كنيسة بلا جدران

لماذا نحتاج لفداء المسيح؟

الكثير من النقاد، خاصةً المسلمون منهم،  يتسائلون:  لماذا كان يجب على الله أن يفدي الإنسان بموت المسيح؟ ألا يستطيع الله أن يغفر خطية الإنسان بدون موت المسيح؟ إن الفداء هو قانون من قوانين الله؛  فالله عندما يضع قوانين أدبية، لا يمكن أن يكسرها أبدًا.  فالذين يسألون هذا السؤال كالذي يسأل: ألا يستطيع الله أن يدخل رجل شرير، قتل الآلاف من الناس، الجنة؟ بالطبع يستطيع إذا أراد، لكن عند الله مبادئ يعمل بحسبها.  فالفداء هو أحد قوانين الله لغفران الخطايا،  لذلك قصة الفداء هي ليست أمرًا جديدًا على الإسلام؛ نراه عندما فدى الله ابن إبراهيم بذبيحة.  عندما طلب الله من إبراهيم أن يقدم ابنه، بحسب القرآن الكريم، نادى الله إبراهيم: "وناديناه أن يا إبراهيم قد صدقت الرؤيا.  إنا كذلك نجزى المحسنين. إن هذا لهو البلاء المبين (أي الاختبار البين) وفديناه بذبح عظيم" إقرأ الصافات 101-107.  كما يؤكد في سفر التكوين أيضًا: "10 ثُمَّ مَدَّ إِبْرَاهِيمُ يَدَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ لِيَذْبَحَ ابْنَهُ 11 فَنَادَاهُ مَلاَكُ الرَّبِّ مِنَ السَّمَاءِ وَقَالَ: «إِبْرَاهِيمُ! إِبْرَاهِيمُ!». فَقَالَ: هأَنَذَا 13 فَقَالَ: «لاَ تَمُدَّ يَدَكَ إِلَى الْغُلاَمِ وَلاَ تَفْعَلْ بِهِ شَيْئًا، لأَنِّي الآنَ عَلِمْتُ أَنَّكَ خَائِفٌ اللهَ، فَلَمْ تُمْسِكِ ابْنَكَ وَحِيدَكَ عَنِّي». 14 فَرَفَعَ إِبْرَاهِيمُ عَيْنَيْهِ وَنَظَرَ وَإِذَا كَبْشٌ وَرَاءَهُ مُمْسَكًا فِي الْغَابَةِ بِقَرْنَيْهِ، فَذَهَبَ إِبْرَاهِيمُ وَأَخَذَ الْكَبْشَ وَأَصْعَدَهُ مُحْرَقَةً عِوَضًا عَنِ ابْنِهِ" تكوين 22.  فالفداء كان أن إبراهيم قدم الكبش عوضًا عن ابنه.   دعونا نرجع إلى نفس السؤال الذي يحتار به المسلمون؛ فهل يحتاج الله أن يفدي ابن إبراهيم بذبح عظيم؟؟  وهذا ما يفعله المسلمون إلى اليوم، يقدمون كل عام أضحية حيوانية في عيد الأضحى؟  لماذا لم يطلق الله إبراهيم وابنه دون أي ذبيحة فداء ؟  إن الله لا يحتاج إلى ذبيحة لمغفرة خطايا البشر، لكن عند الله قوانين وضعها ويعمل بوفقها. أمَّا تلك الذبيحة في قصة إبراهيم، فتشير بشكل نبوي إلى ذبيحة المسيح؛ تمهيدًا لقدوم المسيح، كما يقول الكتاب: "4 وَلكِنْ لَمَّا جَاءَ مِلْءُ الزَّمَانِ، أَرْسَلَ اللهُ ابْنَهُ مَوْلُودًا مِنِ امْرَأَةٍ، مَوْلُودًا تَحْتَ النَّامُوسِ، 5 لِيَفْتَدِيَ الَّذِينَ تَحْتَ النَّامُوسِ، لِنَنَالَ التَّبَنِّيَ." (غلاطية 4). أيضًا النص القرآني يشير إلى ذبيحة غير عادية، بل عظيمة؛ وذلك بعبارة "بذبحٍ عظيم"، كيف يمكن أن يسمى ذبح خروف عادي "بذبح عظيم"؟  ففي موت المسيح الطاهر، قدم الله ذبيحة عظيمة عن خطايا جميع البشر، ككفارة عن جميع خطايا العالم؛ ليرحمهم، لكن بشكل قانوني يتناغم من قوانينه؛ فالله إله ترتيب ولا يعمل بالمزاجية والعشوائية.

5005 مشاهدة