لماذا دول الغرب فيها خير وسلام، ودول المسلمين فاقدة للخير والسلام؟
(سؤال أتاني من مسلم ترك الإسلام)
كيف أوروبا تتمتع بسلام وخير؛ والدول الإسلامية، بشكل عام، ليس فيها سلام وخير! هل أوروبا صالحة أكثر من الدول الإسلامية؟
في الواقع، رأي الكتاب واضح في هذه الأمور؛ لا نقدر أن نبت في مَنْ صالح أكثر مِنْ مَنْ! لأن المسيح قال بوضوح:
"1 «لاَ تَدِينُوا لِكَيْ لاَ تُدَانُوا، 2 لأَنَّكُمْ بِالدَّيْنُونَةِ الَّتِي بِهَا تَدِينُونَ تُدَانُونَ، وَبِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ يُكَالُ لَكُمْ" متى 7.
فتعاليم وحينا واضحة، ولا يمكن أن نخطئ بها، لا للتكفير ولا للحكم، هذه منطقة مقدسة، فقط بيد الله. فهناك أخلاقيات في دول المسلمين رائعة، لا نجدها في دول الغرب؛ والعكس صحيح!
فما هي المعايير التي نراها في الكتاب لتعامل الله مع الشعوب والبلدان إذًا؟
للرد على هذه القضية المحيرة، سأورد ثلاث نقاط:
أولا، لا توجد دول صالحة ومقدسة في هذا العالم الساقط:
الوحي يوضح أن العالم مسيطر عليه الشر:
"19 نَعْلَمُ أَنَّنَا نَحْنُ مِنَ اللهِ، وَالْعَالَمَ كُلَّهُ قَدْ وُضِعَ فِي الشِّرِّيرِ" 1 يوحنا 5.
العالم وُضع في الشرير، لا تعني أن الله وهبة للشر والشيطان. العكس تمامًا، كل سلطان على الأرض دفع للمسيح (متى 28: 18). لكن القصد هنا، هو أن الله الذي أعطى البشر إرادة حرة، معظمهم يختارون السير في الطريق الواسع (متى 7: 13-14). أي كأنهم ينتخبون بإرادتهم سيادة إبليس على حياتهم، ولهذا سماه المسيح رئيس هذا العالم (يوحنا 12: 31 و14: 30 و16: 11). هو رئيس بالانتخاب للأسف، وليس بالملكية؛ لذلك العالم كله بشكل عام، تحت دينونة الله:
"19 وَهذِهِ هِيَ الدَّيْنُونَةُ: إِنَّ النُّورَ قَدْ جَاءَ إِلَى الْعَالَمِ، وَأَحَبَّ النَّاسُ الظُّلْمَةَ أَكْثَرَ مِنَ النُّورِ، لأَنَّ أَعْمَالَهُمْ كَانَتْ شِرِّيرَةً" يوحنا 3.
ثانيًا، دول تحت إمهال الله:
بناء على النقطة السابقة، ما الفرق بين دول ودول، إذا الشيطان هو السائد في العالم؟
الفرق هو أنه هناك دول تحت إمهال الله؛ ودول تحت غضب ودينونة الله.
من أين أتيت بهذه الفكرة؟
هذه الفكرة أتت من الطريقة التي قسم بها المسيح العالم؛ إلى قسمين:
(1) فئة من الناس معه؛ وفئة ليست معه بعد، لكنها ليست ضده.
(2) والفئة الأكبر من الناس هي ضده؛ أي تحارب الإنجيل، وسنتكلم عنها في النقطة القادمة.
من جهة الفئة (1) طبعًا فئة الذين مع المسيح، مفهومها واضح. أما فئة من "ليس مع المسيح بعد، لكنه ليس ضده"، فمن أين أتت؟
من عدة آيات، مثل:
"39 فَقَالَ يَسُوعُ: «لاَ تَمْنَعُوهُ، لأَنَّهُ لَيْسَ أَحَدٌ يَصْنَعُ قُوَّةً بِاسْمِي وَيَسْتَطِيعُ سَرِيعًا أَنْ يَقُولَ عَلَيَّ شَرًّا. 40 لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا" مرقس 9.
