كنيسة بلا جدران

صفات الشيوخ أو القسوس التي يعلمها الوحي

الوحي يؤكد أننا جميعًا مدعوين لتبعية نموذج المسيح الأخلاقي، سواء كنا شيوخ، قسوس أم مؤمنين عاديين:
"29 لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ" رومية 8.

الصفات التي يعلمها الوحي من جهة القسوس أو خدام الكلمة، تنقسم لثلاث جوانب، وهي:
1- النصوص الكتابية لمواصفات الشيخ وخدمته.
2- السيرة والمواصفات الذاتية والأسرية للشيخ.
3- المواصفات التي تتعلق بخدمة المشيخة.

من جهة النقطة الأولى، جميعًا كما قلنا مدعوين أن نتبع أعلى تقويم، وهو صورة المسيح. فالسيرة والمواصفات الذاتية والأسرية، اعتبرها أخي المؤمن دعوة لك ولكل إنسان أيضًا. وهذه النصوص كما يلي:

1- النصوص الكتابية لمواصفات الشيخ وخدمته:

تيموثاوس الاولى 3: 1-7 
"1 صَادِقَةٌ هِيَ الْكَلِمَةُ: إِنِ ابْتَغَى أَحَدٌ الأُسْقُفِيَّةَ [1] فَيَشْتَهِي عَمَلاً صَالِحاً [2]. 2 فَيَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ [3]، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ [4]، صَاحِياً [5]، عَاقِلاً [6]، مُحْتَشِماً [7]، مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ [8]، صَالِحاً لِلتَّعْلِيمِ [9]، 3 غَيْرَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ [10]، وَلاَ ضَرَّابٍ (عنيف) [11]، وَلاَ طَامِعٍ بِالرِّبْحِ الْقَبِيحِ [12]، بَلْ حَلِيماً [13]، غَيْرَ مُخَاصِمٍ [14]، وَلاَ مُحِبٍّ لِلْمَالِ [15]، 4 يُدَبِّرُ بَيْتَهُ حَسَناً [16]، لَهُ أَوْلاَدٌ فِي الْخُضُوعِ بِكُلِّ وَقَارٍ [17]. 5 وَإِنَّمَا إِنْ كَانَ أَحَدٌ لاَ يَعْرِفُ أَنْ يُدَبِّرَ بَيْتَهُ، فَكَيْفَ يَعْتَنِي بِكَنِيسَةِ اللهِ؟ [18] 6 غَيْرَ حَدِيثِ الإِيمَانِ [19] لِئَلاَّ يَتَصَلَّفَ [20] فَيَسْقُطَ فِي دَيْنُونَةِ إِبْلِيسَ. 7 وَيَجِبُ أَيْضاً أَنْ تَكُونَ لَهُ شَهَادَةٌ حَسَنَةٌ مِنَ الَّذِينَ هُمْ مِنْ خَارِجٍ [21]، لِئَلاَّ يَسْقُطَ فِي تَعْيِيرٍ وَفَخِّ إِبْلِيسَ [22].

تيطس 1: 6-9 
"6 إِنْ كَانَ أَحَدٌ بِلاَ لَوْمٍ [23]، بَعْلَ امْرَأَةٍ وَاحِدَةٍ [24]، لَهُ أَوْلاَدٌ مُؤْمِنُونَ لَيْسُوا فِي شِكَايَةِ الْخَلاَعَةِ وَلاَ مُتَمَرِّدِينَ [25] 7 لأَنَّهُ يَجِبُ أَنْ يَكُونَ الأُسْقُفُ بِلاَ لَوْمٍ [26] كَوَكِيلِ اللهِ [27]، غَيْرَ مُعْجِبٍ بِنَفْسِهِ [28]، وَلاَ غَضُوبٍ [29]، وَلاَ مُدْمِنِ الْخَمْرِ [30]، وَلاَ ضَرَّابٍ (عنيف) [31]، وَلاَ طَامِعٍ فِي الرِّبْحِ الْقَبِيحِ [32]، 8  بَلْ مُضِيفاً لِلْغُرَبَاءِ [33]، مُحِبّاً لِلْخَيْرِ [34]، مُتَعَقِّلاً [35]، بَارّاً [36]، وَرِعاً (مقدسًا) [37]، ضَابِطاً لِنَفْسِهِ [38]،  9  مُلاَزِماً لِلْكَلِمَةِ الصَّادِقَةِ [39] الَّتِي بِحَسَبِ التَّعْلِيمِ [40]، لِكَيْ يَكُونَ قَادِراً أَنْ يَعِظَ بِالتَّعْلِيمِ الصَّحِيحِ [41] وَيُوَبِّخَ الْمُنَاقِضِينَ [42].

