The Open Church

الرد على شبهات 1 Chronicles

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
2: 22

الآيات: "22 وَسَجُوبُ وَلَدَ يَائِيرَ، وَكَانَ لَهُ ثَلاَثٌ وَعِشْرُونَ مَدِينَةً فِي أَرْضِ جِلْعَادَ"
بالمقارنة مع سفر العدد 32 "41 وَذَهَبَ يَائِيرُ ابْنُ مَنَسَّى وَأَخَذَ مَزَارِعَهَا وَدَعَاهُنَّ: حَوُّوثَ يَائِيرَ"
بالمقارنة مع تثنية 3 "14 يَائِيرُ ابْنُ مَنَسَّى أَخَذَ كُلَّ كُورَةِ أَرْجُوبَ إِلَى تُخْمِ الْجَشُورِيِّينَ وَالْمَعْكِيِّينَ، وَدَعَاهَا عَلَى اسْمِهِ بَاشَانَ «حَوُّوثِ يَائِيرَ» إِلَى هذَا الْيَوْمِ."

الاعتراض: كيف آية تثنية والعدد تقولان أن يائير هو ابن منسى، وآية 2 أخبار تقول أنه ابن سجوب!! أليس هذا تناقض؟
الرد: لا علاقة بين الشخصيتين إطلاقًا! يائير بن سجوب، الذي من 1 أخبار 2، هو من سبط يهوذا؛ ويائير ابن منسى، من تثنية 13 والعدد 32، هو من سبط منسى. لا علاقة بين الشخصيتين إطلاقًا! فلا تناقض بين الآيتين، لأنها لا تتكلمان عن نفس الشخصية.
إن أصحاح 1 أخبار 2، بعدما يستعرض أسباط إسرائيل الإثني عشر (ع 1-2)؛ يبدأ بعدها بسردية تفصيلية لسبط يهوذا. فيبدأ بـ: 
"3 بَنُو يَهُوذَا: عَيْرُ وَأُونَانُ وَشَيْلَةُ. وُلِدَ الثَّلاَثَةُ مِنْ بِنْتِ شُوعَ الْكَنْعَانِيَّةِ. وَكَانَ عَيْرُ بِكْرُ يَهُوذَا شِرِّيرًا فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ فَأَمَاتَهُ" 1 أخبار الأول 2.
والفقرة التي أورد منها المتعرض عبارة "22 وَسَجُوبُ وَلَدَ يَائِيرَ.."؛ تستعرض أحد أحفاد يهوذا، من كنته ثامار التي ولدت فارص، فولد حصرون، فولد سجوب، الذي ولد يائير من زوجته بنت ماكير أبي جلعاد (1 أخبار 2: 2-22).
فيائير المذكور هنا، ليس له أي ذكر في أي مكان آخر. بينما يائير ابن منسى، مذكور أيضًا في:
"41 وَذَهَبَ يَائِيرُ ابْنُ مَنَسَّى وَأَخَذَ مَزَارِعَهَا وَدَعَاهُنَّ: حَوُّوثَ يَائِيرَ" العدد 32.
فلا تناقض بين النصوص أبدًا، بل كلاهما يتكلمان عن يائير مختلف عن الآخر.

باسم أدرنلي

3: 10 - 13

الآيات:  " 10 وَابْنُ سُلَيْمَانَ رَحُبْعَامُ وَابْنُهُ أَبِيَّا وَابْنُهُ آسَا وَابْنُهُ يَهُوشَافَاطُ 11  وَابْنُهُ يَهُورَامُ وَابْنُهُ أَخَزْيَا وَابْنُهُ يَهُوآشُ 12  وَابْنُهُ أَمَصْيَا وَابْنُهُ عَزَرْيَا وَابْنُهُ يُوثَامُ 13  وَابْنُهُ آحَازُ وَابْنُهُ حَزَقِيَّا وَابْنُهُ مَنَسَّى"
مقارنة مع متى 1 " 8 وَآسَا وَلَدَ يَهُوشَافَاطَ. وَيَهُوشَافَاطُ وَلَدَ يُورَامَ. وَيُورَامُ وَلَدَ عُزِّيَّا. 9 وَعُزِّيَّا وَلَدَ يُوثَامَ. وَيُوثَامُ وَلَدَ أَحَازَ. وَأَحَازُ وَلَدَ حَزَقِيَّا
الاعتراض: هل يورام ابن يهوشافاط، أبو عُزِّيَّا (كما في متى)؟ أم أبو أَخَزْيَا (كما في أخبار الأول)؟
الرد: كلمة "ولد" المذكورة في متى، تختلف عن كلمة "وابنه" الواردة في سفر الأخبار. كلمة "وَلدَ"، صيغتها في العبري، "يلاد"، وفي الآرامي "أُولاد"، تتكلم عن ابن الأب؛ لكن أيضًا تتكلم عن أحد أحفاد الأب. ففي الكتاب المقدس، يوجد صيغتين للأنسال:
الأولى هي النسل التفصيلي:  وهدفه إبراز التسلسل الحقيقي من أب إلى ابنه؛ مثل النص الوارد أعلاه (1 أخبار 3)؛ وحتى في النصوص الكتابية، عندما يتكلم الكتاب عن نسل يهوذا، كثيرًا ما يذكر أيضًا اسم أمه لزيادة الدقة، مثل: 1 ملوك 11: 26  و14: 21  و31  و15: 2  و10  و22: 42   و2 ملوك 8: 26  و12: 1  و14: 2  و15: 2  و33  و18: 2  و21: 1  و21: 19  و22: 1  و23: 31  و36  و24: 8  و18  و2 أخبار 12: 13  و13: 2  و20: 31  و22: 2  و24: 1  و25: 1  و26: 3  و27: 1  و29: 1  وإرميا 52: 1.
الصيغة الثانية، وهي النسل النبوي:  وفيه الهدف ليس التفصيل، بل إبراز تبعية الشخص المذكور الحالي، لشخصية هامة نبويًا.  فنرى في تسلسل متى، قام بحذف ثلاثة أسماء (أَخَزْيَا، يَهُوآشُ وَأَمَصْيَا)؛ والسبب في هذا، هو أنه في النسل النبوي، لا يكون الهدف منه إبراز النسل التفصيلي، لكن إبراز الأعمدة الرئيسية، للوصل بين إنسان الحاضر الذي يركز عليه النص (المسيح)، مع جده الشخص النبوي الهام؛ مثل إبراهيم وداود (في متى 1، لأنه كتب لليهود)؛ أو لآدم (في لوقا 3، لأنه كتب لجميع الأمم).  فمن الناحية الأولى، لا يتطرف الوحي الكتابي كالقرآن عند المسلمين مثلاً، الذي يربط إسماعيل بنبي الإسلام محمد ص ربط مؤكد؛ دون أن يورد إسم واحد أو أي تفاصيل ليجمع بينهما! مع العلم أن بينهم ما يقارب  2700 عام. لكن من الناحية الثانية، لا يجد الوحي التفصيل التام أمر ضروري لأناس يعيشون مئات السنين بعد شخصيات النسل المذكور. جدير بالذكر أيضًا، أنه عند اليهود قضية الإنسال مهمة جدًا لإبراز مصداقية النبي؛ ففي الكتاب المقدس نرى أنه مثلا عندما لم يجد كهنة تسلسل نسلهم، لم يُقبلوا للكهنوت: "هؤُلاَءِ فَتَّشُوا عَلَى كِتَابَةِ أَنْسَابِهِمْ فَلَمْ تُوجَدْ، فَرُذِلُوا مِنَ الْكَهَنُوتِ" عزرا   2: 62  ونحميا 7:64.

