كنيسة بلا جدران

أقنوم روح الله في العهد القديم - أي قبل المسيح

إن أقنوم روح الله في العهد القديم (أي قبل المسيح بآلاف أو مئات السنين)، يدعى أيضًا: "روح الله" أو "روح الرب"، هو أقنوم معروف في العهد القديم. نجده في الكثير من النصوص؛ حتى منذ ابتداء الخليقة:"1 فِي الْبَدْءِ خَلَقَ اللهُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ. 2 وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ.” تكوين 1.  كان الله ساكن في الإنسان، بأقنوم الروح؛ لكنه قرر أن يترك الإنسان، عندما تمادى الإنسان في الخطية؛ فقال الله ان روحه سوف لا يسكن في الإنسان فيما بعد: "3  فَقَالَ الرَّبُّ: «لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَةً».” تكوين 6. وعندما ابتدأ الله عملية رد الإنسان إليه؛ بدأ عملية إعادة بناء شعب مقدس له؛ فبدأ في اختيار أشخاص مميزين، منهم: أنبياء، قضاة، ملوك، وكهنة؛ ليعود ويسكن فيهم بروحه القدوس. السبب في هذا هو، أن الإنسان بعد السقوط، كان ضعيفًا، ويحتاج إلى مساعدة الله له، لكي يستطيع أن يحقق رسالته. فقدم روح الله للإنسان عدة أمور، منها:
تكلم من خلال روحه: كان الله يكلم القديسين: "5  وَحَلَّ عَلَيَّ رُوحُ الرَّبِّ وَقَالَ لِي: «قُلْ: هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: هكَذَا قُلْتُمْ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ، وَمَا يَخْطُرُ بِبَالِكُمْ قَدْ عَلِمْتُهُ." حزقيال 11. " 2  رُوحُ الرَّبِّ تَكَلَّمَ بِي وَكَلِمَتُهُ عَلَى لِسَانِي.” 2 صموئيل 23.  
أرشدهم: أيضًا روح الله يرشد قديسيه، ليعرفوا كيف ينفذوا ويتمموا مشيئة الله: "1  كَانَتْ عَلَيَّ يَدُ الرَّبِّ، فَأَخْرَجَني بِرُوحِ الرَّبِّ وَأَنْزَلَنِي فِي وَسْطِ الْبُقْعَةِ وَهِيَ مَلآنَةٌ عِظَامًا،" حزقيال 37.
لكي يروا رؤى الله: يجعل الله من خلال روحه، النبي يرى رؤى الله: "24  وَحَمَلَنِي رُوحٌ وَجَاءَ بِي فِي الرُّؤْيَا بِرُوحِ اللهِ إِلَى أَرْضِ الْكَلْدَانِيِّينَ إِلَى الْمَسْبِيِّينَ، فَصَعِدَتْ عَنِّي الرُّؤْيَا الَّتِي رَأَيْتُهَا.” حزقيال 11.
ليعلمهم: وكان الله بواسطة روحه، يعلم القديسين:" 20  وَأَعْطَيْتَهُمْ رُوحَكَ الصَّالِحَ لِتَعْلِيمِهِمْ وَلَمْ تَمْنَعْ مَنَّكَ عَنْ أَفْوَاهِهِمْ وَأَعْطَيْتَهُمْ مَاءً لِعَطَشِهِمْ.” نحميا 9؛  وأيضًا: "10  عَلِّمْنِي أَنْ أَعْمَلَ رِضَاكَ لأَنَّكَ أَنْتَ إِلَهِي. رُوحُكَ الصَّالِحُ يَهْدِينِي فِي أَرْضٍ مُسْتَوِيَةٍ “ مزمور 143.
أعطاهم قدرة للتغيير: وروح الله يعبر عن قدرة الله المغيرة للبشر؛ فعندما كان يختار الله الأنبياء، كان يعمل على تغيير حياتهم، ليمجدوا الله، ويكونوا أهلا لدعوته: (عن شاول الملك)" 6  فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ الرَّبِّ فَتَتَنَبَّأُ مَعَهُمْ وَتَتَحَوَّلُ إِلَى رَجُلٍ آخَرَ" 1 صموئيل 10.  أيضًا من الآية السابقة، دون وجود روح الله في الإنسان، لا يمكن أن يكون أي إنسان نبي؛ فالله بعادته، لا يكلم الأنبياء بواسطة ملائكة أبدًا؛ بل يكلمهم مباشرةً بواسطة روحه الساكن فيهم.
إذا واضح من النصوص أعلاه، أن روح الله، هو ليس ملاك، كما يظن البعض؛ بل هو أقنوم من قانيم الله شخصيا يخلق ويجدد وجه الأرض (مثل أقنوم روح الإنسان في الذات البشرية)؛ وهو يسكن في البشر ليتواصل معهم بأعمال عظيمة، ويستخدمهم.  مما يبطل ما يعتقده البعض، أن روح الله ممكن أن يكون كناية عن ملاك الله. فمكلاك الله لا يخلق، لأن الله هو الخالق وحده. أيضًا ملاك الرب لا يسكن في البشر.

باسم ادرنلي

4883 مشاهدة