تركت الكنيسة، ولم يسأل عني أحد!!
لعل هذا هو أحد الاعتراضات الأكثر شيوعًا للكثير من المؤمنين الذين كانوا مواظبين على الكنيسة، وفجأة تركوا الكنيسة.
بالتأكيد يجب أن يسأل الأخوة والرعاة عن المؤمنين المبتعدين، هذا أمر مفروغ منه. لكن السؤال الذي يتسائله بعض الرعاة والكثير من المؤمنين:
ما هي حدود مسؤولية الرعاة، وما هي حدود مسؤولية نفس المؤمن المُبتعد؟
أشعر أن هذه القضية ربما أوضح لدى الرعاة، لكنها غير واضحة لدى الكثير من المؤمنين؛ لذلك اخترت أن اكتب عن هذا الموضوع، وأتكلم عن مسؤولية المؤمن المُبتعد في هذا المقال.
سنتكلم في هذا المقال عن حدود مسؤولية المؤمن:
لترتيب الأفكار لدى المؤمنين، أحب أن أطرح عدة جوانب تساعدنا في تحديد المسؤولية التي تقع على المؤمن، بخصوص هذا الموضوع. فعندما يقرر المؤمن الابتعاد عن الكنيسة وشركة الأخوة، يحتاج أن يعرف الآتي:
أولا، ليس لي عذر للبقاء في أي فشل، طالما المسيح رب حياتي:
الوحي يعلمني أني: "أَسْتَطِيعُ كُلَّ شَيْءٍ فِي الْمَسِيحِ الَّذِي يُقَوِّينِي. (فيلبي 4: 13).
وأيضًا يعلمني: "الرب راعيَّ فلا يعوزني شيء" (مزمور 23: 1).
فعندما أفشل في حياتي الروحية، كأني أقول أن راعيَّ المسيح، غير ناجح في رعايته لي؛ وهذا غير صحيح. فلكل تحدي من تحديات حياتي الروحية والحياتية، التي ممكن أن يشمل تحديات مع مؤمنين فاسدين وخدام والكنيسة، يجب أن أدرك أنه هناك دائمًا حلول للراعي الصالح يسوع المسيح لحياتي. إذا أعطيته فرصة ليعمل في حياتي، ليجعلني أنجح، روحيًا وحياتيًا. وحلوله دائمة متناغمة مع كلمته وروحه.
ثانيًا، ممكن أن يكون المؤمنين، الخدام، والكنيسة مسبب في ابتعادي عن الكنيسة، وأحيانًا عن الرب:
فكثيرًا ما نُسْكِت المؤمن الذي يقول: "هذا حدث لي بسبب فلان"!
فنقول له، "ليس لك عذر لفعل الخطأ، والخطية تحدث بإرادتك أنت وحدك."
فهذا النوع من الردود الجافة، وحتى لو كان صحيحًا، لا ينصف الموضوع؛ ولا يتعامل مع جذوره.
نعم الآخرين ممكن أن يتسببوا في خطأنا! ونعم هذه جملة صعبة ومرفوضة على أذن الكثيرين، لكنها كتابية. نجد الوحي يوضح هذه الفكرة في قضية خطأ موسى. حيث قال أن الشعب كان السبب في غضب الله عليه:
"26 لكِنَّ الرَّبَّ غَضِبَ عَلَيَّ بِسَبَبِكُمْ (أو "لأجلكم") وَلَمْ يَسْمَعْ لِي.." التثنية 3 (راجع أيضًا 1: 37 و4: 21).
لكن هل هذا قول سليم وممكن أن يُعتمد عليه؟
لأننا نعلم أنه أحيانًا الوحي ينقل لنا أقوال أناس، حتى قديسين (مثل أيوب)؛ لكن كونه ينقل رأيهم، لا يعني بالضرورة أن الله موافق عليه! لكن في هذه الحالة بالذات، الوحي نفسه، بتعقيبه على نفس الحدث، يقول نفس الشيء!
"32 وَأَسْخَطُوهُ عَلَى مَاءِ مَرِيبَةَ حَتَّى تَأَذَّى مُوسَى بِسَبَبِهِمْ" المزامير 106.
إذا الحالة التي حولي والتجارب التي أمر بها، قد تحملني على أن أخطئ، وممكن أن تقودني للابتعاد عن الإيمان والكنيسة. فإنكار ورفض هذه الحقيقة في حديثنا مع المؤمنين المبتعدين، لن ينصف المشكلة ولن يتعامل مع جذورها والألم والتشويش الذي في قلوبهم من تجارب مروا بها.
