كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات الملوك الأول

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
13: 7-24

الآيات:  "7 ثُمَّ قَالَ الْمَلِكُ لِرَجُلِ اللَّهِ: [ادْخُلْ مَعِي إِلَى الْبَيْتِ وَتَقَوَّتْ فَأُعْطِيَكَ أُجْرَةً]. 8 فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ لِلْمَلِكِ: [لَوْ أَعْطَيْتَنِي نِصْفَ بَيْتِكَ لاَ أَدْخُلُ مَعَكَ وَلاَ آكُلُ خُبْزاً وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. 9 لأَنِّي هَكَذَا أُوصِيتُ بِكَلاَمِ الرَّبِّ: لاَ تَأْكُلْ خُبْزاً وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً وَلاَ تَرْجِعْ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتَ فِيهِ]. 10 فَذَهَبَ فِي طَرِيقٍ آخَرَ، وَلَمْ يَرْجِعْ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي جَاءَ فِيهِ إِلَى بَيْتِ إِيلَ. 11 وَكَانَ نَبِيٌّ شَيْخٌ سَاكِناً فِي بَيْتِ إِيلَ. فَأَتَى بَنُوهُ وَقَصُّوا عَلَيْهِ كُلَّ الْعَمَلِ الَّذِي عَمِلَهُ رَجُلُ اللَّهِ ذَلِكَ الْيَوْمَ فِي بَيْتِ إِيلَ، وَقَصُّوا عَلَى أَبِيهِمِ الْكَلاَمَ الَّذِي تَكَلَّمَ بِهِ إِلَى الْمَلِكِ. 12 فَقَالَ لَهُمْ أَبُوهُمْ: [مِنْ أَيِّ طَرِيقٍ ذَهَبَ؟] وَكَانَ بَنُوهُ قَدْ رَأُوا الطَّرِيقَ الَّذِي سَارَ فِيهِ رَجُلُ اللَّهِ. 13 فَقَالَ لِبَنِيهِ: [شُدُّوا لِي عَلَى الْحِمَارِ]. فَشَدُّوا لَهُ عَلَى الْحِمَارِ فَرَكِبَ عَلَيْهِ 14 وَسَارَ وَرَاءَ رَجُلِ اللَّهِ، فَوَجَدَهُ جَالِساً تَحْتَ الْبَلُّوطَةِ، فَقَالَ لَهُ: [أَأَنْتَ رَجُلُ اللَّهِ الَّذِي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا؟] فَقَالَ: [أَنَا هُوَ]. 15 فَقَالَ لَهُ: [سِرْ مَعِي إِلَى الْبَيْتِ وَكُلْ خُبْزاً]. 16 فَقَالَ: [لاَ أَقْدِرُ أَنْ أَرْجِعَ مَعَكَ وَلاَ أَدْخُلُ مَعَكَ وَلاَ آكُلُ خُبْزاً وَلاَ أَشْرَبُ مَعَكَ مَاءً فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. 17 لأَنَّهُ قِيلَ لِي بِكَلاَمِ الرَّبِّ: لاَ تَأْكُلْ خُبْزاً وَلاَ تَشْرَبْ هُنَاكَ مَاءً وَلاَ تَرْجِعْ سَائِراً فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتَ فِيهِ]. 18 فَقَالَ لَهُ: [أَنَا أَيْضاً نَبِيٌّ مِثْلُكَ، وَقَدْ كَلَّمَنِي مَلاَكٌ بِكَلاَمِ الرَّبِّ قَائِلاً: ارْجِعْ بِهِ مَعَكَ إِلَى بَيْتِكَ فَيَأْكُلَ خُبْزاً وَيَشْرَبَ مَاءً]- كَذَبَ عَلَيْهِ. 19 فَرَجَعَ مَعَهُ وَأَكَلَ خُبْزاً فِي بَيْتِهِ وَشَرِبَ مَاءً. 20 وَبَيْنَمَا هُمَا جَالِسَانِ عَلَى الْمَائِدَةِ كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى النَّبِيِّ الَّذِي أَرْجَعَهُ، 21 فَصَاحَ إِلَى رَجُلِ اللَّهِ الَّذِي جَاءَ مِنْ يَهُوذَا: [هَكَذَا قَالَ الرَّبُّ: مِنْ أَجْلِ أَنَّكَ خَالَفْتَ قَوْلَ الرَّبِّ وَلَمْ تَحْفَظِ الْوَصِيَّةَ الَّتِي أَوْصَاكَ بِهَا الرَّبُّ إِلَهُكَ، 22 فَرَجَعْتَ وَأَكَلْتَ خُبْزاً وَشَرِبْتَ مَاءً فِي الْمَوْضِعِ الَّذِي قَالَ لَكَ: لاَ تَأْكُلْ فِيهِ خُبْزاً وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً، لاَ تَدْخُلُ جُثَّتُكَ قَبْرَ آبَائِكَ]. 23 ثُمَّ بَعْدَمَا أَكَلَ خُبْزاً وَبَعْدَ أَنْ شَرِبَ شَدَّ لَهُ عَلَى الْحِمَارِ (أَيْ لِلنَّبِيِّ الَّذِي أَرْجَعَهُ) 24 وَانْطَلَقَ. فَصَادَفَهُ أَسَدٌ فِي الطَّرِيقِ وَقَتَلَهُ. وَكَانَتْ جُثَّتُهُ مَطْرُوحَةً فِي الطَّرِيقِ وَالْحِمَارُ وَاقِفٌ بِجَانِبِهَا وَالأَسَدُ وَاقِفٌ بِجَانِبِ الْجُثَّةِ."

