه؛ ولذلك يكرر الوحي العد وإدراج الأنسال من وقت لآخر، لأنه من الطبيعي أن يختلف مع الوقت!!
ثانيًا: إن المؤكد في الموضوع، كما رأينا في النقطة السابقة؛ هو أنه لا يوجد أي تناقض بين قائمتي عزرا ونحميا، طالما عزرا لا يذكر العدد بحسب نفس المصدر (قائمة الانتساب):
" فَوَجَدْتُ سِفْرَ انْتِسَابِ الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً" نحميا 7: 5.
فلو قال عزرا: "فكتبنا هذا في سفر الانتساب"، ويقول فيه كذا وكذا ويُظهر اختلاف مع نحميا الذي أشار لنفس المصدر: "سفر الأنتساب"؛ عندها يكون هناك تناقض أكيد!! لأن كلاهما يرجعان لما هو مكتوب في نفس المصدر - سفر الانتساب. أو إذا قال نحميا هذه القوائم التي عادت من السبي بحسب ما دونه عزرا، وكان هناك اختلاف في الأعداد، عندها يكون فعلا هناك تناقض. فلأن كلاهما لا يرجعان لنفس القائمة والمصدر، لا تناقض بينهما.
مثال: لو أخذنا عدين للحضور في عرض مسرحي؛ عد لعدد التذاكر الرسمية التي بيعت، وعدد الأشخص الفعليين الذين في القاعة الذين حضروا العرض. ستجد أحيانًا اختلافًا بين القائمة الرسمية وعدد الحضور الفعلي. بسبب أناس تشتري تذاكر ولا تحضر؛ وعمال مثلا في المسرح يُدْخلوا أصدقاء لهم، دون أن يشتروا تذاكر...إلخ. والعدان لا يعتبران متناقضان؛ لأنك لا ترجع بهما لنفس المصدر في العد: عدد التذاكر التي بيعت؛ مقابل عدد الناس الفعليين الذين حضروا.
ثالثًا: أيضًا كون هناك حوالي 17 اختلاف بديهي بين قائمتي عزرا 2، ونحميا 7؛ دون أن يجري بهما لا اليهود أو المسيحيون أي تغيير على مر كل العصور. هذا أكبر دليل على مصداقية الوحي وأمانة اليهود والمسيحيين في حفظه كما هو، دون أي تعديل أو تغيير.
شرح موسع:
إن عزرا قد قام بعد جميع الحمائل التي رجعت في الدفعة الأولى من السبي. وذلك العد هو ليس بحسب وثيقة رسمية من مملكة فارس أو من قيادة الشعب؛ بل بحسب إحصاء عزرا الشخصي الفعلي للذين رجعوا مع أشخاص معينين مذكورين في الآية، لأورشليم سنة 537 ق.م.؛ حيث قال:
"1 وَهؤُلاَءِ هُمْ بَنُو الْكُورَةِ الصَّاعِدُونَ مِنْ سَبْيِ الْمَسْبِيِّينَ، الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ، وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ 2 الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابَلَ، يَشُوعُ، نَحَمْيَا (نحميا آخر، ليس المذكور في سفر نحميا)، سَرَايَا، رَعْلاَيَا، مُرْدَخَايُ، بِلْشَانُ، مِسْفَارُ، بِغْوَايُ، رَحُومُ، بَعْنَةَ. عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ:" عزرا 2.
أي قائمة الذين رجعوا فعلا لأورشليم.
أما نحميا فيورد أسماء العائدين المدرجة في قائمة الانتساب الرسمية (غير معروف هل هي قائمة فارسية حكومية أم عبرية نهائية)، المدونة سنة 444 ق.م.، وذلك بقوله:
" 5 فَأَلْهَمَنِي إِلهِي أَنْ أَجْمَعَ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَالشَّعْبَ لأَجْلِ الانْتِسَابِ. فَوَجَدْتُ سِفْرَ انْتِسَابِ الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً وَوَجَدْتُ مَكْتُوبًا فِيهِ". نحميا 7.
فإذا لاحظت أخي القارئ العبارة التي قالها نحميا: "فوجدت سفر الانتساب الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً". إذًا نحميا هنا يورد ما هو مكتوب في سفر الانتساب، ولأول فوج (من كلمة "أولاً"). أي في الوثيقة الرسمية للقائمة الأولى من العائدين؛ وعزرا قد قام بإحصاء العائدين بشكل فعلي وشخصي ليعرف كم من الشعب رجع وسكن. والسبب بسيط، هو أن عزرا كاهن وليس رجل دولة أو قانون أو سياسة، فمن الطبيعي أن تكون قوائمه محصاة بشكل بدائي وشخصي؛ وممكن أن تكون مختلفة عن وثائق الدولة الرسمية. أما نحميا، فهو رجل يعيش في البلاط الملكي، يعرف في القانون والسياسة؛ لذلك قام بفحص قائمة العائدين بحسب ما هو مكتوب في القوائم الحكومية وليس بناء على إحصائه الشخصي كما فعل عزرا، ولا بحسب أحصاء عزرا. نرى أيضًا هذه السمة في خبرة نحميا السياسية والقانونية في نفس الآية، حيث يرينا ان نحميا أراد أن يعمل سفر انتساب آخر. حيث قال: "فَأَلْهَمَنِي إِلهِي أَنْ أَجْمَعَ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَالشَّعْبَ لأَجْلِ الانْتِسَابِ"؛ وهذا لم يُذكر عما فعله عزرا. فممكن أن يكون هناك أشخاص قرروا أن يرجعوا في آخر لحظة، ولم يكونوا مكتوبين في القائمة الرسمية! وهناك مؤكد أشخاص رجعوا، وعندما رأوا وضع أورشليم، تركوا سريعًا لمكان آخر؛ غير أورشليم ويهوذا (لا ننسى أنه إحصاء فقط للذين سكنوا في أورشليم ويهوذا؛ عزرا 2: 1 ونحميا 7: 6).