بطرس الاولى 5: 1-4 
"1 أَطْلُبُ إِلَى الشُّيُوخِ الَّذِينَ بَيْنَكُمْ، أَنَا الشَّيْخَ رَفِيقَهُمْ، وَالشَّاهِدَ لآلاَمِ الْمَسِيحِ [43]، وَشَرِيكَ الْمَجْدِ الْعَتِيدِ أَنْ يُعْلَنَ، 2 ارْعَوْا رَعِيَّةَ اللهِ الَّتِي بَيْنَكُمْ نُظَّاراً [44]، لاَ عَنِ اضْطِرَارٍ بَلْ بِالاِخْتِيَارِ [45]، وَلاَ لِرِبْحٍ قَبِيحٍ [46] بَلْ بِنَشَاطٍ [47]،  3  وَلاَ كَمَنْ يَسُودُ عَلَى الأَنْصِبَةِ [48] بَلْ صَائِرِينَ أَمْثِلَةً لِلرَّعِيَّةِ [49]، 4  وَمَتَى ظَهَرَ رَئِيسُ الرُّعَاةِ تَنَالُونَ إِكْلِيلَ الْمَجْدِ الَّذِي لاَ يَبْلَى."

أعمال 6: 3 
"3 فَانْتَخِبُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ سَبْعَةَ رِجَال مِنْكُمْ، مَشْهُودًا لَهُمْ [50] وَمَمْلُوِّينَ مِنَ الرُّوحِ الْقُدُسِ [51] وَحِكْمَةٍ [52]، فَنُقِيمَهُمْ عَلَى هذِهِ الْحَاجَةِ."

ملاحظات عن الآيات السابقة: 
* إن الأرقام بين الأقواس في الأزرق، أضيفت للتوضيح لجميع القراء عن شواهد النقاط الروحية اللاحقة من أين مستمدة. بينما الأرقام العادية هي أرقام الآيات.
* كل رقم بين أقواس بالأزرق، يشير إلى عبارات أو كلمات معينة في الآيات، قبلها. 
* لكي تكون النقاط القادمة أوضح، بخصوص من أي جزئيات من الآيات مُستمدة. لأنها أحيانًا مستمدة من كلمة واحدة من آية، وإذا كُتب شاهد الآية فقط، ربما لن يكون واضح لدى القارئ، ما بالضبط بالآية يشير لتلك النقطة.
* لذلك أي نقطة قادمة، بإمكانك تتبع من أي جزئية من الآيات أتت.

2- السيرة والمواصفات الذاتية والأسرية عن الشيخ أو القس:

وهي أمور تتعلق بشخصيته وسيرته الذاتية، شهادته أمام المجتمع، وحياته الأسرية.