الاعتراض:  ما هذه القساوة من الرب، كيف يمكن أن يكون هذا الإله نفس إله المحبة في العهد الجديد؟؟

الرد:  لقد علم المسيح وقال: "48..  فَكُلُّ مَنْ أُعْطِيَ كَثِيرًا يُطْلَبُ مِنْهُ كَثِيرٌ، وَمَنْ يُودِعُونَهُ كَثِيرًا يُطَالِبُونَهُ بِأَكْثَرَ" لوقا 12. فهذا النبي أعطي نبوءة وإعلان دينونة مصيرية لشعب الرب، بأنه سيقوم ملك عظيم من نسل داود اسمه يوشيا (ع 2)، وسيذبح جميع كهنة الأوثان، وسيطهر بيت الرب من كل أدوات عبادة الأوثان، وسيخرب مذابح الأوثان وآنيته. وهذا فعلا قد تم بعد هذه النبوة بحوالي 310 عامًا، على يد الملك الصالح يوشيا (2 ملوك 23). فتصور أن ينقل الوحي عملية تطهير الملك يوشيا لخطية وتمرد شعب الرب، ويظهر أن الذي أعلن هذا النبوة، نبي متمرد؛ لكن الله لم يحاسبه على هذا التمرد؟؟!! سيكون أمر أصعب وأعقد!!
من الناحية الثانية، نعم عصر العهد القديم، هو عصر خالي من النعمة، ليس لأن طبيعة الله تغيرت في العهد الجديد طبعًا. لكن لأن الله عادل، ولن يوفر النعمة للإنسان، بشكل غير قانوني. فعندما يمسكك شرطي أمين مسرع، وبحسب القانون يجب أن يخالفك 200 دينار. لا يقدر أن يخالفك بـ 100 دينار، فهو بهذا سيكون نصف عادل، ونصف رحيم (وهذا لا يليق بإله كامل الصفات). في نفس الوقت، إذا سامحك فأين العدالة، وإذا خالفك أين الرحمة؟؟ الحل هو أن يعطيك مخالفة بـ 200 دينار بحسب القانون، ويعطيك المبلغ من جيبه، لتدفعها. بهذا الحل القانوني، سيكون رحيم وعادل بشكل كامل.
