كنيسة بلا جدران

جذور عيد الميلاد، 25 ديسمبر، الكتابية؟؟

كما يظهر على تلفوني الخاص في تاريخ اليوم: 25/ ديسمبر/ 2024؛ يصادف اليوم أن التقويم العبري هو 24 من شهر كسلو "كسليف כסלו" (من السنة العبرية 5785)؛ أن يكون نفس يوم عيد الميلاد، 25 ديسمبر!!
وهذا موعد إلهي كبير جدًا!! حيث كانت نبوءة حجي لزروبابل بن شألتيئيل وإلى يهوصادق الكاهن، أنه حان الوقت لموعد البدء ببناء بيت الرب الثاني (بعد أن هُدم البيت الأول على يد نبوخذنصر سنة 586 ق.م.).
"13 فَقَالَ حَجَّي رَسُولُ الرَّبِّ بِرِسَالَةِ الرَّبِّ لِجَمِيعِ الشَّعْبِ قَائِلاً: «أَنَا مَعَكُمْ، يَقُولُ الرَّبُّ». 14 وَنَبَّهَ الرَّبُّ رُوحَ زَرُبَّابِلَ بْنِ شَأَلْتِيئِيلَ وَالِي يَهُوذَا، وَرُوحَ يَهُوشَعَ بْنِ يَهُوصَادِقَ الْكَاهِنِ الْعَظِيمِ، وَرُوحَ كُلِّ بَقِيَّةِ الشَّعْبِ. فَجَاءُوا وَعَمِلُوا الشُّغْلَ فِي بَيْتِ رَبِّ الْجُنُودِ إِلهِهِمْ" حجي 1.
 وفعلا تم البناء وأكمل في 24 من شهر كسلو، التاسع (كتاريخ اليوم تمامًا، سنة 520 ق.م.)! ودعا حجي النبي الشعب للاحتفال بيوم تأسيس هيكل الرب الثاني كل 24 من الشهر التاسع، كسلو:
"18 فَاجْعَلُوا قَلْبَكُمْ مِنْ هذَا الْيَوْمِ فَصَاعِدًا (احفظوا هذا اليوم على الدوام)، مِنَ الْيَوْمِ الرَّابعِ وَالْعِشْرِينَ مِنَ الشَّهْرِ التَّاسِعِ، مِنَ الْيَوْمِ الَّذِي فِيهِ تَأَسَّسَ هَيْكَلُ الرَّبِّ، اجْعَلُوا قَلْبَكُمْ" حجي 2.
(وهذا هو نفس اليوم الذي انتهج تسميته اليهود فيما بعد، بعيد حانوكاه، الأنوار. حيث قامت حرب اليهود المكابيين ضد المُحتل اليوناني، الذين دنس الهيكل بذبائح الأوثان! وتمكن اليهود من تطهير الهيكل من الذبائح الوثنية في اليوم التالي من هذا التاريخ، 25 من شهر كسلو؛ ويستمر إلى 2 أو 3 من طبث، الشهر العاشر، من سنة 164 ق.م. – 1 المكابيين 4: 36-59  و2 المكابيين 10-12).
فنرى الروح القدس يربط بين ذكرى إتمام بناء الهيكل الثاني، وميلاد المسيح في 25 ديسمبر (كتاريخنا المذكور جمع بينهما، كهذا اليوم تمامًا). وذلك كنتيجة لعدة دلالات من نفس سفر حجي النبوي، تدل على أن الهيكل الذي بني، يرمز نبويًا لمجيء المسيح:
"6 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ: هِيَ مَرَّةٌ، بَعْدَ قَلِيلٍ، فَأُزَلْزِلُ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضَ وَالْبَحْرَ وَالْيَابِسَةَ، 7 وَأُزَلْزِلُ كُلَّ الأُمَمِ. وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ، فَأَمْلأُ هذَا الْبَيْتَ مَجْدًا، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ... 9 مَجْدُ هذَا الْبَيْتِ الأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ الأَوَّلِ، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ. وَفِي هذَا الْمَكَانِ أُعْطِي السَّلاَمَ، يَقُولُ رَبُّ الْجُنُودِ" حجي 2.
