كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات القضاة

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
9: 45

الآيات:  "45  وَحَارَبَ أَبِيمَالِكُ الْمَدِينَةَ كُلَّ ذلِكَ الْيَوْمِ، وَأَخَذَ الْمَدِينَةَ وَقَتَلَ الشَّعْبَ الَّذِي بِهَا، وَهَدَمَ الْمَدِينَةَ وَزَرَعَهَا مِلْحًا"
الاعتراض: منذ متى يُزرع الملح!!!؟؟ الملح مادة صخرية وليس نباتية!! فكيف زرعه أبيمالك؟؟
الرد:  القصة تتكلم عن أبيمالك، أحد أولاد جدعون من أم كنعانية، وهو انجذب ورواء أهل أمه الكنعانيين وعباداتهم، وقاتل مدينة شكيم وقرر هدمها كليًا، وقتل شعبها.  أما من جهة زرعها ملحًا، فكان استكمالا لدمار شكيم،  لكي يدمر الأرض ويجعلها جرداء لا يمكن زراعتها إلى الأبد. لأن الملح يُفسد التربة ويجعلها غير صالحة لنمو أي نبتة حية فيها.

باسم ادرنلي

19: 22-29

الآيات:  "22 وَفِيمَا هُمْ يُطَيِّبُونَ قُلُوبَهُمْ، إِذَا بِرِجَالِ الْمَدِينَةِ، رِجَالِ بَنِي بَلِيَّعَالَ، أَحَاطُوا بِالْبَيْتِ قَارِعِينَ الْبَابَ، وَكَلَّمُوا الرَّجُلَ صَاحِبِ الْبَيْتِ الشَّيْخَ قَائِلِينَ: «أَخْرِجِ الرَّجُلَ الَّذِي دَخَلَ بَيْتَكَ فَنَعْرِفَهُ». 23 فَخَرَجَ إِلَيْهِمْ الْرَّجُلُ صَاحِبُ الْبَيْتِ وَقَالَ لَهُمْ: «لاَ يَا إِخْوَتِي. لاَ تَفْعَلُوا شَرًّا. بَعْدَمَا دَخَلَ هذَا الرَّجُلُ بَيْتِي لاَ تَفْعَلُوا هذِهِ الْقَبَاحَةَ. 24 هُوَذَا ابْنَتِي الْعَذْرَاءُ وَسُرِّيَّتُهُ. دَعُونِي أُخْرِجْهُمَا، فَأَذِلُّوهُمَا وَافْعَلُوا بِهِمَا مَا يَحْسُنُ فِي أَعْيُنِكُمْ. وَأَمَّا هذَا الرَّجُلُ فَلاَ تَعْمَلُوا بِهِ هذَا الأَمْرَ الْقَبِيحَ». 25 فَلَمْ يُرِدِ الرِّجَالُ أَنْ يَسْمَعُوا لَهُ. فَأَمْسَكَ الرَّجُلُ سُرِّيَّتَهُ وَأَخْرَجَهَا إِلَيْهِمْ خَارِجًا، فَعَرَفُوهَا وَتَعَلَّلُوا بِهَا اللَّيْلَ كُلَّهُ إِلَى الصَّبَاحِ. وَعِنْدَ طُلُوعِ الْفَجْرِ أَطْلَقُوهَا. 26 فَجَاءَتِ الْمَرْأَةُ عِنْدَ إِقْبَالِ الصَّبَاحِ وَسَقَطَتْ عِنْدَ بَابِ بَيْتِ الرَّجُلِ حَيْثُ سَيِّدُهَا هُنَاكَ إِلَى الضَّوْءِ... 28 فَقَالَ لَهَا: «قُومِي نَذْهَبْ». فَلَمْ يَكُنْ مُجِيبٌ. فَأَخَذَهَا عَلَى الْحِمَارِ وَقَامَ الرَّجُلُ وَذَهَبَ إِلَى مَكَانِهِ. 29 وَدَخَلَ بَيْتَهُ وَأَخَذَ السِّكِّينَ وَأَمْسَكَ سُرِّيَّتَهُ وَقَطَّعَهَا مَعَ عِظَامِهَا إِلَى اثْنَتَيْ عَشَرَةَ قِطْعَةً، وَأَرْسَلَهَا إِلَى جَمِيعِ تُخُومِ إِسْرَائِيلَ."

