سلطان الله على ما يحدث على الأرض

نرى بحسب دراستنا لشهادات الرب في وحيه، والكيفية التي يعمل فيها بخصوص كل ما يحدث على الأرض. أن لله السيادة التامة على كل ما يحدث على الأرض؛ وكل ما يحدث على الأرض، يحدث بإذنه، أي بسماح منه:
"29 أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ" متى 10.
"37 مَنْ ذَا الَّذِي يَقُولُ فَيَكُونَ وَالرَّبُّ لَمْ يَأْمُرْ؟" مراثي 3.
"6.. هَلْ تَحْدُثُ بَلِيَّةٌ فِي مَدِينَةٍ وَالرَّبُّ لَمْ يَصْنَعْهَا؟" عاموس 3.
وكل شيء حدث، يحدث، وسيحدث في كل الأزمنة والأوقات، يحدث بإذنه:
"13 مُلْكُكَ مُلْكُ كُلِّ الدُّهُورِ، وَسُلْطَانُكَ فِي كُلِّ دَوْرٍ فَدَوْرٍ (أي حتى الحقبة الزمنية الأصغر، الجيل؛ لن يكون هناك جيل واحد، ليس لله السلطان الكاملة فيه)" مزمور 145.

هل سلطان الله في العهد القديم، لا زال قائم بعد مجيء المسيح؟
من وجهة نظر الآباء الجواب هو نعم، لا يوجد أي تغيير لتعامل الله مع الشعوب بين العهد القديم والجديد. التغيير هو في تعامل الله مع شعبه بين العهد القديم والجديد. من عهد الله مع شعب إسرائيل ليكونوا نورًا للأمم، معتمد على وصايا جسدية (عبرانيين 9: 13)؛ لعهد الله مع كل إنسان قبل يده الممتدة له من خلال المنقذ يسوع المسيح، ليكون نورًا للعالم. فيصبح جزء من جسد واحد له رأس واحد، وهو الرب يسوع المسيح. وعهد فيه المؤمن مات مع المسيح عن جسده؛ لذلك كل وصايا العهد الجديد، هي قلبيه وروحية، وليس قائمة على الجسد. وهذا الفكر يختلف عن المسيحية اللبرالية، يحث يؤمنون أن سلطان الله في العهد القديم، يختلف عن سلطان الله في العهد الجديد. وأن الله كان يتدخل في العالم، في ظل العهد القديم، بنفسه تدخلا مباشرًا. أما في ظل العهد الجديد، فلا يتدخل في العالم، بل العالم سائر بحسب نظام وضعه؛ وعمله هو فقط في داخل قلوب المؤمنين، ومن خلالهم.

ما هو اللاهوت اللبرالي؟
بدأ اللاهوت اللبرالي بداية جيدة في منتصف القرن الـ 17 على فحص كل الموروثات المسيحية، وإعادة تقييمها وتعريفها بعد الفحص:
لكن منذ بداية القرن الماضي انحرف عن قانون الإيمان، فأصبحت حركة مصالحة بين المسيحية والعلمانية، وفي بعض الأمور مصالحة مع الإلحاد.
فطعنت بمصداقية الكتاب المقدس، على أنه مزيج بين الخرافات والحقيقة. الاختبار البشري والعقل وحدهما اللذان يحكمان ويميزان. طعنوا بالميلاد العذراوي، وقيامة المسيح بالجسد، والمعجزات، ضرورة الفداء للخلاص، الجحيم، الخطية الأصلية، حقيقة شخصية آدم. فنتج ما يسمى بالمسيحية اللبرالية (Liberal Christianity) في جيل ما بعد الحداثة؛ وأيضًا المسيحية التقدمية (Progressive Christianity)؛ أي المتغيرة مع الزمن. وأخذت هذه الحركة "المسيحية" تركز جدًا على الإنصاف، العدل، المسؤولية والرحمة؛ وتستنكر كل حكم يؤول لحرب غير عادلة وظلم سياسي، معتمدة على القوة (في الفروع الأكثر تطرفًا منها)، وتجريد الضعيف والفقير من مصادر الدولة. أو تجريد فئات معينة عرقية، دينية أو جنسية من المساواة في اشتراكها في شؤون الدولة والحرية الوطنية.
أما الموضوع الهام الذي يهمنا، هو موضوع سلطان الله وتعامله مع الشعوب. فيؤمنون بأن الله في ظل العهد الجديد، خلق العالم وتركه تحت نظام عامل بشكل مستقل عنه. لذلك يجب أن يحاول المسيحي بتغيير الحالة السياسية بنفسه؛ سواء بشكل سلمي بحسب الأنظمة الموجودة (المسيحي اللبرالي المعتدل)، أو عن طريق العنف (لاهوت التحرير، وهو شريحة متطرفة من اللبراليين). 
https://st-takla.org/books/helmy-elkommos/biblical-criticism/129.html

