كنيسة بلا جدران

هُوَ المُخطئ وليس أنا

بعدما سقوط آدم في الخطية واجهه الله بِخَطِيَّتَه وسأله سؤال بسيط:

"...هَلْ أَكَلْتَ مِنَ الشَّجَرَةِ الَّتِي أَوْصَيْتُكَ أَنْ لاَ تَأْكُلَ مِنْهَا؟" تكوين 3: 11.
فبدلاً من أن يقول له آدم: "نعم أكلت منها، سامحني يا رب وطهرني من خطيتي"، لقد هرب آدم من مواجهة خطيَّته وأراد أن يبرر نفسه أمام الله بقوله:
" ... الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ " تكوين 3: 12.

لقد برر نفسه آدم عن طريق وضع الملومة على امرأته؛ وأيضًا برر نفسه عن طريق وضع الملومة على الرب، بقوله: " الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي يا رب "، أي أن الله أيضًا مذنب هنا لأنه أعطاه امرأة جعلته يُخطئ.

فهل كانت حوَّاء السبب في خطية آدم؟
ربما الجواب نعم!! لكن هذا لم يبرر آدم أمام الله.
وهذا يوضحه الكتاب ويقول أن حواء كانت هي السبب في السقوط:
" وآدم لم يُغوَ لكنَّ المرأة أغويت فحصل التعدِّي." 1 تيموثاوس 2: 14.

لكن بالرغم من هذا فإن الله اعتبر آدم مُخطئ أكثر من حواء (تكوين 3: 17-19)، لذلك نحتاج هنا أن نضع خطًا فاصلاً بين أمرين:
الأول: هو أن الآخرين ممكن أن يجعلونا نخطئ، هذا صحيح.
الثاني: لكن إن أخطأنا بسبب الآخرين، الله سيضع علينا المسؤولية الكاملة، بغض النظر عن خطأ الآخرين.

وهنا سنأخذ مثال موسى، حيث يقول موسى مرارًا وتكرارًا أنه أخطأ بسبب الشعب:

" وَعَليَّ‪ ‬أَيْضاً غَضِبَ الرَّبُّ بِسَبَبِكُمْ قَائِلاً: وَأَنْتَ أَيْضاً لا تَدْخُلُ‪ ‬إِلى هُنَاكَ‪.‬" تثنية 1: 37.
" لكِنَّ‪ ‬الرَّبَّ غَضِبَ عَليَّ بِسَبَبِكُمْ وَلمْ يَسْمَعْ‪ ‬لِي بَل قَال لِي الرَّبُّ: كَفَاكَ! لا تَعُدْ تُكَلِّمُنِي أَيْضاً فِي هَذَا‪ ‬الأَمْرِ." تثنية 3: 26.
" وَغَضِبَ الرَّبُّ عَليَّ بِسَبَبِكُمْ وَأَقْسَمَ إِنِّي لا أَعْبُرُ‪ ‬الأُرْدُنَّ وَلا أَدْخُلُ الأَرْضَ الجَيِّدَةَ التِي الرَّبُّ إِلهُكَ يُعْطِيكَ‪ ‬نَصِيباً." تثنية4: 21.

وهذا ليس فقط رأي موسى بل رأي الرب، حيث قال بوحيه المقدس:
" وَأَسْخَطُوهُ عَلَى مَاءِ مَرِيبَةَ حَتَّى تَأَذَّى مُوسَى بِسَبَبِهِمْ. " مزمور 106: 32.
ولكن كما رأينا في الآيات التي من سفر التثنية، الله لم يبرر موسى من الذنب وحتى لو كان صحيحًا أن الشعب تسبب في جعله يُخطئ.

إن العهد الجديد أوجد لنا طريقًا واحدًا فقط للتبرير، وهو دم يسوع المسيح:
" 24 مُتَبَرِّرِينَ مَجَّاناً بِنِعْمَتِهِ‪ ‬بِالْفِدَاءِ الَّذِي بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ 25 الَّذِي قَدَّمَهُ اللهُ كَفَّارَةً‪ ‬بِالإِيمَانِ بِدَمِهِ..." رومية 3.
وأيضًا يقول أن: "...دم يسوع المسيح ابنه بطهرنا من كل خطية." 1 يوحنا 1: 7

فيجب أن لا نحاول أن نبحث عن طريق آخر لتبرير الذات. فلو بررنا أنفسنا وأقنعنا جميع الذين حولنا أن فلان هو السبب وليس نحن؛ وممكن أن يكون هذا صحيحًا بعض الشيء؛ لكن هذا لا يحررنا من المسؤولية أمام الله؛ فلنأتي حالاً إلى عرش النعمة بدم يسوع المسيح بتوبة حقيقية وانكسار، لأن هذا فقط الذي يبررنا بالتمام أمام الله و الملائكة؛ وأمام الناس أيضًا.


باسم أدرنلي

3822 مشاهدة