كنيسة بلا جدران

هل ملكي صادق هو المسيح؟

 من جهة ملكي صادق، هو أقنوم الكلمة الظاهر في الجسد، ظهر في العهد القديم لإبراهيم (تكوين 14: 18) أخرج خبزا وخمرًا وبارك إبراهيم، وفيها قدم له علامة نبوية على فداء المسيح في العهد الجديد. فالخبز يرمز لجسد المسيح الذي صلب، والخمر يرمز لدم المسيح الذي سفك (متى 26: 26-29). لذلك قال المسيح للفريسيين بأن إبراهيم تهلل بأن يرى يومه، فرأى وفرح:
"56 أَبُوكُمْ إِبْرَاهِيمُ تَهَلَّلَ بِأَنْ يَرَى يَوْمِي فَرَأَى وَفَرِحَ». 57 فَقَالَ لَهُ الْيَهُودُ: «لَيْسَ لَكَ خَمْسُونَ سَنَةً بَعْدُ، أَفَرَأَيْتَ إِبْرَاهِيمَ؟» 58 قَالَ لَهُمْ يَسُوعُ: «الْحَقَّ الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: قَبْلَ أَنْ يَكُونَ إِبْرَاهِيمُ أَنَا كَائِنٌ»." يوحنا 8.
عندها كما نرى، تعجب الفريسيون من كلامه، كأنه كان موجودًا على زمن إبراهيم!! فقوله لهم: "قبل أن يكون إبراهيم أنا كائن"، كلمة "كائن" في اليونانية، "إيجو إيمي"، وبالآرامية "أنا إيتي"، تتكلم عما أشار الله به عن نفسه في العهد القديم لموسى (خروج 3: 14)، "أهيه الذي أهيه"، أي أنه أزلي الكون؛ لذلك، بعدما سمع الفريسيون هذه العبارة، رفعوا حجارة ليرجموه. 
لكن طبعًا يوجد نبوات عن ملكي صادق أنه سيأتي من نسل داود وهو سيكون رب داود؛ وهي في نفس المزمور الذي استشهد المسيح به عن نفسه. وأكد على أنه يقول أن المسيح هو رب داود!!
"42 قَائلاً: «مَاذَا تَظُنُّونَ فِي الْمَسِيحِ؟ ابْنُ مَنْ هُوَ؟» قَالُوا لَهُ: «ابْنُ دَاوُدَ» 43 قَالَ لَهُمْ: «فَكَيْفَ يَدْعُوهُ دَاوُدُ بِالرُّوحِ رَبًّا؟ قَائِلاً: 44 قَالَ الرَّبُّ لِرَبِّي: اجْلِسْ عَنْ يَمِيني حَتَّى أَضَعَ أَعْدَاءَكَ مَوْطِئًا لِقَدَمَيْكَ. 45 فَإِنْ كَانَ دَاوُدُ يَدْعُوهُ رَبًّا، فَكَيْفَ يَكُونُ ابْنَهُ؟»" متى 22.
ونفس المزمور لداود الذي استشهد به المسيح، يقول: "4 أَقْسَمَ الرَّبُّ وَلَنْ يَنْدَمَ: «أَنْتَ كَاهِنٌ إِلَى الأَبَدِ عَلَى رُتْبَةِ مَلْكِي صَادَقَ». مزمور 110.  أي أن ملكي صادق هو نفس ذات المسيح. وعندما يقول عنه في سفر العبرانيين 7:
"1 لأَنَّ مَلْكِي صَادَقَ هذَا، مَلِكَ سَالِيمَ، كَاهِنَ اللهِ الْعَلِيِّ، الَّذِي اسْتَقْبَلَ إِبْرَاهِيمَ ... 3 بِلاَ أَبٍ، بِلاَ أُمٍّ، بِلاَ نَسَبٍ. لاَ بَدَاءَةَ أَيَّامٍ لَهُ وَلاَ نِهَايَةَ حَيَاةٍ. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ"
هل يعقل أن يكون إنسان لا بداية لأيامه، أي أزلي الكون؟ سيكون الله ذاته، أو أقنوم الكلمة الأزلي، الذي لا تستطيع أن تفصله عن الذات الإلهية. ونلاحظ في الآية، يقول "بل مشبَّهٌ بابن الله"؛ أي أن كناية "ابن الله" هي فقط تشبيه، ولا تحمل المعنى الحرفي؛ فلا تقدر أن تفصل بين ملكي صادق والذات الإلهية.

 

 

باسم ادرلني

3519 مشاهدة