لذلك الوحي يؤكد لنا أنه عندما جاء ملء الزمان، وفر للإنسان الفداء، ليستجيب لملء العدالة الإلهية والرحمة الإلهية (غلاطية 4: 4-5). والذي من خلاله وفر الله للإنسان ملء النعمة من ناحية قانونية. حيث أن الصرامة وقعت على شعب الرب في العهد القديم بشكل محدود؛ ووقعت بملئها على المسيح بشكل غير محدود؛ لكي يتوفر لطف الله ونعمته لنا جميعًا:
"22 فَهُوَذَا لُطْفُ اللهِ وَصَرَامَتُهُ: أَمَّا الصَّرَامَةُ فَعَلَى الَّذِينَ سَقَطُوا، وَأَمَّا اللُّطْفُ فَلَكَ، إِنْ ثَبَتَّ فِي اللُّطْفِ، وَإِلاَّ فَأَنْتَ أَيْضًا سَتُقْطَعُ" رومية 11
فهم موسع لما حدث:
أولا: قول الرب واضح لهذا النبي الذي أرسله من أرض يهوذا للملك يربعام، الذي كان على وشك التبخير للآلهة الوثنية في بيت إيل، والله أوقفه على يد النبي. فطلب منه الملك يربعان قائلا: "7 .. [ادْخُلْ مَعِي إِلَى الْبَيْتِ وَتَقَوَّتْ فَأُعْطِيَكَ أُجْرَةً]. 8 فَقَالَ رَجُلُ اللَّهِ لِلْمَلِكِ: [لَوْ أَعْطَيْتَنِي نِصْفَ بَيْتِكَ لاَ أَدْخُلُ مَعَكَ وَلاَ آكُلُ خُبْزاً وَلاَ أَشْرَبُ مَاءً فِي هَذَا الْمَوْضِعِ. 9 لأَنِّي هَكَذَا أُوصِيتُ بِكَلاَمِ الرَّبِّ: لاَ تَأْكُلْ خُبْزاً وَلاَ تَشْرَبْ مَاءً وَلاَ تَرْجِعْ فِي الطَّرِيقِ الَّذِي ذَهَبْتَ فِيهِ]." فطلب الله من نبي يهوذا أن لا يأكل خبزًا في ذلك الموقع واضح لا غبار عليه.
ثانيًا: كلام النبي الآخر الشيخ الذي من بيت إيل، الذي حثه أن يرجع ويؤكل خبزأ، لم يكن من الرب. فذلك النبي الشيخ، كما يبدو سمع بالمعجزة التي حدثت على يد ذلك النبي من يهوذا (بأن يد الملك الوثني يربعام يبست عندما مدها نحو النبي، ورجعت لطبيعتها عندما طلب منه بأن يتضرع للرب إلهه؛ ع 4-6)، فارسل رسلاً ليرجعه إليه ليتبارك منه. فقال الوحي عن النبي الشيخ: "18 فَقَالَ لَهُ: [أَنَا أَيْضاً نَبِيٌّ مِثْلُكَ، وَقَدْ كَلَّمَنِي مَلاَكٌ بِكَلاَمِ الرَّبِّ قَائِلاً: ارْجِعْ بِهِ مَعَكَ إِلَى بَيْتِكَ فَيَأْكُلَ خُبْزاً وَيَشْرَبَ مَاءً]- كَذَبَ عَلَيْهِ". فالوحي يؤكد أنه كذب عليه. يعني قول الرب واضح لنبي يهوذا، وقول النبي الشيخ، مخالف لقول الله تمامًا.
ثالثًا: عندما كسر نبي يهوذا قول الله، الله كلمه ووبخه لعمل هذه القباحة؛ وقرر الله أن يأخذ حياته، فلاقاه أسد وقتله (ع 21-24)؛ وذلك للأسباب المدونة في الفقرة الأولى.
باسم ادرنلي

 

18: 1

الآيات:  "1 وَبَعْدَ أَيَّامٍ كَثِيرَةٍ كَانَ كَلاَمُ الرَّبِّ إِلَى إِيلِيَّا فِي السَّنَةِ الثَّالِثَةِ: اذْهَبْ وَتَرَاءَ لأَخْآبَ فَأُعْطِيَ مَطَراً عَلَى وَجْهِ الأَرْضِ."