جدير بالذكر أيضًا أنه ممكن أن يكون هناك عدة قوائم انتساب قام بإحصائها عدة أشخاص في نفس الوقت، وليس قائمة واحدة (راجع مثلا، 2 أخبار 12: 15).
باسم أدرنلي
[1] Dates are according to: http://biblehub.com/timeline/ in Jan. 25th, 2024.
[2] إن نحميا كان ساقي للملك، لكن الساقي في ذلك الوقت، ممكن أن يشركه الملك في الاستشارة الملكية أيضًا، وهو يكون عادة، رجل ذات مستوى سياسي وفكري كبير.
الآيات: "6 بَنُو فَحَثَ مُوآبَ مِنْ بَنِي يَشُوعَ وَيُوآبَ أَلْفَانِ وَثَمَانُ مِئَةٍ وَاثْنَا عَشَرَ"
مقارنة مع نحميا 7 "11 بَنُو فَحَثَ مُوآبَ مِنْ بَنِي يَشُوعَ وَيُوآبَ أَلْفَانِ وَثَمَانُ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةَ عَشَرَ "
الاعتراض: كيف يقول عزرا أن الراجعين من السبي، من بني فحثَ موآب من بني يشوع ويوآب، هم 2812 شخص، ونحميا يقول أنهم 1218!!! أليس هذا تناقض واضح بين العدين؟؟
الرد: لكي نرد على الاعتراض، نحتاج أن نوضح عن ماذا يتكلم عزرا 2، وعن ماذا يتكلم نحميا 7:
أولا: عزرا 2، حدث عند عودة قسم من المسبيين، سنة 537 ق. م. على وقت الملك كورش، لبناء الهيكل الذي أخذ بنائه 22 عامًا. أما أصحاح نحميا 7، فحدث بعد عزرا 2، بحوالي 90 عامًا، سنة 444 ق. م. [1]؛ على وقت الملك أرتحشستا، حينما بادر نحميا ببناء سور أورشليم المنهدم [2]. فهناك تباعد زمني يقارب القرن بين الاثنين. وهذا الأمر بالعكس تمامًا، يجب أن يجعل العدين مختلفين في مدة طويلة مثل هذه؛ ولذلك يكرر الوحي العد وإدراج الأنسال من وقت لآخر، لأنه من الطبيعي أن يختلف مع الوقت!!
ثانيًا: إن المؤكد في الموضوع، كما رأينا في النقطة السابقة؛ هو أنه لا يوجد أي تناقض بين قائمتي عزرا ونحميا، طالما عزرا لا يذكر العدد بحسب نفس المصدر (قائمة الانتساب):
" فَوَجَدْتُ سِفْرَ انْتِسَابِ الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً" نحميا 7: 5.
فلو قال عزرا: "فكتبنا هذا في سفر الانتساب"، ويقول فيه كذا وكذا ويُظهر اختلاف مع نحميا الذي أشار لنفس المصدر: "سفر الأنتساب"؛ عندها يكون هناك تناقض أكيد!! لأن كلاهما يرجعان لما هو مكتوب في نفس المصدر - سفر الانتساب. أو إذا قال نحميا هذه القوائم التي عادت من السبي بحسب ما دونه عزرا، وكان هناك اختلاف في الأعداد، عندها يكون فعلا هناك تناقض. فلأن كلاهما لا يرجعان لنفس القائمة والمصدر، لا تناقض بينهما.
مثال: لو أخذنا عدين للحضور في عرض مسرحي؛ عد لعدد التذاكر الرسمية التي بيعت، وعدد الأشخص الفعليين الذين في القاعة الذين حضروا العرض. ستجد أحيانًا اختلافًا بين القائمة الرسمية وعدد الحضور الفعلي. بسبب أناس تشتري تذاكر ولا تحضر؛ وعمال مثلا في المسرح يُدْخلوا أصدقاء لهم، دون أن يشتروا تذاكر...إلخ. والعدان لا يعتبران متناقضان؛ لأنك لا ترجع بهما لنفس المصدر في العد: عدد التذاكر التي بيعت؛ مقابل عدد الناس الفعليين الذين حضروا.
ثالثًا: أيضًا كون هناك حوالي 17 اختلاف بديهي بين قائمتي عزرا 2، ونحميا 7؛ دون أن يجري بهما لا اليهود أو المسيحيون أي تغيير على مر كل العصور. هذا أكبر دليل على مصداقية الوحي وأمانة اليهود والمسيحيين في حفظه كما هو، دون أي تعديل أو تغيير.