في المقابل، العهد الجديد دعانا للبرالية الإلهية الحقيقية: 
وهي الحرية من قيود البشر، لكن لهدف الخضوع لكلمة وحكمة الله، التي تعمل بشكل مستمر على تقويم ابتكارات البشر:
"21 امْتَحِنُوا كُلَّ شَيْءٍ. تَمَسَّكُوا بِالْحَسَنِ" 1 تسالونيكي 5.
"11 وَكَانَ هؤُلاَءِ أَشْرَفَ مِنَ الَّذِينَ فِي تَسَالُونِيكِي، فَقَبِلُوا الْكَلِمَةَ بِكُلِّ نَشَاطٍ فَاحِصِينَ الْكُتُبَ كُلَّ يَوْمٍ: هَلْ هذِهِ الأُمُورُ هكَذَا؟" أعمال 1.
"13 وَأَمَّا مَتَى جَاءَ ذَاكَ، رُوحُ الْحَقِّ، فَهُوَ يُرْشِدُكُمْ إِلَى جَمِيعِ الْحَقِّ،.. وَيُخْبِرُكُمْ بِأُمُورٍ آتِيَةٍ" يوحنا 16.
فوقع اللبراليون بنفس الفخ الذي وقعت فيه كنيسة كورنثوس، كنيسة الفلاسفة اليونانيين المفتخرين! وهو وضع الحكمة البشرية فوق الحكمة الإلهية، لذلك حذرهم الوحي قائلا: "لاَ تَفْتَكِرُوا فَوْقَ مَا هُوَ مَكْتُوبٌ" (1 كورنثوس 4: 6).

سنستعرص سلطان الله من العهد الجديد، في 6 أوجه:

لكي ننسف كليًا الفكرة اللبرالية، أن سلطان الله في العهد القديم يختلف عن سلطانه في العهد الجديد. سنتناول جميع أفكارنا عن سلطان الله في هذا المقال، فقط من العهد الجديد. لكي نُثَبِّت هذا الأساس، قبل الاستمرار في هذه السلسلة من المقالات:

(1) الله يعتني بالكون:

"29 أَلَيْسَ عُصْفُورَانِ يُبَاعَانِ بِفَلْسٍ؟ وَوَاحِدٌ مِنْهُمَا لاَ يَسْقُطُ عَلَى الأَرْضِ بِدُونِ أَبِيكُمْ" متى 10.
"6 أَلَيْسَتْ خَمْسَةُ عَصَافِيرَ تُبَاعُ بِفَلْسَيْنِ وَوَاحِدٌ مِنْهَا لَيْسَ مَنْسِيّاً أَمَامَ اللهِ؟" لوقا 12
"26 اُنْظُرُوا إِلَى طُيُورِ السَّمَاءِ: إِنَّهَا لاَ تَزْرَعُ وَلاَ تَحْصُدُ وَلاَ تَجْمَعُ إِلَى مَخَازِنَ وَأَبُوكُمُ السَّمَاوِيُّ يَقُوتُهَا" متى 6.

(2) لله سلطان على الحكام، هو سائد على أفعالهم وأعمالهم:

تابع لكلمات المفتاح بالأحمر حيث جميعها، تتكلم عن الله الذي أعطى، جعل..

"11 أَجَابَ يَسُوعُ: «لَمْ يَكُنْ لَكَ عَلَيَّ سُلْطَانٌ الْبَتَّةَ، لَوْ لَمْ تَكُنْ قَدْ أُعْطِيتَ مِنْ فَوْقُ.." يوحنا 19.