"50 فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ: «لاَ تَمْنَعُوهُ، لأَنَّ مَنْ لَيْسَ عَلَيْنَا فَهُوَ مَعَنَا»" لوقا 9.
أي كل شخص ليس ضد المسيح وعمله، المسيح يعتبره معه. ليس بمعنى أنه مُخَلَّص ومن شعبه؛ لكن بمعنى أنه من الذين غير بعداء عن ملكوت السماوات. نجد المسيح يستخدم هذه الكناية أيضًا في: "33 وَمَحَبَّتُهُ مِنْ كُلِّ الْقَلْبِ، وَمِنْ كُلِّ الْفَهْمِ، وَمِنْ كُلِّ النَّفْسِ، وَمِنْ كُلِّ الْقُدْرَةِ، وَمَحَبَّةُ الْقَرِيبِ كَالنَّفْسِ، هِيَ أَفْضَلُ مِنْ جَمِيعِ الْمُحْرَقَاتِ وَالذَّبَائِحِ». 34 فَلَمَّا رَآهُ يَسُوعُ أَنَّهُ أَجَابَ بِعَقْل، قَالَ لَهُ: «لَسْتَ بَعِيدًا عَنْ مَلَكُوتِ اللهِ». وَلَمْ يَجْسُرْ أَحَدٌ بَعْدَ ذلِكَ أَنْ يَسْأَلَهُ!" مرقس 12.
وهي فئة لا تنكر الحقائق، لكنها لا تحاربها أيضًا.
ثالثًا، دول تحت غضب الله ودينونته:
وهي الفئة (2)، هي التي تحارب الإيمان بالمسيح وتحارب المؤمنين به. هي فئة تختلف عن الفئة السابقة التي: "ليست ضد المسيح، وليست معه". بل هي فئة ضد المسيحية والمسيح ومحاربة له. هي فئة تحت غضب الله:
"18 لأَنَّ غَضَبَ اللهِ مُعْلَنٌ مِنَ السَّمَاءِ عَلَى جَمِيعِ فُجُورِ النَّاسِ وَإِثْمِهِمِ، الَّذِينَ يَحْجِزُونَ الْحَقَّ بِالإِثْمِ" رومية 1.
هذه الفئة تحارب الحق، عن طريق حجزه، وإخفائه عن الناس. وبهذا تجعل من نفسها أداة بيد الشيطان نفسه؛ الذي كرس ذاته لهذا الغرض:
"4 الَّذِينَ فِيهِمْ إِلهُ هذَا الدَّهْرِ (أي الشيطان، وهو يسكن فيهم) قَدْ أَعْمَى أَذْهَانَ غَيْرِ الْمُؤْمِنِينَ، لِئَلاَّ تُضِيءَ لَهُمْ إِنَارَةُ إِنْجِيلِ مَجْدِ الْمَسِيحِ، الَّذِي هُوَ صُورَةُ اللهِ" 2 كورنثوس 4.
أي أنه كما أن الشيطان يحارب الإنجيل بطريقتين، حجبه عن الناس وبث الأكاذيب حوله؛ لكيلا ينجذبوا إليه. هذه هي القشة التي تنقل الدولة من تحت إمهال الله، لدولة تحت غضبه ودينونته:
"36 الَّذِي يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَهُ حَيَاةٌ أَبَدِيَّةٌ، وَالَّذِي لاَ يُؤْمِنُ بِالابْنِ لَنْ يَرَى حَيَاةً بَلْ يَمْكُثُ عَلَيْهِ غَضَبُ اللهِ»" يوحنا 3.
إذا كما رأينا، لا يوجد دول تحت رضى الله إطلاقًا في هذا العالم الشرير. هناك دول تحت غضب الله، ودول تحت إمهال الله.