شرح موسع:
إن عزرا قد قام بعد جميع الحمائل التي رجعت في الدفعة الأولى من السبي. وذلك العد هو ليس بحسب وثيقة رسمية من مملكة فارس أو من قيادة الشعب؛ بل بحسب إحصاء عزرا الشخصي الفعلي للذين رجعوا مع أشخاص معينين مذكورين في الآية، لأورشليم سنة 537 ق.م.؛ حيث قال:
"1 وَهؤُلاَءِ هُمْ بَنُو الْكُورَةِ الصَّاعِدُونَ مِنْ سَبْيِ الْمَسْبِيِّينَ، الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ، وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ 2 الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابَلَ، يَشُوعُ، نَحَمْيَا (نحميا آخر، ليس المذكور في سفر نحميا)، سَرَايَا، رَعْلاَيَا، مُرْدَخَايُ، بِلْشَانُ، مِسْفَارُ، بِغْوَايُ، رَحُومُ، بَعْنَةَ. عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ:" عزرا 2.
أي قائمة الذين رجعوا فعلا لأورشليم.
أما نحميا فيورد أسماء العائدين المدرجة في قائمة الانتساب الرسمية (غير معروف هل هي قائمة فارسية حكومية أم عبرية نهائية)، المدونة سنة 444 ق.م.، وذلك بقوله:
" 5 فَأَلْهَمَنِي إِلهِي أَنْ أَجْمَعَ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَالشَّعْبَ لأَجْلِ الانْتِسَابِ. فَوَجَدْتُ سِفْرَ انْتِسَابِ الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً وَوَجَدْتُ مَكْتُوبًا فِيهِ". نحميا 7.
فإذا لاحظت أخي القارئ العبارة التي قالها نحميا: "فوجدت سفر الانتساب الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً". إذًا نحميا هنا يورد ما هو مكتوب في سفر الانتساب، ولأول فوج (من كلمة "أولاً"). أي في الوثيقة الرسمية للقائمة الأولى من العائدين؛ وعزرا قد قام بإحصاء العائدين بشكل فعلي وشخصي ليعرف كم من الشعب رجع وسكن. والسبب بسيط، هو أن عزرا كاهن وليس رجل دولة أو قانون أو سياسة، فمن الطبيعي أن تكون قوائمه محصاة بشكل بدائي وشخصي؛ وممكن أن تكون مختلفة عن وثائق الدولة الرسمية. أما نحميا، فهو رجل يعيش في البلاط الملكي، يعرف في القانون والسياسة؛ لذلك قام بفحص قائمة العائدين بحسب ما هو مكتوب في القوائم الحكومية وليس بناء على إحصائه الشخصي كما فعل عزرا، ولا بحسب أحصاء عزرا. نرى أيضًا هذه السمة في خبرة نحميا السياسية والقانونية في نفس الآية، حيث يرينا ان نحميا أراد أن يعمل سفر انتساب آخر. حيث قال: "فَأَلْهَمَنِي إِلهِي أَنْ أَجْمَعَ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَالشَّعْبَ لأَجْلِ الانْتِسَابِ"؛ وهذا لم يُذكر عما فعله عزرا. فممكن أن يكون هناك أشخاص قرروا أن يرجعوا في آخر لحظة، ولم يكونوا مكتوبين في القائمة الرسمية! وهناك مؤكد أشخاص رجعوا، وعندما رأوا وضع أورشليم، تركوا سريعًا لمكان آخر؛ غير أورشليم ويهوذا (لا ننسى أنه إحصاء فقط للذين سكنوا في أورشليم ويهوذا؛ عزرا 2: 1 ونحميا 7: 6).
جدير بالذكر أيضًا أنه ممكن أن يكون هناك عدة قوائم انتساب قام بإحصائها عدة أشخاص في نفس الوقت، وليس قائمة واحدة (راجع مثلا، 2 أخبار 12: 15).
باسم أدرنلي
[1] Dates are according to: http://biblehub.com/timeline/ in Jan. 25th, 2024.
[2] إن نحميا كان ساقي للملك، لكن الساقي في ذلك الوقت، ممكن أن يشركه الملك في الاستشارة الملكية أيضًا، وهو يكون عادة، رجل ذات مستوى سياسي وفكري كبير.
الآيات: "8 بَنُو زَتُّو تِسْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ"
مقارنة مع نحميا 7 "13 بَنُو زَتُّو ثَمَانُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَأَرْبَعُونَ"
الاعتراض: كيف يقول عزرا أن الراجعين من السبي، من بني زتو، هم 945 شخص، ونحميا يقول أنهم 845!!! أليس هذا تناقض واضح؟؟
الرد: لكي نرد على الاعتراض، نحتاج أن نوضح عن ماذا يتكلم عزرا 2 وعن ماذا يتكلم نحميا 7 :
أولا: عزرا 2، حدث عند عودة قسم من المسبيين، سنة 537 ق. م. على وقت الملك كورش، لبناء الهيكل الذي أخذ بنائه 22 عامًا. أما أصحاح نحميا 7، فحدث بعد عزرا 2، بحوالي 90 عامًا، سنة 444 ق. م. [1]؛ على وقت الملك أرتحشستا، حينما بادر نحميا ببناء سور أورشليم المنهدم [2]. فهناك تباعد زمني يقارب القرن بين الاثنين. وهذا الأمر بالعكس تمامًا، يجب أن يجعل العدين مختلفين في مدة طويلة مثل هذه؛ ولذلك يكرر الوحي العد وإدراج الأنسال من وقت لآخر، لأنه من الطبيعي أن يختلف مع الوقت!!