"2 فَنَظَرْتُ، وَإِذَا فَرَسٌ أَبْيَضُ، وَالْجَالِسُ عَلَيْهِ مَعَهُ قَوْسٌ، وَقَدْ أُعْطِيَ إِكْلِيلاً، وَخَرَجَ غَالِباً وَلِكَيْ يَغْلِبَ... 4 فَخَرَجَ فَرَسٌ آخَرُ أَحْمَرُ، وَأُعْطِيَ لِلْجَالِسِ عَلَيْهِ أَنْ يَنْزِعَ السَّلاَمَ مِنَ الأَرْضِ، وَأَنْ يَقْتُلَ بَعْضُهُمْ بَعْضاً، وَأُعْطِيَ سَيْفاً عَظِيماً. " رؤيا 6. 

"1 ثُمَّ أُعْطِيتُ قَصَبَةً شِبْهَ عَصاً، وَوَقَفَ الْمَلاَكُ قَائِلاً لِي: «قُمْ وَقِسْ هَيْكَلَ اللهِ وَالْمَذْبَحَ وَالسَّاجِدِينَ فِيهِ. 2 وَأَمَّا الدَّارُ الَّتِي هِيَ خَارِجَ الْهَيْكَلِ فَاطْرَحْهَا خَارِجاً وَلاَ تَقِسْهَا، لأَنَّهَا قَدْ أُعْطِيَتْ لِلأُمَمِ، وَسَيَدُوسُونَ الْمَدِينَةَ الْمُقَدَّسَةَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْراً" رؤيا 11
نلاحظ في الآية، الله أعطى المدينة المقدسة للأمم، ليدوسوها، مع المدة.

"4 وَسَجَدُوا لِلتِّنِّينِ الَّذِي أَعْطَى السُّلْطَانَ لِلْوَحْشِ، وَسَجَدُوا لِلْوَحْشِ قَائِلِينَ: «مَنْ هُوَ مِثْلُ الْوَحْشِ؟ مَنْ يَسْتَطِيعُ أَنْ يُحَارِبَهُ؟» 5 وَأُعْطِيَ فَماً يَتَكَلَّمُ بِعَظَائِمَ وَتَجَادِيفَ، وَأُعْطِيَ سُلْطَاناً أَنْ يَفْعَلَ اثْنَيْنِ وَأَرْبَعِينَ شَهْراً. 6 فَفَتَحَ فَمَهُ بِالتَّجْدِيفِ عَلَى اللهِ، لِيُجَدِّفَ عَلَى اسْمِهِ وَعَلَى مَسْكَنِهِ وَعَلَى السَّاكِنِينَ فِي السَّمَاءِ. 7 وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْباً مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَاناً عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ... 14 وَيُضِلُّ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ بِالآيَاتِ الَّتِي أُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَهَا أَمَامَ الْوَحْشِ .." رؤيا 13

"4 وَرَأَيْتُ عُرُوشاً فَجَلَسُوا عَلَيْهَا، وَأُعْطُوا حُكْماً..." رؤيا 20

"3 وَسَأُعْطِي لِشَاهِدَيَّ فَيَتَنَبَّآنِ (بنفس تعبير إعطاء السلطان ل للأشرار) أَلْفاً وَمِئَتَيْنِ وَسِتِّينَ يَوْماً، لاَبِسَيْنِ مُسُوحاً». 4 هَذَانِ هُمَا الزَّيْتُونَتَانِ وَالْمَنَارَتَانِ الْقَائِمَتَانِ أَمَامِ رَبِّ الأَرْضِ... 6 هَذَانِ لَهُمَا السُّلْطَانُ أَنْ يُغْلِقَا السَّمَاءَ حَتَّى لاَ تُمْطِرَ مَطَراً فِي أَيَّامِ نُبُوَّتِهِمَا، وَلَهُمَا سُلْطَانٌ عَلَى الْمِيَاهِ أَنْ يُحَوِّلاَهَا إِلَى دَمٍ، وَأَنْ يَضْرِبَا الأَرْضَ بِكُلِّ ضَرْبَةٍ كُلَّمَا أَرَادَا. (المؤمن له سلطان أن يؤثر على الأرض، بسلطان الله، يعني الله يؤثر على الأرض) 