بالعكس تمامًا، يجب أن نشرح للمؤمن المبتعد، أنه فعلا التجارب التي يمر بها هي أحد العناصر التي قد تقوده لأن يخطئ. لذلك علمنا المسيح أن نصلي في الصلاة الربانية: "لا تدخلنا في تجربة" (متى 6: 13 ولوقا 11: 4). لأنه بمجرد دخولنا في التجارب، هو أكبر عنصر يعرضنا للخطأ. ومنع الرب التجارب عنا، هو أكبر محرك لتجنب الخطايا. وهذا يقونا للنقطة الثالثة.
ثالثًا، أنا مسؤول عن الطريقة التي بها أتجاوب مع خطأ من حولي وخطأئي في تعاملي مع الحالة:
لذلك نرى الله، بالرغم من أنه يعقب على خطية موسى بقوله: "حَتَّى تَأَذَّى مُوسَى بِسَبَبِهِمْ". لقد لام الله موسى على الطريقة التي بها تعامل مع ضغط الشعب عليه؛ وحَمَّله المسؤولية التامة لهذا التصرف:
"51 لأَنَّكُمَا خُنْتُمَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ (عن موسى وهارون) عِنْدَ مَاءِ مَرِيبَةِ قَادَشَ فِي بَرِّيَّةِ صِينٍ، إِذْ لَمْ تُقَدِّسَانِي فِي وَسَطِ بَنِي إِسْرَائِيلَ. 52 فَإِنَّكَ تَنْظُرُ الأَرْضَ مِنْ قُبَالَتِهَا، وَلكِنَّكَ لاَ تَدْخُلُ إِلَى هُنَاكَ إِلَى الأَرْضِ الَّتِي أَنَا أُعْطِيهَا لِبَنِي إِسْرَائِيلَ»" التثنية 32.
إذا بعد شرح القضية للمؤمن بأنه نعم معه حق، أحيانًا نقع في ضغوط وتجارب صعبة، تجعلنا نخطئ. لكننا نحن المسؤولون عن إدارة تصرفاتنا، وأيضًا نحن المسؤولون على إدارة خطأنا عندما نخطئ في التعامل مع المواقف. ويجب يدرك أن ابتعاده عن الكنيسة وشركة الأخوة، هو عصيان وتمرد على كلمة الله. ممكن أن ينتقل لكنيسة أخرة يشعر أنها أفضل، لكن ممنوع ترك نفسه بدون شركة الأخوة والكنيسة المحلية. وهذا يقودنا للاعتراض القادم.
المؤمن المبتعد يقول: إنا فعلا بعيد عن الكنيسة، لكني قوي جدًا مع الرب؟؟
وكلنا يعرف هذه العبارة، لا سيما الآن في عصر الميديا ووسائل التواصل الاجتماعي. يقول لك:
"الكنيسة هي جماعة المؤمنين، وهي محيطة بي من كل جانب، كل يوم أسمع عظات عديدة، أتواصل مع الكثير من المؤمنين...."
ممكن أن يشاهد المؤمن عاصفة عارمة كل يوم من العظات والمشاركات والآيات، لكن هل هذا فعلا يلبي ما يريده الله منا، بخصوص حياتنا الروحية وعلاقتنا بالكنيسة!؟
هناك عدة مفاهيم أيضًا هامة، يجب أن يدركها المؤمن المبتعد:
أولا، ما هي الممارسات التي تقودنا لحياة القداسة، بحسب منهاج الله؟
نحتاج أن ندرك هذا، لكي نفحص من ناحية كتابية هل تلبي وسائل التواصل ومشاهدة العظات احتياجنا الروحي، أم لا، بحسب رؤية الله لنا؟
الوحي يعلمني أن حياة القداسة لها ثلاث أركان: (1) الابتعاد عن الخطية (2) تبعية حياة الإيمان (3) والالتزام بالكنيسة. وممكن استنباطها من آية واحدة:
"22 أَمَّا (1) الشَّهَوَاتُ الشَّبَابِيَّةُ فَاهْرُبْ مِنْهَا، (2) وَاتْبَعِ الْبِرَّ وَالإِيمَانَ وَالْمَحَبَّةَ وَالسَّلاَمَ (3) مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ الرَّبَّ مِنْ قَلْبٍ نَقِيٍّ" 2 تيموثاوس 2.
فالمفهوم المسيحي التديني، يظن أن القداسة هي الابتعاد عن الخطية فقط، والممارسات الدينية، وهذا خطأ. بل يجب أن تشمل ثلاثة الأركان السابقة. فلا يمكن أن يعيش المؤمن بقداسة، بدون شركة الأخوة الصالحين، من خلال الانتماء لكنيسة صحية. ولا يمكن أن امتنع عن الخطية بدون تبعية حياة البر، الإيمان الصحيح، والمحبة والسلام؛ فكيف أمارس حياة الإيمان، دون أن احتك مع الأخوة. فتحدي العلاقات، هو جزء من برنامج الله لنموي، ومنحي الفرص لممارسة الإيمان: مسامحة الأخرين، الانكسار والتواضع، الاعتذار، الاحتمال، الصبر، الخدمة ومساعدة الأخرين، التنازل، العطاء...إلخ. كل ما سبق، لا يمكن تعلمه وأنا في البيت! فالمؤمن المبتعد عن الكنيسة، كالذي يقنع نفسه أنه يقدر أن يتعلم السباحة، فقط في البيت، دون أن يسبح فعلا!! لتوضيح الفكرة والقصد، سأذكر مثل واحد. كيف أمارس مثلا فضيلة إنكار الذات وأنا منعزل عن الأخوة وتحدياتهم؟ فالمنعزل يطلب شهوة ذاته، أي عكس إنكار الذات!!