لكن بالإضافة لمعيار القسمين السابقين، هناك عناصر إضافية في الدول والمجتمعات، تجعلها إما تحت غضب ودينونة الله أو تحت إمهال الله؛ منها:
البر الذاتي، وعدم قبول نقد الذات:
"35 وَتَقُولِينَ: لأَنِّي تَبَرَّأْتُ (افتخار الشعب بصلاحه) ارْتَدَّ غَضَبُهُ عَنِّي حَقًّا. هأَنَذَا أُحَاكِمُكِ لأَنَّكِ قُلْتِ: لَمْ أُخْطِئْ (إنكار الشعب لأخطائه)" إرميا 2.
ولعل هذه من أهم الأسباب لفقدان البركة من معظم الدول الإسلامية، هي ثقافات فقيرة جدًا بفضيلة نقد الذات. بل العكس تمامًا، ثقافات تتغذى على مدح الذات، إنكار الأخطاء، وإلقاء الذم بالآخرين.
لكن أخلاقيات الله الحقيقي ووحيه الوحيد، الكتاب المقدس، يعلمنا عن أهمية الاعتراف بالأخطاء، كالطريق الوحيد للنجاح والرحمة:
"13 مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ" الأمثال 28.
محاسبة الذات، ثقافة الديمقراطية:
إن أهم الأساسات في ثقافة الديمقراطية، هي المسائلة والمحاسبة؛ أي أنه نظام فيه آلية لمحاسبة الجميع، خاصة القادة والرؤساء في الدولة. وهذا هو من أهم الصفات التي نتعلمها من الكتاب المقدس. حيث نرى فيه الله يحاسب بشكل مباشر كل المخطئين في إطار شعب إسرائيل، مهما كانوا صغارًا أم كبارًا!!
فأصحاب العقول الضيقة، المشوهه، يستغربون كيف ينقل الكتاب المقدس أخطاء أناس قديسين، قادة، أنبياء، كهنة!! هم لا يعلمون أن الله يريد أن يعلم المؤمنين من خلال هذا النقل؛ أنه ليس عنده اعتبار لأي قائد أو نبي أو كاهن، بل الجميع سواسية تحت القانون كباقي الشعب تمامًا. لم ولن يسمح لأي نبي بتسهيلات دون غيره من أصغر المؤمنين؛ وعندما يخطؤون، يفضحهم، يوبخهم أمام الجميع، ويعاقبهم. ليرى جميع الناس أن الله قدوس وبار، عادل وليس عنده محاباه أو ازدواجية في القوانين، كالديانات المُبتدعة التي فيها القائد أو النبي الكاذب، يعطي ذاته امتيازات دون غيره من المؤمنين، مفتريًا على عدالة الله الطاهر، معاييره المتساوية للجميع!!
لذلك الله عاقب موسى وهارون على خطأهما، ولم يدخلهما للأرض (تثنية 32: 51-52).
أيضًا فضح شر وخطية عَخَان أمام جميع الشعب، وعاقبه عليها (يشوع 7: 7).
كذلك أولاد هارون، ناداب وأبيهو، عندما قدموا نار غريبة للرب، كاسرين أوامر الرب، أماتهم في الحال (العدد 26: 60-61).
أيضًا أولاد عالي الكاهن، اللذان كانا يعيشان في الشر، فضحهم الرب وأماتهم (1 صموئيل 4: 10-11).
وفضح الله الملك أخآب على اختصابه لحقل نابوت واغتياله، وأماته بنفس الطريقة المُذلة (1 ملوك 21: 19).
كذلك الملك داود، عندما زنى مع بتشبع، وأخذها لذاته، وهي متزوجة من أوريا الحثي، فضحه الله وعاقبه، منزلا عليه وعلى بيته خمس ضربات قاسية جدًا (2 صموئيل 12: 7-12). فلم يُنزل عليه "الله" آية يحلل له فيها أن يطلقها من زوجها ويتخذها لذاته! فنرى الله في الكتاب المقدس، طاهر، قدوس، ليس عنده كبير أو صغير، أو أي أدنى محاباه؛ بل الجميع سواسية أمامه في القضاء والقانون. لذلك تجد الدول التي فيها ثقافة محاسبة القادة والجميع، هي دول تحت إمهال الله. الدول التي ليس فيها ثقافة محاسبة القادة وكل شخص في الدولة، دول تحت غضب الله.