باسم ادرنلي

3: 19-20

الآيات: "19 وَابْنَا فَدَايَا: زَرُبَّابِلُ وَشِمْعِي. وَبَنُو زَرُبَّابِلَ: مَشُلاَّمُ وَحَنَنْيَا وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ، 20 وَحَشُوبَةُ وَأُوهَلُ وَبَرَخْيَا وَحَسَدْيَا وَيُوشَبُ حَسَدَ. خَمْسَةٌ"
الاعتراض: كيف يقول عن أولاد زرُبَّابل خمسة، وهم ثمانية مع البنت: (1) مَشُلاَّمُ (2) وَحَنَنْيَا (3) وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ (4) وَحَشُوبَةُ (5) وَأُوهَلُ (6) وَبَرَخْيَا (7) وَحَسَدْيَا (8) وَيُوشَبُ حَسَدَ؟؟
الرد: الطريقة التي تقرأ فيها هذه الآية من ناحية منطقية هي: أن بني زَرُبَّابِلُ، هم ثلاثة: "(1) مَشُلاَّمُ (2) وَحَنَنْيَا (3) وَشَلُومِيَةُ أُخْتُهُمْ". والعدد الذي بعده، 20، ينقل أبناء ابن فدايا الثاني، شعمي: (1) وحَشُوبَةُ (2) وَأُوهَلُ (3) وَبَرَخْيَا (4) وَحَسَدْيَا (5) وَيُوشَبُ حَسَدَ. خمسة"؛ ونعم هم خمسة فعلا. فلا يوجد أي تناقض أو عدم منطقية في النص.
نؤكد على صحة هذه القراءة لعدة أسباب، منها: 
أولا، لم يدرج اسم ابنة زرُبَّابل في الآخر:
نلاحظ أنه بعد ذكر إبنين لفدايا، زرُبَّابل وشمعي؛ يذكر بنو زربَّابل ولدين وبنت. وبعد البنت يذكر خمس بنين. وهذا غريب؛ فلماذا لم يذكر البنت في النهاية كما فعل مع أولاد داود: 1-8؛ حيث في نهاية 9 فقط يذكر اختهم ثامار؟؟ فإذا قلنا القضية هنا هي تسلسل زمني، لا يصح. حيث أن ثامار كانت أكبر من سليمان على الأقل بـ 16 سنة، فكيف يذكر سليمان في عدد 5، ويذكر ثامار في عدد 9؟؟
وإذا طبقنا نفس هذا النهج على بني زَرُبَّابِلُ، كان يجب أن يذكر السبع بنين قبلاً، وبعدهم البنت شلومية.
ثانيًا، أين ذكر بنو شمعي؟
يذكر العدد 19 لفدايا ولدين، " زَرُبَّابِلُ وَشِمْعِي"، وبعدها يذكر في نفس الآية ولدين وبنت لزَرُبَّابِلُ. وفي العدد 20، يذكر خمس بنين؛ أليس من المنطقي أكثر أن يخص العدد 20 ذكر أولاد ابنه الآخر شمعي:
"20 (1) وَحَشُوبَةُ (2) وَأُوهَلُ (3) وَبَرَخْيَا (4) وَحَسَدْيَا (5) وَيُوشَبُ حَسَدَ. خَمْسَةٌ." وفعلا عددهم خمسة.
ثالثًا، خمسة الأسماء الأخيرة في آية منفصلة:
يفصل الخمسة أسماء الأخيرة في آية واحدة، عدد 20، ولا يضمها لنفس آية 19. مما يميل للدلالة على أنه يذكر فئة ثانية من البنين – أولاد شمعي الخمسة.
باسم أدرنلي

3: 22

الآيات: "22 وَبَنُو شَكَنْيَا: شِمْعِيَا وَبَنُو شِمْعِيَا: حَطُّوشُ وَيَجْآلُ وَبَارِيحُ وَنَعَرْيَا وَشَافَاطُ. سِتَّةٌ"
الاعتراض: كيف يقول عن أولاد شعميا، ستة؛ وعدد أبناء شمعيا خمسة؛ وَبَنُو شِمْعِيَا: (1) حَطُّوشُ (2) وَيَجْآلُ (3) وَبَارِيحُ (4) وَنَعَرْيَا (5) وَشَافَاطُ ؟؟
الرد: نعم هم ستة، لأن الناقد كما يبدو غير منتبه لبداية الآية. الآية ركزت على أولاد شكنيا في بداية الفقرة "وَبَنُو شَكَنْيَا" (بالجمع)َ!َ فشكنيا له ابن وحيد وهو شمعيا. لكن الاية تقول: "وَبَنُو شَكَنْيَا: شِمْعِيَا وَبَنُو شِمْعِيَا...". فلو كان المقصود في الآية عدد أولاد شمعيا الخمسة فقط، لقالت الآية "وابن شَكَنْيَا (بالمفرد وليس بالجمع): شِمْعِيَا وَبَنُو شِمْعِيَا...(الخمسة)"
فلماذا لا تقول الآية: "وأبن شَكَنْيَا؟" بالمفرد بل بالجمع "وبنو شَكَنْيَا"؟ لأنه يقصد الابن، وأولاد الابن معًا، ونعم عددهم ستة.  فبنو شكنيا هم ابنه (1) شمعيا؛ وأولاد ابنه: (2) خطوش، (3) يجال، (4) باريح، (5) نعريا، (6) شافاط؛ ونعم هم ستة وليس خمسة؛ أي ابنه الواحد وأحفاده الخمسة معًا – ستة.

وهذا يقودنا لسؤال هام:
هل يجوز تسمية الأحفاد، "بنو" الجد، بحسب الكتاب؟
الجواب نعم طبعًا، فجميع اليهود مثلا يدعون أبناء إبراهيم إلى اليوم: 
"39 أَجَابُوا وَقَالُوا لَهُ: «أَبُونَا هُوَ إِبْرَاهِيمُ (وليس جدنا)». قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «لَوْ كُنْتُمْ أَوْلاَدَ إِبْرَاهِيمَ (وليس أحفاد إبراهيم)، لَكُنْتُمْ تَعْمَلُونَ أَعْمَالَ إِبْرَاهِيمَ!" يوحنا 8.
ويعقوب الصديق مثلا، عندما بارك ولدي يوسف ابنه، قال: "5 وَالآنَ ابْنَاكَ الْمَوْلُودَانِ لَكَ فِي أَرْضِ مِصْرَ، قَبْلَمَا أَتَيْتُ إِلَيْكَ إِلَى مِصْرَ هُمَا لِي (أي أولادي). أَفْرَايِمُ وَمَنَسَّى كَرَأُوبَيْنَ وَشِمْعُونَ يَكُونَانِ لِي" تكوين 48.
أي أن أولاد ابنه يوسف، أحفاده، أفرايم ومنسَّى، سيكونون كأولاده رأوبين وشعمون.
أيضًا هذا ما فهمه اليهود عبر العصور؛ نراه في قول التلمود: "בְּנֵי בָנִים הֲרֵי הֵן כְּבָנִים أولاد البنين، في الخلاصة، هم كالبنين" (יבמות ييفَموت 62 ب)؟
باسم أدرنلي

6: 49

الآيات: " 49 ... حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى عَبْدُ اللهِ."
مقارنة مع يوحنا 1 "12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ."
ومع دانيال 6 " 20 .. يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الْحَيِّ..".
الاعتراض: كيف يمكن أن نقول أننا إولاد الله، كما في يوحنا، من أننا بشر؟  أليس تعبير أننا عبيد لله، كما في آية 1 أخبار ودانيال، فيه إجلال وإكرام أكثر لله؛ ويظهر تعبد وخضوع البشر أمامه كبشر؟
الرد:  الكثير من الناس يعترضون على فكرة أننا أبناء لله، ويؤمنون أن هذا كُفرًا، لأن من هو الإنسان حتى يكون إبن لله. ومعظم هؤلاء يؤمنون أن الإنسان هو عبد لله وليس إبن، لأنهم يرون في فكرة الابن كأنها تُرفِّع من شأن الإنسان ليصير في مستوى الله؛ وهذا بالنسبة لهم مرفوض تمامًا. والسؤال الهام الذي ربما نحتاج أن نبدأ به للرد على هذا الاعتراض هو:
هل نستحق نحن كبشر أن نكون عبيد لله؟  أليس العبد يحمل نفس طبيعة سيده  كالابن تمامًا؟
فلماذا يمكن أن نقول أننا عبيد لله وليس أبناء إذًا ؟

