كنيسة بلا جدران

يجب أن تصلي الكنيسة للقادة والدولة والشعب

سندرس خلال هذا المقال، شرح لنص 1 تيموثاوس 2: 1-5
"1 فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ، أَنْ تُقَامَ طَلِبَاتٌ وَصَلَوَاتٌ وَابْتِهَالاَتٌ وَتَشَكُّرَاتٌ لأَجْلِ جَمِيعِ النَّاسِ، 2 لأَجْلِ الْمُلُوكِ وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ، لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ، 3 لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، 4 الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ. 5 لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ" 1 تيموثاوس 2.

"1 فَأَطْلُبُ أَوَّلَ كُلِّ شَيْءٍ"
تعني أول أولوية، في بداية الاجتماع، من أهم الأشياء التي يجب أن نعتبرها في حياتنا الروحية.

"1.. أَنْ تُقَامَ طَلِبَاتٌ (δεήσεις طلبات محددة) وَصَلَوَاتٌ (προσευχάς عبادات، لقاء الصلاة الشامل كل شيء، حتى الصوم) وَابْتِهَالاَتٌ (الصلاة المتكررة، التشفع) وَتَشَكُّرَاتٌ (جمع شكر، حمد)"

"1.. لأَجْلِ (1) جَمِيعِ النَّاسِ (بكافة أجناسها، الوانها، دياناتها: دعوة لكسر أي نوع من العنصرية والفوقية، ودعوة للمساواة التامة...) 2 (2) لأَجْلِ الْمُلُوكِ (ملوك، حكام، رؤساء) (3) وَجَمِيعِ الَّذِينَ هُمْ فِي مَنْصِبٍ (روحي، سياسي، تعليمي، إداري، مجتمعي ... وغيره)"

"2.. لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ"
هذا النص يتكلم عن السلام الأرضي، مع أنه غير الكامل؛ يدعونا لطلبه! 
الصلاة لأجل السلام الأرضي، ليس هدفها العدالة الاجتماعية، بل أمرين:
(1) حرية لممارسة الإرادة الحرة الأدبية:
"2.. لِكَيْ نَقْضِيَ حَيَاةً مُطْمَئِنَّةً هَادِئَةً فِي كُلِّ تَقْوَى وَوَقَارٍ"
حرية في الخدمة، نشر بشارة المسيح، توفير الحرية للعبادة وتبعية المسيح، خاصة لذوي الخلفية غير المسيحية. وطبعًا حرية للإيمان بما يريد الإنسان، الإلحاد... الإرادة الحرة حق إلهي. 
وهذا أهم أساس للعدالة التي يجب أن تركز عليها الكنيسة.
(2) سلام هدفه خلاص الناس:
"3 لأَنَّ هذَا حَسَنٌ وَمَقْبُولٌ لَدَى مُخَلِّصِنَا اللهِ، 4 الَّذِي يُرِيدُ أَنَّ جَمِيعَ النَّاسِ يَخْلُصُونَ، وَإِلَى مَعْرِفَةِ الْحَقِّ يُقْبِلُونَ." 1 تيموثاوس 2.
(3) خلاص ليس عامًا، بل محدد بوساطة المسيح المخلص:
"5 لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ" 1 تيموثاوس 2.

السلام هو ليس سلعة لراحتي، ومتعتي كما هو الحال بحسب معايير العالم. السلام بحسب ملكوت المسيح، له هدف ورسالة محبة وخلاص الله لجميع الناس.
الوحي يعلمنا الصلاة للخروج من دائرة ذاتي كفرد وكشعب؛ والدخول في دائرة ملكوت الرب ونظرته من جهة خططه الملكوتية.

صلاة دانيال في 9: 4-19
صلاة تعكس النموذج للصلاة التي تكلم عنه الوحي في التعليم السابق: 
في هذه الصلاة سنرى مبادئ تعيد نفسها، تساعدنا لكي نتعلم منها. سأضع عنوان ورقم لكل مبدأ، وأشرحه قليلاً بالأزرق، وأكرر فقط الرقم لآيات أخرى للإشارة إلى تكرار نفس المبدأ المذكور:

