The Open Church

الرد على شبهات Exodus

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
3: 22

الآيات:  "22 بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ"
وأيضًا خروج 11 "2 تَكَلَّمْ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ أَنْ يَطْلُبَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ صَاحِبِهِ، وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ صَاحِبَتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَب. 3 وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. وَأَيْضًا الرَّجُلُ مُوسَى كَانَ عَظِيمًا جِدًّا فِي أَرْضِ مِصْرَ فِي عُيُونِ عَبِيدِ فِرْعَوْنَ وَعُيُونِ الشَّعْبِ."
الاعتراض:  كيف يحث الله شعبه إسرائيل، بحسب الآية، أن يسرقوا المصريين؟ أليس هذه طرق ملتوية وغير لائقة بإله عادل!!؟؟
الرد:  إن الوحي يؤكد أن الله يحث شعب إسرائيل أن يطلبوا فضة وذهب، وليس ليستعيروا أو يسرقوا الفضة والذهب!! يعني هناك فرق شاسع بين طلب المساعدة، أو طلب الاستعارة أو السرقة!! فلو طلبوا استعارة الفضة والذهب، أو إذا سرقوا الفضة والذهب دون علم المصريين؛ يكون ادعاء المعترض صحيح، وهو تصرف لا يليق فعلا. لكن عندما يطلب شعب إسرائيل الفضة والذهب، ويعطيهم المصريين مطلبهم بمحض إرادتهم؛ هذه ليس سرقة أبدًا، لذلك أدعاء المعرض ليس له أي معنى!!!
أما عن السبب لحث الله موسى لفعل هذا، متمحور في سببين:
الأول هو عدالة الله:
فالله أراد أن يظهر للشعب أنه إله عادل، وسيستعيد حق شعب إسرائيل الذي سلبه المصريون، بإرادة المصريين. كما يؤكد الوحي:"9 فَقَالَ (ملك مصر الجديد) لِشَعْبِهِ: هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا. 10 هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلاَّ يَنْمُوا، فَيَكُونَ إِذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ أَنَّهُمْ يَنْضَمُّونَ إِلَى أَعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْض 11 فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ، فَبَنَوْا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ، وَرَعَمْسِيس َ.... 15 وَكَلَّمَ مَلِكُ مِصْرَ قَابِلَتَيِ الْعِبْرَانِيَّاتِ اللَّتَيْنِ اسْمُ إِحْدَاهُمَا شِفْرَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى فُوعَةُ، 16 وَقَالَ: حِينَمَا تُوَلِّدَانِ الْعِبْرَانِيَّاتِ وَتَنْظُرَانِهِنَّ عَلَى الْكَرَاسِيِّ، إِنْ كَانَ ابْنًا فَاقْتُلاَهُ، وَإِنْ كَانَ بِنْتًا فَتَحْيَا" خروج 1.
ولم يظلموهم فقط من ناحية مادية، بالتسخير؛ لكن أيضًا قتلوا أطفال كثيرين لشعب إسرائيل!!

لذلك قال الله لموسى:
"7 فَقَالَ الرَّبُّ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ، 8 فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّين....  20 فَأَمُدُّ يَدِي وَأَضْرِبُ مِصْرَ بِكُلِّ عَجَائِبِي الَّتِي أَصْنَعُ فِيهَا. وَبَعْدَ ذلِكَ يُطْلِقُكُمْ. 21 وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهذَا الشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ (أي سيؤنب الله ضمائر المصريين على ظلمهم لهم، وسيعوِّضونهم بالفضة والذهب). فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِين 22 بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ" خروج 3.
أما من جهة عبارة "فتسلبون المصريون"؛ فليس مقصود بها سرقتهم كما نرى من خلال الآيات؛ بل لاستعادة الحق المسلوب من المصريين أصلا بمحض إرادتهم، كما بينت الآيات السابقة. وأما إذا نظرنا إلى العبارة العبرية: " וְנִצַּלְתֶּם, אֶת-מִצְרָיִם"، فترجمتها الدقيقة هي: "تغتنمون فرصتكم مع المصريين" أو "تستغلون المصريين" (في الوقت الذي يضع الرب في قلوبهم تأنيب الضمير على ظلمهم لكم).
الثاني، تطبيق نفس معايير الله على شعبه:
فالله طبق على المصريين، في تعاملهم مع عبيدهم، نفس أحكام تعويض العبيد الذي طبقه الله على شعبه. لذلك هذه عدالة وحق، ومن المقبول جدًا أن يطبق الله نفس الأحكام على المصريين الذي سلبوا شعبه ولم ينصفوهم بالأصل؛ وذلك كما أكدت شريعة موسى:
"12 إِذَا بِيعَ لَكَ أَخُوكَ الْعِبْرَانِيُّ أَوْ أُخْتُكَ الْعِبْرَانِيَّةُ وَخَدَمَكَ سِتَّ سِنِينَ، فَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ. 13 وَحِينَ تُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ لاَ تُطْلِقُهُ فَارِغًا. 14 تُزَوِّدُهُ مِنْ غَنَمِكَ وَمِنْ بَيْدَرِكَ وَمِنْ مَعْصَرَتِكَ. كَمَا بَارَكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ تُعْطِيهِ" تثنية 15.

فالله من النص هذا، يطلب من شعبه، أن يعوضوا العبيد حين أنهاء الخدمة، حتى مع إعطائهم حقهم كامل خلال فترة الخدمة؛ فكم بالحري سيكون حكم الله على المصريين الذي ظلموا العبيد العبرانيين في الأصل وقتلوا أطفالهم، بعد إنهاء خدمتهم؟؟؟ فتعويضهم هو أقل شيء ممكن تقديمه لهم!!!
باسم ادرنلي