ثقافة الشماتة بالآخرين:
" 10 وَتَكُونُ أَرْضُ الْكِلْدَانِيِّينَ غَنِيمَةً... 11 لأَنَّكُمْ قَدْ فَرِحْتُمْ وَشَمِتُّمْ يَا نَاهِبِي مِيرَاثِي..." إرميا 50.
نرى في الآية السابقة، الله يعاقب الكلدانيين، لأنهم شمتوا بنكبة شعب إسرائيل!
في المقابل الدول التي تقدر دول أخرى، وثقافات شعوب أخرى، هي شعوب تحت إمهال الله. وهذا كان أحد أهم مفاتيح معيار النجاح العبقري في وحي الله، حيث قال لشعبه:
"2 لِيَمْدَحْكَ الْغَرِيبُ لاَ فَمُكَ، الأَجْنَبِيُّ لاَ شَفَتَاكَ" الأمثال 27.
هي آية تنبذ مدح الذات؛ وتضع تحدي أمامك، أنه عندما تمدحك شعوب أخرى؛ خاصة ذوي ديانات مختلفة، عندها تكون فعلا صالحًا وناجحًا. وهذه رسالة جيدة أوجهها لإسرائيل وأقول: "ليمدحك الفلسطيني وليس فمك!"
لن نكون ذات قيمة إذا مدحنا أنفسنا! وأيضًا تحفز الآية شعب الرب، أن يقدر الأشياء الجميلة التي في الحضارات الثانية.
لعن وشتم الآخرين:
"17 وَأَحَبَّ اللَّعْنَةَ فَأَتَتْهُ، وَلَمْ يُسَرَّ بِالْبَرَكَةِ فَتَبَاعَدَتْ عَنْهُ" المزامير 109.
الآية هي آية تحذيرية خطرة؛ من يلعن غيره، تلبسه اللعنة. ومن لا يقدر الجميل في الثقافات المختلفة عنه، أيضًا تتباعد عنه البركة. والعكس صحيح أيضًا؛ حيث كلمة "بارك"، أحد معانيها، أن تمدح، تتكلم بإيجابية عن! فكيف مثلا تقدر أن تبارك من يلعنك؟
"28 بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ، وَصَلُّوا لأَجْلِ الَّذِينَ يُسِيئُونَ إِلَيْكُمْ" لوقا 6.
كيف تقدر أن تتكلم بإيجابية عن لاعنك، ومن يكرهك!؟ إن الوحي ينبهك أنه حتى من يعاديك، عنده إيجابيات، انظر إليها، وتعلم منها، امدحها فيه، وتمنى له الخير.
صدق القيادة أم كذبها على شعبها:
أيضًا تجد في الدول التي تحت غضب الله، مليئة بالكذب وعدم الشفافية في الكثير من المجالات؛ مناهج وتاريخ كاذبين، إعلام مُسيْطَر عليه، غير حر، يقدم صورة مثالية عن القيادة، فيها نداءات كاذبة تعد الشعب بالحرية والانتصار!!!
"20 وَيْلٌ لِلْقَائِلِينَ لِلشَّرِّ خَيْرًا وَلِلْخَيْرِ شَرًّا، الْجَاعِلِينَ الظَّلاَمَ نُورًا وَالنُّورَ ظَلاَمًا، الْجَاعِلِينَ الْمُرَّ حُلْوًا وَالْحُلْوَ مُرًّا" إشعياء 5.
قابلة أم محاربة لباقي الديانات والعبادات:
عندما يصف وحي العهد الجديد عمل الشيطان بشخصية ضد المسيح؛ يصفه بأنه سيكون مقاوم ومحارب لكل عبادة أو إله. وهذا أحد أهم سمات الشيطان، يحكم بالتسلط والقمع:
"4 الْمُقَاوِمُ وَالْمُرْتَفِعُ عَلَى كُلِّ مَا يُدْعَى إِلهًا أَوْ مَعْبُودًا، حَتَّى إِنَّهُ يَجْلِسُ فِي هَيْكَلِ اللهِ كَإِلهٍ، مُظْهِرًا نَفْسَهُ أَنَّهُ إِلهٌ" 2 تسالونيكي 2.