أولا: بحسب عدد 6، بعد بناء الهيكل الثاني، لم يتزلزل شيء في السماوات والأرض؛ ومؤكد لم يزلزل الله الأمم!! فمن هو المقصود بهذا القول؟
ثانيًا: بحسب العدد 7، الله سيزلزل كل الأمم، "وَيَأْتِي مُشْتَهَى كُلِّ الأُمَمِ، فَأَمْلأُ هذَا الْبَيْتَ مَجْدًا"! وهذا غريب، لم يزلزل الهيكل الثاني الأمم بشيء؛ وما هو مشتهى الأمم المذكور هناك؟؟ 
أليس الذي تنبأ عنه ملاخي:
"1 هأَنَذَا أُرْسِلُ مَلاَكِي فَيُهَيِّئُ الطَّرِيقَ أَمَامِي (أمام الله شخصيًا). وَيَأْتِي بَغْتَةً إِلَى هَيْكَلِهِ السَّيِّدُ (الله سيأتي شخصيًا إلى هيكله!!) الَّذِي تَطْلُبُونَهُ، وَمَلاَكُ الْعَهْدِ الَّذِي تُسَرُّونَ بِهِ. هُوَذَا يَأْتِي، قَالَ رَبُّ الْجُنُودِ»" ملاخي 3.
نعم حجي يتنبأ بأن الله شخصيًا سيظهر في التاريخ المذكور ذات يوم، ويثبت عهدًا جديدًا أبديًا، مع الإنسان.
ثالثًا: بالعودة لعدد 9، يقول: "مَجْدُ هذَا الْبَيْتِ الأَخِيرِ يَكُونُ أَعْظَمَ مِنْ مَجْدِ الأَوَّلِ"، كيف ممكن أن يكون هذا صحيح على هيكل زروبابل!؟ 
الهيكل الثاني الذي بناه زروبابل، كان هيكلاً متواضعًا وصغيرًا؛ ولا يضاهي إطلاقًا هيكل سليمان الأول الكبير والعظيم. وهذا نعرفه من نفس سياق النص، حيث قال لهم النبي حجي قبلها: 
"3 مَنِ الْبَاقِي فِيكُمُ الَّذِي رَأَى هذَا الْبَيْتَ فِي مَجْدِهِ الأَوَّلِ (هيكل سليمان الذي هُدم)؟ وَكَيْفَ تَنْظُرُونَهُ الآنَ؟ أَمَا هُوَ فِي أَعْيُنِكُمْ كَلاَ شَيْءٍ!" (أليس الهيكل الجديد، لا يضاهي هيكل سليمان الأول في شيء!). 
وأيضًا لم يضاهِ هيكل سليمان بالمجد الإلهي، حيث مذكور عنه: 
"11 وَلَمْ يَسْتَطِعِ الْكَهَنَةُ أَنْ يَقِفُوا لِلْخِدْمَةِ بِسَبَبِ السَّحَابِ، لأَنَّ مَجْدَ الرَّبِّ مَلأَ بَيْتَ الرَّبِّ" 1 ملوك 8! وهذا لا يذكر الوحي ولا حتى ظله عن الهيكل الثاني!! إذا المقصود هنا هيكل الرب الحقيقي، جسد المسيح الذي تجسد بميلاده، حمل المجد الإلهي على الأرض، وفي قلوبنا إلى الأبد (متى 1: 23  و28: 20) وأقيم بفداءه؛ هو الهيكل الحقيقي. كما قال الوحي عنه:
"18 فَأَجَابَ الْيَهُودُ وَقَالوُا لَهُ: «أَيَّةَ آيَةٍ تُرِينَا حَتَّى تَفْعَلَ هذَا؟» 19 أَجَابَ يَسُوعُ وَقَالَ لَهُمْ: «انْقُضُوا هذَا الْهَيْكَلَ، وَفِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ أُقِيمُهُ». 20 فَقَالَ الْيَهُودُ: «فِي سِتٍّ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً بُنِيَ هذَا الْهَيْكَلُ، أَفَأَنْتَ فِي ثَلاَثَةِ أَيَّامٍ تُقِيمُهُ؟» 21 وَأَمَّا هُوَ فَكَانَ يَقُولُ عَنْ هَيْكَلِ جَسَدِهِ" يوحنا 2.
