كنيسة بلا جدران

هل عهد الله مع اليهود لا يزال قائم؟

كما قلنا من بدالة هذه السلسلة من المقالات، لن أتطرق لأي تفسير نبوات من العهد القديم، إلا ما يفسره لنا العهد الجديد.

دعنا نحصر الجواب البسيط في مبدئين:
الأول: إذا كان عهد الله مع اليهود إلى اليوم قائمًا، لا يمكن أن يكون قائم خارج عن إطار المسيح، لهم ولجميع الأمم.
الثاني: هناك أيضًا وعود من الله لليهود؛ يُقصد بها وعود أعلنها الله في وحي العهد الجديد، تشمل نبوات عما سيحدث مع اليهود في المستقبل. هذه الوعود لا يمكن أن تنتهي، لأنها وعود نبوية تخبر بما سيحدث. جدير بالذكر أيضًأ، أنه هناك في الوحي وعودًا لأمم وشعوب أخرى، ليس فقط لليهود (كالوعد بافتقاد: موآب (إرميا 48: 48)؛ بني عمون (إرميا 49: 6)؛ عيلام، وهي إيران اليوم (إرميا 49: 39)...إلخ). لكن طبعًا الوحي تكلم أكثر عن الوعود لشعب إسرائيل، لأنه من خلالهم يظهر لنا الله قصة مسيره مع البشر لإرجاع الإنسان للراحة الإلهية التي سقط منها، من خلال المُنقذ، يسوع المسيح. فالوحي يسلط الضوء علي اليهود أكثر بسبب المسيح، وليس لأنهم أهم من باقي الشعوب. فالله له خطة لجميع الشعوب أيضًا، لكنها غير مُعلنة لنا.

لكي نفهم القضية، سنستعرض ثلاث جوانب:

الأول، الله يعلن مستقبل اليهود، من العهد الجديد:

لكي نفهم الفكرة؛ نحتاج أن نلقي الضوء على تفسير رومية 11 (النص بالأسود والتفسير بالأزرق):

تعقيبات الوحي بخصوص ردود اليهود المختلفة لخلاص المسيح، وبعده:
"1 فَأَقُولُ: أَلَعَلَّ اللهَ رَفَضَ شَعْبَهُ؟ (يتكلم هنا عن اليهود، الاسرائيليين على زمن بولس) حَاشَا! لأَنِّي أَنَا أَيْضًا إِسْرَائِيلِيٌّ (بولس يعتبر إيمانه بالمسيح، هو الدليل على أن الله لم يرفض شعبه)... 
11 فَأَقُولُ: أَلَعَلَّهُمْ عَثَرُوا لِكَيْ يَسْقُطُوا؟ حَاشَا! بَلْ بِزَلَّتِهِمْ صَارَ الْخَلاَصُ لِلأُمَمِ (أي أن رفض جزء كبير من اليهود المسيح، هو الذي تمم الخلاص لجميع العالم؛ أي بمحاكمة المسيح وتسليمه للصلب) لإِغَارَتِهِمْ (تفترض أن لله قصد مستقبلي لهم؛ وهذا القصد هو أن يغاروا من الشعوب المسيحية عندما يروا سلامهم، وخيرهم، و محبتهم لوحي كتاب اليهود. وهو كتاب العهد القديم، الذي يشكل ثلاثة أرباع كتابنا، بإضافة وحي العهد الجديد، الذي يشكل ثلث الكتاب) 
12 فَإِنْ كَانَتْ زَلَّتُهُمْ غِنىً لِلْعَالَمِ، وَنُقْصَانُهُمْ غِنىً لِلأُمَمِ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ مِلْؤُهُمْ (أي شمولهم؛ الوحي يعلمنا أنه إذا كان رفض اليهود للمسيح، أدى لبركة كل العالم، ويكمل الفكرة في العدد 15)؟ 
13 فَإِنِّي أَقُولُ لَكُمْ أَيُّهَا الأُمَمُ: بِمَا أَنِّي أَنَا رَسُولٌ لِلأُمَمِ أُمَجِّدُ خِدْمَتِي، 14 لَعَلِّي أُغِيرُ أَنْسِبَائِي (اليهود) وَأُخَلِّصُ أُنَاسًا مِنْهُمْ. 
15 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ رَفْضُهُمْ هُوَ مُصَالَحَةَ الْعَالَمِ، فَمَاذَا يَكُونُ اقْتِبَالُهُمْ (يطرح بولس للمؤمنين سؤال، إذا كان رفض اليهود للمسيح، أدى لبركة العالم، بالخلاص؛ فكم سيكون بركة أعظم بكثير، إذا قبلوا المسيح؟) إِلاَّ حَيَاةً مِنَ الأَمْوَاتِ؟ (النتيجة هي أنه سيحدث إعادة إحياء للعالم! فاليهود هم شعب من أذكى الشعوب. فعندما تتفعل هذا النعمة والعطية الإلهية للمسيح؛ في مجال ملكوت الله، ماذا سيحدث للعالم؟) 
16 وَإِنْ كَانَتِ الْبَاكُورَةُ مُقَدَّسَةً (من ابتداء عهد الله مع النبي إبراهيم) فَكَذلِكَ الْعَجِينُ (شعب إبراهيم، هواة إسرائيل)! وَإِنْ كَانَ الأَصْلُ مُقَدَّسًا فَكَذلِكَ الأَغْصَانُ! (الكثير من المفسرين يرجعوا عبارة "إن كان الأصل مقدسًا" أيضًا لإبراهيم. لكني أعتقد أنه يتكلم عن الله الذي التصق به إبراهيم؛ لأن أول الآية يتكلم عن "الباكورة" (إبراهيم) وبعدها يقول: "العجين" (أي نواة شعب إسرائيل)، وهما تعبير عن أول ثمر الله، نواة شعب الرب. وآخر الآية، يتكلم عن "الأصل المقدس" (وهو الله الذي بارك إبراهيم وبرره)، وهذا لا يمكن أن يكون إبراهيم وحده، بل نواة اتحاده مع الله في عهد أبدي. لأنه بحسب الوحي، الله وحده، مصدر القداسة)

