كنيسة بلا جدران

النفس ما بين فرويد ووحي العهد الجديد

نرى مفارقة مثيرة في تقسيم النفس بين وحي العهد الجديد، خاصة الذي في رومية 7: 18-24، وبين طرح سيجموند فرويد عن الشخصية أو النفس.

تقسيم العالم النفسي سيجموند فرويد للنفس البشرية:

يقسم العالم سيجموند فرويد الشخصية البشرية بثلاث أقسام (Ego, Id, and Superego) في طرحه الأصلي الألماني (Es, Ich und Uberich) [1] 
ركن (Id، الْهُوْ) ممكن ترجمتها باللغة المفهومة بالغرائز والشهوات. هو قسم في اللا وعي للنفس البشرية، التي تدير مبادئ الشهوات والغرائز [2]. قائم بمعظمه في اللاوعي، يحمل الجزء الفطري: أي الغرائز، الاحتياجات، والشهوات الجسدية، العاطفية، والنفسية الموروثة؛ وأيضًا جزء مكتسب: ينتج كنتيجة لتشكيل وتهذيب الأنا (Ego) له، عبر الزمن. وتشكل الاحتياجات الأساسية للجسم. يعتمد الهو أكثر على المتعة واللذة؛ لفهم هذا الركن بذروته، راقب تصرفات الطفل الذي يبكي لكي ينال ما يريده؛ وسيناله بغض النظر إذا أدى ذلك لمعاناة أمه وعذابها؛ لأنه في مراحله الأولى ينقاد فقط بالهو، أي بالغرائز التي لم تتهذب بعد.
ركن (Superego، تترجم بالأنا الأعلى) قائم بمعظمة في اللاوعي؛ يحمل المبادئ المثالية التي تتشكل من المبادئ الخلقية والمجتمعية [3]. ركن منه فطري ومنه ركن مُكتسب عن طريق التربية؛ هو الحس الذي يميز بين الصح والخطأ، المقبول والمرفوض. هو الثوابت والقواعد المثالية التي يريد أن يحيى بها الإنسان. ممكن ترجمته بالغة الدارجة بالضمير.
ركن (Ego، الأنا) قائم في الوعي، يهتم بالقواعد العملية الحياتية وليس المثالية. يلعب دور الوسيط بين الهو، الغرائز وميولها و الأنا العليى، الضمير [4]. يريد كل الوقت أن يضبط الغرائز؛ لكنه في النهاية هو الذي يصنع القرار بناء على التوافق والتوازن بين الغرائز والضمير. يمكن ترجمته بالإرادة البشرية. 

النفس البشرية في تعاليم العهد الجديد:

إن كلمة "نفس" باليونانية، اللغة التي كتب بها وحي العهد الجديد، هي "Psyche"؛ نراها ذكرت في آية 1 تسالونيكي 5: 23 " وَلْتُحْفَظْ رُوحُكُمْ وَنَفْسُكُمْ وَجَسَدُكُمْ". وهي التي أتت منها كلمة "بسايكولوجي" "Psychology"، أي علم النفس. 
يتكلم نص رومية 7 على عدة أركان للنفس البشرية:
"14 فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ ... 17 فَالآنَ لَسْتُ بَعْدُ أَفْعَلُ ذَلِكَ أَنَا بَلِ الْخَطِيَّةُ السَّاكِنَةُ فِيَّ. 18 فَإِنِّي أَعْلَمُ أَنَّهُ لَيْسَ سَاكِنٌ فِيَّ أَيْ فِي جَسَدِي شَيْءٌ صَالِحٌ. لأَنَّ الإِرَادَةَ حَاضِرَةٌ عِنْدِي وَأَمَّا أَنْ أَفْعَلَ الْحُسْنَى فَلَسْتُ أَجِدُ. 19 لأَنِّي لَسْتُ أَفْعَلُ الصَّالِحَ الَّذِي أُرِيدُهُ بَلِ الشَّرَّ الَّذِي لَسْتُ أُرِيدُهُ فَإِيَّاهُ أَفْعَلُ..... 22 فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ. 23 وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24 وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟ 25 أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذاً أَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ اللهِ وَلَكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ." رومية 7.
يظهر النص السابق أركان مختلفة للنفس البشرية، وآلية تعامل كل ركن مع الآخر. فيذكر النص: الجسد (وأعضائه)، الإرادة، الإنسان الباطن، الذهن. سنستعرضها ونشرحها كما يلي.