 
10: 1

الآيات: "1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ فَإِنِّي أَغْلَظْتُ قَلْبَهُ وَقُلُوبَ عَبِيدِهِ لأَصْنَعَ آيَاتِي هَذِهِ بَيْنَهُمْ."
أيضًا في رومية 9 " 17  لأَنَّهُ يَقُولُ الْكِتَابُ لِفِرْعَوْنَ: «إِنِّي لِهَذَا بِعَيْنِهِ أَقَمْتُكَ لِكَيْ أُظْهِرَ فِيكَ قُوَّتِي وَلِكَيْ يُنَادَى بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ». 18  فَإِذاً هُوَ يَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَيُقَسِّي مَنْ يَشَاءُ."
الاعتراض:  كيف يعاقب الله فرعون؛ وهو في نفس الوقت يقول في خروج أن الله أغلظ قلبه، ويقول في رومية أن الله هو الذي قسى قلبه؟
الرد:  إن عبارة "الله أغلظ قلبه" أو "قسى قلبه"، لا يعني أن الله هو الذي فرض على فرعون أن يرفض دعوة موسى له ليطلق الشعب.  بل تعني أن الله المحب للخطاة والرحيم، عادة يساعد الإنسان ويبكت قلبه وضميره، لكي يعدل عن شره ويتوب.  لكن في نفس الوقت مع استمرار الإنسان بالرفض والعناد؛ تأت مرحلة ما، يسلم الله الإنسان لعناد قلبه؛ يعني يتوقف عن مساعدته وتبكيت قلبه وضميره ليعدل عن شره.  لذلك إذا رجعنا للنصوص الرئيسية في سفر الخروج، نرى أن الله لم يقسِّ قلب فرعون؛ بل بالعكس أعطاه الحرية ليقبل أو يرفض.  
قبل إجراء الضربة الأولى: 
فقبل إجراء الضربة الأولى، يقول الكتاب " 13 فَاشْتَدَّ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا (أي لموسى وهارون) كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ" خروج 7.
وبعد الضربة الأولى: 
يقول الكتاب "22 .. فَاشْتَدَّ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا.." خروج 7.  
وبعد الضربة الثانية: 
وبعد أن ترجى فرعون موسى وهارون ليطلبا من الله أن يرفع الضفادع؛ ففعلا؛ يقول الوحي: " 15 فَلَمَّا رَأَى فِرْعَوْنُ أَنَّهُ قَدْ حَصَلَ الْفَرَجُ أَغْلَظَ قَلْبَهُ وَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا" خروج 8.  
وبعد الضربة الثالثة:
وهي الباعوض، حذر السحرة فرعون من أنه داخلٌ في حرب مع الله الحي: " 19 فَقَالَ الْعَرَّافُونَ لِفِرْعَوْنَ: «هَذَا إِصْبِعُ اللهِ». وَلَكِنِ اشْتَدَّ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ... 32 وَلَكِنْ أَغْلَظَ فِرْعَوْنُ قَلْبَهُ هَذِهِ الْمَرَّةَ أَيْضاً " تكوين 8. "7 .. وَلَكِنْ غَلُظَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقِ الشَّعْبَ".  
واستمر فرعون إلى المرة السادسة: 
ليشدد فيها قلبه بنفسه، يقول الكتاب " 12 وَلَكِنْ شَدَّدَ الرَّبُّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا" خروج 9؛ أي توقف الله على ملاحقته وتبكيت قلبه، وأسلمه إلى عناده، كما فسرنا سابقًا.  
لكن مع هذا، في المرة السابعة: 
قد أعطى الرب فرعون فرصة أخيرة، لأنه بعدما رأى البروق والبرد الناري يحرق مصر، وطلب فرعون من موسى تائبًا أن ينهي الله البرد: "27... أَخْطَأْتُ هذِهِ الْمَرَّةَ. الرَّبُّ هُوَ الْبَارُّ وَأَنَا وَشَعْبِي الأَشْرَارُ" خروج 9، ورفع الرب البوق واستجاب لتوبته وأعطاه الله فرصة أخيرة: " 34 وَلَكِنْ فِرْعَوْنُ لَمَّا رَأَى أَنَّ الْمَطَرَ وَالْبَرَدَ وَالرُّعُودَ انْقَطَعَتْ عَادَ يُخْطِئُ وَأَغْلَظَ قَلْبَهُ هُوَ وَعَبِيدُهُ. 35 فَاشْتَدَّ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى."   بعدها نرى من النصوص أن الرب أخذ قرار أن لا يعطي فرعون فرصة أخرى، وأغلظ قلبه، أي جعله يستمر عن عناده على خطئِه: " 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ فَإِنِّي أَغْلَظْتُ قَلْبَهُ وَقُلُوبَ عَبِيدِهِ لأَصْنَعَ آيَاتِي هَذِهِ بَيْنَهُمْ." خروج 10.
وبعدها بثلاث مرات:
الرب هو الذي أغلظ قلب فرعون فلم يطلق الشعب كدينونة له، بسبب عناده (خروج 10: 20  و27  11: 10). وكان هدف الله من هذا أمرين:
الأول: هو أن يُعَرِّف فرعون (الذي كان يظن أنه إله) وشعبه، أنه هو الله الحي خالق السماوات والأرض والبشر، الذي لا يقاوَم.  
الثاني: هو إدانة أوثان مصر وكسرها أمام شعب مصر الوثني؛ فكانت تلك الضربات التي فعلها الله، هي ضربات لآلهة المصريين الوثنية:
"12 فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَاماً بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ." خروج 12.  
وذلك لكي يؤمن الشعب بإله إبراهيم الحقيقي، عندما يرى الله يحطم كل آلهات مصر أمامه، فيعوض الشعب عن الدمار الذي لحق به، بالنجاة من الجحيم عن طريق الإيمان بإله إبراهيم: "16 وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَقَمْتُكَ، لِكَيْ أُرِيَكَ قُوَّتِي، وَلِكَيْ يُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ" خروج 9. إذا الله لم يسلم قلب فرعون إلى عناده من البداية؛ لكن بعدما أعطاه فرصة سبع مرات؛ وهذا يصوره الوحي في نفس أصحاح رومية 9، فبعدما أكد وحي رومية على الآية السابقة (خروج 9: 16) في رومية 9: 17، أعطي مُلخَّص ومفتاح النص بقوله: " 22  فَمَاذَا إِنْ كَانَ اللهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً لِلْهَلاَكِ".  ففرعون كان آنية غضب مهيئة للهلاك، ويظهر الوحي أن الله في الحقيقة احتمله بأناة وصبر كبير جدًا؛ لكنه استمر في عناده، فأسلمه الله إلى عناده، وتوقف عن تبكيته وتحفيز ضميره للتوبة.  فلم يحدث هذا بقرار تعسفي وظالم من الله كما يدعي المعترض؛ بل بإرادة فرعون الكاملة التي وهبه اياها الله.