"1 لِتَخْضَعْ كُلُّ نَفْسٍ لِلسَّلاَطِين الْفَائِقَةِ لأَنَّهُ لَيْسَ سُلْطَانٌ إِلاَّ مِنَ اللهِ وَالسَّلاَطِينُ الْكَائِنَةُ هِيَ مُرَتَّبَةٌ مِنَ اللهِ 2 حَتَّى إِنَّ مَنْ يُقَاوِمُ السُّلْطَانَ يُقَاوِمُ تَرْتِيبَ اللهِ وَالْمُقَاوِمُونَ سَيَأْخُذُونَ لأَنْفُسِهِمْ دَيْنُونَةً... 6 فَإِنَّكُمْ لأَجْلِ هَذَا تُوفُونَ الْجِزْيَةَ أَيْضاً إِذْ هُمْ خُدَّامُ اللهِ مُواظِبُونَ عَلَى ذَلِكَ بِعَيْنِهِ. 7 فَأَعْطُوا الْجَمِيعَ حُقُوقَهُمُ: الْجِزْيَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِزْيَةُ. الْجِبَايَةَ لِمَنْ لَهُ الْجِبَايَةُ. وَالْخَوْفَ لِمَنْ لَهُ الْخَوْفُ. وَالإِكْرَامَ لِمَنْ لَهُ الإِكْرَامُ." رومية 13

"13 فَاخْضَعُوا لِكُلِّ تَرْتِيبٍ بَشَرِيٍّ مِنْ أَجْلِ الرَّبِّ. إِنْ كَانَ لِلْمَلِكِ فَكَمَنْ هُوَ فَوْقَ الْكُلِّ، 14 أَوْ لِلْوُلاَةِ فَكَمُرْسَلِينَ مِنْهُ لِلاِنْتِقَامِ مِنْ فَاعِلِي الشَّرِّ، وَلِلْمَدْحِ لِفَاعِلِي الْخَيْرِ" 1 بطرس 2

"51 صَنَعَ قُوَّةً بِذِرَاعِهِ. شَتَّتَ الْمُسْتَكْبِرِينَ بِفِكْرِ قُلُوبِهِمْ. 52 أَنْزَلَ الأَعِزَّاءَ عَنِ الْكَرَاسِيِّ وَرَفَعَ الْمُتَّضِعِينَ. 53 أَشْبَعَ الْجِيَاعَ خَيْرَاتٍ وَصَرَفَ الأَغْنِيَاءَ فَارِغِينَ." لوقا 1

وهذا السلطان بيد المسيح، على الشيطان وعلى الأرض والإنسان:
"29 وَإِذَا هُمَا قَدْ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللَّهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟» 30 وَكَانَ بَعِيداً مِنْهُمْ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى. 31 فَالشَّيَاطِينُ طَلَبُوا إِلَيْهِ قَائِلِينَ: «إِنْ كُنْتَ تُخْرِجُنَا فَأْذَنْ لَنَا أَنْ نَذْهَبَ إِلَى قَطِيعِ الْخَنَازِيرِ». 32 فَقَالَ لَهُمُ: «امْضُوا»." متى 8.
"31 وَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ لاَ يَأْمُرَهُمْ بِالذَّهَابِ إِلَى الْهَاوِيَةِ. 32 وَكَانَ هُنَاكَ قَطِيعُ خَنَازِيرَ كَثِيرَةٍ تَرْعَى فِي الْجَبَلِ فَطَلَبُوا إِلَيْهِ أَنْ يَأْذِنَ لَهُمْ بِالدُّخُولِ فِيهَا فَأَذِنَ لَهُمْ." لوقا 8
وحتى نحن أيضًا:
"17 فَرَجَعَ السَّبْعُونَ بِفَرَحٍ قَائِلِينَ: «يَا رَبُّ حَتَّى الشَّيَاطِينُ تَخْضَعُ لَنَا بِاسْمِكَ»." لوقا 10

(3) لله سلطان على توزيع الشعوب وأسمائها:

"26 وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ يَسْكُنُونَ عَلَى كُلِّ وَجْهِ الأَرْضِ، وَحَتَمَ بِالأَوْقَاتِ الْمُعَيَّنَةِ وَبِحُدُودِ مَسْكَنِهِمْ" أعمال 17.