ثانيًا: إن المؤكد في الموضوع، كما رأينا في النقطة السابقة؛ هو أنه لا يوجد أي تناقض بين قائمتي عزرا ونحميا، طالما عزرا لا يذكر العدد بحسب نفس المصدر (قائمة الانتساب):
" فَوَجَدْتُ سِفْرَ انْتِسَابِ الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً" نحميا 7: 5.
فلو قال عزرا: "فكتبنا هذا في سفر الانتساب"، ويقول فيه كذا وكذا ويُظهر اختلاف مع نحميا الذي أشار لنفس المصدر: "سفر الأنتساب"؛ عندها يكون هناك تناقض أكيد!! لأن كلاهما يرجعان لما هو مكتوب في نفس المصدر - سفر الانتساب. أو إذا قال نحميا هذه القوائم التي عادت من السبي بحسب ما دونه عزرا، وكان هناك اختلاف في الأعداد، عندها يكون فعلا هناك تناقض. فلأن كلاهما لا يرجعان لنفس القائمة والمصدر، لا تناقض بينهما.
مثال: لو أخذنا عدين للحضور في عرض مسرحي؛ عد لعدد التذاكر الرسمية التي بيعت، وعدد الأشخص الفعليين الذين في القاعة الذين حضروا العرض. ستجد أحيانًا اختلافًا بين القائمة الرسمية وعدد الحضور الفعلي. بسبب أناس تشتري تذاكر ولا تحضر؛ وعمال مثلا في المسرح يُدْخلوا أصدقاء لهم، دون أن يشتروا تذاكر...إلخ. والعدان لا يعتبران متناقضان؛ لأنك لا ترجع بهما لنفس المصدر في العد: عدد التذاكر التي بيعت؛ مقابل عدد الناس الفعليين الذين حضروا.
ثالثًا: أيضًا كون هناك حوالي 17 اختلاف بديهي بين قائمتي عزرا 2، ونحميا 7؛ دون أن يجري بهما لا اليهود أو المسيحيون أي تغيير على مر كل العصور. هذا أكبر دليل على مصداقية الوحي وأمانة اليهود والمسيحيين في حفظه كما هو، دون أي تعديل أو تغيير.
شرح موسع:
إن عزرا قد قام بعد جميع الحمائل التي رجعت في الدفعة الأولى من السبي. وذلك العد هو ليس بحسب وثيقة رسمية من مملكة فارس أو من قيادة الشعب؛ بل بحسب إحصاء عزرا الشخصي الفعلي للذين رجعوا مع أشخاص معينين مذكورين في الآية، لأورشليم سنة 537 ق.م.؛ حيث قال:
"1 وَهؤُلاَءِ هُمْ بَنُو الْكُورَةِ الصَّاعِدُونَ مِنْ سَبْيِ الْمَسْبِيِّينَ، الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ، وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ 2 الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابَلَ، يَشُوعُ، نَحَمْيَا (نحميا آخر، ليس المذكور في سفر نحميا)، سَرَايَا، رَعْلاَيَا، مُرْدَخَايُ، بِلْشَانُ، مِسْفَارُ، بِغْوَايُ، رَحُومُ، بَعْنَةَ. عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ:" عزرا 2.
أي قائمة الذين رجعوا فعلا لأورشليم.
أما نحميا فيورد أسماء العائدين المدرجة في قائمة الانتساب الرسمية (غير معروف هل هي قائمة فارسية حكومية أم عبرية نهائية)، المدونة سنة 444 ق.م.، وذلك بقوله:
" 5 فَأَلْهَمَنِي إِلهِي أَنْ أَجْمَعَ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَالشَّعْبَ لأَجْلِ الانْتِسَابِ. فَوَجَدْتُ سِفْرَ انْتِسَابِ الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً وَوَجَدْتُ مَكْتُوبًا فِيهِ". نحميا 7.
فإذا لاحظت أخي القارئ العبارة التي قالها نحميا: "فوجدت سفر الانتساب الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً". إذًا نحميا هنا يورد ما هو مكتوب في سفر الانتساب، ولأول فوج (من كلمة "أولاً"). أي في الوثيقة الرسمية للقائمة الأولى من العائدين؛ وعزرا قد قام بإحصاء العائدين بشكل فعلي وشخصي ليعرف كم من الشعب رجع وسكن. والسبب بسيط، هو أن عزرا كاهن وليس رجل دولة أو قانون أو سياسة، فمن الطبيعي أن تكون قوائمه محصاة بشكل بدائي وشخصي؛ وممكن أن تكون مختلفة عن وثائق الدولة الرسمية. أما نحميا، فهو رجل يعيش في البلاط الملكي، يعرف في القانون والسياسة؛ لذلك قام بفحص قائمة العائدين بحسب ما هو مكتوب في القوائم الحكومية وليس بناء على إحصائه الشخصي كما فعل عزرا، ولا بحسب أحصاء عزرا. نرى أيضًا هذه السمة في خبرة نحميا السياسية والقانونية في نفس الآية، حيث يرينا ان نحميا أراد أن يعمل سفر انتساب آخر. حيث قال: "فَأَلْهَمَنِي إِلهِي أَنْ أَجْمَعَ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَالشَّعْبَ لأَجْلِ الانْتِسَابِ"؛ وهذا لم يُذكر عما فعله عزرا. فممكن أن يكون هناك أشخاص قرروا أن يرجعوا في آخر لحظة، ولم يكونوا مكتوبين في القائمة الرسمية! وهناك مؤكد أشخاص رجعوا، وعندما رأوا وضع أورشليم، تركوا سريعًا لمكان آخر؛ غير أورشليم ويهوذا (لا ننسى أنه إحصاء فقط للذين سكنوا في أورشليم ويهوذا؛ عزرا 2: 1 ونحميا 7: 6).