باسم ادرنلي

11: 2-3

الآيات:  "2 تَكَلَّمْ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ أَنْ يَطْلُبَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ صَاحِبِهِ، وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ صَاحِبَتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَب. 3 وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. وَأَيْضًا الرَّجُلُ مُوسَى كَانَ عَظِيمًا جِدًّا فِي أَرْضِ مِصْرَ فِي عُيُونِ عَبِيدِ فِرْعَوْنَ وَعُيُونِ الشَّعْبِ."
وأيضًا خروج 3 "22 بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ"
الاعتراض:  كيف يحث الله شعبه إسرائيل، بحسب الآية، أن يسرقوا المصريين؟ أليس هذه طرق ملتوية وغير لائقة بإله عادل!!؟؟
الرد:  إن الوحي يؤكد أن الله يحث شعب إسرائيل أن يطلبوا فضة وذهب، وليس ليستعيروا أو يسرقوا الفضة والذهب!! يعني هناك فرق شاسع بين طلب المساعدة، أو طلب الاستعارة أو السرقة!! فلو طلبوا استعارة الفضة والذهب، أو إذا سرقوا الفضة والذهب دون علم المصريين؛ يكون ادعاء المعترض صحيح، وهو تصرف لا يليق فعلا. لكن عندما يطلب شعب إسرائيل الفضة والذهب، ويعطيهم المصريين مطلبهم بمحض إرادتهم؛ هذه ليس سرقة أبدًا، لذلك أدعاء المعرض ليس له أي معنى!!!
أما عن السبب لحث الله موسى لفعل هذا، متمحور في سببين:
الأول هو عدالة الله:
فالله أراد أن يظهر للشعب أنه إله عادل، وسيستعيد حق شعب إسرائيل الذي سلبه المصريون، بإرادة المصريين. كما يؤكد الوحي:
"9 فَقَالَ (ملك مصر الجديد) لِشَعْبِهِ: هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا. 10 هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلاَّ يَنْمُوا، فَيَكُونَ إِذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ أَنَّهُمْ يَنْضَمُّونَ إِلَى أَعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْض 11 فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ، فَبَنَوْا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ، وَرَعَمْسِيس َ.... 15 وَكَلَّمَ مَلِكُ مِصْرَ قَابِلَتَيِ الْعِبْرَانِيَّاتِ اللَّتَيْنِ اسْمُ إِحْدَاهُمَا شِفْرَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى فُوعَةُ، 16 وَقَالَ: حِينَمَا تُوَلِّدَانِ الْعِبْرَانِيَّاتِ وَتَنْظُرَانِهِنَّ عَلَى الْكَرَاسِيِّ، إِنْ كَانَ ابْنًا فَاقْتُلاَهُ، وَإِنْ كَانَ بِنْتًا فَتَحْيَا" خروج 1.
ولم يظلموهم فقط من ناحية مادية، بالتسخير؛ لكن أيضًا قتلوا أطفال كثيرين لشعب إسرائيل!
لذلك قال الله لموسى:
"7 فَقَالَ الرَّبُّ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ، 8 فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّين....  20 فَأَمُدُّ يَدِي وَأَضْرِبُ مِصْرَ بِكُلِّ عَجَائِبِي الَّتِي أَصْنَعُ فِيهَا. وَبَعْدَ ذلِكَ يُطْلِقُكُمْ. 21 وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهذَا الشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ (أي سيؤنب الله ضمائر المصريين على ظلمهم لهم، وسيعوِّضونهم بالفضة والذهب). فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِين 22 بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ" خروج 3.
أما من جهة عبارة "فتسلبون المصريون"؛ فليس مقصود بها سرقتهم كما نرى من خلال الآيات؛ بل لاستعادة الحق المسلوب من المصريين أصلا بمحض إرادتهم، كما بينت الآيات السابقة. وأما إذا نظرنا إلى العبارة العبرية: " וְנִצַּלְתֶּם, אֶת-מִצְרָיִם"، فترجمتها الدقيقة هي: "تغتنمون فرصتكم مع المصريين" أو "تستغلون المصريين" (في الوقت الذي يضع الرب في قلوبهم تأنيب الضمير على ظلمهم لكم).
الثاني، تطبيق نفس معايير الله على شعبه:
فالله طبق على المصريين، في تعاملهم مع عبيدهم، نفس أحكام تعويض العبيد الذي طبقه الله على شعبه. لذلك هذه عدالة وحق، ومن المقبول جدًا أن يطبق الله نفس الأحكام على المصريين الذي سلبوا شعبه ولم ينصفوهم بالأصل؛ وذلك كما أكدت شريعة موسى:
"12 إِذَا بِيعَ لَكَ أَخُوكَ الْعِبْرَانِيُّ أَوْ أُخْتُكَ الْعِبْرَانِيَّةُ وَخَدَمَكَ سِتَّ سِنِينَ، فَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ. 13 وَحِينَ تُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ لاَ تُطْلِقُهُ فَارِغًا. 14 تُزَوِّدُهُ مِنْ غَنَمِكَ وَمِنْ بَيْدَرِكَ وَمِنْ مَعْصَرَتِكَ. كَمَا بَارَكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ تُعْطِيهِ" تثنية 15.

فالله من النص هذا، يطلب من شعبه، أن يعوضوا العبيد حين أنهاء الخدمة، حتى مع إعطائهم حقهم كامل خلال فترة الخدمة؛ فكم بالحري سيكون حكم الله على المصريين الذي ظلموا العبيد العبرانيين في الأصل وقتلوا أطفالهم، بعد إنهاء خدمتهم؟؟؟ فتعويضهم هو أقل شيء ممكن تقديمه لهم!!!

باسم ادرنلي

 
20: 1-3

الآيات: "1 ثُمَّ تَكَلَّمَ اللهُ بِجَمِيعِ هذِهِ الْكَلِمَاتِ قَائِلاً: 2 «أَنَا الرَّبُّ إِلهُكَ الَّذِي أَخْرَجَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ مِنْ بَيْتِ الْعُبُودِيَّةِ. 3 لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي."
أيضًا غلاطية 3 "19 فَلِمَاذَا النَّامُوسُ؟ قَدْ زِيدَ بِسَبَبِ التَّعَدِّيَاتِ، إِلَى أَنْ يَأْتِيَ النَّسْلُ الَّذِي قَدْ وُعِدَ لَهُ، مُرَتَّبًا بِمَلاَئِكَةٍ فِي يَدِ وَسِيطٍ."
الاعتراض: نرى من آية خروج، أن الله أعطى الوصايا لموسى بدون وسيط؛ وآية غلاطية 3 تقول إن الله أعطى الناموس بوسيط! أليس هذا تناقض؟
الرد: نعم الوحي يؤكد أن الله أنزل الشريعة للشعب عن طريق وسيط وهو موسى!! لست أفهم أين التناقض هنا!!؟ 
ينقل لنا سفر الخروج أن الناموس الله أعطاه للشعب من خلال وسيط، وهو موسى. من لحظة اختياره نبيًا (خروج 3)، إلى الوصايا العشر (خروج 20). فالمعترض صدق في قوله، نعم الله كلم موسى مباشرة، وجهًا لوجه، بدون وسيط:
"11 وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهًا لِوَجْهٍ، كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ" خروج 33.
لكن آية غلاطية 3، تصف موسى بأنه هو الوسيط الذي كان بين الله والشعب.
فلا يوجد أي تناقض بين الآيتين.
لكن تصور أخي الناقد، أنك في المسيح يسوع تقدر أن تَمْثُل أمام عرش النعمة، أي عرش الله السماوي، في كل حين؛ على حساب دم المسيح وفدائه، الذي بذله عنك وعني:
"16 فَلْنَتَقَدَّمْ بِثِقَةٍ إِلَى عَرْشِ النِّعْمَةِ لِكَيْ نَنَالَ رَحْمَةً وَنَجِدَ نِعْمَةً عَوْنًا فِي حِينِهِ" عبرانيين 4.
تصور أية نعمة يفتقدها كل إنسان لم يقبل بعد يد المسيح المُنقذة، التي تحاول أن تنقذه من الجحيم طوال حياته!!
باسم أدرنلي