"15 الَّذِي مِنْهُ تُسَمَّى كُلُّ عَشِيرَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَعَلَى الأَرْضِ." أفسس 3
تفسير وليام مكدونالد: "تشمل العشائر التي على الأرض مختلف الأجناس التي تفرَّعت من نوح وتقسَّمت الآن إلى الأمم المختلفة... أنَّ كلّ أبوَّة في العالم تكتسب اسمها منه"

(4) لله سلطان على دينونة البشر في الأرض:

"20 وَكَانَ هِيرُودُسُ سَاخِطاً عَلَى الصُّورِيِّينَ وَالصَّيْدَاوِيِّينَ فَحَضَرُوا إِلَيْهِ بِنَفْسٍ وَاحِدَةٍ وَاسْتَعْطَفُوا بَلاَسْتُسَ النَّاظِرَ عَلَى مَضْجَعِ الْمَلِكِ ثُمَّ صَارُوا يَلْتَمِسُونَ الْمُصَالَحَةَ لأَنَّ كُورَتَهُمْ تَقْتَاتُ مِنْ كُورَةِ الْمَلِكِ. 21 فَفِي يَوْمٍ مُعَيَّنٍ لَبِسَ هِيرُودُسُ الْحُلَّةَ الْمُلُوكِيَّةَ وَجَلَسَ عَلَى كُرْسِيِّ الْمُلْكِ وَجَعَلَ يُخَاطِبُهُمْ. 22 فَصَرَخَ الشَّعْبُ: «هَذَا صَوْتُ إِلَهٍ لاَ صَوْتُ إِنْسَانٍ!» 23 فَفِي الْحَالِ ضَرَبَهُ مَلاَكُ الرَّبِّ لأَنَّهُ لَمْ يُعْطِ الْمَجْدَ لِلَّهِ فَصَارَ يَأْكُلُهُ الدُّودُ وَمَاتَ" أعمال 12.
هل هذه الرواية تدعم الادعاء بأن الله لا يتدخل في العالم؟

"9 ثُمَّ تَبِعَهُمَا مَلاَكٌ ثَالِثٌ قَائِلاً بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَسْجُدُ لِلْوَحْشِ وَلِصُورَتِهِ، وَيَقْبَلُ سِمَتَهُ عَلَى جَبْهَتِهِ أَوْ عَلَى يَدِهِ، 10 فَهُوَ أَيْضاً سَيَشْرَبُ مِنْ خَمْرِ غَضَبِ اللهِ الْمَصْبُوبِ صِرْفاً فِي كَأْسِ غَضَبِهِ، وَيُعَذَّبُ بِنَارٍ وَكِبْرِيتٍ أَمَامَ الْمَلاَئِكَةِ الْقِدِّيسِينَ وَأَمَامَ الْحَمَلِ." رؤيا 14
الله يدين الأشرار في عصرنا الحالي، وهم ليس فقط خاضعين لنظام وضعه

"24 لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ أَيْضًا فِي شَهَوَاتِ قُلُوبِهِمْ إِلَى النَّجَاسَةِ، لإِهَانَةِ أَجْسَادِهِمْ بَيْنَ ذَوَاتِهِمِ... 26  لِذلِكَ أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى أَهْوَاءِ الْهَوَانِ... 28 وَكَمَا لَمْ يَسْتَحْسِنُوا أَنْ يُبْقُوا اللهَ فِي مَعْرِفَتِهِمْ، أَسْلَمَهُمُ اللهُ إِلَى ذِهْنٍ مَرْفُوضٍ لِيَفْعَلُوا مَا لاَ يَلِيقُ.." رومية 1

"19 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ مَا يَقُولُهُ النَّامُوسُ فَهُوَ يُكَلِّمُ بِهِ الَّذِينَ فِي النَّامُوسِ لِكَيْ يَسْتَدَّ كُلُّ فَمٍ وَيَصِيرَ كُلُّ الْعَالَمِ تَحْتَ قِصَاصٍ مِنَ اللهِ" رومية 3.