جدير بالذكر أيضًا أنه ممكن أن يكون هناك عدة قوائم انتساب قام بإحصائها عدة أشخاص في نفس الوقت، وليس قائمة واحدة (راجع مثلا، 2 أخبار 12: 15).
باسم ادرنلي
[1] Dates are according to: http://biblehub.com/timeline/ in Jan. 25th, 2016.
[2] إن نحميا كان ساقي للملك، لكن الساقي في ذلك الوقت، ممكن أن يشركه الملك في الاستشارة الملكية أيضًا، وهو يكون عادة، رجل ذات مستوى سياسي وفكري كبير.
الآيات: كما سنرى الآيات بين عزرا 2 ونحميا 7، التي فيها اختلافات في العد:
عزرا 2: "11 بَنُو بَابَايَ سِتُّ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ (623)"
نحميا 7: "16 بَنُو بَابَايَ سِتُّ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ (628)"
عزرا 2: "12 بَنُو عَرْجَدَ أَلْفٌ وَمِئَتَانِ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ (1222)"
نحميا 7: "17 بَنُو عَزْجَدَ أَلْفَانِ وَثَلاَثُ مِئَةٍ وَاثْنَانِ وَعِشْرُونَ (2322)"
عزرا 2: "13 بَنُو أَدُونِيقَامَ سِتُّ مِئَةٍ وَسِتَّةٌ وَسِتُّونَ (666)"
نحميا 7: "18 بَنُو أَدُونِيقَامَ سِتُّ مِئَةٍ وَسَبْعَةٌ وَسِتُّونَ (667)"
عزرا 2: "14 بَنُو بَغْوَايَ أَلْفَانِ وَسِتَّةٌ وَخَمْسُونَ (2056)"
نحميا 7: "19 بَنُو بِغْوَايَ أَلْفَانِ وَسَبْعَةٌ وَسِتُّونَ (2760)"
عزرا 2: "15 بَنُو عَادِينَ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَخَمْسُونَ (454)"
نحميا 7: "20 بَنُو عَادِينَ سِتُّ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَخَمْسُونَ (655)"
عزرا 2: "17 بَنُو بِيصَايَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ (323)"
نحميا 7: "23 بَنُو بِيصَايَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ (324)"
عزرا 2: "19 بَنُو حَشُومَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ (223)"
نحميا 7: "22 بَنُو حَشُومَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ (328)"
عزرا 2: "21 بَنُو بَيْتِ لَحْمٍ مِئَةٌ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ 22 رِجَالُ نَطُوفَةَ سِتَّةٌ وَخَمْسُونَ (123+65=179).
نحميا 7: "26 رِجَالُ بَيْتَِ لَحْمٍَ وَنَطُوفَةَ مِئَةٌ وَثَمَانيَةٌ وَثَمَانُونَ (188)"
عزرا 2: "28 رِجَالُ بَيْتِ إِيلَ وَعَايَ مِئَتَانِ وَثَلاَثَةٌ وَعِشْرُونَ (223)"
نحميا 7: "32 رِجَالُ بَيْتِ إِيلَ وعَايَ مِئَةٌ وَثَلاَثةٌ وَعِشْرُونَ (123)"
عزرا 2: "32 بَنُو حَارِيمَ ثَلاَثُ مِئَةٍ وَعِشْرُونَ (320)"
نحميا 7: "42 بَنُو حَارِيمَ أَلْفٌ وَسَبْعَةَ عَشَرَ (1017)"
عزرا 2: "33 بَنُو لُودَ بَنُو حَادِيدَ وَأُونُو سَبْعُ مِئَةٍ وَخَمْسَةٌ وَعِشْرُونَ (725)"
نحميا 7: "37 بَنُو لُودَ بَنُو حَادِيدَ وَأُونُو سَبْعُ مِئَةٍ وَوَاحِدٌ وَعِشْرُونَ (721)"
عزرا 2: " الْمُغَنُّونَ بَنُو آسَافَ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَعِشْرُونَ (128)"
نحميا 7: " اَلْمُغَنُّونَ بَنُو آسَافَ مِئَةٌ وَثَمَانِيَةٌ وَأَرْبَعُونَ (148)"
عزرا 2: إلى العدد 70 من العد والأرقام...
نحميا 7: إلى العدد 73 من العد والأرقام...
الاعتراض: كيف يعطي عزرا 2، عدد الراجعين من السبي أرقامًا، في معظمها متناقضة كليًا مع عدد الناس الموجودين في قائمة نحميا 7!! أليس هذا تناقض واضح بين العدين والكتابين؟؟
الرد: لكي نرد على الاعتراض، نحتاج أن نوضح عن ماذا يتكلم عزرا 2 وعن ماذا يتكلم نحميا 7 :
أولا: عزرا 2، حدث عند عودة قسم من المسبيين، سنة 537 ق. م. على وقت الملك كورش، لبناء الهيكل الذي أخذ بنائه 22 عامًا. أما أصحاح نحميا 7، فحدث بعد عزرا 2، بحوالي 90 عامًا، سنة 444 ق. م. [1]؛ على وقت الملك أرتحشستا، حينما بادر نحميا ببناء سور أورشليم المنهدم [2]. فهناك تباعد زمني يقارب القرن بين الاثنين. وهذا الأمر بالعكس تمامًا، يجب أن يجعل العدين مختلفين في مدة طويلة مثل هذه؛ ولذلك يكرر الوحي العد وإدراج الأنسال من وقت لآخر، لأنه من الطبيعي أن يختلف مع الوقت!!