21: 7-11

الآيات: "7 وَإِذَا بَاعَ رَجُلٌ ابْنَتَهُ أَمَةً، لاَ تَخْرُجُ كَمَا يَخْرُجُ الْعَبِيدُ. 8 إِنْ قَبُحَتْ فِي عَيْنَيْ سَيِّدِهَا الَّذِي خَطَبَهَا لِنَفْسِهِ، يَدَعُهَا تُفَكُّ. وَلَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ أَنْ يَبِيعَهَا لِقَوْمٍ أَجَانِبَ لِغَدْرِهِ بِهَا. 9 وَإِنْ خَطَبَهَا لابْنِهِ فَبِحَسَبِ حَقِّ الْبَنَاتِ يَفْعَلُ لَهَا. 10 إِنِ اتَّخَذَ لِنَفْسِهِ أُخْرَى، لاَ يُنَقِّصُ طَعَامَهَا وَكِسْوَتَهَا وَمُعَاشَرَتَهَا. 11 وَإِنْ لَمْ يَفْعَلْ لَهَا هذِهِ الثَّلاَثَ تَخْرُجُ مَجَّانًا بِلاَ ثَمَنٍ." خروج 21
الاعتراض: كيف تدعون أن الكتاب المقدس لم يروج بيع العبيد والإماء؛ أليست الآية تحلل بيت الابنة كأمة؟
الرد: إن الآيات أعلاه، لا تتكلم عن تجارة عبيد، بل بيع رجل ابنته للزواج، وهو زواج مع مهر، مثل الزواج الإسلامي تمامًا!! ونستغرب بشكل كبير، فلو عرف الناقد الإسلامي موضوع الآية، لترك الإسلام!!!
حيث تتكلم الآية عن نمط الزواج الدنيء؛ حيث فيه يقبض أبو الابنة مهرًا من الرجل الذي يتزوج منها. 
والآيات تؤكد أنه باعها لغرض الزواج: " سَيِّدِهَا الَّذِي خَطَبَهَا لِنَفْسِهِ ... وَإِنْ خَطَبَهَا لابْنِهِ". فهنا لا تجارة عبيد، هو زواج ابنه لرجل مع قبل ثمن، مهر، وهو الزواج الدنيء.
والآيات تؤكد أنه إذا أساء الرجل معاملة تلك المرأة، وانتهك حقها. فتخرج من عنده مجانًا، دون أن يرد الأب شيء للرجل الذي تزوجها.

والسؤال هنا: لماذا ممكن أن يبيع رجل ابنته لرجل آخر، بغرض الزواج؟
السبب هو الفقر وقلة الموارد المعيشية في عالم ليس سهل ومليء بالتحديات؛ منذ ذلك اليوم، وإلى اليوم.
نرى هذين النموذجين من الزواج حتى قبل شريعة موسى. فنرى نموذج زواج الحرة، مثل زواج إسحاق من رفقة وهي أخت لابان، ابنه بتوئيل. الذي عندما خطبها خادم إبراهيم أعطى أهلها هدايا؛ لكن لم يطلب أولياء أمرها منه مهرًا مقابل ابنتهم رفقة (تكوين 24: 52-56). ونرى أيضًا نفس لابان أخو رفقة، عندما زوج بناته ليئة وراحيل ليعقوب ابن إسحاق، زوج ليئة أخته؛ عمل العكس تمامًا، طلب مهرًا. والمهر كان أن يعمل يعقوب عنده مجانًا لمدة سبع سنين مقابل كل بنت!!
"15 ثُمَّ قَالَ لاَبَانُ لِيَعْقُوبَ: «أَلأَنَّكَ أَخِي تَخْدِمُنِي مَجَّانًا؟ أَخْبِرْنِي مَا أُجْرَتُكَ»... 18 وَأَحَبَّ يَعْقُوبُ رَاحِيلَ، فَقَالَ: «أَخْدِمُكَ سَبْعَ سِنِينٍ بِرَاحِيلَ ابْنَتِكَ الصُّغْرَى»... أَكْمِلْ أُسْبُوعَ هذِهِ، فَنُعْطِيَكَ تِلْكَ أَيْضًا، بِالْخِدْمَةِ الَّتِي تَخْدِمُنِي أَيْضًا سَبْعَ سِنِينٍ أُخَرَ». (أي المجموع 14 سنة)" التكوين 29.
ماذا علمت المسيحية عن الزواج:
"4 لِيَكُنِ الزِّوَاجُ مُكَرَّمًا عِنْدَ كُلِّ وَاحِدٍ، وَالْمَضْجَعُ غَيْرَ نَجِسٍ.." العبرانيين 13.
فالزواج في المسيحية هو عهد بين الزوجان والله، وبين بعضهم البعض؛ رجل واحد لامرأة واحدة فقط، بلا مهر ولا أي مقابل. الزواج هو ليس مُجرد عقد بشروط مثل الصفقات! بل زواج فيه يتعهد الزواجان أن يلتزموا بالحب والوفاء لبعضهم البعض؛ في الصحة والمرض؛ في الفقر والغنى؛ في الفرج والضيق؛ إلى أن يفرق بينهما فقط الموت. ويتعهد الزوج بأن يحب زوجته حتى الموت لأجلها. وتتعهد المرأة بأن تحترم زوجها وتخضع له:
"21 خَاضِعِينَ بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ فِي خَوْفِ اللهِ. 22 أَيُّهَا النِّسَاءُ اخْضَعْنَ لِرِجَالِكُنَّ كَمَا لِلرَّبِّ، 23 لأَنَّ الرَّجُلَ هُوَ رَأْسُ الْمَرْأَةِ كَمَا أَنَّ الْمَسِيحَ أَيْضًا رَأْسُ الْكَنِيسَةِ، وَهُوَ مُخَلِّصُ الْجَسَدِ... 25 أَيُّهَا الرِّجَالُ، أَحِبُّوا نِسَاءَكُمْ كَمَا أَحَبَّ الْمَسِيحُ أَيْضًا الْكَنِيسَةَ وَأَسْلَمَ نَفْسَهُ لأَجْلِهَا... 28 كَذلِكَ يَجِبُ عَلَى الرِّجَالِ أَنْ يُحِبُّوا نِسَاءَهُمْ كَأَجْسَادِهِمْ. مَنْ يُحِبُّ امْرَأَتَهُ يُحِبُّ نَفْسَهُ. 29 فَإِنَّهُ لَمْ يُبْغِضْ أَحَدٌ جَسَدَهُ قَطُّ، بَلْ يَقُوتُهُ وَيُرَبِّيهِ، كَمَا الرَّبُّ أَيْضًا لِلْكَنِيسَةِ. 30 لأَنَّنَا أَعْضَاءُ جِسْمِهِ، مِنْ لَحْمِهِ وَمِنْ عِظَامِهِ. 31 «مِنْ أَجْلِ هذَا يَتْرُكُ الرَّجُلُ أَبَاهُ وَأُمَّهُ وَيَلْتَصِقُ بِامْرَأَتِهِ، وَيَكُونُ الاثْنَانِ جَسَدًا وَاحِدًا»." أفسس 5.
ويؤكد الوحي أن كلا الاثنين متساوين في القيمة الإنسانية تمامًا:
"28 لَيْسَ يَهُودِيٌّ وَلاَ يُونَانِيٌّ. لَيْسَ عَبْدٌ وَلاَ حُرٌّ. لَيْسَ ذَكَرٌ وَأُنْثَى، لأَنَّكُمْ جَمِيعًا وَاحِدٌ فِي الْمَسِيحِ يَسُوعَ." غلاطية 3.
ويخاطبهم كمتساوين تمامًا أمام الله، في الحقوق والواجبات نحو بعض:
"3 لِيُوفِ الرَّجُلُ الْمَرْأَةَ حَقَّهَا الْوَاجِبَ، وَكَذلِكَ الْمَرْأَةُ أَيْضًا الرَّجُلَ. 4 لَيْسَ لِلْمَرْأَةِ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهَا، بَلْ لِلرَّجُلِ. وَكَذلِكَ الرَّجُلُ أَيْضًا لَيْسَ لَهُ تَسَلُّطٌ عَلَى جَسَدِهِ، بَلْ لِلْمَرْأَةِ. 5 لاَ يَسْلُبْ أَحَدُكُمُ الآخَرَ، إِلاَّ أَنْ يَكُونَ عَلَى مُوافَقَةٍ، إِلَى حِينٍ، لِكَيْ تَتَفَرَّغُوا لِلصَّوْمِ وَالصَّلاَةِ، ثُمَّ تَجْتَمِعُوا أَيْضًا مَعًا لِكَيْ لاَ يُجَرِّبَكُمُ الشَّيْطَانُ لِسَبَبِ عَدَمِ نَزَاهَتِكُمْ." 1 كورنثوس 7.
أما من جهة العبودية في العهد القديم، مبادئها وتشريعاتها؛ وموفق العهد الجديد الرافض لها. 
فشتان ما بين نظام الإسلام في الزواج، والنظام الإلهي!
باسم أدرنلي

