كنيسة بلا جدران

لله خطة صالحة كاملة من وراء معاناة الشعوب

طبعًا الله ليس من أدخل الألم على حياة البشر على الأرض، بل تمرد آدم أبونا عليه في الأصل. لكن مع هذا، الله يحب جميع الشعوب بشكل كامل، وخطته كاملة وصالحة للكل. في هذا المقال، سنتناول مشيئة الله الصالحة لجميع الشعوب، من وراء الألم واللجوء والاحتلال والقمع السياسي... إلخ. وكيف ممكن أن تتحقق مشيئة الله الصالحة تجاه الشعوب في وسط الكوارث.
دائمًا لله خطة صالحة من وراء الألم والفواجع والضيقات؛ لكن كيف نقدر أن نمتلك مشيئة الله الصالحة لشعبنا، بعد الضيق؟ هذا ما سنناقشه في هذا المقال.

الكنيسة هي التي تحمل مشيئة الله الصالحة للبلد:

الله وعد أن كل الأشياء تعمل معًا للخير، لكل من يؤمن بالمسيح ويتبعه: 
"28 وَنَحْنُ نَعْلَمُ أَنَّ كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ" رومية 8.
أولا: الآية السابقة لا تقول إن كل شي يحدث في حياتنا هو صالح وحسن؛ فهناك أشياء شريرة ممكن أن تصيبنا! الآية تقول إن "كُلَّ الأَشْيَاءِ تَعْمَلُ مَعًا لِلْخَيْرِ". أي محصلة جميع الأحداث مجتمعة معًا، تكون في النهاية للخير. وذلك من جهة ملكوت الله على الأرض. 
ثانيًا: هذا الوعد ليس لجميع الناس، بل للمؤمنين بالمسيح فقط. نعلم هذا من عبارتين: "للذِينَ يُحِبُّونَ اللهَ، الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ". لأن الآية توضح أن الوعد هذا من نصيب اللذين "يحبون الله"؛ وليس كل الناس. وتُعِّرِف أيضًا الآية من هم الذين يحبون الله؟ 
"الَّذِينَ هُمْ مَدْعُوُّونَ حَسَبَ قَصْدِهِ".
ويفسر معنى هذه العبارة، في الآية التي بعدها. إن الذين يحبون الله، هم من يحققون قصد الله وهو "29.. عَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ..". أي الذين قبلوا أن يسيروا على طريق التغيير على صورة المسيح مدى حياتهم. هؤلاء، كنيسة الرب يسوع الحقيقية، هي التي تحمل مشيئة الله الصالحة للبلد التي تعيش فيها.

كيف تحمل الكنيسة مشيئة الله الصالحة للبلد؟

(1) بوجودها وشهادتها الحية في البلد:
نحتاج أن ندرك أنه بمجرد وجود جماعة المؤمنين بالمسيح في بلد، البلد يصيبه نوع من أنواع الحماية من غضب الله. هذا ليس خيالاً، في قصة لوط وخروجه من سدوم قبل أن يخربها الله؛ الله أخبر إبراهيم، أنه لو كان في سدوم عشرة أشخاص مؤمنين، لعفا عنها!
"26 فَقَالَ الرَّبُّ: «إِنْ وَجَدْتُ فِي سَدُومَ خَمْسِينَ بَارًّا فِي الْمَدِينَةِ، فَإِنِّي أَصْفَحُ عَنِ الْمَكَانِ كُلِّهِ مِنْ أَجْلِهِمْ»... (وبعدها يبدأ إبراهيم يسأل الرب، ماذا لو كان هناك أقل من خمسين؟ حتى وصل لعدد عشرة مؤمنين!!) 32 فَقَالَ (إبراهيم): «لاَ يَسْخَطِ الْمَوْلَى فَأَتَكَلَّمَ هذِهِ الْمَرَّةَ فَقَطْ. عَسَى أَنْ يُوجَدَ هُنَاكَ عَشَرَةٌ». فَقَالَ (الله): «لاَ أُهْلِكُ مِنْ أَجْلِ الْعَشَرَةِ»" التكوين 18.
لأنه مكتوب:
"11 بِبَرَكَةِ الْمُسْتَقِيمِينَ تَعْلُو الْمَدِينَةُ، وَبِفَمِ الأَشْرَارِ تُهْدَمُ" الأمثال 11.
وهذا ما يقوله العهد الجديد، كانت شهادة لوط مقدسة وعزيزة في عيون الله في مجتمع سدوم، الذي كان كلي الشر!
"7 وَأَنْقَذَ لُوطًا الْبَارَّ، مَغْلُوبًا مِنْ سِيرَةِ الأَرْدِيَاءِ فِي الدَّعَارَةِ. 8 إِذْ كَانَ الْبَارُّ، بِالنَّظَرِ وَالسَّمْعِ وَهُوَ سَاكِنٌ بَيْنَهُمْ، يُعَذِّبُ يَوْمًا فَيَوْمًا نَفْسَهُ الْبَارَّةَ بِالأَفْعَالِ الأَثِيمَةِ. 9 يَعْلَمُ الرَّبُّ أَنْ يُنْقِذَ الأَتْقِيَاءَ مِنَ التَّجْرِبَةِ، وَيَحْفَظَ الأَثَمَةَ إِلَى يَوْمِ الدِّينِ مُعَاقَبِينَ" 2 بطرس 2.