وضع الأمم الذين انضموا لشعب الرب:
17 فَإِنْ كَانَ قَدْ قُطِعَ بَعْضُ الأَغْصَانِ (أي قطع الله الأغصان اليهودية، الأصيلة في الزيتونة)، وَأَنْتَ زَيْتُونَةٌ بَرِّيَّةٌ طُعِّمْتَ فِيهَا (والأمم، هم قطعوا من زيتونة برية، وطعموا في زيتونة شعب إسرائيل)، فَصِرْتَ شَرِيكًا فِي أَصْلِ الزَّيْتُونَةِ وَدَسَمِهَا (أي صار الأمم، غير اليهود، شركاء في خيرات شعب إسرائيل الروحية، التي لقي فيه فقط بقية أمينة منهم)" رومية 11
"24 لأَنَّهُ إِنْ كُنْتَ أَنْتَ قَدْ قُطِعْتَ مِنَ الزَّيْتُونَةِ الْبَرِّيَّةِ حَسَبَ الطَّبِيعَةِ، وَطُعِّمْتَ بِخِلاَفِ الطَّبِيعَةِ فِي زَيْتُونَةٍ جَيِّدَةٍ، فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يُطَعَّمُ هؤُلاَءِ (فبالتأكيد ممكن أن يرجع اليهود ليكونوا شعب الرب من جديد، إذا آمنوا بالمسيح) الَّذِينَ هُمْ حَسَبَ الطَّبِيعَةِ، فِي زَيْتُونَتِهِمِ الْخَاصَّةِ؟ (وهنا الوحي يشير للزيتونة المقدسة، وهي كنيسة المسيح، التي اندمجت مع شعب إسرائيل الأمين في القديم ذاته. ويسمِّيها الوحي أيضًا "إسرائيل الله"، غلاطية 6: 16. وهي الكنيسة، ويسميها هنا زيتونة اليهود الخاصة، بحسب الأصل)
25 فَإِنِّي لَسْتُ أُرِيدُ أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ تَجْهَلُوا هذَا السِّرَّ، لِئَلاَّ تَكُونُوا عِنْدَ أَنْفُسِكُمْ حُكَمَاءَ: أَنَّ الْقَسَاوَةَ قَدْ حَصَلَتْ جُزْئِيًّا لإِسْرَائِيلَ (لليهود، بني إسرائيل، الذين قسوا قلوبهم ورفضوا المسيح) إِلَى أَنْ يَدْخُلَ مِلْؤُ الأُمَمِ" (إلى أن يؤمن أكبر عدد من الأمم، غير اليهود).