1- يجب أن يكون الشيخ مؤمنًا، مختبرًا الولادة الجديدة وتجديد الروح القدس [50-51]، عضو في كنيسة محلية إذا وُجد، ومشهود بإيمانه أمام الكنيسة ومجتمع الرب [36-37][49-50].
2- أن يكون غير حديث في الإيمان [19] وذات سيرة حسنة واحترام أمام المجتمع [21].
3- أن يكون في حياته ضبط نفس من جهة الشهوات الجسدية، مثل إدمان الخمر أو سيادة خطايا وشهوات معينة على حياته [10][30][38].
4- أن يكون إنسانًا خاضعًا تحت سلطان الرب وكلمته [9][28][39-40].
5- أن يكون ناضجًا روحيًّا، منتصرًا في التحديات، الضغوطات والمعارك الروحية [22][38].
6- زوج لامرأة واحدة [4]، والذي يخص أيضًا العفة وطهارة النفس [23][37].
7- لطيفًا في التعامل، ولا يميل للنزاع والعنف بكافة أشكاله [11][13-14][29][34].
8- أب وزوج صالح وناجح، ويشهد برعايته وتدبيره لأسرته على أنها جيدة وناجحة [16][18].
9- ذو وقار واحترام من قبل أبناءه [17][25].
10- أن يكون بلا لوم [3][23]، أي أن يكون مستعد بروح الوداعة، أن يُصلح علاقاته مع الآخرين لتكون حسنة وغير مكسورة؛ وألا يكون ضده اتهامات موثقة من قبل الآخرين [14][28].

3- المواصفات التي تتعلق بخدمة المشيخة والرعاية:

وهي مواصفات تختص بأمور ذاتية من جهة خدمة المشيخة، وأيضًا تتكلم عن المواهب والمؤهلات المطلوبة في الشيخ.

1- يجب أن يكون مثقلاً في دعوة المشيخة ويطلبها من الله والكنيسة [1] من دافع صالح [2].
2- أن يكون إنسان غير متصلِّف [20]، متواضع، وقابل للتعليم، التوجيه، والتوبيخ [9]، تابع للراعي الصالح يسوع المسيح [27] وممتلئ بالروح القُدس [51].
3- أن يكون اجتماعي، ومستعد للتنازل عن راحته الذاتية لأجل ملكوت الرب [8][32][34].
4- قادر أن يكون راعيًا للكنيسة المحلية والرعية [19]، لمساعدة المؤمنين، إرشادهم، تلمذتهم، وتوجيههم، وتغذيتهم روحيًا [44][47][49].
5- أن يكون قادرًا على الإشراف الروحي على الرعية، والدفاع عن الإنجيل [39-42].
6- أن يكون عنده مبادرة في الخدمة، ليس كأنه يؤدي وظيفة محدودة غير مستعد أن يزيد عليها أو يغيرها! [47][48]
7- أن يكون عنده روح التطوع في الخدمة، أي أن لا يشترط أخذ منحة مادية مقابل الخدمة [15]، أو الحصول على مكاسب أو مصالح شخصية مقابل الخدمة [46].
8- ألَّا يميل إلى الربح القبيح [12][32]، أي أن يستخدم الخدمة، الكنيسة أو الرعية لكي يحقق مكاسب شخصية لذاته، سواء كانت مادية أم اجتماعية أم سياسية.
9- أن يكون صالحًا للتعليم [9][39]، أي أن تكون له القدرة والمعرفة في الكتاب المقدس، وتعكس حياه وسيرته مثالاً للتعليم الذي يعلمه [34][36][37][49].
10- أن يكون حذرًا وحكيمًا في الكلام والتصرف [5-6][13-14][38].
11- أن يكون له شغف وتشوُّق للخدمة والعمل [47]، وقدرة على سماع صوت الرب [27].
12- أن ينظر له الآخرين باحترام في قلوبهم [26][50].
13- أن تظهر فيه محبة الرب وثمر الروح القدس (بحسب غلاطية 5: 22-23)[34][36-37][51].
14- ألَّا يكون عنده غرور، حب الظهور وإعجاب بالذات [28].

واعتبر أخي المؤمن هذه الأوصاف تحدي أمامك، لتقتدي بها. لأن جميع المؤمنين مدعوين لقياس قامة ملء المسيح (أفسس 4: 13). فجميعنا مدعوين للاقتداء بالصورة التي خلقنا عليها، وهي صورة المسيح.

القدس - 27/ 09/ 2025
باسم أدرنلي

325 مشاهدة