وهل كلمة عبيد لله في فحواها تختلف عن كلمة ابن لله، حيث أن أنثاهما يفترضان أننا نحمل نفس طبيعة الله؟
الادعاء أننا عبيد الله، ليس له أساس قانوني:
إن كلمة عبد لا تستخدم لتصوير العلاقة بين إنسان وبهيمته، بل تستخدم للتعبير عن العلاقة بين إنسانين يحملان نفس الطبيعة البشرية، أحدهما السيد، والثاني العبد، أي الخادم.
لقد صور الكتاب المقدس دقة متناهية في التعبير عن العلاقة ما بين الإنسان والله. فمن الناحية الأولى، أظهر مقدار الإنسان بأنه لا شيء أمام الله وعظمته كمخلوق، وذلك بِصُوَرْ عديدة منها:
قول داود: "... إِنَّمَا نَفْخَةً كُلُّ إِنْسَانٍ قَدْ جُعِلَ.." مزمور 39: 5.
وقال إبراهيم أبو المؤمنين عن نفسه عندما تكلم مع الله: "..قد شرعت أكلم المولى (الله) وأنا ترابٌ ورماد." تكوين 18: 27. 
وقال آساف عندما تواجه مع بر الله: "..أنا بليد لا أعرف، صرت كبهيم عندك." مزمور 73: 22.
لكن من الناحية الثانية، أبرز الكتاب أناس مميزين، كالكهنة والأنبياء والملوك، بأنهم عبيد لله، مثل موسى (1 أخبار 6: 49  ونحميا 10: 29) ودانيال (دانيال 6: 20). فالكتاب تجرأ أن يدعو أناس مميزين عبيد لله على أساس قانوني وكتابي واضح، وهو أننا في الأصل مخلوقين على صورة الله (تكوين 1: 27). فسؤالي للذين يعتقدون أننا عبيد لله وليس أبناء:
على أي أساس تتدعي أنك عبد لله؟ وهل تؤمن أنك مخلوق على صورة الله؟ أي أنك تحمل نفس طبيعة الله؟
كلمة عبد، ليس لها أساس لغوي باللغة العربية:
المشكلة الأخرى هنا، هي أن كلمة "عبد" هي ليست عربية الأصل، بل عبرية، لذلك لا نجد في أصلها الثلاثي "عَبَدَ" بمعنى عمل أو خدم. فنرى اختلاطًا وتضاربًا في اللغة العربية في استخداماتها، ما بين العبد الذي يخدم سيده والتي ليس لها أصلٌ ثلاثي، فتتعامل معها المعاجم ككلمة "العبد"، كمعجم لسان العرب: " العبد: الإِنسان، حرّاً كان أَو رقيقاً." والأصل الثلاثي "عَبَدَ"، التي تستخدم لعبادة الله، يقول معجم لسان العرب: "وعَبَدَ اللَّهَ يَعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدَةً: تأَلَّه له؛ ورجل عابد من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّادٍ. والتَّعَبُّدُ التَّنَسُّكُ."
أما عن أصل كلمة "العبد"، فقال معجم مقاييس اللغة عن أصلها الثلاثي الآتي:
" ولم  نسمَعْهم  يشتقُّون  منه  فعلاً، ولو اشتق لقيل عَبُد، أي صار عبداً وأقرَّ بالعُبُودة، ولكنّه أُمِيت الفعلُ فلم يُستعمل."
هل الفعل أُميتَ ولم يُستعمل؟ أم ليس موجودًا أصلاً؟ فإذا صح التعبير، لم يوجد الأصل الثلاثي لكلمة "العبد"، لأنها ليست عربية بل عبرية الأصل. جدير بالذكر أيضًا أن المعنى العربي الصحيح المعاصر المقبول لوصف جماعة الناس الذين يعبدون الله هو: "عباد الله" وليس "عبيد الله". أما الكلمة في أصلها العبري التي أُخذت منه فهو: "עבד" "عَبَدْ" أي عمل أو خدم، وعبد الله تعني خادم الله، فهي منسجمة تمامًا في معانيها دون أي تناقض أو تضارب، والخادم يحمل نفس طبيعة سيده، ولها أساس كتابي واضحًا بأننا مخلوقين على صورة الله كما رأينا. وبالتأكيد لا تستخدم بمعنى عبادة، كما هي في العربية، وفي نفس الوقت تستخدم كعبيد التي لا تمت للأصل "عَبَدَ" في أي صلة.
فربطهما ببعضهما البعض، بحسب معجم لسان العرب، هو أن العبد يخضع لسيده، ومن هنا أتت فكرة تعبدنا، أي خضوعنا لله. لكننا نعرف بحسب علم اللغة، لا يربطون الأفعال مع بعضها البعض فقط على أساس الحرف أو المعنى، بل بحسب القواعد والأصول اللغوية، فقد تجد العشرات من الأفعال التي تحمل نفس المعنى أوالحرف، لكنها كلمات مختلفة تمامًا، فالمعنى لا يعطينا الحق لربطها تحت أصل واحد.
نعم أخي القارئ، إن الله يطلب الإنسان الخاطئ ليرجعه إلى حضنه ويتبناه بقبوله ليد الله الممتدة إليه من خلال خلال خلاص الرب يسوع المسيح، كما قال الكتاب:
" وأمَّا كل الذين قبلوهُ (أي قبلوا المسيح كَمُخَلِّص) فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمِهِ." يوحنا 1: 12
وهذا لا يقلل من مقدار شأن الله أبدًا، الذي يقلل من شأن الله (والعياذ بالله) هي الخطية وليست الرحمة والاحسان. بل بالعكس تمامًا، عندما ينعم علينا الله بعطية التبني، هذا يًرَفِّع من شأن الله لأبعد الحدود.
عندما يمر الموكب الملكي من مكان، فيأتي رجل ويشتم الملك، وفي المقابل يقول الملك لحرسه: "أحضروا لي هذا الرجل"، فيحضرونه إليه وهو يظن أنه سيُقتل. فبدلا من عقابه، يبدي الملك رحمة ونعمه له ليتغيره عن شره، فيقول له: "سأسامحك على شرك الذي فعلت، لكن أريد أن أرى تغييرًا في حياتك، سأمنحك مالاً وغنى، وستكون كولد من أولادي منذ الآن". هل صنيع الملك يقلل من شأنه، أم يرفع من شأنه؟ وهل سيشعر ذلك الرجل بالامتياز والافتخار، أم بأقصى درجات الاحراج والانكسار على ذلك الاحسان الذي لا يستحقه؟
نعم عندما يتبنانا الله بنعمته، هذا لا يمنحنا الافتخار والامتياز بأنفسنا، بل بكم الله مميز وعظيم ومُحب. وهذا يميز الله ويمجده لأقصى الحدود التي ممكن أن نتخيلها. إن الله ليس الإله الغضوب الذي يريد أن يمسك عليك ذنب لكي يعاقبك ويلقيك في جهنم، فهذه صورة مشوهه عن الله، ولا تمجده، بل بالعكس تصوره في صورة لا تختلف كثيرًا عن أي رئيس دكتاتور في الشرق الأوسط. إن الإله الحقيقي، هو الإله الذي يطلبك ليردك إلى حضنه الإلهي كالابن الضال، الإله الذي يبحث عن الانسان ليرده من الموت الأبدي إلى الحياة.