ثانيًا: إن المؤكد في الموضوع، كما رأينا في النقطة السابقة؛ هو أنه لا يوجد أي تناقض بين قائمتي عزرا ونحميا، طالما عزرا لا يذكر العدد بحسب نفس المصدر (قائمة الانتساب):
" فَوَجَدْتُ سِفْرَ انْتِسَابِ الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً" نحميا 7: 5.
فلو قال عزرا: "فكتبنا هذا في سفر الانتساب"، ويقول فيه كذا وكذا ويُظهر اختلاف مع نحميا الذي أشار لنفس المصدر: "سفر الأنتساب"؛ عندها يكون هناك تناقض أكيد!! لأن كلاهما يرجعان لما هو مكتوب في نفس المصدر - سفر الانتساب. أو إذا قال نحميا هذه القوائم التي عادت من السبي بحسب ما دونه عزرا، وكان هناك اختلاف في الأعداد، عندها يكون فعلا هناك تناقض. فلأن كلاهما لا يرجعان لنفس القائمة والمصدر، لا تناقض بينهما.
مثال: لو أخذنا عدين للحضور في عرض مسرحي؛ عد لعدد التذاكر الرسمية التي بيعت، وعدد الأشخص الفعليين الذين في القاعة الذين حضروا العرض. ستجد أحيانًا اختلافًا بين القائمة الرسمية وعدد الحضور الفعلي. بسبب أناس تشتري تذاكر ولا تحضر؛ وعمال مثلا في المسرح يُدْخلوا أصدقاء لهم، دون أن يشتروا تذاكر...إلخ. والعدان لا يعتبران متناقضان؛ لأنك لا ترجع بهما لنفس المصدر في العد: عدد التذاكر التي بيعت؛ مقابل عدد الناس الفعليين الذين حضروا.
ثالثًا: أيضًا كون هناك حوالي 17 اختلاف بديهي بين قائمتي عزرا 2، ونحميا 7؛ دون أن يجري بهما لا اليهود أو المسيحيون أي تغيير على مر كل العصور. هذا أكبر دليل على مصداقية الوحي وأمانة اليهود والمسيحيين في حفظه كما هو، دون أي تعديل أو تغيير.
شرح موسع:
إن عزرا قد قام بعد جميع الحمائل التي رجعت في الدفعة الأولى من السبي. وذلك العد هو ليس بحسب وثيقة رسمية من مملكة فارس أو من قيادة الشعب؛ بل بحسب إحصاء عزرا الشخصي الفعلي للذين رجعوا مع أشخاص معينين مذكورين في الآية، لأورشليم سنة 537 ق.م.؛ حيث قال:
"1 وَهؤُلاَءِ هُمْ بَنُو الْكُورَةِ الصَّاعِدُونَ مِنْ سَبْيِ الْمَسْبِيِّينَ، الَّذِينَ سَبَاهُمْ نَبُوخَذْنَاصَّرُ مَلِكُ بَابِلَ إِلَى بَابِلَ، وَرَجَعُوا إِلَى أُورُشَلِيمَ وَيَهُوذَا، كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مَدِينَتِهِ 2 الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ زَرُبَّابَلَ، يَشُوعُ، نَحَمْيَا (نحميا آخر، ليس المذكور في سفر نحميا)، سَرَايَا، رَعْلاَيَا، مُرْدَخَايُ، بِلْشَانُ، مِسْفَارُ، بِغْوَايُ، رَحُومُ، بَعْنَةَ. عَدَدُ رِجَالِ شَعْبِ إِسْرَائِيلَ:" عزرا 2.
أي قائمة الذين رجعوا فعلا لأورشليم.
أما نحميا فيورد أسماء العائدين المدرجة في قائمة الانتساب الرسمية (غير معروف هل هي قائمة فارسية حكومية أم عبرية نهائية)، المدونة سنة 444 ق.م.، وذلك بقوله:
" 5 فَأَلْهَمَنِي إِلهِي أَنْ أَجْمَعَ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَالشَّعْبَ لأَجْلِ الانْتِسَابِ. فَوَجَدْتُ سِفْرَ انْتِسَابِ الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً وَوَجَدْتُ مَكْتُوبًا فِيهِ". نحميا 7.