مقارنة مع لوقا 4  "25 وَبِالْحَقِّ أَقُولُ لَكُمْ: إِنَّ أَرَامِلَ كَثِيرَةً كُنَّ فِي إِسْرَائِيلَ فِي أَيَّامِ إِيلِيَّا حِينَ أُغْلِقَتِ السَّمَاءُ مُدَّةَ ثَلاَثِ سِنِينَ وَسِتَّةِ أَشْهُرٍ، لَمَّا كَانَ جُوعٌ عَظِيمٌ فِي الأَرْضِ كُلِّهَا "
الاعتراض:  هل كان الجفاف ثلاث سنوات ونصف كما يقول لوقا، كما في لوقا؛ أم ثلاث سنين فقط، كما في 1 ملوك؟؟
الرد:  لا يوجد تناقض بين لوقا و1 ملوك؛ حيث لم يحدد سفر الملوك الأول المدة بالتدقيق؛ ففي آية 1 ملوك 18،  يقول أن الله كلم إيليا أن يذهب لآخاب في السنة الثالثة. لكن بعدها يقول الوحي " 2  فَذَهَبَ إِيلِيَّا لِيَتَرَاءَى لأَخْآبَ...".  ففي الحقيقة لا نعرف كم من الزمن مضى من اللحظة التي كلم بها الرب إيليا، للحظة التي ذهب فيها ليتراءى لأخاب.  لكن في بداية  1 ملوك 17، يقول "1 ... إِنَّهُ لاَ يَكُونُ طَلٌّ وَلاَ مَطَرٌ فِي هَذِهِ السِّنِينَ إِلاَّ عِنْدَ قَوْلِي"؛  فمن قوله "هذه السنين"، هذا يعني أنه هنا يتكلم عن ثلاث سنين على الأقل؛ لأنه لو كان قد مضى سنتين لقال "هذه السنتين".  إذا نستنتج أنه مضى على الأقل ثلاث سنين؛ لكن كما قلنا، لا يوضح الوحي كم من الوقت مضى حتى ذهب إيليا لآخاب فعلا، ونزل المطر.  أما وحي العهد الجديد، فحدد لنا لمدة بالتمام، فمصدر الوحيين واحد، وهو الله؛ لذلك قال: " ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ".  وعاد العهد الجديد وأكد على صحة هذا القول من خلال وحي يعقوب؛ حينما قال: " 17  كَانَ إِيلِيَّا إِنْسَاناً تَحْتَ الآلاَمِ مِثْلَنَا، وَصَلَّى صَلاَةً أَنْ لاَ تُمْطِرَ، فَلَمْ تُمْطِرْ عَلَى الأَرْضِ ثَلاَثَ سِنِينَ وَسِتَّةَ أَشْهُرٍ." يعقوب 5.  فكون سفر الملوك الأول لم يحدد المدة؛ لكن حددها فيما بعد وحي العهد الجديد؛ هذا بالعكس يؤكد مصداقية العهد الجديد الغيبية؛ فلا يوجد أي تناقض بين الاثنين.

باسم ادرنلي

22: 21-22

الآيات:  "21 ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. وَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 22 فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ، فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هكَذَا"
أيضًا 2 أخبار 18 "20 ثُمَّ خَرَجَ الرُّوحُ وَوَقَفَ أَمَامَ الرَّبِّ وَقَالَ: أَنَا أُغْوِيهِ. فَقَالَ لَهُ الرَّبُّ: بِمَاذَا؟ 21 فَقَالَ: أَخْرُجُ وَأَكُونُ لِرُوحِ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ جَمِيعِ أَنْبِيَائِهِ. فَقَالَ: إِنَّكَ تُغْوِيهِ وَتَقْتَدِرُ. فَاخْرُجْ وَافْعَلْ هكَذَا 22 وَالآنَ هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ أَنْبِيَائِكَ هؤُلاَءِ، وَالرَّبُّ تَكَلَّمَ عَلَيْكَ بِشَر" ذهب روح شرير من الرب!! بالمقارنة مع 1 صموئيل 15 "29 وَأَيْضًا نَصِيحُ إِسْرَائِيلَ لاَ يَكْذِبُ وَلاَ يَنْدَمُ، لأَنَّهُ لَيْسَ إِنْسَانًا لِيَنْدَمَ" وأيضًا العدد 23 "19 لَيْسَ اللهُ إِنْسَانًا فَيَكْذِبَ، وَلاَ ابْنَ إِنْسَانٍ فَيَنْدَمَ. هَلْ يَقُولُ وَلاَ يَفْعَلُ؟ أَوْ يَتَكَلَّمُ وَلاَ يَفِي؟"
