كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات الملوك الثاني

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
8: 25-26

الآيات:  "25 فِي السَّنَةِ الثَّانِيَةَ عَشَرَةَ لِيُورَامَ بْنِ أَخْآبَ مَلِكِ إِسْرَائِيلَ، مَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا.  26 وَكَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَعِشْرِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي مَلِكِ إِسْرَائِيلَ."
مقارنة بـ 2 أخبار 22 "1 وَمَلَّكَ سُكَّانُ أُورُشَلِيمَ أَخَزْيَا ابْنَهُ الأَصْغَرَ عِوَضًا عَنْهُ، لأَنَّ جَمِيعَ الأَوَّلِينَ قَتَلَهُمُ الْغُزَاةُ الَّذِينَ جَاءُوا مَعَ الْعَرَبِ إِلَى الْمَحَلَّةِ. فَمَلَكَ أَخَزْيَا بْنُ يَهُورَامَ مَلِكِ يَهُوذَا 2 كَانَ أَخَزْيَا ابْنَ اثْنَتَيْنِ وَأَرْبَعِينَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ سَنَةً وَاحِدَةً فِي أُورُشَلِيمَ، وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي"

الاعتراض: كيف يقول في نص 2 ملوك أن أخزيا كان عمره 22 سنة حين ملك؛ وفي 2 أخبار، يقول أن عمره كان 42  سنة حين ملك!! أليس هذا تناقض واضح؟

الرد:  إن النصين يحملان معنيين مختلفان تمامًا عن بعضهما البعض، وذلك بحسب عدة مبادئ، منها:
أولا: يجب أن نتذكر دائمًا أن سفر الملوك ينقل أحداث وسنوات تاريخية دقيقية صارت. أما سفر أخبار الأيام الذي كتبه الكهنة وليس الملوك، أحيانًأ لا ينقل تفاصيل دقيقة تاريخيًا بل فقهيًا (أي لاهوتيًا) على أحداث سفر الملوك. فهو ينقل تفسير الله وردوده على الأحداث؛ وليس هدفه نقل الأحداث ذاتها، كسفر الملوك.
ثانيًا: بناء على النقطة الأولى، يجب أن ندرك بشكل مطلق دون أي أدنى شك، أن عمر الملك أخزيا الحقيقي عندما ملك، كان 22 سنة؛ وهذا منطقي، إذا كان عمر أبيه عندما مات 40 سنة (32 سنة عندما ملك، وملك 8 سنوات؛ راجع 2 ملوك 8: 17).
ثالثا: فما هو المقصود في سفر الأخبار الثاني من أن عمره كان 42 سنة، وليس 22 سنة كما في سفر الملوك؟؟؟
في 2 أخبار؛ تعني حرفيًا: "ابن اثنين وأربعين سنة أخزيا في ملكه"؛ وممكن فهم النص بطرق عديدة. لذلك إذا أخذنا الآية التي بعدها تمامًا، وهي تقول: "2 ... وَاسْمُ أُمِّهِ عَثَلْيَا بِنْتُ عُمْرِي 3 وَهُوَ أَيْضًا سَلَكَ فِي طُرُقِ بَيْتِ أَخْآبَ لأَنَّ أُمَّهُ كَانَتْ تُشِيرُ عَلَيْهِ بِفِعْلِ الشَّرِّ" (2 أخبار 22)؛ يمكن أن نفهم النص بأنه يعني أن أخزيا جلس على العرش، في السنة الـ 42 من بدء سلوك ملوك يهوذا بحسب شر الملك عمري، الذي كانت ابنته (والدة أخزيا)، تحثه عليه. لأن الإشارة والمقارنة بين ملك من مملكة يهوذا (أخزيا)؛ مع ملك من مملكة إسرائيل (عمري، وابنه آخاب)؛ هي شيء لا نجده إطلاقا في كل سيرة ملوك يهوذا!!! فهو يشير هنا بروح غريبة وثنية دخلت على ملكوت يهوذا، من خلال ملوك إسرائيل الذين كان أشرار جميعهم. لأن عمري يقول عنه النص: "25 وَعَمِلَ عُمْرِي الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ، وَأَسَاءَ أَكْثَرَ مِنْ جَمِيعِ الَّذِينَ قَبْلَهُ. 26 وَسَارَ فِي جَمِيعِ طَرِيقِ يَرُبْعَامَ بْنِ نَبَاطَ، وَفِي خَطِيَّتِهِ الَّتِي جَعَلَ بِهَا إِسْرَائِيلَ يُخْطِئُ، لإِغَاظَةِ الرَّبِّ إِلهِ إِسْرَائِيلَ بِأَبَاطِيلِهِمْ.... (وبعده تأتي أكبر كارثة في تاريخ إسرائيل، الملك آخاب!!) 29 وَأَخْآبُ بْنُ عُمْرِي مَلَكَ عَلَى إِسْرَائِيلَ فِي السَّنَةِ الثَّامِنَةِ وَالثَّلاَثِينَ لآسَا مَلِكِ يَهُوذَا.." 1 ملوك 16. ومنه انتقل الوبأ من عمري ملك إسرائيل (المملكة المنفصلة المتمردة) إلى أخزيا ملك يهوذا المملكة التي أقامها الرب!!
وهنا إذا حسبنا أن عُمري ملك في السنة الـ 31 لآسا ملك يهوذا (1 ملوك 16: 23)؛ إذا الملك آسا حكم 9 سنوات بعد تولي عمري المُلك (لأن آسا حكم 40 سنة، أي مات في السنة الحادية والأربعين من ملكه - 2 أخبار 16: 13)؛ وبعده حكم الملك يهوشافاط 25 سنة (1 ملوك 22: 42)؛ وملك يهورام 8 سنين (2 أخبار 21: 20)؛ فيكون المجموع: 9+25+8= 42 سنة.
إذا المقصود في سفر الأخبار الثاني، أن أخزيا، ملك في السنة الثانية والأربعون من سلوك حكام ملوك يهوذا بحسب شر الملك عمري، ملك إسرائيل؛ بينما في سفر الملوك، أورد عمره الدقيق، وهو 22 سنة. فلا تناقض بين النصوص.

