الآيات: "8 هذِهِ أَسْمَاءُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يُشَيْبَ بَشَّبَثُ التَّحْكَمُونِيُّ رَئِيسُ الثَّلاَثَةِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَمَانِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دَفْعَةً وَاحِدَةً... 25 وَشَمَّةُ الْحَرُودِيُّ، وَأَلِيقَا الْحَرُودِيُّ"
مقارنة مع 1 أخبار 11 "11 وَهذَا هُوَ عَدَدُ الأَبْطَالِ الَّذِينَ لِدَاوُدَ: يَشُبْعَامُ بْنُ حَكْمُونِي رَئِيسُ الثَّوَالِثِ. هُوَ هَزَّ رُمْحَهُ عَلَى ثَلاَثِ مِئَةٍ قَتَلَهُمْ دُفْعَةً وَاحِدَةً... 27 شَمُّوتُ الْهَرُورِيُّ، حَالِصُ الْفَلُونِيُّ"
الاعتراض الأول: لماذا يوجد تضارب في الأسماء بين آية 8 من 2 صموئيل، وآية 11 من 1 أخبار؟ لماذا لا ينقلان نفس الأسماء؟
الرد: لا يوجد تضارب بين الأسماء؛ فنرى عبر كل الكتاب المقدس، أنه في شعب إسرائيل هناك بعض المرات أسماء مختلفة لنفس الشخصية. أحيانًا ينقل الوحي الأسماء الكاملة الرسمية أكثر؛ وأحيانًا يذكر الأسماء الدارجة، العامية؛ ليكون الوحي أكثر شمولي ويعرف على الشخصيات بكافة احتمالاتها. فنرى " يُشَيْبَ بَشَّبَثُ"، هو نفس " يَشُبْعَامُ"، و"التَّحْكَمُونِيُّ" هو نفس " بْنُ حَكْمُونِي". فهناك العشرات من الشخصيات التي لها إسمان أو أكثر؛ أو لفظ متنوع لنفس الاسم. فنرى مثلا من نفس الفصل: في 2 صموئيل 23: 20 "بَنَايَاهُو"، ونفس الشخصية في 1 أخبار 11: 22 "بَنَايَا"، نفس اسمها المختصر. أيضًا 2 صموئيل 23: 25 "الْحَرُودِيُّ" و1 أخبار 11: 27 " الْهَرُورِيُّ"، بحرف الهاء والدال، بدلاً من حرف الحاء والراء ... إلخ.
الاعتراض الثاني: لماذا هناك تغيير بين إسم أحد المحاربين؟ في 2 صمو 23: 25 يذكر إسم "أَلِيقَا الْحَرُودِيُّ" وفي 1 أخبار 11: 27 لا يذكره، بل يذكر إسم آخر بدلاً منه، وهو "حَالِصُ الْفَلُونِيُّ"؟
الرد: إن قائمة 1 أخبار 11 دُوِّنت في سنة 1003 ق.م.؛ و2 صموئيل 33 دُونت القائمة بسنة 970 ق.م.؛ أي في أواخر حياة داود. أي بعد 1 أخبار 11، بـ 33 سنة! [1]
حيث نرى مثلا أن إصعاد داود لتابوت عهد الرب من قرية يعاريم لبيت عوبيد أدوم، في 1 أخبار 13، أي بعد نص المعترض بفصلين. أما في صموئيل، فحدث في 2 صموئيل 6 أي قبل فصل المعترض بـ 17 فصل. لذلك بمرور فترة ثلث قرن، أي 33 سنة؛ ممكن أن يتغير عدد من الأبطال، في عالم شرير يعيش فيه إنسان مُتغير. فليس من المفترض إطلاقًا أن تكون القائمتان متطابقتين، وبينهما 33 عام!
باسم أدرنلي
[1] بحسب القائمة الزمنية للنصوص: (https://biblehub.com/timeline/)
الآيات: "1 وَعَادَ فَحَمِيَ غَضَبُ الرَّبِّ عَلَى إِسْرَائِيلَ، فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا"
مقارنة مع يعقوب 1 "13 لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ: إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ الله، لأَنَّ اللهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ، وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَدًا"
الاعتراض: الآية بوضوح تقول إن الرب ذاته أهاج على شعب إسرائيل داود، وحثه بأن يحصي الشعب!! فلماذا يعاقبه على فعلته إذا، خاصة أن آية يعقوب 1، تؤكد أن الله غير مجرب بالشرور!!؟؟
الرد: لقد صدق الناقد في أن الله غير مجرب في الشرور، بحسب آية يعقوب 1 التي طرحها الناقد. ولهذا نرى من اطلاعنا على سفر أخبار الأيام لنفس الحدث، يؤكد أن الله ليس هو من أغوى داود بأن يَعُد الشعب، بل الشيطان:
"1 وَوَقَفَ الشَّيْطَانُ ضِدَّ إِسْرَائِيلَ، وَأَغْوَى دَاوُدَ لِيُحْصِيَ إِسْرَائِيلَ" 2 أخبار 21.
أما تفسير عبارة "فَأَهَاجَ عَلَيْهِمْ دَاوُدَ قَائِلاً: امْضِ وَأَحْصِ إِسْرَائِيلَ وَيَهُوذَا"، هو أن الله ترك الملك داود دون أن يمنعه أو يحذره مرة ومرتين، فعل هذا! والسبب هو، غضب الرب على إسرائيل شعبه.
فداود يعلم أنه لا يجوز أن يعد شعب الرب، لئلا يفتخر قلبه، ويظن أن قوته تكمن في عدد الشعب، بدلا من معية الرب معه. حتى قائده يوآب استغرب من طلب الملك ولم يستسيغه أبدًا، حيث قال له:
"3 فَقَالَ يُوآبُ لِلْمَلِكِ: «لِيَزِدِ الرَّبُّ إِلهُكَ الشَّعْبَ أَمْثَالَهُمْ مِئَةَ ضِعْفٍ، وَعَيْنَا سَيِّدِي الْمَلِكِ نَاظِرَتَانِ. وَلكِنْ لِمَاذَا يُسَرُّ سَيِّدِي الْمَلِكُ بِهذَا الأَمْرِ؟»" 2 صموئيل 24.
إذا حجة الناقد سليمة مئة بالمئة، الله غير مجرب بالشرور. لذلك نرى أن الشيطان هو من أغوى داود وليس الرب. أما تقديرات الناقد بخصوص ما حدث، لم تكن دقيقة.
باسم أدرنلي