كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات الخروج

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
3: 22

الآيات:  "22 بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ"
وأيضًا خروج 11 "2 تَكَلَّمْ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ أَنْ يَطْلُبَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ صَاحِبِهِ، وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ صَاحِبَتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَب. 3 وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. وَأَيْضًا الرَّجُلُ مُوسَى كَانَ عَظِيمًا جِدًّا فِي أَرْضِ مِصْرَ فِي عُيُونِ عَبِيدِ فِرْعَوْنَ وَعُيُونِ الشَّعْبِ."

الاعتراض:  كيف يحث الله شعبه إسرائيل، بحسب الآية، أن يسرقوا المصريين؟ أليس هذه طرق ملتوية وغير لائقة بإله عادل!!؟؟

الرد:  إن الوحي يؤكد أن الله يحث شعب إسرائيل أن يطلبوا فضة وذهب، وليس ليستعيروا أو يسرقوا الفضة والذهب!! يعني هناك فرق شاسع بين طلب المساعدة، أو طلب الاستعارة أو السرقة!! فلو طلبوا استعارة الفضة والذهب، أو إذا سرقوا الفضة والذهب دون علم المصريين؛ يكون ادعاء المعترض صحيح، وهو تصرف لا يليق فعلا. لكن عندما يطلب شعب إسرائيل الفضة والذهب، ويعطيهم المصريين مطلبهم بمحض إرادتهم؛ هذه ليس سرقة أبدًا، لذلك أدعاء المعرض ليس له أي معنى!!!

أما عن السبب لحث الله موسى لفعل هذا، متمحور في سببين:
الأول هو عدالة الله: فالله أراد أن يظهر للشعب أنه إله عادل، وسيستعيد حق شعب إسرائيل الذي سلبه المصريون، بإرادة المصريين. كما يؤكد الوحي:

"9 فَقَالَ (ملك مصر الجديد) لِشَعْبِهِ: هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا. 10 هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلاَّ يَنْمُوا، فَيَكُونَ إِذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ أَنَّهُمْ يَنْضَمُّونَ إِلَى أَعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْض 11 فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ، فَبَنَوْا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ، وَرَعَمْسِيس َ.... 15 وَكَلَّمَ مَلِكُ مِصْرَ قَابِلَتَيِ الْعِبْرَانِيَّاتِ اللَّتَيْنِ اسْمُ إِحْدَاهُمَا شِفْرَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى فُوعَةُ، 16 وَقَالَ: حِينَمَا تُوَلِّدَانِ الْعِبْرَانِيَّاتِ وَتَنْظُرَانِهِنَّ عَلَى الْكَرَاسِيِّ، إِنْ كَانَ ابْنًا فَاقْتُلاَهُ، وَإِنْ كَانَ بِنْتًا فَتَحْيَا" خروج 1.
ولم يظلموهم فقط من ناحية مادية، بالتسخير؛ لكن أيضًا قتلوا أطفال كثيرين لشعب إسرائيل!!

لذلك قال الله لموسى:

"7 فَقَالَ الرَّبُّ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ، 8 فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّين....  20 فَأَمُدُّ يَدِي وَأَضْرِبُ مِصْرَ بِكُلِّ عَجَائِبِي الَّتِي أَصْنَعُ فِيهَا. وَبَعْدَ ذلِكَ يُطْلِقُكُمْ. 21 وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهذَا الشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ (أي سيؤنب الله ضمائر المصريين على ظلمهم لهم، وسيعوِّضونهم بالفضة والذهب). فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِين 22 بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ" خروج 3.
أما من جهة عبارة "فتسلبون المصريون"؛ فليس مقصود بها سرقتهم كما نرى من خلال الآيات؛ بل لاستعادة الحق المسلوب من المصريين أصلا بمحض إرادتهم، كما بينت الآيات السابقة.
الثاني، تطبيق نفس معايير الله على شعبه: فالله طبق على المصريين، في تعاملهم مع عبيدهم، نفس أحكام تعويض العبيد الذي طبقه الله على شعبه. لذلك هذه عدالة وحق، ومن المقبول جدًا أن يطبق الله نفس الأحكام على المصريين الذي سلبوا شعبه ولم ينصفوهم بالأصل؛ وذلك كما أكدت شريعة موسى:
"12 إِذَا بِيعَ لَكَ أَخُوكَ الْعِبْرَانِيُّ أَوْ أُخْتُكَ الْعِبْرَانِيَّةُ وَخَدَمَكَ سِتَّ سِنِينَ، فَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ. 13 وَحِينَ تُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ لاَ تُطْلِقُهُ فَارِغًا. 14 تُزَوِّدُهُ مِنْ غَنَمِكَ وَمِنْ بَيْدَرِكَ وَمِنْ مَعْصَرَتِكَ. كَمَا بَارَكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ تُعْطِيهِ" تثنية 15.