باسم ادرنلي

7: 6

الآيات: "6 لِبَنْيَامِينَ: بَالَعُ وَبَاكَرُ وَيَدِيعَئِيلُ. ثَلاَثَةٌ"
بالمقارنة مع تكوين 21 "21 وَبَنُو بَنْيَامِينَ: بَالَعُ وَبَاكَرُ وَأَشْبِيلُ وَجِيرَا وَنَعْمَانُ وَإِيحِي وَرُوشُ وَمُفِّيمُ وَحُفِّيمُ وَأَرْدُ"
بالمقارنة مع العدد 26 "35 وَهؤُلاَءِ بَنُو أَفْرَايِمَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِشُوتَالَحَ عَشِيرَةُ الشُّوتَالَحِيِّينَ. لِبَاكَرَ عَشِيرَةُ الْبَاكَرِيِّينَ. لِتَاحَنَ عَشِيرَةُ التَّاحَنِيِّينَ... 38 بَنُو بَنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِبَالَعَ عَشِيرَةُ الْبَالَعِيِّينَ. لأَشْبِيلَ عَشِيرَةُ الأَشْبِيلِيِّينَ. لأَحِيرَامَ عَشِيرَةُ الأَحِيرَامِيِّينَ. 39 لِشَفُوفَامَ عَشِيرَةُ الشَّفُوفَامِيِّينَ. لِحُوفَامَ عَشِيرَةُ الْحُوفَامِيِّينَ. 40 وَكَانَ ابْنَا بَالَعَ: أَرْدَ وَنُعْمَانَ. لأَرْدَ عَشِيرَةُ الأَرْدِيِّينَ، وَلِنُعْمَانَ عَشِيرَةُ النُّعْمَانِيِّينَ"
بالمقارنة مع 1 أخبار 8 "1 وَبَنْيَامِينُ وَلَدَ: بَالَعَ بِكْرَهُ، وَأَشْبِيلَ الثَّانِي، وَأَخْرَخَ الثَّالِثَ، 2 وَنُوحَةَ الرَّابعَ، وَرَافَا الْخَامِسَ."

الاعتراض: ما هذه التخابيص، بنو بنيامين في نص تكوين، عشرة أولاد؛ في سفر العدد 26 سبعة، وخمسة منهم مختلفين! وفي 1 أخبار 7، ثلاثة أولاد؛ والفصل 8 الذي بعده، خمسة!! أليست هذه تناقضات صارخة؟

الرد: هناك أمور ثقافية يبدو أن الناقد لا يعرفها؛ مثل نقل أسماء مختلفة لنفس الشخصيات، ودعوة الأحفاد أبناء... إلخ. أو أحداث تاريخية كتابية، مثل إبادة معظم سبط بنيامين، وإعادة أحياءه من القلة المتبقية. لذلك للرد على الناقد، نحتاج أن نفصل النصوص، وندرسها على حدا وندرس سياقها:

أولاً، نص تكوين 46 وسفر العدد 26:
إن نص سفر العدد هو أقرب تاريخيًا على نص تكوين 46، وينقل جزءً من قائمة تكوين 46. وهذا ليس تناقضًا؛ النقل الجزئي لا يعارض النقل المُفَصَّل.
فدعنا نستعرض بني بنيامين، بحسب آية تكوين 46، وبجانب كل اسم ما ورد في سفر العدد 26 في الأزرق
"21 وَبَنُو بَنْيَامِينَ: بَالَعُ (موجود) وَبَاكَرُ (موجود) وَأَشْبِيلُ (موجود) وَجِيرَا (غير موجود) وَنَعْمَانُ (ورد كحفيد من بالع - العدد 26: 40) وَإِيحِي (موجود، باسم أحيرام ـ العدد 26: 38) وَرُوشُ (غير موجود) وَمُفِّيمُ (موجود، باسم شوفم ـ العدد 26: 39) وَحُفِّيمُ (هو حوفام - العدد 26: 39) وَأَرْدُ (ورد كحفيده من بالع - العدد 26: 40)" تكوين 46.
(1) نرى شيء معهود في الوحي، وهو وجود اسمين لنفس الشخصية (أنظر للتفسير الموسع)
(2) أيضًا شيء معهود في الوحي، تسمية الحفيد بالابن (أنظر للتفسير الموسع)
(3) نرى أن الولدين الوحيدين غير المذكورين هما: "رُوشُ وَجيرا"؛ واعتبار أن جيرا مذكور كحفيد من أدَّار (1 أخبار 8: 3)، لذلك عندنا احتمالين: 
الأول، تغيير النسل مع الوقت:
أن نص تكوين 46 نقل أولاد بنيامين سنة 1875 ق.م.؛ ونص العدد 26 ينقل أولاده سنة 1407 ق.م.، أي بعد تكوين 46 بـ 468 سنة. وفي وقت طويل كهذا، تحدث أحيانًا تغييرات للأنسال؛ بعضهم يموتون ولا ينجبون، وبعضهم يبقون. لذلك يعيد الوحي على سردية الأنسال، من وقت لآخر في الوحي؛ لكي يبين لنا التغييرات التي حدثت فيهم؛ فبالعكس هذا نقطة قوة وليس تناقض! 
الثاني، التقرير الجزئي لا يناقد التقرير المُفصل:
وأيضًا ممكن أن تكون إمكانية عدم نقل كل الأولاد؛ فكما قلنا، التقرير الجزئي لا يناقد التقرير المفصل. إلا إذا قال في آية سفر العدد 26، " بَنُو بَنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ كانوا فقط.. (ثمانية)"، عندها فقط، تكون هناك إمكانية لوجود تناقض.
مثال: إذا قال مُخبر مثلا "وأبناء فلان، سامي وعلي"، ومُخبر آخر قال: "كان لفلان خمسة أولاد: سامي وعلي و(ثلاثة أخرين)". التقريران غير متناقضان. إلا إذ قال التقرير الأول: "كان لفلان ابنين فقط، سامي وعلي"؛ عندها فقط يمكن أن يكونا متناقضان. نقول "يمكن"، لأنه ربما ولد له أولاد آخرين بعد التقرير الأول بوقت معين... إلخ.

قبل وصولنا لآيات سفر الأخبار الأول:
بين آيات تكوين 46 والعدد 26، وبين نص سفر الأخبار الأول، حدثت فاجعة كبير لشعب إسرائيل؛ وهي إبادة مُعظم سبط بنيامين، بسبب رجاسة كبيرة ارتكبوها:
"35 فَضَرَبَ الرَّبُّ بَنْيَامِينَ أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، وَأَهْلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ بَنْيَامِينَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل وَمِئَةَ رَجُل. كُلُّ هؤُلاَءِ مُخْتَرِطُو السَّيْفِ" القضاة 20.
وبقي من سبط بنيامين 600 رجل فقط (قضاة 20: 47).
يعني ببقاء 600 شخص من 25,100 شخص؛ أي نسبة 2.3٪ من السبط فقط!!! أي للأسف تم إبادة 97.7٪ من نسل أبناء بنيامين! فمن الطبيعي أن نرى اختفاء أنسال أولاد في أي نسل مستقبلي لبنيامين؛ من 10 أولاد (من تكوين 46)، إلى 8 (كما هو في 1 أخبار)، حيث تم محي أسماء روش وأردْ؛ وهو أمر منطقي. وأيضًا نرى إضافة أسماء أحفاد جدد كثيرين، لعرض نعمة وتعويض الرب لسبط بنيامين.