وهذا الهيكل الذي ملأ الأرض مجدًا، "ورأينا مجده مجدًا". نعم عيد 25 من شهر ديسمبر، الذي هو تجسيد لهذا الموعد المبارك، تأسيس الهيكل الثاني. هو في الحقيقة نبويًا يشير للهيكل الأبدي – تجسد الله في جسد يسوع المسيح، الهيكل الذي حمل ملء المجد الإلهي، وفدى جميع البشر بكفارته الأبدية.
كما سبق وتنبأ دانيال عن موعد مجيء المسيح الأول، فقال:
"24 سَبْعُونَ أُسْبُوعًا قُضِيَتْ عَلَى شَعْبِكَ وَعَلَى مَدِينَتِكَ الْمُقَدَّسَةِ لِتَكْمِيلِ الْمَعْصِيَةِ وَتَتْمِيمِ الْخَطَايَا، (1) وَلِكَفَّارَةِ الإِثْمِ، (2) وَلِيُؤْتَى بِالْبِرِّ الأَبَدِيِّ، (2) وَلِخَتْمِ الرُّؤْيَا وَالنُّبُوَّةِ، (4) وَلِمَسْحِ قُدُّوسِ الْقُدُّوسِينَ 25 فَاعْلَمْ وَافْهَمْ أَنَّهُ مِنْ خُرُوجِ الأَمْرِ لِتَجْدِيدِ أُورُشَلِيمَ وَبِنَائِهَا إِلَى الْمَسِيحِ الرَّئِيسِ.." دانيال 9.
والغريب في الأمر، أن اليهود يفسرون "قدوس القدوسين" بأقدس هيكل أرضي؛ والمسيحيون يفسرون نفس العبارة، بالمسيح يسوع؛ الهيكل السماوي الأبدي لتدبير حلا أبديًا لخطايا جميع البشر.
وفعلا قضية معجزة، لأن الاثنان صحيحان، لكن ما لم يدركه اليهود بعد؛ أن الهيكل هو نفس جسد المسيح، كما قال لهم المسيح في يوحنا 2 أعلاه!!
"11 وَأَمَّا الْمَسِيحُ، وَهُوَ قَدْ جَاءَ رَئِيسَ كَهَنَةٍ لِلْخَيْرَاتِ الْعَتِيدَةِ، فَبِالْمَسْكَنِ الأَعْظَمِ وَالأَكْمَلِ (أي بالهيكل الأعظم والأكمل)، غَيْرِ الْمَصْنُوعِ بِيَدٍ، أَيِ الَّذِي لَيْسَ مِنْ هذِهِ الْخَلِيقَةِ، 12 وَلَيْسَ بِدَمِ تُيُوسٍ وَعُجُول، بَلْ بِدَمِ نَفْسِهِ، دَخَلَ مَرَّةً وَاحِدَةً إِلَى الأَقْدَاسِ (السماوي)، فَوَجَدَ فِدَاءً أَبَدِيًّا 13 لأَنَّهُ إِنْ كَانَ دَمُ ثِيرَانٍ وَتُيُوسٍ وَرَمَادُ عِجْلَةٍ مَرْشُوشٌ عَلَى الْمُنَجَّسِينَ، يُقَدِّسُ إِلَى طَهَارَةِ الْجَسَدِ، 14 فَكَمْ بِالْحَرِيِّ يَكُونُ دَمُ الْمَسِيحِ، الَّذِي بِرُوحٍ أَزَلِيٍّ قَدَّمَ نَفْسَهُ ِللهِ بِلاَ عَيْبٍ، يُطَهِّرُ ضَمَائِرَكُمْ مِنْ أَعْمَال مَيِّتَةٍ لِتَخْدِمُوا اللهَ الْحَيَّ!" العبرانيين 9.
ليبارك الرب أرضنا بحلول الهيكل السماوي الأبدي، يسوع المسيح، في قلوب شعبنا: مسيحيين، مسلمين، يهود، دروز، بهائيين، وغيرهم بنعمة الرب.

القدس - 25/ 12/ 2-24
باسم أدرنلي

 
566 مشاهدة