1ـ الاعتراف بخطايانا:
"4 وَصَلَّيْتُ إِلَى الرَّبِّ إِلهِي وَاعْتَرَفْتُ وَقُلْتُ: «أَيُّهَا الرَّبُّ الإِلهُ الْعَظِيمُ الْمَهُوبُ، حَافِظَ الْعَهْدِ وَالرَّحْمَةِ لِمُحِبِّيهِ وَحَافِظِي وَصَايَاهُ (ذكر أمانة الرب، رحمته ونعمته، التي تشددنا وتقوينا)
5 أَخْطَأْنَا وَأَثِمْنَا وَعَمِلْنَا الشَّرَّ، وَتَمَرَّدْنَا وَحِدْنَا عَنْ وَصَايَاكَ وَعَنْ أَحْكَامِكَ (يتكلم بصيغة الجمع، يشمل ذاته مع الشعب؛ مع أنه يتكلم عن خطايا شعب أورشليم، وهو في بابل. نرى نفس النهج في: "فَإِنِّي أَنَا وَبَيْتُ أَبِي قَدْ أَخْطَأْنَا" لنحميا 1: 6؛ دعوة تامة لنبذ البر الذاتي).
2- الاعتراف أننا لم نطع كلام الله:
6 وَمَا سَمِعْنَا مِنْ عَبِيدِكَ الأَنْبِيَاءِ الَّذِينَ بِاسْمِكَ كَلَّمُوا مُلُوكَنَا وَرُؤَسَاءَنَا وَآبَاءَنَا  وَكُلَّ شَعْبِ الأَرْضِ. 
3- الانكسار والتواضع:
7 لَكَ يَا سَيِّدُ الْبِرُّ، أَمَّا لَنَا فَخِزْيُ الْوُجُوهِ، كَمَا هُوَ الْيَوْمَ لِرِجَالِ يَهُوذَا وَلِسُكَّانِ أُورُشَلِيمَ، وَلِكُلِّ إِسْرَائِيلَ الْقَرِيبِينَ وَالْبَعِيدِينَ فِي كُلِّ الأَرَاضِي الَّتِي طَرَدْتَهُمْ إِلَيْهَا، مِنْ أَجْلِ خِيَانَتِهِمِ الَّتِي خَانُوكَ إِيَّاهَا.
8 يَا سَيِّدُ، لَنَا خِزْيُ الْوُجُوهِ، لِمُلُوكِنَا، لِرُؤَسَائِنَا وَلآبَائِنَا (1) لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْكَ.
إن أعظم خطية للرب هي التبجح، وضع الملومة على الآخرين، وعدم الاعتراف بالخطأ!!
"13 مَنْ يَكْتُمُ خَطَايَاهُ لاَ يَنْجَحُ، وَمَنْ يُقِرُّ بِهَا وَيَتْرُكُهَا يُرْحَمُ" أمثال 28
"35 وَتَقُولِينَ: لأَنِّي تَبَرَّأْتُ ارْتَدَّ غَضَبُهُ عَنِّي حَقًّا. هأَنَذَا أُحَاكِمُكِ لأَنَّكِ قُلْتِ: لَمْ أُخْطِئْ [التبجح أعظم خطية]" إرميا 2
"7 لَيْسَ مِنْ كَوْنِكُمْ أَكْثَرَ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ، الْتَصَقَ الرَّبُّ بِكُمْ وَاخْتَارَكُمْ، لأَنَّكُمْ أَقَلُّ مِنْ سَائِرِ الشُّعُوبِ" تثنية 7.