نص 1 أخبار 7 و8:
بخصوص عرض نسل بنيامين في سفر الأخبار الأول، نبدأ بالإجابة على سؤال هام: 
لماذا يعيد سردية بني بنيامين مرتين في الفصل 7 والفصل 8! ففي الفصل 7 يذكر ثلاثة أولاد، وفي الفصل 8 يذكر خمسة، وأيضًا عدد من الأحفاد!؟
لكي نرد على هذا السؤال البديهي الهام، نحتاج أن نعمل مسح شامل لأول 12 فصل من سفر الأخبار الأول:
* 1 أخبار 1:
يبدأ بنقل أنسال أبناء نوح الثلاثة: يافث، حام وسام. ونسل إبراهيم من: هاجر، قطورة وسارة؛ وأيضًا نسل عيسو.
* 1 أخبار 2-7:
ينقل نسل جميع أسباط إسرائيل: نسل يهوذا، الذي منه أتى الملك داود وملوك يهوذا، ونسل يهوذا بعد السبي. أنسال باقي الأسباط: شمعون، رأوبين، جاد، لاوي، زبولون، يساكر، بنيامين، منسى وأفرايم (ولدي يوسف)، أشير، وبنيامين.
فجميع الأصحاحات من 1-7 تعرض الأنسال من نوح، إبراهيم، ومنه تركز على نسل إسحاق، كل أنسال أولاد يعقوب، أسباط إسرائيل. لكن جميع الأنسال، ما عدا نسل يهوذا، تُعرض بشكل مختصر وعام.
* من بداية 1 أخبار 8 إلى 12:
هنا تبدأ سردية مختلفة، وهي قصة نسل أول ملكين لإسرائيل؛ شاول وداود، وأيضًا ينقل سلالات سكان أورشليم، العاصمة. لذلك يبدأ الأصحاح 8، من 1 أخبار، بعرض نسل أول ملك حكم إسرائيل؛ وهو شاول البنياميني. ولأنه من سبط بنيامين، يعود ويذكر بعض الأسماء من بنيامين التي كانت جزء من حكم الملك شاول. ينقلها بشكل مفصل أكثر من الأصحاح الذي قبله (الذي سرد كل نسل من الأسباط باختصار). لذلك نجد أصحاح 7 يعرض فقط أهم ثلاثة؛ وأصحاح 8 يعرض خمسة أولاد (دون أن يذكر باكر، لأنه كما يبدو، لم يكن جزءً من الحكم)، واثنين من الأحفاد المذكورة في تكوين 46: جيرا ونعمان. ونجد أيضًا مجموعة كبير جدًا من الأحفاد الكثيرة الأخرى المُفَصَّلة.

* الأسماء المختلفة لنفس الشخصيات، هي بحسب التحليل التاريخي واللغوي للباحثان الكبيران (Keil and Delitzsch).
* جميع التواريخ للنصوص المذكورة، هي بحسب:
(https://biblehub.com/timeline)

شرح مُوسع:

أولا، شخصيات، لها إسمان أو ثلاثة!
بعض الشخصيات اليهودية، رجال ونساء، لهم أكثر من اسم واحد أو اسم ولقب؛ ونرى حتى أن بعضهم له ثلاثة أسماء. وهذا يقع تحت عدة نماذج:
* اسم عبري، مقابل اسم غير عبري: 
مثل يوسف، اسمه الفرعوني صفنات فعنيح (تكوين 41: 45)؛ دانيال اسمه بلطشاصر، حننيا اسمه شدرخ، ميشائيل اسمه ميشخ، وعزريا اسمه عَبْدَنَعُو - أسماء كلدانية (دانيال 1: 7). 
* اسمين عبريين مُختلفين: 
مثل استير كان اسمها هدسَّة (استير 2: 7)، يثرون ورعوئيل (خروج 2: 18 و3: 1)، يعقوب وإسرائيل (تكوين 32: 28)...
* نفس الاسم العبري، يتطور أو يُلفظ بطريقتين: 
أبرام وإبراهيم، وساراي وسارة (تكوين 17: 5 و15)، جرشون وجرشوم (1 أخبار 6: 1 و16)، عزريا وعزيا (2 ملوك 14: 21  و2 أخبار 26: 1)...
* اسم ولقب يختص بالشخصية: 
مثل جدعون، الذي حارب عبدة الأوثان، فسماه الشعب يَرُبَّعُل، أي الذي رمى بالبعل (القضاة 6: 27 و32)، نعومي ومُرَّة (راعوث 1: 20). أيضًا المسيح أعطى لقلب بطرس (أو صفا بالآرامية) لسمعان (متى 16: 17-18)، وابني زبدي أعطاهم لقب "بوانرجس"، أي ابني الرعد (مرقس 3: 17)، يوحنا لقبه مرقس (أعمال 12: 25)...
* تقليد أيضًا متكرر في العهد الجديد:
نرى أن هذا التقليد استمر في العهد الجديد أيضًا: سمعان، بطرس وصفا (ثلاثة أسماء لشخص واحد)، يوحنا ومرقس، شاول وبولس...

ثانيًا، كلمة ابن، قد تعني أيضًا حفيد:
نرى أنه قد يضم معنى كلمة "ابن، بنو" أحيانًا، حفيد/أحفاد أيضًا. وأوضح وأقرب مثال على هذا، من نفس سفر الأخبار الأول، هو أولاد يعقوب. حيث يذكر أبناء يعقوب/إسرائيل الاثني عشر بالتمام مع يوسف (1 أخبار 2: 1-2). لكن عندما يذكر أنسالهم، لا يذكر نسل يوسف إطلاقًا، بل يذكر أنسال ابني يوسف: منسى (1 أخبار 5: 23 و7: 14)، وأفرايم (1 أخبار 7: 20)، أي أحفاد يعقوب!

باسم أدرنلي

8: 1

الآيات: "1 وَبَنْيَامِينُ وَلَدَ: بَالَعَ بِكْرَهُ، وَأَشْبِيلَ الثَّانِي، وَأَخْرَخَ الثَّالِثَ، 2 وَنُوحَةَ الرَّابعَ، وَرَافَا الْخَامِسَ."
بالمقارنة مع تكوين 21 "21 وَبَنُو بَنْيَامِينَ: بَالَعُ وَبَاكَرُ وَأَشْبِيلُ وَجِيرَا وَنَعْمَانُ وَإِيحِي وَرُوشُ وَمُفِّيمُ وَحُفِّيمُ وَأَرْدُ"
بالمقارنة مع العدد 26 "35 وَهؤُلاَءِ بَنُو أَفْرَايِمَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِشُوتَالَحَ عَشِيرَةُ الشُّوتَالَحِيِّينَ. لِبَاكَرَ عَشِيرَةُ الْبَاكَرِيِّينَ. لِتَاحَنَ عَشِيرَةُ التَّاحَنِيِّينَ... 38 بَنُو بَنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ: لِبَالَعَ عَشِيرَةُ الْبَالَعِيِّينَ. لأَشْبِيلَ عَشِيرَةُ الأَشْبِيلِيِّينَ. لأَحِيرَامَ عَشِيرَةُ الأَحِيرَامِيِّينَ. 39 لِشَفُوفَامَ عَشِيرَةُ الشَّفُوفَامِيِّينَ. لِحُوفَامَ عَشِيرَةُ الْحُوفَامِيِّينَ. 40 وَكَانَ ابْنَا بَالَعَ: أَرْدَ وَنُعْمَانَ. لأَرْدَ عَشِيرَةُ الأَرْدِيِّينَ، وَلِنُعْمَانَ عَشِيرَةُ النُّعْمَانِيِّينَ"
بالمقارنة مع 1 أخبار 7 "6 لِبَنْيَامِينَ: بَالَعُ وَبَاكَرُ وَيَدِيعَئِيلُ. ثَلاَثَةٌ"

الاعتراض: ما هذه التخابيص، بنو بنيامين في نص تكوين، عشرة أولاد؛ في سفر العدد 26 سبعة، وخمسة منهم مختلفين! وفي 1 أخبار 7، ثلاثة أولاد؛ والفصل 8 الذي بعده، خمسة!! أليست هذه تناقضات صارخة؟