الاعتراض الأول:  كيف يرسل الله روح كذب ليغوي الأنبياء! ألا ينسب ذلك الكذب والخداع لله؟ خاصة أن آية 2 أخبار تقول "هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ أَنْبِيَائِكَ"!!  وفي نفس الوقت، الآيات تؤكد أن الله ليس إنسان فيكذب!! فأي آية نصدق؟؟
الرد:  إن الناقد لم يصب في تفسيره لمعنى عبارة "ثم خرج الروح". إن المقصود بالروح هنا هو إبليس؛ حيث أكد الوحي بوصفه للشيطان أنه: "كذاب وأبو الكذاب" (يوحنا 8: 48). والوحي أيضًا يؤكد أن الله صالح: "9 الرَّبُّ صَالِحٌ لِلْكُلِّ وَمَرَاحِمُهُ عَلَى كُلِّ أَعْمَالِهِ" (مزمور 145)؛ وأيضًا الوحي يؤكد أن الله لا يجرب البشر في الشرور: "13 لاَ يَقُلْ أَحَدٌ إِذَا جُرِّبَ إِنِّي أُجَرَّبُ مِنْ قِبَلِ اللَّهِ، لأَنَّ اللَّهَ غَيْرُ مُجَرَّبٍ بِالشُّرُورِ وَهُوَ لاَ يُجَرِّبُ أَحَداً (بالشرور)" (يعقوب 1)؛ لذلك حاشا أن يكون الله أو روحه هو الذي بث الأكاذيب في أنبياء الملك أخاب المأجورين!!  وإذا أردنا أن نتحقق أكثر عن تفاصيل السيناريو الذي حدث، نحتاج أن نقرأ من سفر أيوب. حيث يفصل أكثر عن الكيفية التي فيها يهاجم الشيطان أبناء شعب الرب:
"8  فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَانِ: هَلْ جَعَلْتَ قَلْبَكَ عَلَى عَبْدِي أَيُّوبَ؟ لأَنَّهُ لَيْسَ مِثْلُهُ فِي الأَرْضِ. رَجُلٌ كَامِلٌ وَمُسْتَقِيمٌ يَتَّقِي اللهَ وَيَحِيدُ عَنِ الشَّرِ. 9 فَأَجَابَ الشَّيْطَانُ: هَلْ مَجَّاناً يَتَّقِي أَيُّوبُ اللهَ؟ 10 أَلَيْسَ أَنَّكَ سَيَّجْتَ حَوْلَهُ وَحَوْلَ بَيْتِهِ وَحَوْلَ كُلِّ مَا لَهُ مِنْ كُلِّ نَاحِيَةٍ؟ بَارَكْتَ أَعْمَالَ يَدَيْهِ فَانْتَشَرَتْ مَوَاشِيهِ فِي الأَرْضِ! 11 وَلَكِنِ ابْسِطْ يَدَكَ الآنَ وَمَسَّ كُلَّ مَا لَهُ فَإِنَّهُ فِي وَجْهِكَ يُجَدِّفُ عَلَيْكَ. 12 فَقَالَ الرَّبُّ لِلشَّيْطَان: هُوَذَا كُلُّ مَا لَهُ فِي يَدِكَ وَإِنَّمَا إِلَيهِ لاَ تَمُدَّ يَدَكَ. ثمَّ خَرَجَ الشَّيْطَانُ مِنْ أَمَامِ وَجْهِ الرَّبِّ." أيوب 1. فنرى من خلال قصة أيوب تفصيلاً واضحًا وتامًا، عن الكيفية التي يأت بها إبليس بالشر على حياة أبناء شعب الرب:
(1) يحوم إبليس حولهم، ليجد مدخل يصيبهم من خلاله بالشر
(2) يطلب إذن من الله ليفعل الشر للمؤمن
(3) أحيانًا يأذن الله لإبليس بأن يفعل الشر للمؤمن، وذلك لسببين:
الأول: إذا كان لإبليس سبب قانوني يعطيه الحق لمهاجمة المؤمنين (راجع أفسس 4: 27  ويعقوب 1: 14  وأفسس 6: 11). فنرى من جهة الملك أخاب في النصوص أعلاه؛ لأن جميع أنبياءه مأجورين وكاذبين واختاروا الاثم على الحق؛ فيوضح الوحي كيف يسمح الله للشيطان لأن يضل البشر بروح الكذب؛ لأنهم يرفضون الحق، كما كان الملك أخاب وأنبياءه المأجوين: "10 وَبِكُلِّ خَدِيعَةِ الإِثْمِ، فِي الْهَالِكِينَ، لأَنَّهُمْ لَمْ يَقْبَلُوا مَحَبَّةَ الْحَقِّ حَتَّى يَخْلُصُوا 11 وَلأَجْلِ هذَا سَيُرْسِلُ إِلَيْهِمُ اللهُ عَمَلَ الضَّلاَلِ، حَتَّى يُصَدِّقُوا الْكَذِبَ" 2 تسالونيكي 2.