الاعتراض:  كيف رجل يعرض عليهم ابنتيه، والثاني يعطيهم امرأته للجنس الجماعي؟؟ وبعدها يقطعها 12 قطعة ويرسلها لجميع تخوم إسرائيل!! أي رواية مخزية ومرعبة هذه!؟؟

الرد:  مؤكد الناقد لا يعرف أحداث القصة، فالقصة ليس لها علاقة بالله ولا بتعاليمه الطاهرة، هي تذكر جريمة ارتكبتها عصابة من عبدة الأوثان. سنستعرض حيثياتها، وردة فعل الرب الصارمة عليها. فسألخصها بهذه النقاط، حيث جميعها موجودة في سفر القضاة 19-20؛ ونبدأ بالأصحاح 19:
* رجل من سبط لاوي وخطيبته وغلامه؛ بعدما جاء بخطيبته من قرية إفرايم (قرية الطيبة حاليًا قضى رام الله)، وهم في طريقهم ليبوس (القدس)، أقبل عليهم الليل، ومالوا لقرية جبعة التابعة لسبط بنيامين، ليناموا هناك (ع 1-11).

* فهيأ ليبات في ساحة القرية؛ لكن عندما رآه رجل شيخ طيب، دعاه ليبات في في بيته فلم يسمح له بالمبيت في الساحة (ع 12-21).
* فأحاطت عصابة من جماعة من بليعال، أي جماعة مجرمين من عبدة الأوثان والشيطان، الذين كما يتبين لنا أنهم يعيشون في وسط شعب إسرائيل. وطلبوا من صاحب البيت تسليم الرجل الضيف ليمارسوا الجنس معه، عن طريق اللواط (ع 22).
* فترجاهم الشيخ بأن لا يفعوا هذه القباحة في إسرائيل (ع 23).
* والرجل الشيخ كما يبدو ونعرف من طباع الكرم لأهل الشرق، حاول حماية الرجل الضيف من العصابة الأشرار، وحتى على حساب عِرضِه! فيعرض عليهم ابنتيه العذارى بدلا من الرجل الضيف!!! (ع 24)
* أما الرجل الضيف، فعرف أنه إذا سلم نفسه للعصابة، سيهين ذلك الرجل الشيخ الطيب ويُشعِرْه بأنه لم يقدر أن يحميه!! وفي نفس الوقت لا يريد أن يؤذي الشيخ الذي استضافه بجعل العصابة يرتكبون القباحة ببناته! (ع 25)
* فاختار الرجل اللاوي بلاءً ثالثًا، وهو تسليمه لهم خطيبته للتخلص من شر هذه العصابة؛ وحماية ذلك الرجل الشيخ الطيب الضعيف؛ والذي ذنبه الوحيد أنه إنسان طيب وصالح!! (ع 25)

* فبعدما اغتصبوا زوجة اللاوي كل الليل، أرجعوها له في الصباح ميته!! (ع 26-28)
* فبعدما حدث هذا، أرسل خطيبها اللاوي 12 قطعة من جسدها للاثني عشر سبط، ليعرفوا القباحة التي اقترفت في وسط أرض إسرائيل (ع 29).
* والوحي يقول أنه لم تحدث رجاسة مثل هذه في كل تاريخ إسرائيل!! "«لَمْ يَكُنْ وَلَمْ يُرَ مِثْلُ هذَا مِنْ يَوْمِ صُعُودِ بَنِي إِسْرَائِيلَ مِنْ أَرْضِ مِصْرَ إِلَى هذَا الْيَوْمِ.." (ع 30).
* فخرجت جميع أسباط بني إسرائيل، ليحققوا مع الرجل اللاوي في أحداث القضية ( والآن نستمر من قضاة 20: 1-11).
* وجاؤوا إلى جبعة بنيامين، وطلبوا من البنيامينيين بأن يسلموا لهم عصابة المجرمين الذين فعوا هذه الرجاسة، ليُعَاقَبوا عليها (ع 12-13).
* فرفض سبط بنيامين تسليم العصابة التي ارتكبت هذه القباحة (ع 13).
* فاجتمع كل الأحد عشر سبط لمحاربة سبط بنيامين، وقاموا بإبادته بشكل تام. وانتهى سفر القضاة بهذه الكارثة الكبرى، وهي قطع سبط بنيامين من إسرائيل!!