الرد: هناك أمور ثقافية يبدو أن الناقد لا يعرفها؛ مثل نقل أسماء مختلفة لنفس الشخصيات، ودعوة الأحفاد أبناء... إلخ. أو أحداث تاريخية كتابية، مثل إبادة معظم سبط بنيامين، وإعادة أحياءه من القلة المتبقية. لذلك للرد على الناقد، نحتاج أن نفصل النصوص، وندرسها على حدا وندرس سياقها:

أولاً، نص تكوين 46 وسفر العدد 26:
إن نص سفر العدد هو أقرب تاريخيًا على نص تكوين 46، وينقل جزءً من قائمة تكوين 46. وهذا ليس تناقضًا؛ النقل الجزئي لا يعارض النقل المُفَصَّل.
فدعنا نستعرض بني بنيامين، بحسب آية تكوين 46، وبجانب كل اسم ما ورد في سفر العدد 26 في الأزرق
"21 وَبَنُو بَنْيَامِينَ: بَالَعُ (موجود) وَبَاكَرُ (موجود) وَأَشْبِيلُ (موجود) وَجِيرَا (غير موجود) وَنَعْمَانُ (ورد كحفيد من بالع - العدد 26: 40) وَإِيحِي (موجود، باسم أحيرام ـ العدد 26: 38) وَرُوشُ (غير موجود) وَمُفِّيمُ (موجود، باسم شوفم ـ العدد 26: 39) وَحُفِّيمُ (هو حوفام - العدد 26: 39) وَأَرْدُ (ورد كحفيده من بالع - العدد 26: 40)" تكوين 46.
(1) نرى شيء معهود في الوحي، وهو وجود اسمين لنفس الشخصية (أنظر للتفسير الموسع)
(2) أيضًا شيء معهود في الوحي، تسمية الحفيد بالابن (أنظر للتفسير الموسع)
(3) نرى أن الولدين الوحيدين غير المذكورين هما: "رُوشُ وَجيرا"؛ واعتبار أن جيرا مذكور كحفيد من أدَّار (1 أخبار 8: 3)، لذلك عندنا احتمالين: 
الأول، تغيير النسل مع الوقت:
أن نص تكوين 46 نقل أولاد بنيامين سنة 1875 ق.م.؛ ونص العدد 26 ينقل أولاده سنة 1407 ق.م.، أي بعد تكوين 46 بـ 468 سنة. وفي وقت طويل كهذا، تحدث أحيانًا تغييرات للأنسال؛ بعضهم يموتون ولا ينجبون، وبعضهم يبقون. لذلك يعيد الوحي على سردية الأنسال، من وقت لآخر في الوحي؛ لكي يبين لنا التغييرات التي حدثت فيهم؛ فبالعكس هذا نقطة قوة وليس تناقض! 
الثاني، التقرير الجزئي لا يناقد التقرير المُفصل:
وأيضًا ممكن أن تكون إمكانية عدم نقل كل الأولاد؛ فكما قلنا، التقرير الجزئي لا يناقد التقرير المفصل. إلا إذا قال في آية سفر العدد 26، " بَنُو بَنْيَامِينَ حَسَبَ عَشَائِرِهِمْ كانوا فقط.. (ثمانية)"، عندها فقط، تكون هناك إمكانية لوجود تناقض.
مثال: إذا قال مُخبر مثلا "وأبناء فلان، سامي وعلي"، ومُخبر آخر قال: "كان لفلان خمسة أولاد: سامي وعلي و(ثلاثة أخرين)". التقريران غير متناقضان. إلا إذ قال التقرير الأول: "كان لفلان ابنين فقط، سامي وعلي"؛ عندها فقط يمكن أن يكونا متناقضان. نقول "يمكن"، لأنه ربما ولد له أولاد آخرين بعد التقرير الأول بوقت معين... إلخ.

قبل وصولنا لآيات سفر الأخبار الأول:
بين آيات تكوين 46 والعدد 26، وبين نص سفر الأخبار الأول، حدثت فاجعة كبير لشعب إسرائيل؛ وهي إبادة مُعظم سبط بنيامين، بسبب رجاسة كبيرة ارتكبوها:
"35 فَضَرَبَ الرَّبُّ بَنْيَامِينَ أَمَامَ إِسْرَائِيلَ، وَأَهْلَكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ مِنْ بَنْيَامِينَ فِي ذلِكَ الْيَوْمِ خَمْسَةً وَعِشْرِينَ أَلْفَ رَجُل وَمِئَةَ رَجُل. كُلُّ هؤُلاَءِ مُخْتَرِطُو السَّيْفِ" القضاة 20.
وبقي من سبط بنيامين 600 رجل فقط (قضاة 20: 47).
يعني ببقاء 600 شخص من 25,100 شخص؛ أي نسبة 2.3٪ من السبط فقط!!! أي للأسف تم إبادة 97.7٪ من نسل أبناء بنيامين! فمن الطبيعي أن نرى اختفاء أنسال أولاد في أي نسل مستقبلي لبنيامين؛ من 10 أولاد (من تكوين 46)، إلى 8 (كما هو في 1 أخبار)، حيث تم محي أسماء روش وأردْ؛ وهو أمر منطقي. وأيضًا نرى إضافة أسماء أحفاد جدد كثيرين، لعرض نعمة وتعويض الرب لسبط بنيامين.

نص 1 أخبار 7 و8:
بخصوص عرض نسل بنيامين في سفر الأخبار الأول، نبدأ بالإجابة على سؤال هام: 
لماذا يعيد سردية بني بنيامين مرتين في الفصل 7 والفصل 8! ففي الفصل 7 يذكر ثلاثة أولاد، وفي الفصل 8 يذكر خمسة، وأيضًا عدد من الأحفاد!؟
لكي نرد على هذا السؤال البديهي الهام، نحتاج أن نعمل مسح شامل لأول 12 فصل من سفر الأخبار الأول:
* 1 أخبار 1:
يبدأ بنقل أنسال أبناء نوح الثلاثة: يافث، حام وسام. ونسل إبراهيم من: هاجر، قطورة وسارة؛ وأيضًا نسل عيسو.
* 1 أخبار 2-7:
ينقل نسل جميع أسباط إسرائيل: نسل يهوذا، الذي منه أتى الملك داود وملوك يهوذا، ونسل يهوذا بعد السبي. أنسال باقي الأسباط: شمعون، رأوبين، جاد، لاوي، زبولون، يساكر، بنيامين، منسى وأفرايم (ولدي يوسف)، أشير، وبنيامين.
فجميع الأصحاحات من 1-7 تعرض الأنسال من نوح، إبراهيم، ومنه تركز على نسل إسحاق، كل أنسال أولاد يعقوب، أسباط إسرائيل. لكن جميع الأنسال، ما عدا نسل يهوذا، تُعرض بشكل مختصر وعام.
* من بداية 1 أخبار 8 إلى 12:
هنا تبدأ سردية مختلفة، وهي قصة نسل أول ملكين لإسرائيل؛ شاول وداود، وأيضًا ينقل سلالات سكان أورشليم، العاصمة. لذلك يبدأ الأصحاح 8، من 1 أخبار، بعرض نسل أول ملك حكم إسرائيل؛ وهو شاول البنياميني. ولأنه من سبط بنيامين، يعود ويذكر بعض الأسماء من بنيامين التي كانت جزء من حكم الملك شاول. ينقلها بشكل مفصل أكثر من الأصحاح الذي قبله (الذي سرد كل نسل من الأسباط باختصار). لذلك نجد أصحاح 7 يعرض فقط أهم ثلاثة؛ وأصحاح 8 يعرض خمسة أولاد (دون أن يذكر باكر، لأنه كما يبدو، لم يكن جزءً من الحكم)، واثنين من الأحفاد المذكورة في تكوين 46: جيرا ونعمان. ونجد أيضًا مجموعة كبير جدًا من الأحفاد الكثيرة الأخرى المُفَصَّلة.