(2) أن ترى الكنيسة الأمور من منظار الله:
الوحي يؤكد لنا أن كل الأحداث التي تحدث في العالم، مهما كانت صعبة، هي هدية من الله لنا ككنيسة؛ وحتى لو اجتاز المؤمنين بضيقات واضطهادات! لأنه هناك قصد إلهي صالح من خلالها، نحو الإنسان المؤمن وملكوت الله:
"21.. فَإِنَّ كُلَّ شَيْءٍ لَكُمْ: 22 أَبُولُسُ، أَمْ أَبُلُّوسُ، أَمْ صَفَا، أَمِ الْعَالَمُ، أَمِ الْحَيَاةُ، أَمِ الْمَوْتُ، أَمِ الأَشْيَاءُ الْحَاضِرَةُ، أَمِ الْمُسْتَقْبَلَةُ. كُلُّ شَيْءٍ لَكُمْ" 1 كورنثوس 3.
يعني أي شيء يحدث على الأرض؛ مهما كان صعب، حرب، موت، كوارث، نكبات...إلخ. يقدمه الله كهدية لجماعة المؤمنين (أي للكنيسة)، ليبارك بها شعبه، وكل أرض شعبه يعيش فيها. نعم بهذه النظرة يجب أن ننظر لآلام العالم، وهكذا يجب أن نقرأ أحداث العالم الذي نعيش فيه.

حتى نرى الأمور من منظار الله، يجب أن نعطي فرصة للمسيح لافتداء آلامنا!
دعونا نسترجع السبب لدخول الألم على الأرض. لقد دخل الألم والمعانة والموت، بواسطة تمرد آدم وحواء:
آلام آدم:
حدثت عندما تمرد آدم على الله؛ فهي آلام بسبب التمرد على الله: 
"مَلْعُونَةٌ الأَرْضُ بِسَبَبِكَ" تكوين 3: 17.
هذه هي قصة آلام العالم الذي نعيش فيه – آلام بسبب التمرد على الله.
آلام المسيح:
لكن ماذا فعل المسيح لآلام آدم؟
المسيح افتدى آلام آدم، وتألم بسبب طاعته لله. وأعطانا هذه النعمة، أننا عندما نسلمه آلامنا، تتحول من آلام بسبب الابتعاد عن الله، لآلام بسبب عن طاعتنا لله. 
الأولى تلد آلام الموت، والثانية تلد آلام الحياة والخلاص.
الأولى آلام بسبب الذات؛ والثانية مُنْكِرة للذات.

(3) بعد امتلاء الكنيسة بالتعزية الإلهية، تحمل رسالة تعزية لشعبها:
لكي نفهم أكثر هذه القضية، لنقرأ ونفسر هذا النص في الأزرق:
"5 لأَنَّهُ كَمَا تَكْثُرُ آلاَمُ الْمَسِيحِ فِينَا، كَذلِكَ بِالْمَسِيحِ تَكْثُرُ تَعْزِيَتُنَا أَيْضًا
كما أننا بسبب تبعية المسيح نتألم أكثر، لكن يأتي المسيح ويملأ قلبنا بالتعزيات، بدل الآلام: 
"19 عِنْدَ كَثْرَةِ هُمُومِي فِي دَاخِلِي، تَعْزِيَاتُكَ تُلَذِّذُ نَفْسِي" (المزامير 94).