التعقيب على القصة:
1- هذه قصة تروي جريمة ارتكبتها عصابة وثنية، سواء من شعب إسرائيل، أو ليس منه. فالذي يبت هنا، هو ليس فعل البشر الشرير أحيانًا، بل ردة فعل الله على شر الأشرار. الله الطاهر العادل طبعًا لم يمحدهم، بل يحكم عليهم بأقصى العقوبات.
2- لكن تظهر طهارة الله وشعبه في القصة، وكيف لا يمكن أن يسكتوا على الباطل والظلم أبدًا. وبسبب عدم استجابة سبط بنيامين للقضاء العادل لهؤلاء المجرمين، قاموا بقتال كل سبط بنيامين، أي أخوتهم. حيث قتل من بنيامين 25 ألف شخص في يوم واحد!!
3- نرى في القصة أيضًا طبيعة الله العادلة؛ فالله عندما أمر شعبه بتحريم مدن الوثنيين في الأرض، نجده هنا يمارس نفس معايير العدالة ضد شعبه إسرائيل. فهو ليس إله متخاذل، ذات معايير مزدوجة، كالديانات الوثنية المبتدعة، لأنه طاهر وعادل. حيث حذرهم الرب وقال:

"27 لأَنَّ جَمِيعَ هذِهِ الرَّجَسَاتِ قَدْ عَمِلَهَا أَهْلُ الأَرْضِ الَّذِينَ قَبْلَكُمْ فَتَنَجَّسَتِ الأَرْضُ 28 فَلاَ تَقْذِفُكُمُ الأَرْضُ بِتَنْجِيسِكُمْ إِيَّاهَا كَمَا قَذَفَتِ الشُّعُوبَ الَّتِي قَبْلَكُمْ. (أي ستطردوا من الأرض كما طردت الشعوب التي قبلكم)" لاويين 18.

فأتم وصيته التي أوصاها في شريعته لموسى، من جهت عبادة الأوثان، على الأمم وعلى شعبه إسرائيل سيان:
"12 «إِنْ سَمِعْتَ عَنْ إِحْدَى مُدُنِكَ الَّتِي يُعْطِيكَ الرَّبُّ إِلهُكَ لِتَسْكُنَ فِيهَا قَوْلاً: 13   قَدْ خَرَجَ أُنَاسٌ بَنُو لَئِيمٍ مِنْ وَسَطِكَ (أي يهود) وَطَوَّحُوا سُكَّانَ مَدِينَتِهِمْ قَائِلِينَ: نَذْهَبُ وَنَعْبُدُ آلِهَةً أُخْرَى لَمْ تَعْرِفُوهَا 14 وَفَحَصْتَ وَفَتَّشْتَ وَسَأَلْتَ جَيِّدًا وَإِذَا الأَمْرُ صَحِيحٌ وَأَكِيدٌ، قَدْ عُمِلَ ذلِكَ الرِّجْسُ فِي وَسَطِكَ، 15 فَضَرْبًا تَضْرِبُ سُكَّانَ تِلْكَ الْمَدِينَةِ بِحَدِّ السَّيْفِ، وَتُحَرِّمُهَا بِكُلِّ مَا فِيهَا مَعَ بَهَائِمِهَا بِحَدِّ السَّيْفِ." التثنية 13.
فلا توجد حضارة عبر كل التاريخ، فيها إلهها يعامل شعبه وأتباعه، بنفس المعايير العدلية للشعوب الوثنية التي كانت قبلهم. وهذا هو المحك الذي يظهر الله الحق، من الديانات المبتدعة. مجدًا لك أيها الرب العظيم الطاهر؛ فعلا يشرفنا أن نعبدك طوعيًا.