* الأسماء المختلفة لنفس الشخصيات، هي بحسب التحليل التاريخي واللغوي للباحثان الكبيران (Keil and Delitzsch).
* جميع التواريخ للنصوص المذكورة، هي بحسب:
(https://biblehub.com/timeline)

شرح مُوسع:

أولا، شخصيات، لها إسمان أو ثلاثة!
بعض الشخصيات اليهودية، رجال ونساء، لهم أكثر من اسم واحد أو اسم ولقب؛ ونرى حتى أن بعضهم له ثلاثة أسماء. وهذا يقع تحت عدة نماذج:
* اسم عبري، مقابل اسم غير عبري: 
مثل يوسف، اسمه الفرعوني صفنات فعنيح (تكوين 41: 45)؛ دانيال اسمه بلطشاصر، حننيا اسمه شدرخ، ميشائيل اسمه ميشخ، وعزريا اسمه عَبْدَنَعُو - أسماء كلدانية (دانيال 1: 7). 
* اسمين عبريين مُختلفين: 
مثل استير كان اسمها هدسَّة (استير 2: 7)، يثرون ورعوئيل (خروج 2: 18 و3: 1)، يعقوب وإسرائيل (تكوين 32: 28)...
* نفس الاسم العبري، يتطور أو يُلفظ بطريقتين: 
أبرام وإبراهيم، وساراي وسارة (تكوين 17: 5 و15)، جرشون وجرشوم (1 أخبار 6: 1 و16)، عزريا وعزيا (2 ملوك 14: 21  و2 أخبار 26: 1)...
* اسم ولقب يختص بالشخصية: 
مثل جدعون، الذي حارب عبدة الأوثان، فسماه الشعب يَرُبَّعُل، أي الذي رمى بالبعل (القضاة 6: 27 و32)، نعومي ومُرَّة (راعوث 1: 20). أيضًا المسيح أعطى لقلب بطرس (أو صفا بالآرامية) لسمعان (متى 16: 17-18)، وابني زبدي أعطاهم لقب "بوانرجس"، أي ابني الرعد (مرقس 3: 17)، يوحنا لقبه مرقس (أعمال 12: 25)...
* تقليد أيضًا متكرر في العهد الجديد:
نرى أن هذا التقليد استمر في العهد الجديد أيضًا: سمعان، بطرس وصفا (ثلاثة أسماء لشخص واحد)، يوحنا ومرقس، شاول وبولس...

ثانيًا، كلمة ابن، قد تعني أيضًا حفيد:
نرى أنه قد يضم معنى كلمة "ابن، بنو" أحيانًا، حفيد/أحفاد أيضًا. وأوضح وأقرب مثال على هذا، من نفس سفر الأخبار الأول، هو أولاد يعقوب. حيث يذكر أبناء يعقوب/إسرائيل الاثني عشر بالتمام مع يوسف (1 أخبار 2: 1-2). لكن عندما يذكر أنسالهم، لا يذكر نسل يوسف إطلاقًا، بل يذكر أنسال ابني يوسف: منسى (1 أخبار 5: 23 و7: 14)، وأفرايم (1 أخبار 7: 20)، أي أحفاد يعقوب!

باسم أدرنلي

11: 11-47

الآيات: "11 وَهذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً... 27 شَمُّوتُ الْهَرُورِيُّ، حَالِصُ الْفَلُونِيُّ"
مقارنة مع 2 صموئيل 23 "8 هذِهِ أَسْمَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يُشَيْبَ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِيُّ رَئِيسُ الثَّلاَثَةِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً... 25 وَشَمَّةُ الْحَرُودِيُّ، وَأَلِيقَا الْحَرُودِيُّ"
الاعتراض الأول: لماذا يوجد تضارب في الأسماء بين آية 11 من 1 أخبار وآية 8 من 2 صموئيل؟ لماذا لا ينقلان نفس الأسماء؟
الرد: لا يوجد تضارب بين الأسماء؛ فنرى عبر كل الكتاب المقدس، أنه في شعب إسرائيل هناك بعض المرات أسماء مختلفة لنفس الشخصية. أحيانًا ينقل الوحي الأسماء الكاملة الرسمية أكثر؛ وأحيانًا يذكر الأسماء الدارجة، العامية؛ ليكون الوحي أكثر شمولي ويعرف على الشخصيات بكافة احتمالاتها. فنرى " يَشُبْعَامُ"، هو نفس " يُشَيْبَ بَشَّبَثُ"؛ و"بْنُ حَكْمُونِي" هو نفس "التَّحْكَمُونِيُّ". فهناك العشرات من الشخصيات التي لها إسمان أو أكثر؛ أو لفظ متنوع لنفس الاسم. فنرى مثلا من نفس الفصل: في 2 صموئيل 23: 20 "بَنَايَاهُو"، ونفس الشخصية في 1 أخبار 11: 22 "بَنَايَا"، نفس اسمها المختصر. أيضًا 2 صموئيل 23: 25 "الْحَرُودِيُّ" و1 أخبار 11: 27 " الْهَرُورِيُّ"، بحرف الهاء والدال، بدلاً من حرف الحاء والراء ... إلخ.

الاعتراض الثاني: لماذا هناك تغيير بين إسم أحد المحاربين؟ في 1 أخبار 11: 27 
يذكر إسم "حَالِصُ الْفَلُونِيُّ"؛ وفي 2 صمو 23: 25 لا يذكره، بل يذكر إسم آخر بدلاً منه، وهو "أَلِيقَا الْحَرُودِيُّ"؟
الرد: إن قائمة 1 أخبار 11 دُوِّنت في سنة 1003 ق.م.؛ و2 صموئيل 33 دُونت القائمة بسنة 970 ق.م.؛ أي في أواخر حياة داود. أي بعد 1 أخبار 11، بـ 33 سنة! [1]
حيث نرى مثلا أن إصعاد داود لتابوت عهد الرب من قرية يعاريم لبيت عوبيد أدوم، في 1 أخبار 13، أي بعد نص المعترض بفصلين. أما في صموئيل، فحدث في 2 صموئيل 6 أي قبل فصل المعترض بـ 17 فصل. لذلك بمرور فترة ثلث قرن، أي 33 سنة؛ ممكن أن يتغير عدد من الأبطال، في عالم شرير يعيش فيه إنسان مُتغير. فليس من المفترض إطلاقًا أن تكون القائمتان متطابقتان، وبينهما 33 عام!
باسم أدرنلي

[1] بحسب القائمة الزمنية للنصوص: (https://biblehub.com/timeline/)
 

16: 40

الآيات: "40 لِيُصْعِدُوا مُحْرَقَاتٍ لِلرَّبِّ عَلَى مَذْبَحِ الْمُحْرَقَةِ دَائِمًا صَبَاحًا وَمَسَاءً، وَحَسَبَ كُلِّ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ فِي شَرِيعَةِ الرَّبِّ الَّتِي أَمَرَ بِهَا إِسْرَائِيلَ."
أيضًا 1 أخبار 22: 12
بالمقارنة مع يشوع 24
"26 وَكَتَبَ يَشُوعُ هذَا الْكَلاَمَ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ اللهِ. وَأَخَذَ حَجَرًا كَبِيرًا وَنَصَبَهُ هُنَاكَ تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ الَّتِي عِنْدَ مَقْدِسِ الرَّبِّ."
بالمقارنة مع يشوع 23 "6 فَتَشَدَّدُوا جِدًّا لِتَحْفَظُوا وَتَعْمَلُوا كُلَّ الْمَكْتُوبِ فِي سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى حَتَّى لاَ تَحِيدُوا عَنْهَا يَمِينًا أَوْ شِمَالاً

الاعتراض: لماذا يسمي الشريعة تارة شريعة موسى، وتارة شريعة الله، شريعة الرب؟ هل هناك شريعتين أو أكثر؟
الرد: لا فرق بين الكنايتين، هي شريعة الله طبعًا، التي أمر بها شعب إسرائيل، على يد موسى النبي. لذلك نرى من الوحي أن شريعة موسى هي شريعة الله؛ حيث يستخدم الوحي التعبيرين، كتعابير مترادفة:
" وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ (المُخاطَب هو الله)، وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ، فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ. (دانيال 9: 11)
فشريعة موسى، هي شريعة الله، التي أمر بها الرب بني إسرائيل على يد موسى النبي: "سِفْرِ شَرِيعَةِ مُوسَى الَّتِي أَمَرَ بِهَا الرَّبُّ إِسْرَائِيلَ" (نحميا 8: 1).