فالله من النص هذا، يطلب من شعبه، أن يعوضوا العبيد حين أنهاء الخدمة، حتى مع إعطائهم حقهم كامل خلال فترة الخدمة؛ فكم بالحري سيكون حكم الله على المصريين الذي ظلموا العبيد العبرانيين في الأصل وقتلوا أطفالهم، بعد إنهاء خدمتهم؟؟؟ فتعويضهم هو أقل شيء ممكن تقديمه لهم!!!
باسم ادرنلي

10: 1

الآيات:  " 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ فَإِنِّي أَغْلَظْتُ قَلْبَهُ وَقُلُوبَ عَبِيدِهِ لأَصْنَعَ آيَاتِي هَذِهِ بَيْنَهُمْ."

أيضًا في رومية 9 " 17  لأَنَّهُ يَقُولُ الْكِتَابُ لِفِرْعَوْنَ: «إِنِّي لِهَذَا بِعَيْنِهِ أَقَمْتُكَ لِكَيْ أُظْهِرَ فِيكَ قُوَّتِي وَلِكَيْ يُنَادَى بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ». 18  فَإِذاً هُوَ يَرْحَمُ مَنْ يَشَاءُ وَيُقَسِّي مَنْ يَشَاءُ."

الاعتراض:  كيف يعاقب الله فرعون؛ وهو في نفس الوقت يقول في خروج أن الله أغلظ قلبه، ويقول في رومية أن الله هو الذي قسى قلبه؟