6 فَإِنْ كُنَّا نَتَضَايَقُ فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمُ، الْعَامِلِ فِي احْتِمَالِ نَفْسِ الآلاَمِ الَّتِي نَتَأَلَّمُ بِهَا نَحْنُ أَيْضًا. أَوْ نَتَعَزَّى فَلأَجْلِ تَعْزِيَتِكُمْ وَخَلاَصِكُمْ 
الوحي من خلال نموذج بولس، يخبر المؤمنين، أن الله يستخدم آلامه، لهدف صالح، وهو تعزية المؤمنين، أي للخير والبناء. فينتج من آلام الموت، حياة وخلاص!!
7 فَرَجَاؤُنَا مِنْ أَجْلِكُمْ ثَابِتٌ. عَالِمِينَ أَنَّكُمْ كَمَا أَنْتُمْ شُرَكَاءُ فِي الآلاَمِ، كَذلِكَ فِي التَّعْزِيَةِ أَيْضًا 
ويشجع المؤمنين، بأن رجائهم يجب أن يكون ثابت في وعد الرب؛ أنهم كما اشتركوا في آلام المسيح، كذلك لهم تعزية وحياة يستخدمها الرب لمجده.
8 فَإِنَّنَا لاَ نُرِيدُ أَنْ تَجْهَلُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ مِنْ جِهَةِ ضِيقَتِنَا الَّتِي أَصَابَتْنَا فِي أَسِيَّا، أَنَّنَا تَثَقَّلْنَا جِدًّا فَوْقَ الطَّاقَةِ، حَتَّى أَيِسْنَا مِنَ الْحَيَاةِ أَيْضًا" 1 كورنثوس 1
وفي الآية 8، الأخيرة، يعود ويذكر بولس المؤمنين أن آلامه كانت مؤلمة جدًا، وقاسية، وليست سهلة؛ حتى أنه يأس من الحياة!! لكي لا يظنوا أن الآلام سهلة أو غير حقيقية؛ كونها افتديت وتحولت لتعزيات وقوة وطاقة ملكوتية!
فعظمة وحي المسيح، أنه يعلمنا أن لا ننكر الألم (كالديانات الوثنية)؛ بل الاعتراف بالألم، وعدم تجاهله، ووصف التحديات بدقة. لكنه الله في نفس الوقت، يقدم لنا دائمًا الحلول السماوية الأفضل والأكمل.

لذلك لله أهداف صالحة وضعها لكنيسة الشعب الفلسطيني، الذي يريد أن يستخدم الآلام التي مر بها على مدار أكثر من 75 عامًا من احتلال: حروب، دماء، فقدان الممتلكات، واللجوء، والتشتت، وغيرها. من خلال هذه الآلام الكثير، ونيله تعزية من الرب؛ لا بد أن تكون كنيسة مُرسلة لشفاء وتعزية العالم العربي المنكوب اليوم الذي يمر باللجوء، الألم، الظلم السياسي...إلخ. إرسالية تعزية للعالم العربي المنكوب. ويبدأ النص بالعدد 4 الذي يقول؛ أننا إن لم ننال تعزية من الرب (فداء للألم)، لا نقدر أن نعزي الآخرين:
"4 الَّذِي يُعَزِّينَا فِي كُلِّ ضِيقَتِنَا، حَتَّى نَسْتَطِيعَ أَنْ نُعَزِّيَ الَّذِينَ هُمْ فِي كُلِّ ضِيقَةٍ بِالتَّعْزِيَةِ الَّتِي نَتَعَزَّى نَحْنُ بِهَا مِنَ اللهِ" 2 كورنثوس 1.
لا تقدر أن تعزي غيرك، بآلام غير مفدية؛ أي وأنت لم تختبر تعزية الرب لآلامك بعد!
فنصلي أن تدخل كنيسة الشعب الفلسطيني وتحقق تلك الدعوة؛ التي لم تتمكن بعد من تحقيقها إلى الآن بشكل كامل؛ بسبب عدم تسليم حالة ألمها بيد الرب، فأصبحت جراحها بلا شفاء. وأيضًا عدم إدراكها الكامل لمشيئة الله الصالحة لها في وسط الضيق؛ ورفضها الشفاء الكامل من يد الله؛ وعدم امتلائها بروح الشكر التام له والثقة به. والنتيجة البديهية هي الهجرى من الأرض المقدسة، بدلا من الثبات ونشر رسالة خلاص المسيح لكل الأطياف الدينية والعرقية في الأرض المقدسة!