فإذا لاحظت أخي القارئ العبارة التي قالها نحميا: "فوجدت سفر الانتساب الَّذِينَ صَعِدُوا أَوَّلاً". إذًا نحميا هنا يورد ما هو مكتوب في سفر الانتساب، ولأول فوج (من كلمة "أولاً"). أي في الوثيقة الرسمية للقائمة الأولى من العائدين؛ وعزرا قد قام بإحصاء العائدين بشكل فعلي وشخصي ليعرف كم من الشعب رجع وسكن. والسبب بسيط، هو أن عزرا كاهن وليس رجل دولة أو قانون أو سياسة، فمن الطبيعي أن تكون قوائمه محصاة بشكل بدائي وشخصي؛ وممكن أن تكون مختلفة عن وثائق الدولة الرسمية. أما نحميا، فهو رجل يعيش في البلاط الملكي، يعرف في القانون والسياسة؛ لذلك قام بفحص قائمة العائدين بحسب ما هو مكتوب في القوائم الحكومية وليس بناء على إحصائه الشخصي كما فعل عزرا، ولا بحسب أحصاء عزرا. نرى أيضًا هذه السمة في خبرة نحميا السياسية والقانونية في نفس الآية، حيث يرينا ان نحميا أراد أن يعمل سفر انتساب آخر. حيث قال: "فَأَلْهَمَنِي إِلهِي أَنْ أَجْمَعَ الْعُظَمَاءَ وَالْوُلاَةَ وَالشَّعْبَ لأَجْلِ الانْتِسَابِ"؛ وهذا لم يُذكر عما فعله عزرا. فممكن أن يكون هناك أشخاص قرروا أن يرجعوا في آخر لحظة، ولم يكونوا مكتوبين في القائمة الرسمية! وهناك مؤكد أشخاص رجعوا، وعندما رأوا وضع أورشليم، تركوا سريعًا لمكان آخر؛ غير أورشليم ويهوذا (لا ننسى أنه إحصاء فقط للذين سكنوا في أورشليم ويهوذا؛ عزرا 2: 1 ونحميا 7: 6).
جدير بالذكر أيضًا أنه ممكن أن يكون هناك عدة قوائم انتساب قام بإحصائها عدة أشخاص في نفس الوقت، وليس قائمة واحدة (راجع مثلا، 2 أخبار 12: 15).
باسم ادرنلي
[1] Dates are according to: http://biblehub.com/timeline/ in Jan. 25th, 2016.
[2] إن نحميا كان ساقي للملك، لكن الساقي في ذلك الوقت، ممكن أن يشركه الملك في الاستشارة الملكية أيضًا، وهو يكون عادة، رجل ذات مستوى سياسي وفكري كبير.
الآيات: "2 وَقَامَ يَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ وَإِخْوَتُهُ الْكَهَنَةُ، وَزَرُبَّابَِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَإِخْوَتُهُ، وَبَنَوْا مَذْبَحَ إِلهِ إِسْرَائِيلَ لِيُصْعِدُوا عَلَيْهِ مُحْرَقَاتٍ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى رَجُلِ اللهِ." (أيضًا عزرا 7: 6 و10).
بالمقارنة مع يشوع 24 "26 وَكَتَبَ يَشُوعُ هذَا الْكَلاَمَ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ اللهِ. وَأَخَذَ حَجَرًا كَبِيرًا وَنَصَبَهُ هُنَاكَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ الَّتِي عِنْدَ مَقْدِسِ الرَّبِّ."
بالمقارنة مع 2 ملوك 10 "31 وَلكِنْ يَاهُو لَمْ يَتَحَفَّظْ لِلسُّلُوكِ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ مِنْ كُلِّ قَلْبِهِ. لَمْ يَحِدْ عَنْ خَطَايَا يَرُبْعَامَ الَّذِي جَعَلَ إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ."
الاعتراض: لماذا يسمي الشريعة تارة شريعة موسى، وتارة شريعة الله، شريعة الرب؟ هل هناك شريعتين أو أكثر؟
الرد: لا فرق بين الكنايتين، هي شريعة الله طبعًا، التي أمر بها شعب إسرائيل، على يد موسى النبي. لذلك نرى من الوحي أن شريعة موسى هي شريعة الله؛ حيث يستخدم الوحي التعبيرين، كتعابير مترادفة:
" وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ (المُخاطَب هو الله)، وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ، فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ. (دانيال 9: 11)
فشريعة موسى، هي شريعة الله أو الرب، التي أمر بها الرب بني إسرائيل على يد موسى النبي: "سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ" (نحميا 8: 1).
باسم أدرنلي
الآيات: "23 حِينَئِذٍ لَمَّا قُرِئَتْ رِسَالَةُ أَرْتَحْشَشْتَا الْمَلِكِ أَمَامَ رَحُومَ وَشِمْشَايَ الْكَاتِبِ وَرُفَقَائِهِمَا ذَهَبُوا بِسُرْعَةٍ إِلَى أُورُشَلِيمَ، إِلَى الْيَهُودِ، وَأَوْقَفُوهُمْ بِذِرَاعٍ وَقُوَّةٍ 24 حِينَئِذٍ تَوَقَّفَ عَمَلُ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَكَانَ مُتَوَقِّفًا إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ."
مقارنة مع حجي 1 "14 وَنَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِيئِيلَ وَالِي يَهُوذَا، وَرُوحَ يَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادِقَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ، وَرُوحَ كُلِّ بَقِيَّةِ الشَّعْبِ. فَجَاءُوا وَعَمِلُوا الشُّغْلَ فِي بَيْتِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِهِمْ، 15 فِي الْيَوْمِ الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ السَّادِسِ، فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةِ لِدَارِيُوسَ الْمَلِكِ."
الاعتراض: آيات حجي تقول إن الشعب بدأ ببناء بيت الرب في السنة الثانية لداريوس، ملك فارس. أما آيات عزرا، فتقول أن العمل توقف لغاية السنة الثانية للملك داريوس؛ أليس هذا تناقض واضح بحسب السنة المذكورة؟
الرد: إن الآيات ليس متضاربة إطلاقًا؛ لأن آيات عزرا تقول أنهم في وقت سابق، عندما حاولوا أن يبنوا بيت الرب؛ عمل البناء توقف لغاية السنة الثانية للملك داريوس "وَكَانَ مُتَوَقِّفًا إِلَى السَّنَةِ الثَّانِيَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ مَلِكِ فَارِسَ". حيث في السنة الثانية للملك داريوس، بدأ البناء من جديد، كما في حجي. فلا تناقض بين الآيات والروايتين إطلاقًا.