الرد:  إن عبارة "الله أغلظ قلبه" أو "قسى قلبه"، لا يعني أن الله هو الذي فرض على فرعون أن يرفض دعوة موسى له ليطلق الشعب.  بل تعني أن الله المحب للخطاة والرحيم، عادة يساعد الإنسان ويبكت قلبه وضميره، لكي يعدل عن شره ويتوب.  لكن في نفس الوقت مع استمرار الإنسان بالرفض والعناد؛ تأت مرحلة ما، يسلم الله الإنسان لعناد قلبه؛ يعني يتوقف عن مساعدته وتبكيت قلبه وضميره ليعدل عن شره.  لذلك إذا رجعنا للنصوص الرئيسية في سفر الخروج، نرى أن الله لم يقسِّ قلب فرعون؛ بل بالعكس أعطاه الحرية ليقبل أو يرفض.  
قبل إجراء الضربة الأولى: فقبل إجراء الضربة الأولى، يقول الكتاب " 13 فَاشْتَدَّ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا (أي لموسى وهارون) كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ" خروج 7.
وبعد الضربة الأولى يقول الكتاب "22 .. فَاشْتَدَّ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا.." خروج 7.  
وبعد الضربة الثانية، وبعد أن ترجى فرعون موسى وهارون ليطلبا من الله أن يرفع الضفادع؛ ففعلا؛ يقول الوحي: " 15 فَلَمَّا رَأَى فِرْعَوْنُ أَنَّهُ قَدْ حَصَلَ الْفَرَجُ أَغْلَظَ قَلْبَهُ وَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا" خروج 8.  
وبعد الضربة الثالثة، وهي الباعوض، حذر السحرة فرعون من أنه داخلٌ في حرب مع الله الحي: " 19 فَقَالَ الْعَرَّافُونَ لِفِرْعَوْنَ: «هَذَا إِصْبِعُ اللهِ». وَلَكِنِ اشْتَدَّ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ... 32 وَلَكِنْ أَغْلَظَ فِرْعَوْنُ قَلْبَهُ هَذِهِ الْمَرَّةَ أَيْضاً " تكوين 8. "7 .. وَلَكِنْ غَلُظَ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقِ الشَّعْبَ".  
واستمر فرعون إلى المرة السادسة ليشدد فيها قلبه بنفسه، يقول الكتاب " 12 وَلَكِنْ شَدَّدَ الرَّبُّ قَلْبَ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يَسْمَعْ لَهُمَا" خروج 9؛ أي توقف الله على ملاحقته وتبكيت قلبه، وأسلمه إلى عناده، كما فسرنا سابقًا.  
لكن مع هذا، في المرة السابعة، قد أعطى الرب فرعون فرصة أخيرة، لأنه بعدما رأى البروق والبرد الناري يحرق مصر، وطلب فرعون من موسى تائبًا أن ينهي الله البرد: "27... أَخْطَأْتُ هذِهِ الْمَرَّةَ. الرَّبُّ هُوَ الْبَارُّ وَأَنَا وَشَعْبِي الأَشْرَارُ" خروج 9، ورفع الرب البوق واستجاب لتوبته وأعطاه الله فرصة أخيرة: " 34 وَلَكِنْ فِرْعَوْنُ لَمَّا رَأَى أَنَّ الْمَطَرَ وَالْبَرَدَ وَالرُّعُودَ انْقَطَعَتْ عَادَ يُخْطِئُ وَأَغْلَظَ قَلْبَهُ هُوَ وَعَبِيدُهُ. 35 فَاشْتَدَّ قَلْبُ فِرْعَوْنَ فَلَمْ يُطْلِقْ بَنِي إِسْرَائِيلَ كَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ عَنْ يَدِ مُوسَى."   بعدها نرى من النصوص أن الرب أخذ قرار أن لا يعطي فرعون فرصة أخرى، وأغلظ قلبه، أي جعله يستمر عن عناده على خطئِه: " 1 ثُمَّ قَالَ الرَّبُّ لِمُوسَى: «ادْخُلْ إِلَى فِرْعَوْنَ فَإِنِّي أَغْلَظْتُ قَلْبَهُ وَقُلُوبَ عَبِيدِهِ لأَصْنَعَ آيَاتِي هَذِهِ بَيْنَهُمْ." خروج 10.
وبعدها بثلاث مرات، الرب هو الذي أغلظ قلب فرعون فلم يطلق الشعب كدينونة له، بسبب عناده (خروج 10: 20  و27  11: 10). وكان هدف الله من هذا أمرين:
الأول: هو أن يُعَرِّف فرعون (الذي كان يظن أنه إله) وشعبه، أنه هو الله الحي خالق السماوات والأرض والبشر، الذي لا يقاوَم.  
الثاني: هو إدانة أوثان مصر وكسرها أمام شعب مصر الوثني؛ فكانت تلك الضربات التي فعلها الله، هي ضربات لآلهة المصريين الوثنية:
"12 فَإِنِّي أَجْتَازُ فِي أَرْضِ مِصْرَ هَذِهِ اللَّيْلَةَ وَأَضْرِبُ كُلَّ بِكْرٍ فِي أَرْضِ مِصْرَ مِنَ النَّاسِ وَالْبَهَائِمِ. وَأَصْنَعُ أَحْكَاماً بِكُلِّ آلِهَةِ الْمِصْرِيِّينَ. أَنَا الرَّبُّ." خروج 12.  
وذلك لكي يؤمن الشعب بإله إبراهيم الحقيقي، عندما يرى الله يحطم كل آلهات مصر أمامه، فيعوض الشعب عن الدمار الذي لحق به، بالنجاة من الجحيم عن طريق الإيمان بإله إبراهيم: "16 وَلكِنْ لأَجْلِ هذَا أَقَمْتُكَ، لِكَيْ أُرِيَكَ قُوَّتِي، وَلِكَيْ يُخْبَرَ بِاسْمِي فِي كُلِّ الأَرْضِ" خروج 9. إذا الله لم يسلم قلب فرعون إلى عناده من البداية؛ لكن بعدما أعطاه فرصة سبع مرات؛ وهذا يصوره الوحي في نفس أصحاح رومية 9، فبعدما أكد وحي رومية على الآية السابقة (خروج 9: 16) في رومية 9: 17، أعطي مُلخَّص ومفتاح النص بقوله: " 22  فَمَاذَا إِنْ كَانَ اللهُ وَهُوَ يُرِيدُ أَنْ يُظْهِرَ غَضَبَهُ وَيُبَيِّنَ قُوَّتَهُ احْتَمَلَ بِأَنَاةٍ كَثِيرَةٍ آنِيَةَ غَضَبٍ مُهَيَّأَةً لِلْهَلاَكِ".  ففرعون كان آنية غضب مهيئة للهلاك، ويظهر الوحي أن الله في الحقيقة احتمله بأناة وصبر كبير جدًا؛ لكنه استمر في عناده، فأسلمه الله إلى عناده، وتوقف عن تبكيته وتحفيز ضميره للتوبة.  فلم يحدث هذا بقرار تعسفي وظالم من الله كما يدعي المعترض؛ بل بإرادة فرعون الكاملة التي وهبه اياها الله.