(4) ممارسة حبنا للجميع، خاصة الأعداء:
قصة دانيال وتوبة نبوخذنصر وداريوس:
* كان دانيال في بابل؛ وهي دولة احتلت أرضه، أذلت شبعه، وأخذته للسبي. وأصبح يخدم الملك نبوخذنصَّر. دولة ظالمة، لكن لا نرى دانيال يواجه ظلم البابليين، كما يدعي مروجي لاهوت التحرير مثلا!! بل يرفض فقط ما يتضارب مع إيمانه. لكنه أحب محتليه وقاهريه:
"8 أَمَّا دَانِيآلُ فَجَعَلَ فِي قَلْبِهِ أَنَّهُ لاَ يَتَنَجَّسُ بِأَطَايِبِ الْمَلِكِ وَلاَ بِخَمْرِ مَشْرُوبِهِ، فَطَلَبَ مِنْ رَئِيسِ الْخِصْيَانِ أَنْ لاَ يَتَنَجَّسَ" دانيال 1.
* وبسبب أمانة دانيال، وشهادته عن إلهه؛ وهي كل ما يهمه كإنسان مكرس لملكوت الله:
"20 أَجَابَ دَانِيآلُ وَقَالَ: «لِيَكُنِ اسْمُ اللهِ مُبَارَكًا مِنَ الأَزَلِ وَإِلَى الأَبَدِ، لأَنَّ لَهُ الْحِكْمَةَ وَالْجَبَرُوتَ 21 وَهُوَ يُغَيِّرُ الأَوْقَاتَ وَالأَزْمِنَةَ. يَعْزِلُ مُلُوكًا وَيُنَصِّبُ مُلُوكًا. يُعْطِي الْحُكَمَاءَ حِكْمَةً، وَيُعَلِّمُ الْعَارِفِينَ فَهْمًا" دانيال 2.
* والنتيجة التي نراها من سفر دانيال، أن حب وشهادة دانيال اخترقا لقلب نبوخذنصَّر، وآمن بإله إبراهيم!
"37 فَالآنَ، أَنَا نَبُوخَذْنَصَّرُ، أُسَبِّحُ وَأُعَظِّمُ وَأَحْمَدُ مَلِكَ السَّمَاءِ، الَّذِي كُلُّ أَعْمَالِهِ حَقٌّ وَطُرُقِهِ عَدْلٌ، وَمَنْ يَسْلُكُ بِالْكِبْرِيَاءِ فَهُوَ قَادِرٌ عَلَى أَنْ يُذِلَّهُ" دانيال 4.
* نرى أيضًا دانيال على وقت حكم فارس، التي استخدمها الله ليؤدب مملكة بابل على عدوانها ضد شعب إسرائيل؛ وأمام الملك داريوس الكلداني: 
"26 مِنْ قِبَلِي صَدَرَ أَمْرٌ بِأَنَّهُ فِي كُلِّ سُلْطَانِ مَمْلَكَتِي يَرْتَعِدُونَ وَيَخَافُونَ قُدَّامَ إِلهِ دَانِيآلَ، لأَنَّهُ هُوَ الإِلهُ الْحَيُّ الْقَيُّومُ إِلَى الأَبَدِ، وَمَلَكُوتُهُ لَنْ يَزُولَ وَسُلْطَانُهُ إِلَى الْمُنْتَهَى" دانيال 6.
* نتيجة سيرته الأمينة مع الرب وحبه؛ الرب استخدمه ليخترق لقلب الملك داريوس، فآمن بإله دانيال!!
الفتاة اليهودية المسبية وملك آرام:
كان الآراميون شعب معادٍ لشعب إسرائيل، فحاربوهم وسبوا أحد الفتيات من أرض إسرائيل:
"2 وَكَانَ الأَرَامِيُّونَ قَدْ خَرَجُوا غُزَاةً فَسَبَوْا مِنْ أَرْضِ إِسْرَائِيلَ فَتَاةً صَغِيرَةً، فَكَانَتْ بَيْنَ يَدَيِ امْرَأَةِ نُعْمَانَ 3 فَقَالَتْ لِمَوْلاَتِهَا: «يَا لَيْتَ سَيِّدِي أَمَامَ النَّبِيِّ الَّذِي فِي السَّامِرَةِ، فَإِنَّهُ كَانَ يَشْفِيهِ مِنْ بَرَصِهِ»." 2 ملوك 5.
نرى من شهادة هذه الفتاة اليهودية جميلة القلب، التي أحبت مولاها نعمان! بالرغم من أنه يمثل الدولة التي احتلت أرضها وسبتها، وحرمتها من أهلها!! وأرادت له الخير، وأرشدته أن يذهب ليطلب النبي أليشع في إسرائيل.
بعدها ذهب نعمان الذي يمثل العدو المُحتَل المغتصب، إلى أرض إسرائيل، وشفاه أليشع النبي!!!!
والنتيجة، بسبب أمانة وحب هذه الفتاة المباركة، وحبها حتى لأعدائها. اخترق الرب لقلب نعمان وبيته، وبالتأكيد لجماعة كبيرة من أرضه، كقائد سياسي فيها. وأعلن عبادته لإله إبراهيم:
"15 فَرَجَعَ إِلَى رَجُلِ اللهِ هُوَ وَكُلُّ جَيْشِهِ وَدَخَلَ وَوَقَفَ أَمَامَهُ وَقَالَ: «هُوَذَا قَدْ عَرَفْتُ أَنَّهُ لَيْسَ إِلهٌ فِي كُلِّ الأَرْضِ إِلاَّ فِي إِسْرَائِيلَ، وَالآنَ فَخُذْ بَرَكَةً مِنْ عَبْدِكَ»... 17 فَقَالَ نُعْمَانُ: «أَمَا يُعْطَى لِعَبْدِكَ حِمْلُ بَغْلَيْنِ مِنَ التُّرَابِ، لأَنَّهُ لاَ يُقَرِّبُ بَعْدُ عَبْدُكَ مُحْرَقَةً وَلاَ ذَبِيحَةً لآلِهَةٍ أُخْرَى بَلْ لِلرَّبِّ" 2 الملوك 5.