1- الإرادة، وفي اليونانية "ثيليين" "Thelein": 
الاسم مستنبط من الفعل "Thelo" أي يريد؛ "Thelein" إرادة. هي مركز النفس، وهي المكان الذي يصنع به الإنسان كل قرارات حياته. ومن ما يشرحه النص ومعنى نفس الفعل "أريد"، نستنتج أنه أنها قسم إرادي خالص. أيضًا يتبين لنا أن الوحي يشير له بمعظم النصوص بـ "القلب"؛ لذلك يقول الوحي: 
"23 فَوْقَ كُلِّ تَحَفُّظٍ احْفَظْ قَلْبَكَ، لأَنَّ مِنْهُ مَخَارِجَ الْحَيَاةِ" أمثال 4.
"19 لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً، فِسْقٌ، سِرْقَةٌ، شَهَادَةُ زُورٍ، تَجْدِيفٌ" متى 15.
فنلاحظ فعليًا من آية متى، أن القلب ينتج كل أفعال الإنسان؛ أي هو مصدر قرارات حياة الإنسان كلها. فمركز النفس هو الإرادة أو القلب. هو المكان الذي يصنع به الإنسان كل قرارات حياته؛ فيحدد مصير الإنسان الأرضي والأبدي. وهي توازي الـ " Ego، الأنا" الذي تكلم عنه فرويد؛ وليس توازي الكلمة فقط، بل تفسرها، "الأرادة"، مكان صنع القرار.

2- الإنسان الباطن أو الداخلي، وفي اليونانية "إيسو أنثروبون" "Eso Anthropon": 
الترجمة الحرفية لعبارة "Eso  Anthropon" المكونة من كلمتين: "Eso"، تعني داخلي، و "أنثروبون" تعني إنسان، أي الإنسان الداخلي. هو يشمل الشعور والأحاسيس القائمة في اللاوعي؛ لذلك يسميه الوحي بالباطن. ويتبين لنا من النص أن الإنسان الإنسان الباطن هو مصدر الضمير والقيم الخلقية؛ حيث يحث الإنسان لفعل ما يرضي الله، وذلك بقول الوحي في النص "22 فَإِنِّي أُسَرُّ بِنَامُوسِ اللهِ بِحَسَبِ الإِنْسَانِ الْبَاطِنِ." أي بحسب ضميري وأخلاقياتي، المتهذبة بالناموس الروحي.

3- العقل، وفي اليونانية "نوس" "Noos": 
هو العقل الذي يحلل ويزن الأمورا، يفحصها، ليحاول إقناع الإردة، لتأخذ قرار. فهو أقرب صديق للإرادة، لأنه أقرب للأمور المادية العملية من الروحية. لأنه يقبل أكثر الأمور المنطقية الملموسة، أكثر من الأمور الحسية غير المرئية أو الملموسة، كالإيمان وقيادة المشاعر. لأنه في معظم الأحيان لا يقتنع إلا بالأمور الملموسة، والمضمونة، التي في اليد؛ لذلك هو أقرب ركن للإرادة. نفهم هذا أيضًا من النص: "أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ". أي أنه إذا الذهن سقط في قبول فكرة معينة، سيؤول هذا في معظم الأحيان لجعل الإرادة تأخذ قرار بنفس الاتجاه. وهذا أيضًا نستنتجه من قول المسيح السابق: ""19 لأَنْ مِنَ الْقَلْب تَخْرُجُ أَفْكَارٌ شِرِّيرَةٌ: قَتْلٌ، زِنىً..." متى 15. أي أن الأفعال التي تخرج من القلب، مركز الإرادة المذكورة، تبدأ بالأفكار.

4- الجسد، وفي اليوناينية "ساركي" "Sarki": 
ومعناه الحرفي هو الجسد المادي، البيولوجي، اللحم والدم، الذي جميعنا نراه ونتعامل معه؛ مثل "والكلمة صار جسدًا" (يوحنا 1: 14)، أي بشرًا، جسد مادي. وهي تختلف عن كلمة "سوما" "Soma" اليونانية، التي تشير في العهد الجديد للجسد كنظام وأعضاء، كالكنيسة التي هي جسد المسيح مثلا. الوحي يشير أيضًا للجسد بشكل رمزي، ككناية "الجسد"، كرمز لمركز الشهوات والغرائز التي أيضًا تترافع أمام الإرادة، لتحثها على صنع رغبات ومشيئة الجسد. كما قال النص: "23 وَلَكِنِّي أَرَى نَامُوساً آخَرَ فِي أَعْضَائِي يُحَارِبُ نَامُوسَ ذِهْنِي وَيَسْبِينِي إِلَى نَامُوسِ الْخَطِيَّةِ الْكَائِنِ فِي أَعْضَائِي. 24 وَيْحِي أَنَا الإِنْسَانُ الشَّقِيُّ! مَنْ يُنْقِذُنِي مِنْ جَسَدِ هَذَا الْمَوْتِ؟" وهو موازي لركن الـ " Id، الْهُوْ"، في طرح فرويد. 