باسم ادرنلي

11: 2-3

الآيات:  "2 تَكَلَّمْ فِي مَسَامِعِ الشَّعْبِ أَنْ يَطْلُبَ كُلُّ رَجُلٍ مِنْ صَاحِبِهِ، وَكُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ صَاحِبَتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَب. 3 وَأَعْطَى الرَّبُّ نِعْمَةً لِلشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ. وَأَيْضًا الرَّجُلُ مُوسَى كَانَ عَظِيمًا جِدًّا فِي أَرْضِ مِصْرَ فِي عُيُونِ عَبِيدِ فِرْعَوْنَ وَعُيُونِ الشَّعْبِ."
وأيضًا خروج 3 "22 بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ"

الاعتراض:  كيف يحث الله شعبه إسرائيل، بحسب الآية، أن يسرقوا المصريين؟ أليس هذه طرق ملتوية وغير لائقة بإله عادل!!؟؟

الرد:  إن الوحي يؤكد أن الله يحث شعب إسرائيل أن يطلبوا فضة وذهب، وليس ليستعيروا أو يسرقوا الفضة والذهب!! يعني هناك فرق شاسع بين طلب المساعدة، أو طلب الاستعارة أو السرقة!! فلو طلبوا استعارة الفضة والذهب، أو إذا سرقوا الفضة والذهب دون علم المصريين؛ يكون ادعاء المعترض صحيح، وهو تصرف لا يليق فعلا. لكن عندما يطلب شعب إسرائيل الفضة والذهب، ويعطيهم المصريين مطلبهم بمحض إرادتهم؛ هذه ليس سرقة أبدًا، لذلك أدعاء المعرض ليس له أي معنى!!!

أما عن السبب لحث الله موسى لفعل هذا، متمحور في سببين:
الأول هو عدالة الله: فالله أراد أن يظهر للشعب أنه إله عادل، وسيستعيد حق شعب إسرائيل الذي سلبه المصريون، بإرادة المصريين. كما يؤكد الوحي:

"9 فَقَالَ (ملك مصر الجديد) لِشَعْبِهِ: هُوَذَا بَنُو إِسْرَائِيلَ شَعْبٌ أَكْثَرُ وَأَعْظَمُ مِنَّا. 10 هَلُمَّ نَحْتَالُ لَهُمْ لِئَلاَّ يَنْمُوا، فَيَكُونَ إِذَا حَدَثَتْ حَرْبٌ أَنَّهُمْ يَنْضَمُّونَ إِلَى أَعْدَائِنَا وَيُحَارِبُونَنَا وَيَصْعَدُونَ مِنَ الأَرْض 11 فَجَعَلُوا عَلَيْهِمْ رُؤَسَاءَ تَسْخِيرٍ لِكَيْ يُذِلُّوهُمْ بِأَثْقَالِهِمْ، فَبَنَوْا لِفِرْعَوْنَ مَدِينَتَيْ مَخَازِنَ: فِيثُومَ، وَرَعَمْسِيس َ.... 15 وَكَلَّمَ مَلِكُ مِصْرَ قَابِلَتَيِ الْعِبْرَانِيَّاتِ اللَّتَيْنِ اسْمُ إِحْدَاهُمَا شِفْرَةُ وَاسْمُ الأُخْرَى فُوعَةُ، 16 وَقَالَ: حِينَمَا تُوَلِّدَانِ الْعِبْرَانِيَّاتِ وَتَنْظُرَانِهِنَّ عَلَى الْكَرَاسِيِّ، إِنْ كَانَ ابْنًا فَاقْتُلاَهُ، وَإِنْ كَانَ بِنْتًا فَتَحْيَا" خروج 1.
ولم يظلموهم فقط من ناحية مادية، بالتسخير؛ لكن أيضًا قتلوا أطفال كثيرين لشعب إسرائيل!!