فكلما قمعت الحكومة أو الدولة أقليات، واضطهدتهم بسبب عباداتهم المختلفة عن عبادة الدولة الرسمية؛ كلما لبستهم اللعنة والغضب الإلهي أكثر. هذا ليس نهج الله، بل الله أعطى الإرادة الحرة لآدم ودعاه أن يتبعه؛ لكن خلق له الطريق ليرفضه أيضًا.
بعض الصفات لأرض تحت غضب ودينونة الله:
خلوها من السلام:
"22 لاَ سَلاَمَ، قَالَ الرَّبُّ لِلأَشْرَارِ»" إشعياء 48.
"25 اَلرُّعْبُ آتٍ فَيَطْلُبُونَ السَّلاَمَ وَلاَ يَكُونُ" حزقيال 7.
فالسلام هو منتوج سماوي، الله يبارك به الأراضي التي ليست ضد المسيح:
"11 الرَّبُّ يُعْطِي عِزًّا لِشَعْبِهِ. الرَّبُّ يُبَارِكُ شَعْبَهُ بِالسَّلاَمِ" المزامير 29.
وعد الأمة بالانتصارات الكذبة!!
وفيها قيادة تقدم وعود وخطابات للشعب تبث فيها صور مادحة كاذبة! تكذب عليهم بقولها لهم أنهم أفضل أمة وشعب؛ والحقيقة عكس ذلك!!
"14 وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ قَائِلِينَ: سَلاَمٌ، سَلاَمٌ. وَلاَ سَلاَمَ" إرميا 6.
"11 وَيَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ، قَائِلِينَ: سَلاَمٌ، سَلاَمٌ. وَلاَ سَلاَمَ" إرميا 8.
أيضًا من عبارة "يَشْفُونَ كَسْرَ بِنْتِ شَعْبِي عَلَى عَثَمٍ"، تعني أنهم يضحكون على شعبهم، بتقديم تفاسير وحلول، لا تتعرض ولا تحل جذور المشاكل. بل فقط خدعه عن طريق التعامل مع قشور المشاكل!
لعن الأرض، فتتحول من خضراء لصحراء!!!
يقول الكتاب عن مصر في القديم، أنها كانت "كجنة الرب"؛ فكيف أصبحت صحراء!؟
"10 فَرَفَعَ لُوطٌ عَيْنَيْهِ وَرَأَى كُلَّ دَائِرَةِ الأُرْدُنِّ أَنَّ جَمِيعَهَا سَقْيٌ، قَبْلَمَا أَخْرَبَ الرَّبُّ سَدُومَ وَعَمُورَةَ، كَجَنَّةِ الرَّبِّ، كَأَرْضِ مِصْرَ. حِينَمَا تَجِيءُ إِلَى صُوغَرَ" تكوين 13.
ولهذا السبب، ما كان يسمى في القديم بـ "أرض الهلال الخصيب" (العراق، سوريا، لبنان، الأرض المقدسة)؛ أصبحت دول صحراء اليوم أكثر منها خضراء!!
السبب في هذا يوضحه الوحي:
"33 (عن الله) يَجْعَلُ الأَنْهَارَ قِفَارًا، وَمَجَارِيَ الْمِيَاهِ مَعْطَشَةً 34 وَالأَرْضَ الْمُثْمِرَةَ سَبِخَةً مِنْ شَرِّ السَّاكِنِينَ فِيهَا" مزمور 107.
في نفس الوقت، عندما الأرض تتوب، وتقبل يد الله الممتدة لها بالمسيح، تبارك بالمياه:
"35 يَجْعَلُ الْقَفْرَ غَدِيرَ مِيَاهٍ، وَأَرْضًا يَبَسًا يَنَابِيعَ مِيَاهٍ" مزمور 107.