مفارقة بين تعاليم فرويد وتعاليم العهد الجديد:

أشياء مشتركة:
إن العجيب والغريب هنا، أننا نرى توافق علمي شبه مطابق بين طرح فرويد للأركان الثلاثة للنفس ووحي العهد الجديد.
ركن (Id، الْهُوْ) قسم لا إرادي، متمثل بالغرائز والشهوات في اللاوعي؛ يوازيه في طرح العهد الجديد بالجسد. والصاعق بالموضوع من جهة تسمية فريود للهو (Id)، هو أن الكثير من علماء النفس، من متكلمي الانكليزية، مثل (Georg Groddeck)، يشيرون للـ "Id" بكلمة "It"، أي بالضمير الذي يشير للجسد المادي، كالضمير الذي يشير للحيوان؛ "It, Neuter" [5]. كالمصدر للغرائز والشهوات التي تنتج عن هرمونات يفرزها الجسد؛ وهذا مطابق أكثر لوصف الوحي لهذا القسم – الجسد وأعضائه.
ركن (Superego، الأنا الأعلى) متمثل بالضمير البشري، يوازيه في طرح العهد الجديد بالإنسان الباطن، وأيضًا  يشير العهد الجديد لهذا الركن بالضمير (سينيذيسيوس) في نصوص كثيرة.
ركن (Ego، الأنا) قائم في الوعي، يوازيه في العهد الجديد بالإرادة التي تعمل جنب إلى جنب مع الفكر أو العقل. وهذا مطابق لطرح العهد الجديد.

أشياء مختلفة:
حسب تصور فرويد، الإنسان يولد بغرائز موروثة في الهو، بحسب الطبيعة؛ والأنا العليى، فيها ضمير موروث وأخلاقيات مكتسبة نتعلمها. فيجب أن تحاول الأنا كل الوقت لوضع الإنسان في اتزان ما بين غرائز وشهوات الهو، والأنا الأعلى، أي الضمير ومبادئه الخلقية المثالية. حيث لا يمكن إصلاح أي منهما بأي طريقة أخرى، إلا تهذيب الأنا لهما وخلق توازن بينهما. ويقول فرويد أن طغيان الهو على الأنا العليى أو العكس، يتسبب باختلال في التوازن بينهما؛ وهذا الاختلال يَؤول إلى اضطراب نفسي في شخصية الإنسان، فيحتاج لعلاج.
أما الوحي فيطرح مشكلة أخرى في الهو، الجسد وشهواته، هي أنه يحمل طبيعة خاطئة تميل للخطية: 
"14 فَإِنَّنَا نَعْلَمُ أَنَّ النَّامُوسَ رُوحِيٌّ، وَأَمَّا أَنَا فَجَسَدِيٌّ مَبِيعٌ تَحْتَ الْخَطِيَّةِ" رومية 7.
هذه الطبيعة الخاطئة تحتاج لمساعدة الله الخالق شخصيًا، لكي تُلجم:
"3 كَمَا أَنَّ قُدْرَتَهُ الإِلهِيَّةَ قَدْ وَهَبَتْ لَنَا كُلَّ مَا هُوَ لِلْحَيَاةِ وَالتَّقْوَى.." 2 بطرس 1.
أيضًا الوحي يطرح مشكلة أخرى، في ركن الأنا الأعلى، التي تحتوي على روح الإنسان المتمثلة بضميره؛ هو نفسه يحتاج لإصلاح إلهي وإعادة خلق. وهذا الإصلاح يحدث فقط عن طريق سكنى روح الله فيه، واتحاده مع روح الإنسان وضميره؛ حيث يبدأ بخلقه من جديد بواسطة الروح القدس والحق، الذي هو كلمة الله.