باسم أدرنلي

21: 10 - 25

الآيات:  " 10 فَأَرْسَلَتِ الْجَمَاعَةُ إِلَى هُنَاكَ اثْنَيْ عَشَرَ أَلْفَ رَجُل مِنْ بَنِي الْبَأْسِ، وَأَوْصَوْهُمْ قَائِلِينَ: «اذْهَبُوا وَاضْرِبُوا سُكَّانَ يَابِيشِ جِلْعَادَ بِحَدِّ السَّيْفِ مَعَ النِّسَاءِ وَالأَطْفَالِ. 11  وَهذَا مَا تَعْمَلُونَهُ: تُحَرِّمُونَ كُلَّ ذَكَرٍ وَكُلَّ امْرَأَةٍ عَرَفَتِ اضْطِجَاعَ ذَكَرٍ». 12  فَوَجَدُوا مِنْ سُكَّانِ يَابِيشِ جِلْعَادَ أَرْبَعَ مِئَةِ فَتَاةٍ عَذَارَى لَمْ يَعْرِفْنَ رَجُلاً بِالاِضْطِجَاعِ مَعَ ذَكَرٍ، وَجَاءُوا بِهِنَّ إِلَى الْمَحَلَّةِ إِلَى شِيلُوهَ الَّتِي فِي أَرْضِ كَنْعَانَ. 13  وَأَرْسَلَتِ الْجَمَاعَةُ كُلُّهَا وَكَلَّمَتْ بَنِي بَنْيَامِينَ الَّذِينَ فِي صَخْرَةِ رِمُّونَ وَاسْتَدْعَتْهُمْ إِلَى الصُّلْحِ. 14  فَرَجَعَ بَنْيَامِينُ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ، فَأَعْطَوْهُمْ النِّسَاءَ اللَّوَاتِي اسْتَحْيَوْهُنَّ مِنْ نِسَاءِ يَابِيشِ جِلْعَادَ. وَلَمْ يَكْفُوهُمْ هكَذَا. 15  وَنَدِمَ الشَّعْبُ مِنْ أَجْلِ بَنْيَامِينَ، لأَنَّ الرَّبَّ جَعَلَ شَقًّا فِي أَسْبَاطِ إِسْرَائِيلَ. 16  فَقَالَ شُيُوخُ الْجَمَاعَةِ: «مَاذَا نَصْنَعُ بِالْبَاقِينَ فِي أَمْرِ النِّسَاءِ، لأَنَّهُ قَدِ انْقَطَعَتِ النِّسَاءُ مِنْ بَنْيَامِينَ؟» 17  وَقَالُوا: «مِيرَاثُ نَجَاةٍ لِبَنْيَامِينَ، وَلاَ يُمْحَى سِبْطٌ مِنْ إِسْرَائِيلَ. 18   وَنَحْنُ لاَ نَقْدِرُ أَنْ نُعْطِيَهُمْ نِسَاءً مِنْ بَنَاتِنَا، لأَنَّ بَنِي إِسْرَائِيلَ حَلَفُوا قَائِلِينَ: مَلْعُونٌ مَنْ أَعْطَى امْرَأَةً لِبَنْيَامِينَ». 19  ثُمَّ قَالُوا: «هُوَذَا عِيدُ الرَّبِّ فِي شِيلُوهَ مِنْ سَنَةٍ إِلَى سَنَةٍ شِمَالِيَّ بَيْتِ إِيلَ، شَرْقِيَّ الطَّرِيقِ الصَّاعِدَةِ مِنْ بَيْتِ إِيلَ إِلَى شَكِيمَ وَجَنُوبِيَّ لَبُونَةَ». 20   وَأَوْصَوْا بَنِي بَنْيَامِينَ قَائِلِينَ: «امْضُوا وَاكْمِنُوا فِي الْكُرُومِ. 21   وَانْظُرُوا. فَإِذَا خَرَجَتْ بَنَاتُ شِيلُوهَ لِيَدُرْنَ فِي الرَّقْصِ، فَاخْرُجُوا أَنْتُمْ مِنَ الْكُرُومِ وَاخْطِفُوا لأَنْفُسِكُمْ كُلُّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ مِنْ بَنَاتِ شِيلُوهَ، وَاذْهَبُوا إِلَى أَرْضِ بَنْيَامِينَ. 22   فَإِذَا جَاءَ آبَاؤُهُنَّ أَوْ إِخْوَتُهُنَّ لِكَيْ يَشْكُوا إِلَيْنَا، نَقُولُ لَهُمْ: تَرَاءَفُوا عَلَيْهِمْ لأَجْلِنَا، لأَنَّنَا لَمْ نَأْخُذْ لِكُلِّ وَاحِدٍ امْرَأَتَهُ فِي الْحَرْبِ، لأَنَّكُمْ أَنْتُمْ لَمْ تُعْطُوهُمْ فِي الْوَقْتِ حَتَّى تَكُونُوا قَدْ أَثِمْتُمْ». 