"18 أَفْتَحُ عَلَى الْهِضَابِ أَنْهَارًا، وَفِي وَسَطِ الْبِقَاعِ يَنَابِيعَ. أَجْعَلُ الْقَفْرَ أَجَمَةَ مَاءٍ (بحيرة ماء)، وَالأَرْضَ الْيَابِسَةَ مَفَاجِرَ مِيَاهٍ" أشعياء 41.
التفكير بالحلول القتالية وليس السلمية!
"12 «وَيْلٌ لِلْبَانِي مَدِينَةً بِالدِّمَاءِ، وَلِلْمُؤَسِّسِ قَرْيَةً بِالإِثْمِ!" حبقوق 2.
"6 طَالَ عَلَى نَفْسِي سَكَنُهَا مَعَ مُبْغِضِ السَّلاَمِ. 7 أَنَا سَلاَمٌ، وَحِينَمَا أَتَكَلَّمُ فَهُمْ لِلْحَرْبِ" المزامير 120.
كثرة الانقسامات فيها والرؤساء!!
كلما زادت الشعوب شرًا، زاد فيها الانقسام والحروب الطائفية؛ والمليشيات والفصائل...إلخ:
"2 لِمَعْصِيَةِ أَرْضٍ تَكْثُرُ رُؤَسَاؤُهَا، لكِنْ بِذِي فَهْمٍ وَمَعْرِفَةٍ تَدُومُ" الأمثال 28.
قادة يطلبون مصالحهم فوق مصالح شعبهم:
وهذه من الرذائل المكروهة لدى الله، وتجعل الرب يعزل الملوك بشكل مُذَل. حيث قدم الله هذا التوبيخ لقادة شعب إسرائيل في القديم، لهذا السبب!!
"2 .. وَيْلٌ لِرُعَاةِ إِسْرَائِيلَ الَّذِينَ كَانُوا يَرْعَوْنَ أَنْفُسَهُمْ. أَلاَ يَرْعَى الرُّعَاةُ الْغَنَمَ؟... 8 حَيٌّ أَنَا، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، مِنْ حَيْثُ إِنَّ غَنَمِي صَارَتْ غَنِيمَةً وَصَارَتْ غَنَمِي مَأْكَلاً لِكُلِّ وَحْشِ الْحَقْلِ، إِذْ لَمْ يَكُنْ رَاعٍ وَلاَ سَأَلَ رُعَاتِي عَنْ غَنَمِي، وَرَعَى الرُّعَاةُ أَنْفُسَهُمْ وَلَمْ يَرْعَوْا غَنَمِي" حزقيال 34.
يا لحكمة الله العظيمة والمجيدة، التي ينقلها لنا وحيه الوحيد الكامل الشامل، الكتاب المقدس:
"33 يَا لَعُمْقِ غِنَى اللهِ وَحِكْمَتِهِ وَعِلْمِهِ! مَا أَبْعَدَ أَحْكَامَهُ عَنِ الْفَحْصِ وَطُرُقَهُ عَنِ الاسْتِقْصَاءِ! 34 «لأَنْ مَنْ عَرَفَ فِكْرَ الرَّبِّ؟ أَوْ مَنْ صَارَ لَهُ مُشِيرًا؟ 35 أَوْ مَنْ سَبَقَ فَأَعْطَاهُ فَيُكَافَأَ؟». 36 لأَنَّ مِنْهُ وَبِهِ وَلَهُ كُلَّ الأَشْيَاءِ. لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ" رومية 11.
الشعوب التي تتبع الله الحقيقي بحسب كتابه المقدس، تستريح؛ والشعوب التي ترفضه، تضر نفسها:
"36 وَمَنْ يُخْطِئُ عَنِّي يَضُرُّ نَفْسَهُ. كُلُّ مُبْغِضِيَّ يُحِبُّونَ الْمَوْتَ" الأمثال 8.
مبارك اسمك يا ربنا العظيم، حرر يا رب الشعب العربي من تصديق التشويه والكذب على شخصك وجلالك؛ واظهر ذاتك لهم ليعرفوك؛ ويقبلوا يدك الممتدة لهم عن طريق المُنقذ يسوع المسيح.
القدس - 02/ 06/ 2025
باسم أدرنلي