كنيسة بلا جدران

يعترف المسيحيون أن المسيح كان إنسان، فلماذا يعبدونه؟؟

الجواب على هذا التساؤل بسيط، وهو أن الوحي يعلمنا أن ننظر للمسيح ليس بحسب إنسانيته، بل بحسب لاهوته. أي ننظر له بعد بعثه من الموت كأقنوم الله الابن، وليس قبل؛ لأننا لا نعرفه بعد كما عرفناه بالجسد والضعف، يصلي، ينام، يجوع .... إلخ!! وهذا ليس خيال، بل يبينه ويؤكده الوحي الكتابي بوضوح:
"16 إِذًا نَحْنُ مِنَ الآنَ لاَ نَعْرِفُ أَحَدًا حَسَبَ الْجَسَدِ. وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ" 2 كورنثوس 5.
هذه هي النقطة التي لا يفهمها الكثير من النقاد، معنى عبارة: "وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ"؛ وهي تعني أن معرفتي له فترة تجسده، قد انتهت من جهة مكانته الحالية. وحتى الكتاب يشير لتلك الفترة بأنها فترة الجسد، وهي انتهت الآن، فيقول مثلا عنه:
"7 الَّذِي، فِي أَيَّامِ جَسَدِهِ، إِذْ قَدَّمَ بِصُرَاخٍ شَدِيدٍ وَدُمُوعٍ طَلِبَاتٍ وَتَضَرُّعَاتٍ لِلْقَادِرِ أَنْ يُخَلِّصَهُ مِنَ الْمَوْتِ، وَسُمِعَ لَهُ مِنْ أَجْلِ تَقْوَاهُ،" عبرانيين 5. 
لاحظ عبارة "أيام جسده"، ويصفه كإنسان يصلي لله ويسمع له من أجل تقواه؛ فلماذا يشير إليه هكذا، هل يشار للأنبياء بعبارة "أيام جسده" ؟؟؟؟ لماذا؟؟ لأنها كانت فترة المسيح الإنسان؛ فأتى لنا من السماء لكي نعرف صورة الإنسان الكاملة كما يريدها الله، والآن لا نعرف المسيح بالجسد بعدْ بحسب مكانته الحالية، بل نعرفه كأقنوم الابن الأزلي الذي به خلق كل الكون، كما يؤكد الوحي أيضًا عنه بقوله:
"16 فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى، سَوَاءٌ كَانَ عُرُوشًا أَمْ سِيَادَاتٍ أَمْ رِيَاسَاتٍ أَمْ سَلاَطِينَ. الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ" كولوسي 16.

 

 

باسم ادرلني

3256 مشاهدة