23  فَفَعَلَ هكَذَا بَنُو بَنْيَامِينَ، وَاتَّخَذُوا نِسَاءً حَسَبَ عَدَدِهِمْ مِنَ الرَّاقِصَاتِ اللَّوَاتِي اخْتَطَفُوهُنَّ، وَذَهَبُوا وَرَجَعُوا إِلَى مُلْكِهِمْ وَبَنَوْا الْمُدُنَ وَسَكَنُوا بِهَا. 24  فَسَارَ مِنْ هُنَاكَ بَنُو إِسْرَائِيلَ فِي ذلِكَ الْوَقْتِ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى سِبْطِهِ وَعَشِيرَتِهِ، وَخَرَجُوا مِنْ هُنَاكَ كُلُّ وَاحِدٍ إِلَى مُلْكِهِ. 25  فِي تِلْكَ الأَيَّامِ لَمْ يَكُنْ مَلِكٌ فِي إِسْرَائِيلَ. كُلُّ وَاحِدٍ عَمِلَ مَا حَسُنَ فِي عَيْنَيْهِ."
الاعتراض الأول:  كيف يسمح الله بأن شعب إسرائيل يقتل جميع السكان مع النساء والأطفال؟؟ أين الرحمة في هذا الفعل؟؟
الرد:  ربما المعترض لا يدرك أننا نتكلم هنا عن قتل النساء والأطفال من شعب إسرائيل نفسه، وقبيلة من سبط منسى تسكن في مدينة يابيش ومنطقة جلعاد، التي تقع جنوب طبريا، وبعض الكيلومترات من شرق نهر الأردن [1].  وهذا بالعكس، يعطي مصداقية لدخول شعب إسرائيل لأرض كنعان، لأنه يُظهر كم الله عادل وليست عنده محاباه، ولا من قريب ولا من بعيد؛ وتعامل الله مع شعبه بنفس الطريقة التي تعامل بها مع شعوب أرض كنعان.  بل أكثر من هذا، نرى هنا صرامة أكبر من الله من جهة تعامله مع شعبه، بالمقارنة مع باقي شعوب الأرض الذين ليسو من شعبه.  لأن الله كان ولا يزال يُصِرْ على حفظ شعبه من الفساد.   وكان قصد الله من وراء إدانة شعوب كنعان، أن يولد له شعب مقدس وبار، ليكون شهادة وبركة لجميع الأمم (تكوين 26: 4).  لذلك إن تمرد سكان يابيش على وِحدة باقي الأسباط ضد الرجاسة؛ هو ليس أمر هامشي، لكن في غاية الأهمية بالنسبة لله، وإذا استمرت تلك القبيلة، وأنشأت جيل متمرد، سوف يؤثر سلبًا، وربما يدمر كل شعب إسرائيل؛ كما قال الوحي "9 خَمِيرَةٌ صَغِيرَةٌ تُخَمِّرُ الْعَجِينَ كُلَّهُ" غلاطية 5.  ولهذا السبب أيضًا تم القضاء على سبط بنيامين بكاملة من شعب إسرائيل، كما رأينا سابقاً (قضاة 20)؛ لأنهم تستروا عن رجاسة بني بليَّعال، شعب الزنى والشذوذ الجنسي؛ حيث في البداية سألوا صاحب البيت الذي بات فيه الرجل اللاوي المغترب، أن يعاشروا الرجل نفسه!! فأبى: "22  وَفِيمَا هُمْ يُطَيِّبُونَ قُلُوبَهُمْ، إِذَا بِرِجَالِ الْمَدِينَةِ، رِجَالِ بَنِي بَلِيَّعَالَ، أَحَاطُوا بِالْبَيْتِ قَارِعِينَ الْبَابَ، وَكَلَّمُوا الرَّجُلَ صَاحِبِ الْبَيْتِ الشَّيْخَ قَائِلِينَ: أَخْرِجِ الرَّجُلَ الَّذِي دَخَلَ بَيْتَكَ فَنَعْرِفَهُ" قضاة 19 (راجع حالة سدوم وعمورة في تكوين 19: 5-8).  فرفض الرجل الشيخ المضيف له طلبهم، لذلك عاشروا زوجته حتى ماتت.  فالقضية بالنسة لله هي أنه إذا استمر بنيامين متسترًا عن هذا الشعب الرجس؛ سوف يفسد، ويفسد ربما جميع شعب إسرائيل معه؛ لذلك كان قضاء الله صارم عليه.