 
 
31: 17

الآيات: "17 هُوَ بَيْنِي وَبَيْنَ بَنِي إِسْرَائِيلَ عَلاَمَةٌ إِلَى الأَبَدِ. لأَنَّهُ فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ صَنَعَ الرَّبُّ السَّمَاءَ وَالأَرْضَ، وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ"

الاعتراض: عندما نتسائل كيف الله يستريح في اليوم السابع في الخلق؛ تقولون لم يسترح، بل توقف ودخل الراحة الأبدية، أي سماءه! لكن هذه الآية، تقول أن الله تنفس!! هل تعب الخالق، وصار يلهث، وكان يجب أن يتنفس من التعب؟؟ ألا تنسب هذه الآية صفات بشرية لا تليق بجلال الله؟

الرد: أخي الكريم، بالتأكيد لا تنسب هذه الآية أي إهانة لله، بل العكس تمامًا. الكملة المترجمة بـ "تَنَفَّسَ"، تنسب لله دوره الإلهي في تجديد الكون، بعد خلقه. ولكي تدرك مدى إعجاز وعظمة ومنطقة هذه الكلمة، اسأل نفسك سؤال:
فهل الله توقف عن العمل بعد خلقه للكون؛ وأصبح لا يتدخل فيه إطلاقًا، ليكون دوره بعد الخلق = صفر؟
الجواب هو حاشا، بل بعدما انتهى الله من خلق الكون، استمر في إدارته. فاستمر دور الله في إدارة الكون الذي خلقه، عن طريق استمرار نسمته ونفسه فيه، لتجديده والاعتناء به. فلا يعقل مثلا أنه بعد بناء بناية أو فندق مثلا، أن ينتهي دور التقنيين! ألا يحتاج النفدق لصيانة وعناية وتجديد مستمر بعد البناء!؟ الجواب هو حاشا، بل بعدما انتهى الله من خلق الكون، استمر في إدارته. فاستمر دور الله في إدارة الكون الذي خلقه، عن طريق استمرار نسمته ونَفَسَهُ فيه، لتجديده والاعتناء به. فلا يُعقل مثلا أنه بعد بناء بناية أو فندق مثلا، أن ينتهي دور التقنيين! ألا يحتاج الفندق لصيانة وعناية وتجديد مستمر بعد البناء!؟ 
وللرد على هذا الاعتراض الشرعي والمنطقي بشكل أوسع، نحتاج أن ندرس معنى الكلمة "تنفس"، ترددها في وحي العهد القديم، وارتباطها مع كلمات أخرى تتكلم عن نفس هذا الموضوع؛ فنقول الآتي:

أولاً، معنى الكلمة الثانية "تنفَّسْ":
"17 .. وَفِي الْيَوْمِ السَّابعِ اسْتَرَاحَ وَتَنَفَّسَ" خروج 31.
الكلمتان في العبري هما: " שָׁבַת يتوقف، וַיִּנָּפַשׁ وَتَنَفَّسَ"، ومشتقة من الأصل، وهو "نِفِش" أي النَفْسْ (نفس الإنسان). أي نَفَسَ الله الذي يعطي حياة للإنسان؛ كما قال الوحي عن آدم:
"وَنَفَخَ (الله) فِي أَنْفِهِ نَسَمَةَ حَيَاةٍ. فَصَارَ آدَمُ نَفْسًا حَيَّةً" تكوين 2: 7.
فالنفس، مرتبطة بالحياة؛ والكلمة "تَنَفَّسَ" في آية المعترض، تعني: يُجَدِّدْ (نفس الكون) (Strong Dictionary. الآية تخبرنا أن الكون هنا دخل للعصر الجديد، عصر ما بعد الخلق. كلمة وردت مرة واحدة فقط في كل الكتاب، وهي"يِنَفَشْ" (بفتح الفاء)، ومتوحدة ومتميزة فقط على الله. 
وتكررت مرتين، مختلفتين في مكان آخر من نفس كلمة الأصل "نفس"؛ تحمل نفس المعنى، لكن تتكلم عن تجديد نفس ذات الإنسان. وكلاهما بكسر الفاء، وليس بفتحها كالأولى: "يِنَفِشْ" (وليس " يِنَفَشْ"). وتعني ليتجدد:
"12 سِتَّةَ أَيَّامٍ تَعْمَلُ عَمَلَكَ. وَأَمَّا الْيَوْمُ السَّابعُ فَفِيهِ تَسْتَرِيحُ، لِكَيْ يَسْتَرِيحَ ثَوْرُكَ وَحِمَارُكَ، وَيَتَنَفَّسَ (يِنَفِشْ – بكسر الفاء) ابْنُ أَمَتِكَ وَالْغَرِيبُ" خروج 23  
"14 وَجَاءَ الْمَلِكُ وَكُلُّ الشَّعْبِ الَّذِينَ مَعَهُ وَقَدْ أَعْيَوْا فَاسْتَرَاحُوا (هي نفس الكلمة، يِنَفِشْ – بكسر الفاء) هُنَاكَ" 2 صموئيل 16.
فالفرق بين الكلمة المنسوبة لله، والكلمتان المنسوبتان للإنسان، هو:
الله يُجدِّد، لأنه الخالق؛ والإنسان هو المفعول به، "يتجدد". فواضح أن الناقد يحاول إضفاء المعنى الثاني على الله، وهذا خطأ. . 

