كنيسة بلا جدران

قانون الإيمان النيقاوي، "الله من الله" وليس "إله من إله"

نرى الكثير من النقاد المسلمين للثالوث مأخرًا، يحاولون أن يضعوا المسيحية بصندوق الثلاثة آلهة المغلوط، كما نعلم جميعًا!! وذلك ليبرهنوا لأنفسهم أن قرآنهم سليم. وهو ليس كذلك طبعًا؛ لأن القرآن يطرح نموذجًا خاطئًا للثالوث عن المسيحية! بأننا نؤمن بثلاث آلهة منفصلة عن بعضها البعض؛ الله، المسيح ومريم أمه! وذلك من آية:
"وَإِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ أَأَنْتَ قُلْتَ لِلنَّاسِ اتَّخِذُونِي وَأُمِّيَ إِلَهَيْنِ مِنْ دُونِ اللَّهِ.." (المائدة 116).
فدعنا نضع جانبًا خطأ مؤلف القرآن بإقحام خرافة إشتراك القديسة العذراء مريم في الثالوث الإلهي. ونركز على النقد الذي يستنبطونه من قانون الإيمان النيقاوي. فأحد حركات النقد تعتمد على قانون الإيمان النيقاوي القائل عن المسيح: "إله من إله"؛ الذي يدعي أننا نقول في قانون إيماننا المسيحي، أنه من إله خرج إله آخر!! وأيضًا يحرَّف إيماننا بأننا نعتبر كل أقنوم إله كامل بمعزل عن الأقنوم الآخر، كما تطرح آية المائدة؛ وهذه أكذوبة أيضًا لأننا نؤمن بأنه في الثالوث لا انفصال؛ والثالوث هو الآب، الابن والروح القدس؛ وهذه الأقانيم هي شخصيات متميزة لنفس ذات جوهر الإله الوحد. 
أحب أن أوضح هنا أن الترجمة العربية لقانون الإيمان النيقاوي للأسف ليست دقيقة، حيث يقول النص الأصلي لها في اليونانية:
"Θεὸν ἀληθινὸν ἐκ Θεοῦ ἀληθινοῦ" 
وفي اللاتينية 
"Deum verum de Deo vero" 
فكلمة "الله" في كلا اليونانية (ثِيون و ثِيوو) واللاتينية (دِيوم و دِيو)، مكتوبة بحرف التاج (Capital letter)، أي يجب أن تكون مُعرفة بألـ التعريف. لذلك لإبطال البلبلة، يجب أن تكون الترجمة الدقيقة لقانون الإيمان النيقاوي "الله من الله" وليس "إله من إله." وأرجو من المجامع المسكونية العربية أن تعيد النظر في الترجمة العربية لقانون الإيمان النيقاوي. ونعلم من تاريخيًا المسيحي، أن إبليس دائمًا كان يحفز الكثيرين من أعوانه، لإيجاد ثغرات في بيانات المجامع؛ ممكن من خلالها تحريف معناها. لذلك في كل مجمع، كان يأخذ الأساقفة زمن لا بأس به، لمناقشة الصيغة التي تكتب بها الحقائق؛ لكيلا يتركوا ثغرة لأعوان الشيطان لتحريف الكلام عن معناه. كما نرى في هذا النموذج ونماذج كثيرة حدثت عبر العصور.
ستجد ترجمتي العربية الأدق، لقانون الإيمان المسيحي النيقاوي، في بداية هذا المقال.

القدس - 18/ 09/ 2025
باسم أدرنلي

النسخة الأصلية من قانون الإيمان النيقاوي، تجدها في هذا الرابط:

 
 
 
11 مشاهدة