24: 8

الآيات:  " 8كَانَ يَهُويَاكِينُ ابْنَ ثَمَانِي عَشَرَةَ سَنَةً حِينَ مَلَكَ، وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَاسْمُ أُمِّهِ نَحُوشْتَا بِنْتُ أَلْنَاثَانَ مِنْ أُورُشَلِيمَ"
مقارنة مع 2 أخبار الأيام 36  " 9 كَانَ يَهُويَاكِينُ ابْنَ ثَمَانِي سِنِينَ حِينَ مَلَكَ وَمَلَكَ ثَلاَثَةَ أَشْهُرٍ وَعَشَرَةَ أَيَّامٍ فِي أُورُشَلِيمَ. وَعَمِلَ الشَّرَّ فِي عَيْنَيِ الرَّبِّ"
الاعتراض:  كيف يقول سفر الأخبار، أن عمر يهوياكين كان 8 سنين حين مَلك؛ أما سفر الملوك، يقول أنه عمره كان 18 سنة!! أليس هذا تناقض واضح؟؟
الرد:  إن سفري الملوك أوحي بهما على يد الملوك، ليركزا على التاريخ الرسمي لأحداث الملوك.  أما سفري الأخبار، فأوحي بهما على يد الكهنة،  لكي يركزا على وجهة نظر وتعقيب الله على التاريخ والأحداث.  فعبارة "حين ملك" في 2 أخبار، أتت هنا ليؤكد الكهنة أن اشتراك يهوياكين في المُلك أتى بسن مبكر جدًا ويعني حين ملك مع أبيه.  
والسبب في إبراز هذه الجزئية الهامة في سفر الأخبار، أتى ليبرز أن يهوياكين ليس عنده عذر على الشر الذي ارتكبه؛  لأننا إذا قرأنا النص جيدًا في السفرين، نلاحظ أنه عمل الشر في عيون الله (عدد 9)؛  لذلك جعل الله ملك بابل يأسره هو وجزء كبير من الشعب.  فكلي لا يقول القارئ أنه شاب طائش عمره 18 سنة، ملك فقط ثلاث أشهر وعشرة أيام، فلماذا لم يعطه الله فرصة أكبر ليتغير؟  فأبرز سفر أخبار الكهنة، أنه اشترك في الحكم منذ الثامنة من عمره، لذلك ليس له أي عذر لأن يكون شريرًا؛ خاصة بعدما رأى الله يعاقب أباه الشرير ويسلط عليه نبوخذناصر، الكلدانيين، الآراميين، والموآبيين، وبين عمون؛ ويؤكد له الله بواسطه الأنبياء، أن جميع تلك الفواجع التي أصابته، أتت من الله لتأديب يهوذا، بسبب خطاياه وخطايا الملوك الذين سبقوه (2 ملوك 24: 1-2).   فنرى أن يهوياكين رآى كل هذا بعينيه منذ سن الثامنة كن عمره، لكنه لم يتعظ ويسلك باستقامة مع الله؛ ففعل الشر في عيون الله (2 أخبار 36: 9  و 2 ملوك 24: 9).
لكن من الناحية الثانية، يبرز سفر الأخبار فترة حكمه الدقيقة جدًا، لكي يؤكد أن قضية حكمه لمدة 8 سنين، لم تأت بالخطأ؛ ولا تنفي دقة الوحي؛  فيدقق أكثر من سفر الملوك بأن حكمه الرسمي كان 3 أشهر و10 أيام؛ في الوقت الذي قرَّب فيه سفر الملوك حكمه وقال 3 أشهر.

باسم ادرنلي