9 لِلرَّبِّ إِلهِنَا الْمَرَاحِمُ وَالْمَغْفِرَةُ، (1) لأَنَّنَا تَمَرَّدْنَا عَلَيْهِ. 
10 (2) وَمَا سَمِعْنَا صَوْتَ الرَّبِّ إِلهِنَا لِنَسْلُكَ فِي شَرَائِعِهِ الَّتِي جَعَلَهَا أَمَامَنَا عَنْ يَدِ عَبِيدِهِ الأَنْبِيَاءِ. 
11 (2) وَكُلُّ إِسْرَائِيلَ قَدْ تَعَدَّى عَلَى شَرِيعَتِكَ، وَحَادُوا لِئَلاَّ يَسْمَعُوا صَوْتَكَ، فَسَكَبْتَ عَلَيْنَا اللَّعْنَةَ وَالْحَلْفَ الْمَكْتُوبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى عَبْدِ اللهِ، (1) لأَنَّنَا أَخْطَأْنَا إِلَيْهِ
12 (2) وَقَدْ أَقَامَ كَلِمَاتِهِ الَّتِي تَكَلَّمَ بِهَا عَلَيْنَا وَعَلَى قُضَاتِنَا الَّذِينَ قَضَوْا لَنَا، لِيَجْلِبَ عَلَيْنَا شَرًّا عَظِيمًا، مَا لَمْ يُجْرَ تَحْتَ السَّمَاوَاتِ كُلِّهَا كَمَا أُجْرِيَ عَلَى أُورُشَلِيمَ. 
13 كَمَا كُتِبَ فِي شَرِيعَةِ مُوسَى، قَدْ جَاءَ عَلَيْنَا كُلُّ هذَا الشَّرِّ، وَلَمْ نَتَضَرَّعْ إِلَى وَجْهِ الرَّبِّ إِلهِنَا لِنَرْجعَ مِنْ آثَامِنَا وَنَفْطِنَ بِحَقِّكَ. 
4- إعلان أننا نستحق ما أصابنا: (دعوة للخروج التام من الشفقة على الذات، وتحمل المسؤولية)
14 فَسَهِرَ الرَّبُّ عَلَى الشَّرِّ وَجَلَبَهُ عَلَيْنَا، لأَنَّ الرَّبَّ إِلهَنَا بَارٌّ فِي كُلِّ أَعْمَالِهِ الَّتِي عَمِلَهَا إِذْ لَمْ نَسْمَعْ صَوْتَهُ
15 وَالآنَ أَيُّهَا السَّيِّدُ إِلهُنَا، الَّذِي أَخْرَجْتَ شَعْبَكَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ بِيَدٍ قَوِيَّةٍ، وَجَعَلْتَ لِنَفْسِكَ اسْمًا كَمَا هُوَ هذَا الْيَوْمَ، (1) قَدْ أَخْطَأْنَا، عَمِلْنَا شَرًّا.
5- الاتكال على رحمة ونعمة الله فقط! تأكيد على عدالة الرب تجاهنا، واستحقاقه لإكرام اسمه (لا دين، لا نبي، لا بشر)
16 يَا سَيِّدُ، حَسَبَ كُلِّ رَحْمَتِكَ اصْرِفْ سَخَطَكَ وَغَضَبَكَ عَنْ مَدِينَتِكَ أُورُشَلِيمَ جَبَلِ قُدْسِكَ، (1) إِذْ لِخَطَايَانَا وَلآثَامِ آبَائِنَا صَارَتْ أُورُشَلِيمُ وَشَعْبُكَ عَارًا عِنْدَ جَمِيعِ الَّذِينَ حَوْلَنَا. 
17 فَاسْمَعِ الآنَ يَا إِلهَنَا صَلاَةَ عَبْدِكَ وَتَضَرُّعَاتِهِ، وَأَضِئْ بِوَجْهِكَ عَلَى مَقْدِسِكَ الْخَرِبِ مِنْ أَجْلِ السَّيِّدِ
18 أَمِلْ أُذُنَكَ يَا إِلهِي وَاسْمَعْ. اِفْتَحْ عَيْنَيْكَ وَانْظُرْ خِرَبَنَا وَالْمَدِينَةَ الَّتِي دُعِيَ اسْمُكَ عَلَيْهَا، لأَنَّهُ لاَ لأَجْلِ بِرِّنَا نَطْرَحُ تَضَرُّعَاتِنَا أَمَامَ وَجْهِكَ، بَلْ لأَجْلِ مَرَاحِمِكَ الْعَظِيمَةِ
19 يَا سَيِّدُ اسْمَعْ. يَا سَيِّدُ اغْفِرْ. يَا سَيِّدُ أَصْغِ وَاصْنَعْ. لاَ تُؤَخِّرْ مِنْ أَجْلِ نَفْسِكَ يَا إِلهِي، لأَنَّ اسْمَكَ دُعِيَ عَلَى مَدِينَتِكَ وَعَلَى شَعْبِكَ»." دانيال 9

وكما نرى من نموذج هذه الصلاة، التي ولدت من قلب الاحتلال والسبي والخراب والدمار. يقول النبي دانيال؛ لك الكرامة يا الله ولنا خزي الوجوه. لم يواجه ظلم الدولة المادية، البابلية، وكل هذه البدع التي يستخدمها إبليس ليشل الكنيسة بالتعاليم الماركسية لترويج "العدالة" الاجتماعية التي لا تمت بالعدالة الكتابية بأي صلة. ولا استخدم الكلمة للطم الآخر، بل لتوبة وحساب الذات؛ حساب الآباء، وحساب شعبه.

القدس 1/ 06/ 2025
باسم أدرنلي

 
226 مشاهدة