كنيسة بلا جدران

ترابط أقنومي الآب والابن في الثالوث:

الآب والابن والروح القدس، متوحدين في اسم ومقام واحد:
"19 فَاذْهَبُوا وَتَلْمِذُوا جَمِيعَ الأُمَمِ وَعَمِّدُوهُمْ بِاسْمِ الآب وَالابْنِ وَالرُّوحِ الْقُدُسِ." متى 28. 
نلاحظ أنه في الآية السابقة، لم يقل "بأسماء الآب والابن..." بل "باسم" بالمفرد مما يؤكد توحدهم في الاسم والمقام. 
بعض النقاد يقولون أنه ممكن استخدام نفس التعبير في اللغة العادية بين شخصيات مختلفة ومنفصلة وغير متوحدة. على سبيل المثال، ممكن أن نقول: "باسم الملك والشعب والوطن". هنا الملك هو ليس الشعب وليس الوطن، لكن استخدمت كلمة "باسم" بالمفرد، لذلك يدعون أن الآية السابقة، لا تبرهن أي شيء عن توحد أسماء المسيح والآب، تحت ذات واحدة كما يفسرها المسيحيون؟! 
إن هذا الادعاء صحيح مئة بالمئة؛ لكن الذي أخفق عنه الناقد هو أنه لا يمكن ربط أي مخلوق مع الله تحت اسم واحد، خاصة في الديانات الموحدة. فلا يمكن قرن اسم إنسان باسم الله أبدًا، لذلك لن يقبل اليهودي أن يُقال: "باسم الله وموسى"؛ ولن يقبل المسلم أن يُقال: "باسم الله ومحمد ص"! لأن هذا يساوي شأن الله بشأن النبي أي يساوي بين الله وخلقه، وهذا غير مقبول ويسمى شرك بالله. فقول الآية "باسم الآب والابن.." هي تساوي دون أي أدنى شك، بين اسم الله الآب واسم المسيح في المقام؛ وهذا أيضًا يثبت فكرة الثالوث، كما يفهمها المسيحيون، ولا ينفيها إطلاقًا. فعندما قال الناقد "باسم الملك والشعب والوطن" هنا نرى تجانس بين الثلاثة، الملك هو جزء من الشعب والوطن؛ والشعب هو جزء من الوطن. أما اسم الجلالة، فلا يجوز أن يُقرن أي بشر به، تحت اسم أو كيان واحد أبدًا.
مكملين لبعضم البعض بالأدوار:
"14 نِعْمَةُ رَبِّنَا يَسُوعَ الْمَسِيحِ، وَمَحَبَّةُ اللهِ، وَشَرِكَةُ الرُّوحِ الْقُدُسِ مَعَ جَمِيعِكُمْ. آمِينَ." 1 كورنثوس 13. 
فهنا نرى تكميل في الأدوار، النعمة الإلهية، تمنح تحت اسم المسيح؛ والمحبة هي تنبع من ذات الآب؛ وشركة وعلاقة كل من يقترن بالآب بواسطة الابن، تتم بقناة الروح القدس الذي يسكن في الإنسان.
" 4 فَأَنْوَاعُ مَوَاهِبَ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرُّوحَ وَاحِدٌ. 5 وَأَنْوَاعُ خِدَمٍ مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ الرَّبَّ وَاحِدٌ. 6 وَأَنْوَاعُ أَعْمَال مَوْجُودَةٌ، وَلكِنَّ اللهَ وَاحِدٌ، الَّذِي يَعْمَلُ الْكُلَّ فِي الْكُلِّ." 1 كورنثوس 12.
الآية السابقة، كلمة "الرب واحد" يقصد بها المسيح، لأن الوحي يؤكد أن توحيد الله بالربوبية، يأتي من خلال ربوبية المسيح؛ وهذا يقودنا للنقطة القادمة.
توحيد الله بالألوهية، يأتي من خلال توحيد المسيح بالربوبية:
"6 لكِنْ لَنَا إِلهٌ وَاحِدٌ: الآبُ الَّذِي مِنْهُ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ لَهُ. وَرَبٌّ وَاحِدٌ: يَسُوعُ الْمَسِيحُ، الَّذِي بِهِ جَمِيعُ الأَشْيَاءِ، وَنَحْنُ بِهِ." 1 كورنثوس 8.
حكمة الله تأت من خلال المسيح:
"27 للهِ الْحَكِيمِ وَحْدَهُ، بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، لَهُ الْمَجْدُ إِلَى الأَبَدِ. آمِينَ" رومية 16.
خلق الله للكون، يأت من خلال أقنوم الكلمة، المسيح:
"9 وَأُنِيرَ الْجَمِيعَ فِي مَا هُوَ شَرِكَةُ السِّرِّ الْمَكْتُومِ مُنْذُ الدُّهُورِ فِي اللهِ خَالِقِ الْجَمِيعِ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ" أفسس 3.
مجد الآب، يكمن في مجد الابن، أي المسيح:
"11  لِكَيْ يَتَمَجَّدَ اللهُ فِي كُلِّ شَيْءٍ بِيَسُوعَ الْمَسِيحِ، الَّذِي لَهُ الْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ. آمِينَ." 1 بطرس 4.

 

باسم ادرنلي

 

5261 مشاهدة