لذلك قال الله لموسى:

"7 فَقَالَ الرَّبُّ: إِنِّي قَدْ رَأَيْتُ مَذَلَّةَ شَعْبِي الَّذِي فِي مِصْرَ وَسَمِعْتُ صُرَاخَهُمْ مِنْ أَجْلِ مُسَخِّرِيهِمْ. إِنِّي عَلِمْتُ أَوْجَاعَهُمْ، 8 فَنَزَلْتُ لأُنْقِذَهُمْ مِنْ أَيْدِي الْمِصْرِيِّين....  20 فَأَمُدُّ يَدِي وَأَضْرِبُ مِصْرَ بِكُلِّ عَجَائِبِي الَّتِي أَصْنَعُ فِيهَا. وَبَعْدَ ذلِكَ يُطْلِقُكُمْ. 21 وَأُعْطِي نِعْمَةً لِهذَا الشَّعْبِ فِي عُيُونِ الْمِصْرِيِّينَ (أي سيؤنب الله ضمائر المصريين على ظلمهم لهم، وسيعوِّضونهم بالفضة والذهب). فَيَكُونُ حِينَمَا تَمْضُونَ أَنَّكُمْ لاَ تَمْضُونَ فَارِغِين 22 بَلْ تَطْلُبُ كُلُّ امْرَأَةٍ مِنْ جَارَتِهَا وَمِنْ نَزِيلَةِ بَيْتِهَا أَمْتِعَةَ فِضَّةٍ وَأَمْتِعَةَ ذَهَبٍ وَثِيَابًا، وَتَضَعُونَهَا عَلَى بَنِيكُمْ وَبَنَاتِكُمْ. فَتسْلِبُونَ الْمِصْرِيِّينَ" خروج 3.
أما من جهة عبارة "فتسلبون المصريون"؛ فليس مقصود بها سرقتهم كما نرى من خلال الآيات؛ بل لاستعادة الحق المسلوب من المصريين أصلا بمحض إرادتهم، كما بينت الآيات السابقة.
الثاني، تطبيق نفس معايير الله على شعبه: فالله طبق على المصريين، في تعاملهم مع عبيدهم، نفس أحكام تعويض العبيد الذي طبقه الله على شعبه. لذلك هذه عدالة وحق، ومن المقبول جدًا أن يطبق الله نفس الأحكام على المصريين الذي سلبوا شعبه ولم ينصفوهم بالأصل؛ وذلك كما أكدت شريعة موسى:
"12 إِذَا بِيعَ لَكَ أَخُوكَ الْعِبْرَانِيُّ أَوْ أُخْتُكَ الْعِبْرَانِيَّةُ وَخَدَمَكَ سِتَّ سِنِينَ، فَفِي السَّنَةِ السَّابِعَةِ تُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ. 13 وَحِينَ تُطْلِقُهُ حُرًّا مِنْ عِنْدِكَ لاَ تُطْلِقُهُ فَارِغًا. 14 تُزَوِّدُهُ مِنْ غَنَمِكَ وَمِنْ بَيْدَرِكَ وَمِنْ مَعْصَرَتِكَ. كَمَا بَارَكَكَ الرَّبُّ إِلهُكَ تُعْطِيهِ" تثنية 15.

فالله من النص هذا، يطلب من شعبه، أن يعوضوا العبيد حين أنهاء الخدمة، حتى مع إعطائهم حقهم كامل خلال فترة الخدمة؛ فكم بالحري سيكون حكم الله على المصريين الذي ظلموا العبيد العبرانيين في الأصل وقتلوا أطفالهم، بعد إنهاء خدمتهم؟؟؟ فتعويضهم هو أقل شيء ممكن تقديمه لهم!!!

باسم ادرنلي