1- يصف الوحي شعب إسرائيل الأمناء، الذين قبلوا ربوبية وخلاص المسيح، بالزيتونة الجيدة (ع 24). واليهود الأمناء على وقته، يشملوا نسل نقي وغير نقي. فبدعة نقاء الجنس، هي بدعة تنسف ذاتها، حيث أنه منذ صعود شعب إسرائيل من أرض مصر، انضم إليهم لفيف من المصريين (خروج 12: 38). ومع أنهم لم يكونوا شعب نقي، تعامل معهم الله كشعب واحد. ووهبهم الأرض، وهم شعب غير نقي...إلخ. فلماذا يحتاج الله اليوم أن يميز مَنْ عرقه نقي ومن عرقه غير نقي، وهو لم يميز في الماضي!؟ أجد هذه النقطة نقطة سطحية، منسلخة عن الواقع الكتابي.
2- يصف الوحي الشعب اليهودي قبل الفداء، بأنه الأغصان الأصلية لهذه الزيتونة، التي قُطِعت بسبب عدم الإيمان بالمسيح (ع 24).
3- يصف الشعب اليهودي الأمين، بأنه في زيتونته الخاصة نفسها، الكنيسة؛ ويصف الأمم أنهم أغصان زيتونة برية، طُعِّمت في زيتونة اليهود الخاصة، بخلاف الطبيعة (ع 24).
4- يحذر الوحي من عدم فهم هذا السر، لئلا نفقد قصد إلهي كبير يريد الوحي أن يعلمنا إياه (ع 25)؛ فاليهودي عندما يؤمن لا ينضم للكنيسة؛ بل كنيسة الأمم أي جماعة المؤمنين من الأمم، هم من طُعِّموا واندمجوا مع شجرة شعب إسرائيل الأمنان. وعندما يؤمن اليهود اليوم، يرجعوا لزيتونتهم الخاصة.
5- القساوة حصلت بشكل جزئي لإسرائيل؛ وفيها تفسيرين: رفض فقط جزء من اليهود المسيح: "7 مَا يَطْلُبُهُ إِسْرَائِيلُ ذلِكَ لَمْ يَنَلْهُ. وَلكِنِ الْمُخْتَارُونَ نَالُوهُ. وَأَمَّا الْبَاقُونَ فَتَقَسَّوْا"؛ أو جزئي بمعنى مؤقت (لا أرجع هذا الاحتمال). لكن في سياق التفسير السابق، كلا التفسيرين لا يتضاربان معه.

الوعد بخلاص اليهود في أواخر الأيام:
"26 وَهكَذَا سَيَخْلُصُ جَمِيعُ إِسْرَائِيلَ. (وهذا هو الوعد، أن الله سيخلص أعداد كبيرة جدًا من اليهود في الأزمنة الأخيرة) كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: «سَيَخْرُجُ مِنْ صِهْيَوْنَ الْمُنْقِذُ وَيَرُدُّ الْفُجُورَ عَنْ يَعْقُوبَ (النص مقتبس من نبوءة أشعياء 59: 20؛ وهذا الأصحاح من أشعياء يسرد لنا قصة خلاص الله للبشر، يهود وأمم. وبعد هذا، يعلن الله أنه سيفتقد "يعقوب" وهي كلمة عادة في العهد القديم، يقصد بها اليهود كنسل؛ وهذا متناغم مع سياق استخدامها في رومية 11، وهو يخص اليهود المتمردين الآن) 
27 وَهذَا هُوَ الْعَهْدُ مِنْ قِبَلِي لَهُمْ مَتَى نَزَعْتُ خَطَايَاهُمْ» (يستشهد هنا ننبوءة العهد الجديد، من إرميا 31: 34؛ وبهذا يؤكد أن افتقاد اليهود، كما قلنا في بداية هذا المقال، سيحدث فقط من خلال فداء المسيح لهم- لا طريق آخر سواه)" رومية 11
تفاسير متنوعة للآيتين السابقتين:
1- خلاص إسرائيل، يتكلم عن الذين سيؤمنوا في الضيقة العظيمة، ويشمل كل المؤمنين، يهود وأمم؛ عن طريق الإيمان بالمسيح فقط، وقبول كفارته.
2- اللاهوتي كالفين، أشار لعبارة "سيخلص جميع إسرائيل"، أن إسرائيل هنا تتكلم عن اليهود والأمم معًا (لكن السياق كله يفصل اليهود عن الأمم!!؟). أي عندما يأتي ملء الأمم، بعدهم سيؤمن اليهود، وفي ذلك الوقت جميع "أسرائيل الله" سيخلص (غلاطية 6: 16). أي جميع التائبين سيخلصوا، يهودًا وأممًا.
3- يستشهد النص بعبارة: "يرد الفجور عن يعقوب"، من أشعياء 59: 20، في عدد 26 من رومية 11؛ وهو كالتالي: "20 وَيَأْتِي الْفَادِي إِلَى صِهْيَوْنَ وَإِلَى التَّائِبِينَ عَنِ الْمَعْصِيَةِ فِي يَعْقُوبَ، يَقُولُ الرَّبُّ" أشعياء 59.
فكل نصوص العهد القديم تستخدم كلمة "إسرائيل" و"يعقوب" ككلمتان مترادفتان تمامًا. لكن كلمة "يعقوب" لا يمكن أن تتكلم إلا عن نسل اليهود الفعلي.