حل سكنى الله الروح القدس المتحدة مع أرواحنا، والذي يكمل روح الإنسان ويقدسه، ويجعله كالميزان الذي يبتدئ بالتأثير على فكر الإنسان، ليخاطب الإرادة ويجعلها تأخذ قرار؛ هو الحل الوحيد لتغيير حياة الإنسان على الصورة التي خلق عليها في الأصل – صورة المسيح. الذهن هو الذي يضع كل الجسد تحت سيطرة الإرادة. لذلك يقدم الوحي المفتاح العملي لمعنى قيادة الروح الإلهية التي فينا لنا، في آخر آية من الأصحاح 7، وهي: 
"25 أَشْكُرُ اللهَ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا! إِذاً أَنَا نَفْسِي بِذِهْنِي أَخْدِمُ نَامُوسَ اللهِ وَلَكِنْ بِالْجَسَدِ نَامُوسَ الْخَطِيَّةِ." رومية 7.
وهي تمهد لرومية 8، حيث يتحدث الأصحاح كله عن انقيادنا بالروح وليس بالجسد. فإذا أردت أن تعرف معنى الإنسان الذي ينقاد بروح الله بشكل واضح، بسيط، ملموس، وعملي؛ هذا هو تعريفه: أن يخضع الذهن لفكر الله وناموسه، وهذا يجعل الجسد كله والإرادة أيضًا خاضعة لقيادة الروح. وعندما الجسد يسيطر على الفكر، يسبي الإنسان للاستجابة لشهواته والابتعاد عن دعوة الإنسان الباطن للذهن ليخضع لمشيئة الروح الإلهية الساكنة فينا.
لذلك الوحي ويؤكد على هذه النقطة:
"1 فَأَطْلُبُ إِلَيْكُمْ أَيُّهَا الإِخْوَةُ بِرَأْفَةِ اللهِ أَنْ تُقَدِّمُوا أَجْسَادَكُمْ ذَبِيحَةً حَيَّةً مُقَدَّسَةً مَرْضِيَّةً عِنْدَ اللهِ (كيف يتم هذا؟) عِبَادَتَكُمُ الْعَقْلِيَّةَ (عن طريق خضوع الإرادة والفكر لله، الجسد وحياتنا يخضعان)" رومية 12.
لذلك قال أيضًا "وَمُسْتَأْسِرِينَ كُلَّ فِكْرٍ إِلَى طَاعَةِ الْمَسِيحِ" 2 كورنثوس 10: 5.

ويطرح الوحي الإلهي الحل لكل صراعاتنا، ومشاكلنا، وميولنا الخاطي. وهو ليس مقاومة الجسد والغرائز بإرادتا فقط؛ بل بإطلاق الروح الإلهي الساكن فيها، ليقاوم هو بنفسه أهواء الجسد، لكي نستطيع أن نتغلب عليه:
"16 وَإِنَّمَا أَقُولُ: اسْلُكُوا بِالرُّوحِ فَلاَ تُكَمِّلُوا شَهْوَةَ الْجَسَدِ. 17 لأَنَّ الْجَسَدَ يَشْتَهِي ضِدَّ الرُّوحِ وَالرُّوحُ ضِدَّ الْجَسَدِ، وَهذَانِ يُقَاوِمُ أَحَدُهُمَا الآخَرَ، حَتَّى تَفْعَلُونَ مَا لاَ تُرِيدُونَ" غلاطية 5.
كيف نطلق الروح الإلهي ليقاوم شهوات الجسد؟ 
عن طريق إنعاشه بقضاء الوقت مع الله في التعبد وقرارة الكلمة. فالكلمة هي التي تدرب المشاعر وتديرها، وتجعلها تحت قيادة الإنسان الباطن الذي يريد أن يفعل مشيئة الله:
"14 وَأَمَّا الطَّعَامُ الْقَوِيُّ فَلِلْبَالِغِينَ، الَّذِينَ بِسَبَبِ التَّمَرُّنِ قَدْ صَارَتْ لَهُمُ الْحَوَاسُّ مُدَرَّبَةً عَلَى التَّمْيِيزِ بَيْنَ الْخَيْرِ وَالشَّرِّ" عبرانيين 4. 
فعلا ما يطرحه العهد الجديد عن النفس البشرية، في قمة الإعجاز العلمي. ويقدم حلول لما عجز عن تقديمه العلم؛ لأنه أتى من خالق الإنسان والعلم. مجدًا لاسمك أيها الرب العظيم.

باسم أدرنلي

[1] Mannoni, Octave (2015) [1971]. Freud: The Theory of the Unconscious, pp. 49–51, 146–47, 152–54. London: Verso.
[2] Hothersall, D. 2004. "History of Psychology", 4th ed., Mcgraw-Hill: NY p. 290
[3] Laplanche, Jean; Pontalis, Jean-Bertrand (2018) [1973]. "Super-Ego"
[4] Laplanche, Jean; Pontalis, Jean-Bertrand (2018) [1973]. "Ego
[5] Laplanche, Jean; Pontalis, Jean-Bertrand (2018) [1973]. "Id". The Language of Psychoanalysis. Abingdon-on-Thames: Routledge. ISBN 978-0-429-92124-7
 

3133 مشاهدة