"1 الْمُعْتَزِلُ يَطْلُبُ شَهْوَتَهُ. بِكُلِّ مَشُورَةٍ يَغْتَاظُ" الأمثال 18.
والانعزال، هو أحد الصفات التي وصف بها يهوذا المنحرفين عن الإيمان!
"هؤُلاَءِ هُمُ الْمُعْتَزِلُونَ بِأَنْفُسِهِمْ، نَفْسَانِيُّونَ لاَ رُوحَ لَهُمْ. (يهوذا 1: 19).
فإنكار الذات هي أهم الركائز والفضائل للإيمان المسيحي؛ لدرجة أنها كانت أول وصية يطلبها المسيح ممكن يريد أن يتبعه! "مَنْ أَرَادَ أَنْ يَأْتِيَ وَرَائِي فَلْيُنْكِرْ نَفْسَهُ.." (مرقس 8: 34)!! فكيف أمارس فضيلة إنكار الذات، وأنا منعزل عن العائلة الروحية مع كل احتكاكاتها وتحدياتها!؟
فكيف ممكن أن أتبع حياة الإيمان السابقة بدونه أن أنتمي لكنيسة وشركة مؤمنين! فعندما يأخذ المؤمن قرار بأن يمتنع من حضور أي كنيسة محلية، هو يكون في حالة عصيان وتمرد على منهاج الله له، لحياة الإيمان!
وحتى إذا كان عابرًا ولا يوجد كنيسة قريبة منه، أو كان خطرًا عليه الذهاب للكنيسة؛ أو كان وضعه الصحي لا يمكنه من حضور الكنيسة. فهناك طرق كثيرة جدًا في عصرنا الحالي للانتماء لشركة أخوة الصالحين بطرق افتراضية وغيرها؛ طالما تحقق ثلاثة الأركان السابقة لحياة القداسة.
ثانيًا، اعتبار أن زيارة الأخوة هي ليس زيارة الكنيسة، بل يجب أن يزوره الراعي بنفسه!!
هذا أيضًا مفهوم خاطئ، أي مؤمن من الكنيسة يزوره، يعني أن الكنيسة زارته؛ فالكنيسة هي جسد واحد له رأس واحد، يسوع المسيح. طبعًا يكون رائع إذا زاره الراعي، لكن ممكن أيضًا أن ينتدب الراعي شخص آخر لزيارته، وهذا شيء طبيعي. أيضًا مفهوم آخر يحتاج للتوضيح؛ وظيفة الراعي هو ليس رعاية المؤمنين، كما نظن. بل تدبير شؤون الكنيسة روحيًا، بشكل يساعد المؤمنين بأن يحافظوا على علاقة صحية مع راعيهم الواحد الأوحد، يسوع المسيح. وأذا كانت علاقة المؤمن بالمسيح صحية فعلا؛ يجب أن تنتج أربع علاقات صحية: (1) علاقة صحية مع نفسه (2) مع أسرته (3) مع كنيسته المحلية (4) ومع مجتمعه الذي يعيش فيه. وإذا كان هناك خلل في أي علاقة من العلاقات الأربعة السابقة؛ هذا يعني أنه هناك خلل معين في علاقته بالمسيح (وهذا يحتاج لمقالات آخرى)!
ثالثًا، لا توجد كنيسة كاملة:
وطبعًا أيضًا مفهوم الكنيسة الجيدة يحتاج لشرح. الكنيسة الصالحة الصحية الممتلئة، لا يعني أنه ليس فيها مشاكل! فحتى كنيسة المسيح والرسل كان فيها مشاكل؛ مثل خيانة يهوذا ومشاكل كثير لدى التلاميذ، فساد حننيا وسفيرا (أعمال 5)، إهمال خدمة النساء (أعمال 6)، ومشاكل كثيرة جدًا نجدها في الكنائس التي ذكرت في رسائل العهد الجديد وفي السبع كنائس في سفر الرؤيا!