ثانيًا: آيات فيها كلمات أخرى تحمل نفس المعنى وتفسره:
إذا كما قلنا في النقطة السابقة، بعد إتمام  الخلق، أصبح دور لله هو إدارة وتجديد الأرض. كما يؤكد نص آخر:
"30 تُرْسِلُ رُوحَكَ فَتُخْلَقُ، وَتُجَدِّدُ (تِحَديش) وَجْهَ الأَرْضِ" مزمور 104.
فنرى من الآية ثلاث كلمات هامة: "تخلق" وبعدها "تجدد"، ونرى أيضًا كيف يحدث هذا؟
بروح الله، حيث أن كلمة "رُوَح" في العبري، هي نفس كلمة ريح، ومرتبطة بنفس الله الذي يبث الحياة للأرض بعد الخلق. إذا الآية تقول أنه بعد إتمام الله خلقه لكل الخليقة؛ أصبح دوره تجديد الكون، عن طريق التنفس بروحه، فيه "ترسل روحك".
"6 أَنْتَ هُوَ الرَّبُّ وَحْدَكَ. أَنْتَ صَنَعْتَ السَّمَاوَاتِ وَسَمَاءَ السَّمَاوَاتِ وَكُلَّ جُنْدِهَا، وَالأَرْضَ وَكُلَّ مَا عَلَيْهَا، وَالْبِحَارَ وَكُلَّ مَا فِيهَا، وَأَنْتَ تُحْيِيهَا كُلَّهَا (מְחַיֶּה، الكلمة هنا "مِحَيِه"، أي تحيي). وَجُنْدُ السَّمَاءِ لَكَ يَسْجُدُ" نحميا 9. فكلا الآيتان، تتكلمان عن نفس الموضوع، الخلق، ودور الله بعد الخلق.
أما كلمة "يِنَفَشْ" (بفتح الفاء)، فهي أشمل؛ حيث تشمل التجديد والإحياء معًا، بعد انهاء خلق الكون. فالكلمة هي كلمة إلهية تنسب دور الله بعد الخلق، وهو التجديد والإحياء المستمر للكون. ولم تأتي بمعنى أن الله يجدد من ذاته أو يستريح؛ وكأنه تعب كما يدعي الناقد، إطلاقًا!
أرأيت أخي المعرتض مَنْ أفكاره منطقية، الكتاب أم طرحك؛ كيف يُعقل أن يصبح دور الله معدوم، بد إنهائه لخلق العالمين!!؟ لا بل أصبح دوره في إدراة وتجديد الكون الذي خلقه، ليستمر إلى اليوم الذي يقرر الله به لإفناءه.

باسم أدرنلي

32: 14

الآيات: "14 فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ."
أيضًا تكوين 6 "6 فَحَزِنَ الرَّبُّ أَنَّهُ عَمِلَ الإِنْسَانَ فِي الأَرْضِ، وَتَأَسَّفَ فِي قَلْبِهِ 7 فَقَالَ الرَّبُّ: «أَمْحُو عَنْ وَجْهِ الأَرْضِ الإِنْسَانَ الَّذِي خَلَقْتُهُ، الإِنْسَانَ مَعَ بَهَائِمَ وَدَبَّابَاتٍ وَطُيُورِ السَّمَاءِ، لأَنِّي حَزِنْتُ أَنِّي عَمِلْتُهُمْ» (بالطوفان)."
أيضًا 1 صموئيل 15 "35.. وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ."
بالمقارنة مع العدد 23 "19 لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟"
بالمقارنة مع 1 صموئيل 15 "29 وَأَيْضًا نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَكْذِبُ وَلاَ يَنْدَمُ، لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانًا لِيَنْدَمَ»."

الاعتراض: كيف يقول لك في أول ثلاث آيات، أن الله "ندم، تأسف"؛ وآخر آيتين تؤكدان أنه لا يمكن أن يندم! أليست الآيات متضاربة بشكل واضح كالشمس؟

الرد: لقد قدم الناقد خليط غير متجانس من الآيات، وكل واحدة تتكلم عن شيء مختلف تمامًا! لذلك نحتاج أن نفسر كل آية من الآيات على حدا، لترتيب الأفكار لدى القارئ، بثلاث مواضيع. ومن ثم نرد على النقد بشكل جامع مدقق:

أولا، حزن الله على انحراف الإنسان الذي يحبه:
نص المعترض: تكوين 6: 6-7
عندنا في الآية 6، كلمتان، تفتح لنا الباب لفهم باقي الآيات: 
الأولى "حزن" "יִּנָּחֶם يِنَحِمْ": تعني يتعزى، يغير رأيه، يأسف، تراجع.. (قاموس سترونغ). هذه هي الكلمة التي تتكرر في باقي الآيات القادمة؛ وهي تأتي بمعنى "يتراجع".
الثانية "تأسَّف" "יִּתְעַצֵּב يِتْعَتْسِبْ": تعني يَحِدْ (يعلن حداده)، يحزن، يتألم.. (قاموس سترونع).
والمقصود من هاتان الكلمتان، هو أن الله لأنه صالح، ويحب الإنسان الذي خلقه على صورته؛ يحزن عندما يُعذِّب نفسه بالشر والخطية وابتعاده عن الله. كالأب الصالح الذي يتألم عندما ينحرف ابنه، يأسف ويحزن عليه، أكثر من حزنه منه!

ثانيًا، تراجع الله عن التأديب أو البركة:
شيء آخر يجب أن يدركه المعترض عن الله؛ هو أن الله كامل، ثابت، لا يتغير في مبادئه وأخلاقياته أبدًا؛ لذلك يجب أن يتغير في تعامله مع الإنسان المتغير والمتقلب. فعندما يُؤدب الله الإنسان بسبب الخطية، وبعدها يتوب؛ يتراجع الله عن التأديب أو العقاب. هذا أيضًا يعكس تعامل الله الكامل غير المتغير، مع الإنسان المتغير والمتأرجح.
وعندما يُعَيِّن الله شاول الملك في آية المعترض؛ وبعدها يعمل شاول الشر ويتمرد عليه، يعزله ويطرده. هذا ليس تغيير في الله، بل العكس تمامً، هو عمل يعكس طبيعة الله الثابتة في تعاملها مع الإنسان المتغير والمتقلب والمتمرد.
فالنصين اللذان عرضهما المتعرض، يعكسان هذان النوعان:
نص المعترض الأساسي: خروج 32: 14
"14 فَنَدِمَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ الَّذِي قَالَ إِنَّهُ يَفْعَلُهُ بِشَعْبِهِ."
وهذا يعكس الفئة الثانية، وهو عندما ينزل الله عقابًا على المتمرد/ين. وبعدما يقدم له حل قانوني لتوبتهم أو تغييرهم، يتراجع عن التأديب الذي أنزله بهم. هذا ما فعله الرب عندما شعب إسرائيل تركوه وعبدوا العجل الذهبي؛ وصلى موسى وتشفع لأجلهم.
نص المتعرض: 1 صموئيل 15: 35
تعامل الله مع شاول الملك الذي عينه، بعدما عصى وتمرد على الله. نرى الله يعزله ويطرده من ملكه:
"35.. وَالرَّبُّ نَدِمَ لأَنَّهُ مَلَّكَ شَاوُلَ عَلَى إِسْرَائِيلَ."
هنا نرى تراجع الرب عن النِعَم الذي وهبها للإنسان؛ فقرر أن يعين ملك آخر عوضًا عن شاول، وهو داود الملك:
"1 فَقَالَ الرَّبُّ لِصَمُوئِيلَ: «حَتَّى مَتَى تَنُوحُ عَلَى شَاوُلَ، وَأَنَا قَدْ رَفَضْتُهُ عَنْ أَنْ يَمْلِكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ؟ اِمْلأْ قَرْنَكَ دُهْنًا وَتَعَالَ أُرْسِلْكَ إِلَى يَسَّى الْبَيْتَلَحْمِيِّ، لأَنِّي قَدْ رَأَيْتُ لِي فِي بَنِيهِ مَلِكًا»" 1 صموئيل 16.
وهناك آيات ثاقبة تُوضح وتلخص هذان الجانبيان من تعامل الله الثابت مع الإنسان المتغير المتمرد، وهي:
"7 تَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْقَلْعِ وَالْهَدْمِ وَالإِهْلاَكِ، 8 فَتَرْجعُ تِلْكَ الأُمَّةُ الَّتِي تَكَلَّمْتُ عَلَيْهَا عَنْ شَرِّهَا، فَأَنْدَمُ عَنِ الشَّرِّ الَّذِي قَصَدْتُ أَنْ أَصْنَعَهُ بِهَا. 9 وَتَارَةً أَتَكَلَّمُ عَلَى أُمَّةٍ وَعَلَى مَمْلَكَةٍ بِالْبِنَاءِ وَالْغَرْسِ، 10 فَتَفْعَلُ الشَّرَّ فِي عَيْنَيَّ، فَلاَ تَسْمَعُ لِصَوْتِي، فَأَنْدَمُ عَنِ الْخَيْرِ الَّذِي قُلْتُ إِنِّي أُحْسِنُ إِلَيْهَا بِهِ." إرميا 18.
هل هناك أي كتاب في العالم ثاقب، دقيق، يصيب الهدف، كالكتاب المقدس!؟