الثاني: هو أن الله أحيانًا يسمح للشيطان أن يصيب حياة المؤمن، لغاية ومشيئة صالحة في قلب الله له، مثل بولس: "7 وَلِئَلاَّ أَرْتَفِعَ بِفَرْطِ الإِعْلاَنَاتِ، أُعْطِيتُ شَوْكَةً فِي الْجَسَدِ، مَلاَكَ الشَّيْطَانِ لِيَلْطِمَنِي، لِئَلاَّ أَرْتَفِعَ" 2 كورنثوس 12 (أيضًا كما حدث في قصة أيوب أعلاه).

الاعتراض الثاني:  وماذا عن تفسير عبارة "هُوَذَا قَدْ جَعَلَ الرَّبُّ رُوحَ كَذِبٍ فِي أَفْوَاهِ أَنْبِيَائِكَ"!! ألا تؤكد العبارة أن الله هو من فعل هذا؟؟
الرد:  إن صيغة نسب الله لذاته الصالح والطالح، معروفة في كل العهد القديم؛ والتي من خلالها يبرز الوحي دائمًا أن الله هو صاحب السلطان المطلق على كل ما يحدث على الأرض؛ مثل: "6 .. هَلْ تَحْدُثُ بَلِيَّةٌ فِي مَدِينَةٍ وَالرَّبُّ لَمْ يَصْنَعْهَا؟" عاموس 3.
إن سلطان الله المطلق على كل ما يحدث على الأرض، يعني أنه لا يمكن ولا في أي حال من الأحوال، أن يحدث أي شيء على الأرض دون علمه وإذنه. وطبعًا هذا التعبير لا يعني إطلاقًا أن الله يفعل الشرور، بل هو صالح في كل طرقه وأمين في كل أحكامه، كما توضع الآيات أعلاه.  بل بسبب الإرادة الحرة التي وهبها الله للبشر، أحيانًا يأذن للبشر بأن يختاروا الشر مما يؤذي أنفسهم ويؤذي غيرهم.
وهناك العشرات من الأمثلة لتوضيح معنى صيغة نسب الله الشر لذاته؛ مثلا عندما قال الله لشعبه قبيل السبي البابلي، أنه هو من أعطى أرض بني يهوذا للبابليين!!
"6 وَالآنَ قَدْ دَفَعْتُ كُلَّ هذِهِ الأَرَاضِي لِيَدِ نَبُوخَذْنَاصَّرَ مَلِكِ بَابِلَ عَبْدِي، وَأَعْطَيْتُهُ أَيْضًا حَيَوَانَ الْحَقْلِ لِيَخْدِمَهُ" إرميا 27.
لكن الله يؤكد بنفس الوقت أن الذي قاد البابليين لاحتلال يهوذا هو شرهم، وليس الله الذي بث لهم تلك الفكرة الشريرة؛ وأيضًا يصفهم بالأشرار:
"21 أُسْلِمُهَا إِلَى أَيْدِي الْغُرَبَاءِ لِلنَّهْبِ، وَإِلَى أَشْرَارِ الأَرْضِ سَلْبًا فَيُنَجِّسُونَهَا... 24 أُسْلِمُهَا إِلَى أَيْدِي الْغُرَبَاءِ لِلنَّهْبِ، وَإِلَى أَشْرَارِ الأَرْضِ سَلْبًا فَيُنَجِّسُونَهَا" حزقيال 7.
ويؤكد أن الله سيعاقب البابليين بسبب تعديهم وشرهم على شعبه!!
"12 وَيَكُونُ عِنْدَ تَمَامِ السَّبْعِينَ سَنَةً أَنِّي أُعَاقِبُ مَلِكَ بَابِلَ، وَتِلْكَ الأُمَّةَ، يَقُولُ الرَّبُّ، عَلَى إِثْمِهِمْ وَأَرْضَ الْكَلْدَانِيِّينَ، وَأَجْعَلُهَا خِرَبًا أَبَدِيَّةً...14 لأَنَّهُ قَدِ اسْتَعْبَدَهُمْ أَيْضًا أُمَمٌ كَثِيرَةٌ وَمُلُوكٌ عِظَامٌ، فَأُجَازِيهِمْ حَسَبَ أَعْمَالِهِمْ وَحَسَبَ عَمَلِ أَيَادِيهِم" إرميا 25.