(5) الله متفاعل مع ما يحدث على الأرض:

"13هَؤُلاَءِ لَهُمْ رَأْيٌ وَاحِدٌ، وَيُعْطُونَ الْوَحْشَ قُدْرَتَهُمْ وَسُلْطَانَهُمْ. 14 هَؤُلاَءِ سَيُحَارِبُونَ الْحَمَلَ، وَالْحَمَلُ يَغْلِبُهُمْ، لأَنَّهُ رَبُّ الأَرْبَابِ وَمَلِكُ الْمُلُوكِ، وَالَّذِينَ مَعَهُ مَدْعُوُّونَ وَمُخْتَارُونَ وَمُؤْمِنُونَ» (المسيح يتفاعل مع حكام الأرض، يغلبهم!!).... 16 وَأَمَّا الْعَشَرَةُ الْقُرُونُ الَّتِي رَأَيْتَ عَلَى الْوَحْشِ فَهَؤُلاَءِ سَيُبْغِضُونَ الزَّانِيَةَ، (العشر قرون، هم عشر ملوك بحسب نموذج دانيال 7) وَسَيَجْعَلُونَهَا خَرِبَةً وَعُرْيَانَةً، وَيَأْكُلُونَ لَحْمَهَا وَيُحْرِقُونَهَا بِالنَّارِ. 17 لأَنَّ اللهَ وَضَعَ فِي قُلُوبِهِمْ أَنْ يَصْنَعُوا رَأْيَهُ (الله يضع فيهم رأيه، وفكره، ليحقق قصده)، وَأَنْ يَصْنَعُوا رَأْياً وَاحِداً، وَيُعْطُوا الْوَحْشَ مُلْكَهُمْ حَتَّى تُكْمَلَ أَقْوَالُ اللهِ." رؤيا 17.
بغض النظر ما هو إيمانك بخصوص فهمك لأحداث نهايات العالم (الأخرويات)؛ سابق الألفية، لاحق الألفية، أو لا ألفي؛ في جميع الحالات وفي أي تفسير، لا تقدر أن تهرب من حقيقة أن هذه آيات تتكلم عن سلطان الله/المسيح في العهد الجديد.

"7أَمَّا الَّذِينَ بِصَبْرٍ فِي الْعَمَلِ الصَّالِحِ يَطْلُبُونَ الْمَجْدَ وَالْكَرَامَةَ وَالْبَقَاءَ فَبِالْحَيَاةِ الأَبَدِيَّةِ. 8 وَأَمَّا الَّذِينَ هُمْ مِنْ أَهْلِ التَّحَزُّبِ وَلاَ يُطَاوِعُونَ لِلْحَقِّ بَلْ يُطَاوِعُونَ لِلإِثْمِ فَسَخَطٌ وَغَضَبٌ 9 شِدَّةٌ وَضِيقٌ (الله متفاعل مع الأشرار في العالم، يعطيهم كما يزرعون) عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. 10وَمَجْدٌ وَكَرَامَةٌ وَسَلاَمٌ لِكُلِّ مَنْ يَفْعَلُ الصَّلاَحَ الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ. 11 لأَنْ لَيْسَ عِنْدَ اللهِ مُحَابَاةٌ." رومية 2.

"4 ثم سَمِعْتُ صَوْتاً آخَرَ مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً: «اخْرُجُوا مِنْهَا يَا شَعْبِي لِئَلَّا تَشْتَرِكُوا فِي خَطَايَاهَا، وَلِئَلَّا تَأْخُذُوا مِنْ ضَرَبَاتِهَا. (يعني الله متفاعل مع ما يدور في العالم، ويعاقب الأشرار)" رؤيا 18.