ثالثًا، الله لا يمكن أن يتراجع عن وصاياه:
وهنا تكمن النقطة الأساسية المغلوطة التي اعتمد عليها الناقد. ما سبق، مختلف تمامًا عن الوصايا. فعندما الله يقول وصية، لا يمكن أن ينسخها ويتراجع عنها أبدًا؛ كما يدعي أصحاب الديانات المبتعدة. وحتى الوصايا المرحلية، التي أعدت للعمل على حياة الإنسان في مرحلة معينة من البشرية، لا يمكن أن تتغير في نفس فترة النبي، إلا بعد فترة لا تقل عن الألف سنة (مثلا: من آدم لنوح، 1200 سنة؛ من نوح لموسى، 1400 سنة؛ ومن موسى للمسيح 1440 سنة). أما الوصايا الأخلاقية، لا تنتهي ولا تنسخ أبدًا ما دام هناك بشرية. لأن كلاهما، الوصايا المرحلية والخلقية غير معتمدة على إنسان متغير، بل الله الثابت الذي لا يتغير أبدًا. لذلك الذين يروجون نسخ لأحكام دينية عندهم، هذا أكبر برهان أنهم يتبعون ديانات من ابتداع البشر المتغيرين الذين يشرعون لمصالحهم المتغيرة.
نص المعترض: العدد 23: 19
"19 لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟"
في هذه الآية، الله أعطى وصية لبلعام ألا يلعن شعب الرب؛ وبلعام العنيد سأل الرب مرة أخرى عن نفس الأمر!! فالله ذكره بالمبدأ الثابت، أن الوصية الإلهية لا يمكن أن تُكسر أو تُنسخ مهما حدث! هذا موضوع هذه الآية.
نص المعترض: 1 صموئيل 15: 29
"29 وَأَيْضًا نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَكْذِبُ وَلاَ يَنْدَمُ، لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانًا لِيَنْدَمَ» (عن الوصايا)"
وهذه الآية تحمل نفس القضية، الله أوصى الملك شاول من خلال النبي صموئيل، ألا يأخذ أيًا من الغنائم في حربه مع عماليق؛ وعصى الرب في هذه الوصية. وعندما يواجهه صموئيل، يقدم له فتوى بشرية قائلا: "فَأَخَذَ الشَّعْبُ مِنَ الْغَنِيمَةِ غَنَمًا وَبَقَرًا، أَوَائِلَ الْحَرَامِ لأَجْلِ الذَّبْحِ لِلرَّبِّ إِلهِكَ فِي الْجِلْجَالِ». (صموئيل الأول 15: 21). بمعنى "أني لم آخذها لنفسي، بل للرب!!
لذلك يوبخه صموئيل عن هذه الفتوى المغلوطة المتمردة؛ هل يعقل أن يغير الله وصيته بحسب استحسانك، ومصالحك؟ لا طبعًا، لذلك عزلك عن المُلك بسبب تمردك على وصايا الله، لهذا قال: "نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَكْذِبُ وَلاَ يَنْدَمُ، لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانًا لِيَنْدَمَ (عن وصاياه)".
إذا بهذه الردود، نكون قد أجبنا على الاختلاط الذي عند الناقد في الآيات؛ الله يحزن ويأسف على المعاناة التي يعانيها الإنسان بسبب الخطية. وأيضًا الله يتراجع عن الخير والتأديب، عندما يتوب الإنسان عن خطاياه ويغير طرقه. لكن المفروغ منه، هو أن الله لا يمكن أن يتراجع عن وصاياه المرحلية والخلقية أبدًا، مهما حدث.

باسم أدرنلي

 
32: 27

الآيات: "27 فَقَالَ لَهُمْ: «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ إِلهُ إِسْرَائِيلَ: ضَعُوا كُلُّ وَاحِدٍ سَيْفَهُ عَلَى فَخْذِهِ وَمُرُّوا وَارْجِعُوا مِنْ بَابٍ إِلَى بَابٍ فِي الْمَحَلَّةِ، وَاقْتُلُوا كُلُّ وَاحِدٍ أَخَاهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ صَاحِبَهُ وَكُلُّ وَاحِدٍ قَرِيبَهُ»."

الاعتراض: أنظر العنف والوحشية في كتابك، أمر من إلهكم بقتل كل واحد أخاه؛ بينما القرآن لم تُذكر فيه كلمة سيف من بدايته لنهايته!!

الرد: للرد على هذا الاعتراض الشرعي والمنطقي، نحتاج أن نرجع لسياق الآية، لنفهم ماذا حدث. 