الكنيسة الصحية هي كنيسة تعالج ذاتها بشكل مستمر، وليس كنيسة ليس عندها مشاكل. كنيسة فيها الخدام خاضعين بعضهم لبعض، يحافظوا على التعاليم السلوك الصحيحين، يتقبلوا الملاحظات بينهم ومن الرعية، كنيسة تعيش حياة التقويم المستمر، خاضعة لكلمة الرب وروحه، كنيسة تعمل بالمشورة وليس براي الشخص الواحد (أعمال 15 و1 كورنثوس 14: 32)، ومتفاعلة مع المستجدات الحياتية... إلخ.
لكن يحتاج أن يعرف الجميع، خدام ومؤمنين؛ أنه حتى الكنيسة الصحية أيضًا سيتركها مؤمنين كثيرين! ونرى أمثلة كثيرة عن مؤمنين تركوا الكنيسة في كل العهد الجديد. فبحث المؤمن عن الكنيسة المثالية، هو سراب، لن يجده. وحتى لو وجدت الكنيسة المثالية، ككنيسة المسيح ذاته بالجسد ورسله، ذكر الكتاب أن مؤمنين كثيرين تركوا راعي الرعاة وكنيسته، يسوع المسيح في الجسد!!
"66 مِنْ هذَا الْوَقْتِ رَجَعَ كَثِيرُونَ مِنْ تَلاَمِيذِهِ إِلَى الْوَرَاءِ، وَلَمْ يَعُودُوا يَمْشُونَ مَعَهُ" يوحنا 6.
لا تقول الآية أن تلاميذ المسيح السبعين تركوا الإيمان، بل تركوا الكنيسة (أي الشركة مع المسيح والتلاميذ). فإذا ترك مؤمنين كنيسة المسيح ذاته، فمن الطبيعي أن يترك المؤمن أي كنيسة، لا تحبطوا أخوتي الخدام؛ لأن هذا قرار فقط بيد المؤمن وحده، فهو إنسان يحمل طبيعة خاطئة، متغير، وله إرادة حرة. لكن الوحي يشجعنا ويحث جميع المؤمنين بأن ننادي ونعظ بعضنا البعض، على أهمية الكنيسة:
"25 غَيْرَ تَارِكِينَ اجْتِمَاعَنَا كَمَا لِقَوْمٍ عَادَةٌ، بَلْ وَاعِظِينَ بَعْضُنَا بَعْضًا، وَبِالأَكْثَرِ عَلَى قَدْرِ مَا تَرَوْنَ الْيَوْمَ يَقْرُبُ" العبرانيين 10.
رابعًا، لن تستمر الكنيسة في زيارتك، طالما مُصِر على عدم حضور الكنيسة!
يعني المقصود من الأمر، أن خدام الكنيسة أو الراعي سيزورونك مرة أو مرتين؛ وبعدها سيتركك لقرارك الخاص. وهذا هو ما يعلمه الوحي:
"10 اَلرَّجُلُ الْمُبْتَدِعُ بَعْدَ الإِنْذَارِ مَرَّةً وَمَرَّتَيْنِ، أَعْرِضْ عَنْهُ" تيطس 3.
إن كلمة "الْمُبْتَدِعُ" في اللغة الأصلية، مهمة لفهم عن من تتكلم الآية؟
الكلمة للأسف تكررت مرة واحدة فقط في العهد الجديد، في هذه الآية. وهي بحسب قاموس سترونغ (Strong)، تعني: منشق، متنافر، مثير للانقسام. وعلى الأقل أول معنيين، ممكن أن ينطبقا على الحالة. وأحيانًا عندما المؤمن يبدأ يتكلم بشكل سلبي لكل من يراه، عن الكنيسة والخدام والأخوة؛ فالمعنى الثالث أيضًا سينطبق على الحالة – مثير للانقسام. فلا تغضب أخي المؤمن المبتعد، عندما يتركك الخدام بعد زيارتين؛ الله يحترم إرادتك، وهم يطيعون كلمة الله في هذه أيضًا. لكيلا تقل "زاروني مرتين أو ثلاثة، وبعدها لم أر وجههم"!! هم فعلوا ما يعلمه لنا الوحي؛ القرار بيدك فعلا، وإرادة الرب واضحة لحياتك، اصطلح مع من بينك وبينه إشكالية، ارجع للكنيسة، أو أنتمي لكنيسة أخرى، بعدما تصلح العلاقة مع كنيستك السابقة. وإن تركت الكنيسة لأنك شاعر أنها غير صحية أو غير مناسبة لك؛ لا تبدأ بتركها، بل جِد كنيسة بديلة أولا، ومن ثم اتركها. أشكر خدام الكنيسة السابقين، شجعهم، واترك الكنيسة بسلام وبروح طيبة واذكرهم دائمًا بصلاتك.
ونصلي أن يبارك الرب حياتك ويقودك في مشيئته الصالحة في كل حال.
القدس - 30/ 07/ 2025
باسم أدرنلي