الثاني: إعلان صدق وعد الله النبوي، باستبقاء اليهود كشعب:

نرى كيف الله يعد شعبه بأنه ستأتي أيام ويقطع معهم عهدًا جديدًا؛ ليس كعهد موسى والناموس:
"31 هَا أَيَّامٌ تَأْتِي، يَقُولُ الرَّبُّ، وَأَقْطَعُ مَعَ بَيْتِ إِسْرَائِيلَ وَمَعَ بَيْتِ يَهُوذَا عَهْدًا جَدِيدًا 32 لَيْسَ كَالْعَهْدِ الَّذِي قَطَعْتُهُ مَعَ آبَائِهِمْ يَوْمَ أَمْسَكْتُهُمْ بِيَدِهِمْ لأُخْرِجَهُمْ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ، حِينَ نَقَضُوا عَهْدِي فَرَفَضْتُهُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ." إرميا. 31.
هذا العهد هو عهد المسيح، وهو قائم على الفداء ومحي خطاياهم، مرة وللأبد: "لأَنِّي أَصْفَحُ عَنْ إِثْمِهِمْ، وَلاَ أَذْكُرُ خَطِيَّتَهُمْ بَعْدُ" (إرميا 31: 34).
لكن بعدها يعد الله شعبه، أنه حتى إذا زال الشمس والقمر، لن ينقرض اليهود، من أن يكونوا شعب أمام الرب:
"35 «هكَذَا قَالَ الرَّبُّ الْجَاعِلُ الشَّمْسَ لِلإِضَاءَةِ نَهَارًا، وَفَرَائِضَ الْقَمَرِ وَالنُّجُومِ لِلإِضَاءَةِ لَيْلاً، الزَّاجِرُ الْبَحْرَ حِينَ تَعِجُّ أَمْوَاجُهُ، رَبُّ الْجُنُودِ اسْمُهُ: 36 إِنْ كَانَتْ هذِهِ الْفَرَائِضُ تَزُولُ مِنْ أَمَامِي، يَقُولُ الرَّبُّ، فَإِنَّ نَسْلَ إِسْرَائِيلَ أَيْضًا يَكُفُّ مِنْ أَنْ يَكُونَ أُمَّةً أَمَامِي كُلَّ الأَيَّامِ" إرميا 31.
وفعلا سؤال يحير الكثير من الباحثين: لماذا اليهود كانوا مضطهدين عبر كل التاريخ؟ 
والسؤال الثاني المرتبط بالأول: لماذا لم ينقرض اليهود كشعب، كنتيجة لكل الاضطهاد الذين مرُّوا فيه؟

الثالث، صفات الله في العهود:

لكي نفهم لماذا الله يشدد على تسليط الضوء على افتقاد اليهود في سردية خاصة بخصوصهم في وحي رومية 9-11. نحتاج أن نفهم أولا ما هو معنى قطع عهد من الله لشعب.
لكن نفهم هذا، سأورد لك أخي العزيز، لمحة من شهادات الرب عن مدى جدية الرب في قطع العهود؛ من خلال العهد الذي قطعه يشوع الصديق، مع الجبعونيين:
* الله حذر شعبه عندما دخل الأرض المقدسة من أن يقطعوا أي عهود مع سكان الأرض (خروج 34: 12).
* فيأتي الجبعونيين ليشوع، بثياب وطعام وهيئة توحي أنهم ليسو من نفس الأرض؛ ويكذبوا عليه يعملوا مع شعب إسرائيل بغدر ، قائلين: "مِنْ أَرْضٍ بَعِيدَةٍ جِئْنَا. وَالآنَ اقْطَعُوا لَنَا عَهْدًا" (يشوع 9: 4-6).
* فيتسرع يشوع، ولا يسأل الرب عنهم؛ بل يقطع معهم عهدًا باسم إله إسرائيل (يشوع 9: 15).
* بعد هذا العهد بثلاثة أيام، اكتشف يشوع وشعب إسرائيل أنهم كذبوا عليهم وعذروهم (يشوع 9: 16).
* لكن لم يعتدي عليهم شعب إسرائيل، لأنهم قطعوا معهم عهد باسم يهوه، إله إسرائيل (يشوع 9: 18).
* بعد هذا، اجتمع أربع ملوك، لمحاربة الجبعونيين؛ فالتجأوا ليشوع ليساعدهم ويحارب معهم ويحميهم! فجمع يشوع جيشه، وعرَّض شعب إسرائيل للخطر والموت، ليساعدهم. لأنه قطع معهم عهد باسم إله إسرائيل، وفعلا يحارب معهم ويدافع عنهم (يشوع 10: 3-7)!!!
* بعد هذا الحدث بـ 159 سنة، نقد الملك شاول العهد الذي قطعه يشوع مع الجبعونيين؛ وقتل الكثيرين منهم! فنرى الله ينزل يجوِّع شعب إسرائيل ثلاث سنين، لأنهم نقضوا العهد مع الجبعونيين!!!! (2 صموئيل 21: 1-2).
* فيأتي الملك داود للجبعونيين، ويستعطفهم: "3 قَالَ دَاوُدُ لِلْجِبْعُونِيِّينَ: «مَاذَا أَفْعَلُ لَكُمْ؟ وَبِمَاذَا أُكَفِّرُ فَتُبَارِكُوا نَصِيبَ الرَّبِّ؟»" 2 صموئيل 21.
تعليق على ما سبق: 
يا لعظمة قداسة الله ومجده وكماله!!!! يشوع يقطع عهد مع الجبعونيين ضد إرادة الرب. ومع أن الجبعونيين تعاملوا معهم بغدر وخداع. نرى يشوع بعدما اكتشف كذبهم، لم يؤذهم؛ بالعكس يدافع عنهم في الحرب، ويسمح بأن يُقتل شعبه، للدفاع عنهم! وبعد هذا العهد بـ 159 سنة، عندما ينقض الملك شاول العهد معهم، الله ينزل جوع على شعبه بسبب الجبعونيين، ثلاث سنين!!! 
وهذا ليس عهد قطعه الله مع شعب، بل عهد قطعه يشوع مع شعب باسم الله!
وعهد قطعه إنسان من شعب الرب، مع شعب خدعه وكذب عليه؛ وهو عهد مخالف لمشيئة الله!!

فأرجو أخي المؤمن، قبلما أن تقول أن عهد الله مع اليهود انتهى، أن تتأمل في نصوص هذه الرواية من شهادات الرب؛ لتفهم أولا طبيعة الله في قطع العهود. لأنه من أهم الأسباب لإسائة تفسير كلمة الله، هو تفسيرها بمعزلة عن طبيعة الله وصفاته؛ والتعامل مع النصوص كأنها معادلات رياضية، نجمعها، ونبرهن فكرة معينة عندنا، دون أن نفحص فيما إذا كانت الفكرة منسجمة مع طبيعة الله أم لا! لذلك كل تفسير لا يعكس طبيعة الله المعلنة في وحيه المقدس، يجب أن نعيد النظر فيه.

باسم أدرنلي

 
171 مشاهدة