باسم أدرنلي

 
20: 3

الآيات: "3 وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ."

الاعتراض: ما هذا الأجرام الذي ارتكبه الملك داود ضد بني عمون، نشر كل أهل بمنشار وضربهم بفؤوس! وكيف يقبل الله عمل مجرم كهذا!؟
الرد: إن ما فعله جيش داود في بني عمون عمل دموي وغير مقبول نهائيًا بالنسبة لنا، خاصة في ظل العهد الجديد وتعاليم المسيح. لكن لا نرى من ناحية كتابية، أن هذا الفعل له أي علاقة بالله أصلا؛ فصوت الله لا يظهر في هذه القصة أبدًا، لا معارض ولا مع! كل ما نعرفه عن أقرب ردة فعل غير مباشرة لله على هذا الحدث وأحداث مشابهه؛ هو أنه عندما أراد داود أن يبني بيت للرب، رفض الرب هذا. والسبب الذي قاله الله، أنه خاض حروب كثيرة وسفك دمًا كثير. نرى داود نفسه يقول هذا لابنه سليمان، بعد هذه الحرب بأصحاحين فقط:
" فَكَانَ إِلَيَّ كَلاَمُ الرَّبِّ قَائِلاً: قَدْ سَفَكْتَ دَمًا كَثِيرًا وَعَمِلْتَ حُرُوبًا عَظِيمَةً، فَلاَ تَبْنِي بَيْتًا لاسْمِي لأَنَّكَ سَفَكْتَ دِمَاءً كَثِيرَةً عَلَى الأَرْضِ أَمَامِي" (1 أخبار 22: 8).
إذا لا نرى أن الله موافق على هذه الحرب التي أوردها الناقد؛ بالعكس، نرى الله ليس مع هذه الحرب نهائيًا، من الآية السابقة.

شرح موسع:
يحتاج كل باحث أن يبحث دائمًا في محتوى النصوص الكامل، حيثياتها، وخلفياتها...إلخ؛ قبل إطلاق أي نقد. لذلك نقول الآتي:
* كانت تربط داود والملك ناحاش ملك بني عمون علاقة طيبة وصداقة. فمات، وملك ابنه حانوك عوضًا عنه.
* فلكي يكرم داود الملك المتوفى، أرسل وفقد من عبيده ليعزا ابنه:
"2 فَقَالَ دَاوُدُ: «أَصْنَعُ مَعْرُوفًا مَعَ حَانُونَ بْنِ نَاحَاشَ، لأَنَّ أَبَاهُ صَنَعَ مَعِي مَعْرُوفًا». فَأَرْسَلَ دَاوُدُ رُسُلاً لِيُعَزِّيَهُ بِأَبِيهِ. فَجَاءَ عَبِيدُ دَاوُدَ إِلَى أَرْضِ بَنِي عَمُّونَ إِلَى حَانُونَ لِيُعَزُّوهُ" 1 أخبار 19.
* فيدس السم رؤساء بني عمون بعقل حانوك الملك الجديد، أن نية داود هي أنه يريد أن يتجسس أرض العمونيين ليحتلها؛ وليس لكي يعزيه في أبوك ناحاش الملك المتوفي (عدد 3).
* فقص العمونيين شعر لحى الرسل الذين أرسلهم داود، وقصوا ثيابهم من الوسط، أي ليكشفوا كل أرجلهم، وقصوها أيضًا بطريقة تكشف أقفيتهم!!! شيء في قمة الإذلال، وبعدها قاموا بطردهم (عدد 4-5).
* ولم يستكف قادة بني عمون بهذا الفعل المشين، لإذلال وقمع أناس جاؤوا ليفوا الواجب بعزاء ملكهم المتوفي! بل استأجروا عدد هائل المحاربين من أرام النهرين ومعكة وصوبة، مع مركباتهم وفرسانهم ليحاربوا يهوذا والملك داود! (عدد 6-9). حرب عدوانية بحتة، وليس فقط عدوانية، بل شر مقابل إحسان!!!
* فهرب كلا جيشي أرام وبني عمون، وأنتهت المعركة بخسارتهم (عدد 10-15).
* لكن للأسف، هذه الحرب العدوانية المفتعلة لم تنته هنا؛ بل عندما رأى أرام النهرين أنه انهزم، مس هذا في كرامته؛ فأرسل أرام النهرين لأرام عبر النهر، ليجمعوا جيوش وقوى أكبر. وعاد داود وجمع كل إسرائيل للقائهم في الحرب مرة أخرى!! فانكسرت أرام أمام إسرائيل! (عدد 16-19). لم يذكر كم مات من شعب إسرائيل في الحربين، لكن مؤكد أنه مات كثيريون!
* وهنا نأتي للفصل القادم، 1 أخبار 20؛ عندما رأى داود وقادة إسرائيل، أن بني عمون لم يحاربوه ويذلوا رسله، ويقابلوا الإحسان بالشر فقط. بل أيضًا استدرجوه لحرب مع أرام، لم يردها ولم يرد حرب مع بني عمون أصلا. شعر داود والقادة، أن بني عمون يحتاجون لإجراء تأديبي على هذه الجريمة المشينة وغير الأخلاقية! فيقول النص، الذي اقتبسم المعترض الآية 3 منه، الآتي:
"1 وَكَانَ عِنْدَ تَمَامِ السَّنَةِ فِي وَقْتِ خُرُوجِ الْمُلُوكِ، اقْتَادَ يُوآبُ قُوَّةَ الْجَيْشِ وَأَخْرَبَ أَرْضَ بَنِي عَمُّونَ وَأَتَى وَحَاصَرَ رَبَّةَ. وَكَانَ دَاوُدُ مُقِيمًا فِي أُورُشَلِيمَ. فَضَرَبَ يُوآبُ رَبَّةَ وَهَدَمَهَا. 2 وَأَخَذَ دَاوُدُ تَاجَ مَلِكِهِمْ عَنْ رَأْسِهِ، فَوُجِدَ وَزْنُهُ وَزْنَةً مِنَ الذَّهَبِ، وَفِيهِ حَجَرٌ كَرِيمٌ. فَكَانَ عَلَى رَأْسِ دَاوُدَ. وَأَخْرَجَ غَنِيمَةَ الْمَدِينَةِ وَكَانَتْ كَثِيرَةً جِدًّا. 3 وَأَخْرَجَ الشَّعْبَ الَّذِينَ بِهَا وَنَشَرَهُمْ بِمَنَاشِيرِ وَنَوَارِجِ حَدِيدٍ وَفُؤُوسٍ. وَهكَذَا صَنَعَ دَاوُدُ لِكُلِّ مُدُنِ بَنِي عَمُّونَ. ثُمَّ رَجَعَ دَاوُدُ وَكُلُّ الشَّعْبِ إِلَى أُورُشَلِيمَ" 1 أخبار 20.
هذه هي القصة وخلفية هذه الحرب المؤسفة؛ لكي يفهم القارئ محتواها وأسبابها. في منطق هذا العالم الذي يسوده الشر، ربما سيعتبر الكثيرون حرب إسرائيل عادلة. لكن في منطق الله، لست أعتقد أن الله موافق عليها، بحسب الرد الأول.

باسم أدرنلي