والسبب في هذا هو شر شعب يهوذا وليس الرب، وهو من الفئة الأولى ممن الاعتراض الأول:
"19 يُوَبِّخُكِ شَرُّكِ، وَعِصْيَانُكِ يُؤَدِّبُكِ. فَاعْلَمِي وَانْظُرِي أَنَّ تَرْكَكِ الرَّبَّ إِلهَكِ شَرٌّ وَمُرٌّ، وَأَنَّ خَشْيَتِي لَيْسَتْ فِيكِ، يَقُولُ السَّيِّدُ رَبُّ الْجُنُودِ." إرميا 2.
الاعتراض الثالث:  وحتى لو اعتبرنا أن الشيطان هو من استأذن الله ليبث الكذب للأنبياء، هذا سيدخلنا في مشكلة أكبر؛ كيف يوافق الله على خداع أنبياءه؟؟ ألن يؤدي هذا في النهاية إلى تحريف الوحي وضياع المؤمنين؟؟؟
الرد:  إن الأنبياء المذكورين، الذين أعطوا نبوات كاذبة لأخاب، عددهم كان أربع مئة:
" 6 فَجَمَعَ مَلِكُ إِسْرَائِيلَ الأَنْبِيَاءَ، نَحْوَ أَرْبَعِ مِئَةِ رَجُلٍ وَسَأَلَهُمْ: أَأَذْهَبُ إِلَى رَامُوتَ جِلْعَادَ لِلْقِتَالِ أَمْ أَمْتَنِعُ؟] فَقَالُوا: اصْعَدْ فَيَدْفَعَهَا السَّيِّدُ لِيَدِ الْمَلِكِ."
ويوضح الوحي أنهم أنبياء يعبدون الوثن؛ ويسميهم الكتاب أنبياء السواري، وهي العمدان التي كان يقرب الناس أمامها قرابين للأوثان؛ ونرى أن هؤلاء الأنبياء الكذبة، هم الذين يأكلون على مائدة إيزابل الشريرة، زوجة أخاب:
1 ملوك 18 "19 فَالآنَ أَرْسِلْ وَاجْمَعْ إِلَيَّ كُلَّ إِسْرَائِيلَ إِلَى جَبَلِ الْكَرْمَلِ وَأَنْبِيَاءَ الْبَعْلِ أَرْبَعَ الْمِئَةِ وَالْخَمْسِينَ، وَأَنْبِيَاءَ السَّوَارِي أَرْبَعَ الْمِئَةِ الَّذِينَ يَأْكُلُونَ عَلَى مَائِدَةِ إِيزَابَلَ."
(أيضًا الله حذر من الأنبياء الكذبة في تثنية 13: 2-5، وفصل بأقصى درجات الدقة: كيف نميزهم، ما هي صفاتهم، وأيضًا ما هي عقوبتهم).
وإذا اعتبرنا يقينًا أن إيليا يؤكد مرارًا وتكرارًا، أنه هو نبي الله الوحيد المتبقي:
"22  ثُمَّ قَالَ إِيلِيَّا لِلشَّعْبِ: أَنَا بَقِيتُ نَبِيّاً لِلرَّبِّ وَحْدِي، وَأَنْبِيَاءُ الْبَعْلِ أَرْبَعُ مِئَةٍ وَخَمْسُونَ رَجُلاً." 1 ملوك 18 (راجع أيضًا 1 ملوك 19: 10 و14).
فجميع ما سبق يبرهن أن وحي الله لم يصبه أي تبديل أو تغيير، لأن إيليا الذي أوحي إليه جميع النصوص التي وصلتنا في هذا الكتاب عن هذه القصة، وصلتنا عن طريق إيليا نبيه الوحيد آنذاك بشكل صحيح وسليم مئة بالمئة. فحاشا أن يسمح الله أن يكتِب حرف واحد هؤلاء الأنبياء الكذبة!!

إذا حاشا أن يكون الله هو من أرسل روح الكذب على فم أنبياء أخاب المأجورين (وهم ليسو أنبياء الله طبعًا)!! بل بسبب زيغان الملك أخاب الشرير ونفاق أنبياءه، الله إذن للشيطان بأن يخدعهم، لكي يؤدبهم ويؤدب أخاب، بواسطة شر أفعالهم، كما نرى من قصة أخاب في سفر الملوك وأخبار الأيام.
باسم ادرنلي