لماذا الله يريد الخير لجميع الشعوب؟ وماذا عن الأشرار!؟
لأن الله يحب الجميع:
"16 لأَنَّهُ هكَذَا أَحَبَّ اللهُ الْعَالَمَ حَتَّى بَذَلَ ابْنَهُ الْوَحِيدَ، لِكَيْ لاَ يَهْلِكَ كُلُّ مَنْ يُؤْمِنُ بِهِ، بَلْ تَكُونُ لَهُ الْحَيَاةُ الأَبَدِيَّةُ" يوحنا 3.
ولأن الله صالح للكل:
"9 الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ، وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ" المزامير 145.
وحتى الأشرار لهم رجاء، لأننا نتبع الله المُخَلِّص. الإله القادر أن يصنع من الأشرار صديقين، ومن الأموات أحياء:
"11 قُلْ لَهُمْ: حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، إِنِّي لاَ أُسَرُّ بِمَوْتِ الشِّرِّيرِ، بَلْ بِأَنْ يَرْجعَ الشِّرِّيرُ عَنْ طَرِيقِهِ وَيَحْيَا. اِرْجِعُوا، ارْجِعُوا عَنْ طُرُقِكُمُ الرَّدِيئَةِ! فَلِمَاذَا تَمُوتُونَ يَا بَيْتَ إِسْرَائِيلَ؟" حزقيال 33.
"20 اَللهُ لَنَا إِلهُ خَلاَصٍ، وَعِنْدَ الرَّبِّ السَّيِّدِ لِلْمَوْتِ مَخَارِجُ" المزامير 68.
لا يوجد شرير حي في الوجود، ليس له رجاء:
"4.. لِكُلِّ الأَحْيَاءِ يُوجَدُ رَجَاءٌ، فَإِنَّ الْكَلْبَ الْحَيَّ خَيْرٌ مِنَ الأَسَدِ الْمَيْتِ" الجامعة 9.

لكن كيف تصل بركة الرب على الشعوب؟
وخير الرب، يأتي فقط بالحق؛ عندما يتوب الإنسان، ويقبل يد الله الممدودة له من خلال المُنقذ يسوع المسيح. عندها يَخْلُص من الجحيم الأبدي وينال الحياة الأبدية الأكيدة:
"22 اِلْتَفِتُوا إِلَيَّ وَاخْلُصُوا يَا جَمِيعَ أَقَاصِي الأَرْضِ، لأَنِّي أَنَا اللهُ وَلَيْسَ آخَرَ" إشعياء 45.
"3 لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، 4 الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ" 1 تيموثاوس 2.

القدس - 05/ 06/ 2025
باسم أدرنلي

93 مشاهدة