أولا: السياق هو عندما نزل موسى من الجبل ومعه لوحي الشريعة؛ والرب حثه للنزول للشعب بسرعة، لأن شعب إسرائيل فسد:
"7 فَقَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «اذْهَبِ انْزِلْ. لأَنَّهُ قَدْ فَسَدَ شَعْبُكَ الَّذِي أَصْعَدْتَهُ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ. 8 زَاغُوا سَرِيعًا عَنِ الطَّرِيقِ الَّذِي أَوْصَيْتُهُمْ بِهِ. صَنَعُوا لَهُمْ عِجْلاً مَسْبُوكًا، وَسَجَدُوا لَهُ وَذَبَحُوا لَهُ وَقَالُوا: هذِهِ آلِهَتُكَ يَا إِسْرَائِيلُ الَّتِي أَصْعَدَتْكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ»" الخروج 32.
فأنزل الله دينونة على شعبه كنتيجة لهذه الرجاسة الكبيرة. هذا سياق الآية ببساطة، عقاب الله لعابدي العجل الذهبي. 
وهنا نأتي لسؤال هام:
لقد عبد شعب إسرائيل الأوثان لاحقًا (أي بعد مئات السنين)، وصبر الله عليه مئات من السنين الأخرى؛ قبل إجراء العقاب ضدهم وتسليم المملكة الشمالية للسبي الأشوري. وبعدها بـ 150 عامًا، تسليم المملكة الجنوبية للسبي البابلي...إلخ. فما هو سبب غضب الله الشديد على شعبه في هذه الحالة؛ وفي فترة تقل عن الـ 40 سنة؛ فلماذا لم يصبر عليهم أكثر:
(1) لقد رأى الكثيرين من نفس هذا الجيل، الضربات المعجزة العشر لأرض مصر وكيف أخرجه الله من مصر بذراع قوية، ويد حانية.
(2) لقد رأوا معجزة شق البحر وإنقاذ الرب لهم؛ وإفناء جيش فرعون الذي تتبعهم ليقتلهم.
(3) لقد رأوا كيف قاد الله شعبه بشكل معجز، بعمود من نار لينير لهم الطريق في الليل؛ وعمود سحاب في النهار، لكي لا تضربهم الشمس في الصحراء!
(4) لقد رأوا معجزات الرب معهم؛ فجر لهم الرب مياه من صخرة، وأمطر لهم لحومًا من السماء، ونزَّل عليهم المن والسلوى، وهو طعام ملائكة...إلخ. 
فبالرغم من جميع ما سبق، كان شعب إسرائيل مستمر في التمرد وعدم الإيمان وعدم الاتكال على الرب. وهذه ليست المرة الوحيدة التي غضب عليهم بها الرب. لعله أفضل ما يمكن أن يلخص حالة التمرد المستمرة على الرب، هو مزمور 78؛ حيث ينقل ملخص تمرد شعب إسرائيل على الرب في البرية، كالتالي:
"10 لَمْ يَحْفَظُوا عَهْدَ اللهِ، وَأَبَوْا السُّلُوكَ فِي شَرِيعَتِهِ، 11 وَنَسُوا أَفْعَالَهُ وَعَجَائِبَهُ الَّتِي أَرَاهُمْ. 12 قُدَّامَ آبَائِهِمْ صَنَعَ أُعْجُوبَةً فِي أَرْضِ مِصْرَ، بِلاَدِ صُوعَنَ. 13 شَقَّ الْبَحْرَ فَعَبَّرَهُمْ، وَنَصَبَ الْمِيَاهَ كَنَدٍّ. 14 وَهَدَاهُمْ بِالسَّحَابِ نَهَارًا، وَاللَّيْلَ كُلَّهُ بِنُورِ نَارٍ. 15 شَقَّ صُخُورًا فِي الْبَرِّيَّةِ، وَسَقَاهُمْ كَأَنَّهُ مِنْ لُجَجٍ عَظِيمَةٍ. 16 أَخْرَجَ مَجَارِيَ مِنْ صَخْرَةٍ، وَأَجْرَى مِيَاهًا كَالأَنْهَارِ. 17 ثُمَّ عَادُوا أَيْضًا لِيُخْطِئُوا إِلَيْهِ، لِعِصْيَانِ الْعَلِيِّ فِي الأَرْضِ النَّاشِفَةِ. 18 وَجَرَّبُوا اللهَ فِي قُلُوبِهِمْ، بِسُؤَالِهِمْ طَعَامًا لِشَهْوَتِهِمْ. 19 فَوَقَعُوا فِي اللهِ. قَالُوا: «هَلْ يَقْدِرُ اللهُ أَنْ يُرَتِّبَ مَائِدَةً فِي الْبَرِّيَّةِ؟ 20 هُوَذَا ضَرَبَ الصَّخْرَةَ فَجَرَتِ الْمِيَاهُ وَفَاضَتِ الأَوْدِيَةُ. هَلْ يَقْدِرُ أَيْضًا أَنْ يُعْطِيَ خُبْزًا، أَوْ يُهَيِّئَ لَحْمًا لِشَعْبِهِ؟». 21 لِذلِكَ سَمِعَ الرَّبُّ فَغَضِبَ، وَاشْتَعَلَتْ نَارٌ فِي يَعْقُوبَ، وَسَخَطٌ أَيْضًا صَعِدَ عَلَى إِسْرَائِيلَ، 22 لأَنَّهُمْ لَمْ يُؤْمِنُوا بِاللهِ وَلَمْ يَتَّكِلُوا عَلَى خَلاَصِهِ. 23 فَأَمَرَ السَّحَابَ مِنْ فَوْقُ، وَفَتَحَ مَصَارِيعَ السَّمَاوَاتِ. 24 وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ مَنًّا لِلأَكْلِ، وَبُرَّ السَّمَاءِ أَعْطَاهُمْ. 25 أَكَلَ الإِنْسَانُ خُبْزَ الْمَلاَئِكَةِ. أَرْسَلَ عَلَيْهِمْ زَادًا لِلشِّبَعِ. 26 أَهَاجَ شَرْقِيَّةً فِي السَّمَاءِ، وَسَاقَ بِقُوَّتِهِ جَنُوبِيَّةً. 27 وَأَمْطَرَ عَلَيْهِمْ لَحْمًا مِثْلَ التُّرَابِ، وَكَرَمْلِ الْبَحْرِ طُيُورًا ذَوَاتِ أَجْنِحَةٍ. 28 وَأَسْقَطَهَا فِي وَسَطِ مَحَلَّتِهِمْ حَوَالَيْ مَسَاكِنِهِمْ. 29 فَأَكَلُوا وَشَبِعُوا جِدًّا، وَأَتَاهُمْ بِشَهْوَتِهِمْ. 30 لَمْ يَزُوغُوا عَنْ شَهْوَتِهِمْ. طَعَامُهُمْ بَعْدُ فِي أَفْوَاهِهِمْ، 31 فَصَعِدَ عَلَيْهِمْ غَضَبُ اللهِ، وَقَتَلَ مِنْ أَسْمَنِهِمْ، وَصَرَعَ مُخْتَارِي إِسْرَائِيلَ. 32 فِي هذَا كُلِّهِ أَخْطَأُوا بَعْدُ، وَلَمْ يُؤْمِنُوا بِعَجَائِبِهِ. 33 فَأَفْنَى أَيَّامَهُمْ بِالْبَاطِلِ وَسِنِيهِمْ بِالرُّعْبِ" المزامير 78.

ثانيًا: كثير من النقاد يفترضون أن الله مثل الإنسان؛ بما أنها جريمة أن يقتل إنسان إنسان؛ إذا جريمة لله أن يأخذ حياة البشر الذين خلقهم ومنحهم الحياة! لا يا عزيزي، يحق لله خالق البشر، أن يعاقبهم. فالله يبارك الإنسان الذي قطع مع الله عهدًا. لكن عندما يخون الإنسان ذلك العهد، يحق لله، خالقه، أن يعاقبه، بناء على نفس العهد. 
راجع لعنات كسر العهد مع الله: تثنية 27: 9  و28: 15-68.
وبركات طاعة العهد مع الله: تثنية 28: 1-14.

باسم أدرنلي