شرح موسع:
لترتيب الأحداث لإعادة بناء الهيكل الثاني؛ دعنا نشرح بشكل موسع ماذا حدث. لأن هذه الرواية فيها العبر الكثيرة التي نتعلمها عن المكائد التي يستخدمها إبليس، لتعطيل أو إيقاف عمل روحي معين نبدأ به:
* في السنة الأولى لكورش ملك فارس، أعطى أمر لبناء بيت الرب (سنة 537 ق.م.):
"2 هكَذَا قَالَ كُورَشُ مَلِكُ فَارِسَ: جَمِيعُ مَمَالِكِ الأَرْضِ دَفَعَهَا لِي الرَّبُّ إِلهُ السَّمَاءِ، وَهُوَ أَوْصَانِي أَنْ أَبْنِيَ لَهُ بَيْتًا فِي أُورُشَلِيمَ الَّتِي فِي يَهُوذَا" عزرا 1.
لدرجة أن كورش أخرج أمتعة وأواني بيت الرب التي أخذها البابليين معهم للسبي، وأمر بإرجاعها للهيكل المزمع أن يُبنى في أورشليم (عزرا 1: 7-11)
* بدأ اليهود في أورشليم أولا ببناء مذبح الهيكل (عزرا 3: 1-7).
* وبعد سنتين من مجيئهم لأورشليم، بدأوا ببناء الهيكل. وكان كبار مسؤولي البناء الكهنة "زَرُبَّابَِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَيَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ" (عزرا 3: 8-13).
* بعدها بدأ أعداء اليهود كل جهودهم لإيقاف البناء؛ فحاولوا أولا أن يخدعوهم بعرضهم عليهم أن يساعدوهم، فرفض اليهود هذا (عزرا 4: 1-3). بعدها دسوا عليهم مشيرين ليبثوا اليأس وروح الفشل بين البنائين! (عزرا 4: 4-5).
* وعند ابتداء مُلك أحشويروش ملك فارس (سنة 534 ق.م.)، أرسل أعداء اليهود رسالة له، ليهيجوه على اليهود في أورشليم، ليوقفوا العمل (عزرا 4: 6-23).
* ونجحوا في إيقاف عمل البناء برسالة من أحشويروش، لغاية السنة الثانية للملك داريوس؛ كما في الآية أعلاه (عزرا 4: 24).
* وهنا دخل دور النبي حجي، لإعادة بناء بيت الرب، كما نقرأ في آيات الناقد أعلاه. وكما يبين لنا نفس سفر عزرا:
"1 فَتَنَبَّأَ النَّبِيَّانِ حَجَّيِ النَّبِيُّ وَزَكَرِيَّا بْنُ عِدُّوَ لِلْيَهُودِ الَّذِينَ فِي يَهُوذَا وَأُورُشَلِيمَ بِاسْمِ إِلهِ إِسْرَائِيلَ عَلَيْهِمْ. 2 حِينَئِذٍ قَامَ زَرُبَّابَِلُ بْنُ شَأَلْتِئِيلَ وَيَشُوعُ بْنُ يُوصَادَاقَ، وَشَرَعَا بِبُنْيَانِ بَيْتِ اللهِ الَّذِي فِي أُورُشَلِيمَ، وَمَعَهُمَا أَنْبِيَاءُ اللهِ يُسَاعِدُونَهُمَا" عزرا 5.
* وفيما هم يبنون، هيج أعداء اليهود أيضًا ولاة عبر الأردن تناي وشتربوزناي؛ وجاؤوا ليخوفوا اليهود، ويسألوهم "مَنْ أَمَرَكُمْ أَنْ تَبْنُوا هذَا الْبَيْتَ وَتُكَمِّلُوا هذَا السُّورَ؟" (عزرا 5: 3). بعدها يذهبوا للملك داريوس، هم واليهود معهم، ليبرهنوا بأن الملك كورش أصدر أمر ببناء بيت الرب سابقًا. لكن مع كل هذه الأحداث، لم يوقف اليهود بناء بيت الرب:
"5 وَكَانَتْ عَلَى شُيُوخِ الْيَهُودِ عَيْنُ إِلهِهِمْ فَلَمْ يُوقِفُوهُمْ حَتَّى وَصَلَ الأَمْرُ إِلَى دَارِيُوسَ، وَحِينَئِذٍ جَاوَبُوا بِرِسَالَةٍ عَنْ هذَا" عزرا 5.
* بعدها الملك داريوس يعلن أن بناء الهيكل قانوني، وحق لليهود، بناء على قرار الملك كورش. ويطلق نداء لاستمرار اليهود في بناء بيت الرب (عزرا 6: 7-12).
* واكتمل البناء في السنة السادسة للملك داريوس:
"15 وَكَمِلَ هذَا الْبَيْتُ فِي الْيَوْمِ الثَّالِثِ مِنْ شَهْرِ أَذَارَ فِي السَّنَةِ السَّادِسَةِ مِنْ مُلْكِ دَارِيُوسَ الْمَلِكِ" عزرا 6.
باسم أدرنلي