متفاعل من خلال كنيسته وشعبه ويستجيب لصلاتهم ويتحرك في العالم:
"13 فَإِنْ كَانَ الْبَيْتُ مُسْتَحِقّاً فَلْيَأْتِ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ وَلَكِنْ إِنْ لَمْ يَكُنْ مُسْتَحِقّاً فَلْيَرْجِعْ سَلاَمُكُمْ إِلَيْكُمْ." متى 10.
"5 وَأَيُّ بَيْتٍ دَخَلْتُمُوهُ فَقُولُوا أَوَّلاً: سَلاَمٌ لِهَذَا الْبَيْتِ. 6 فَإِنْ كَانَ هُنَاكَ ابْنُ السَّلاَمِ يَحِلُّ سَلاَمُكُمْ عَلَيْهِ وَإِلاَّ فَيَرْجِعُ إِلَيْكُمْ." لوقا 10.

"1 فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ أَنْ تُقَامَ طِلْبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، 2 لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ" 1 تيموثاوس 2.

"16 .. طِلْبَةُ الْبَارِّ تَقْتَدِرُ كَثِيراً فِي فِعْلِهَا. 17 كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَاناً تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ. 18 ثُمَّ صَلَّى أَيْضاً فَأَعْطَتِ السَّمَاءُ مَطَراً وَأَخْرَجَتِ الأَرْضُ ثَمَرَهَا." يعقوب 5.

نقدر بصلاتنا أن نجعل مشيئة الله تحل على الأرض، كما في السماء:
"3.. لِتَكُنْ مَشِيئَتُكَ كَمَا فِي السَّمَاءِ كَذَلِكَ عَلَى الأَرْضِ... وَأَنَا أَقُولُ لَكُمُ: اسْأَلُوا تُعْطَوْا. اطْلُبُوا تَجِدُوا. اِقْرَعُوا يُفْتَحْ لَكُمْ " لوقا 11.

"20 الَّذِينَ مِنْهُمْ هِيمِينَايُسُ وَالإِسْكَنْدَرُ، اللَّذَانِ أَسْلَمْتُهُمَا لِلشَّيْطَانِ لِكَيْ يُؤَدَّبَا حَتَّى لاَ يُجَدِّفَا." 1 تيموثاوس 1. 

(6) الله متحكم بالنتائج، دون انتهاك حرية الإنسان:

"20 إِذْ أُخْضِعَتِ الْخَلِيقَةُ لِلْبُطْلِ - لَيْسَ طَوْعاً بَلْ مِنْ أَجْلِ الَّذِي أَخْضَعَهَا - عَلَى الرَّجَاءِ. 21 لأَنَّ الْخَلِيقَةَ نَفْسَهَا أَيْضاً سَتُعْتَقُ مِنْ عُبُودِيَّةِ الْفَسَادِ إِلَى حُرِّيَّةِ مَجْدِ أَوْلاَدِ اللهِ. (الله بالرغم من منحه حرية تامة للإنسان والشعوب، في النهاية سيحقق قصده من جهة ملكوته) 22 فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الْخَلِيقَةِ تَئِنُّ وَتَتَمَخَّضُ مَعاً إِلَى الآنَ." رومية 8

"7 وَمَتَى تَمَّمَا شَهَادَتَهُمَا فَالْوَحْشُ الصَّاعِدُ مِنَ الْهَاوِيَةِ سَيَصْنَعُ مَعَهُمَا حَرْباً وَيَغْلِبُهُمَا وَيَقْتُلُهُمَا... 11 ثُمَّ بَعْدَ الثَّلاَثَةِ الأَيَّامِ وَالنِّصْفِ دَخَلَ فِيهِمَا رُوحُ حَيَاةٍ مِنَ اللهِ، فَوَقَفَا عَلَى أَرْجُلِهِمَا. وَوَقَعَ خَوْفٌ عَظِيمٌ عَلَى الَّذِينَ كَانُوا يَنْظُرُونَهُمَا." رؤيا 11.

فجميع الآيات السابقة، تؤكد أن تحرك الله في العالم اليوم مثله مثل العهد القديم. وسلطانه على العالم اليوم، في ظل العهد الجديد؛ كسلطانه في العهد القديم تمامًا. فلا أساس لادعاء المسيحية اللبرالية في هذه.

القدس - 17/ 06/ 2025
باسم أدرنلي