الاعتراض الثاني:  لماذا نرى هنا شعب إسرائيل يسبي 400  فتاة عذراء من يابيش جلعاد؟؟ ولماذا تعترضون على الاسلام في قضية سبي النساء، وكتابكم فيه نفس الشيء!!؟؟
الرد:  إن النساء اللواتي يتكلم عنهنَّ الناقد هنَّ من شعب إسرائيل ومن سبط منسى، وليس سبايا حرب.   لقد اختار شعب إسرائيل تلك العذارى من قبيلة لم تحلف بأن لا تزوج بناتها لبنيامين،  لكي يُعِدْنَ أحياء سبط بنيامين، بعدما قضى الله عليه بالإبادة الكاملة. وذلك بسبب عدم قبول نداء باقي الأسباط بأن ينزعوا الرجاسة من وسطهم.  فلم يدع الله شعبه يزني بما ملكت أيمانهم من سبايا الحرب، لأن تلك النساء لم تكنَّ من سبايا شعوب الأرض، بل من سبط منسى، لإعادة أحياء سبط بنيامين بالزواج لكل رجل عازب امرأة واحدة فقط.  وبالعكس تمامًا، نرى كم سمو قداسة الله وموقفه الصارم من الزنى، لدرجة أنه قضى بإبادة سبط كامل، بسبب زنى مجموعة من الرجال فيه مع امرأة رجل مغترب في وسطهم. أما من جهة موقف الله من الزنى، فسبق وزنى شعب إسرائيل مع نساء من موآب، فأمات الرب 25 ألف رجل من شعب إسرائيل في يوم واحد، لهذا السبب؛ وهذا يظهر موقف الله الطاهر من الزنى،  بملكات اليمين (راجع سفر العدد 25: 1-9).
تفسير موسع:
إن تلك القضية مرتبطة بإدانة سبط بنيامين من شعب إسرائيل، بشكل كامل؛ وذلك بسبب اغتصاب مجموعة من رجال بني بليَّعال زوجة رجل لاوي كان مغترب في أرضهم.  فعاشروها طوال الليل وفي الصباح ماتت المرأة، فأخبر اللاوي باقي أسباط بني إسرائيل بما حدث (قضاة 19)؛ فانزعج باقي الأسباط كثير من حدوث تلك القباحة والرجاسة في وسط شعب إسرائيل؛ فطلب باقي الأسباط من بني بنيامين أن يسلموا لهم رجال بليَّعال الذين اقترفوا تلك القباحة، فلم يقبلوا (وهم ليسو من شعب إسرائيل – قضاة 20: 13).   فسألوا الرب ماذا يفعلوا، فدعاهم الرب لأن يحاربوا سبط بنيامين، وأن يبيدوهم، وهذا ما فعلوه.  وبقي من بنيامين فقط 600  رجل قد هربوا من الحرب، فأعفي عنهم.  فبعدها أصدر حكم من الله بأن يبيدوا أيضًا أهل يابيش جلعاد، الشعب الذي لم يستجب لنداء الأسباط عندما اجتمعوا في المصفاة، ليسألوا الله ماذا يفعلوا ببنيامين.  فأمر الله بأن يبادوا جميعًأ مع النساء والأطفال، ما عدى 400 عذراء؛ أمر الله  أن يتزوجْنَ، من الـ 600  رجال الناجين من بنيامين.  لكي تكون هذه نواة، لإعادة إحياء سبط بنيامين الذي أبيد بسبب عدم خضوعه لدعوة الله (كما نرى في النص أعلاه).  فكانت نتيجة تلك الفاجعة، أنه قتل من إسرائيل في ذلك اليوم، أربعين ألف رجل؛ ومن سبط بنيامين أكثر من خمسة وعشرين ألف رجل.  وهنا نرى قضاء الله القاسي، لأن الله لم يرد أن ينشأ سبط من أسباط شعبه، في الرجاسة والقباحة؛ فلكي يحافظ الله على الجيل الجديد من الشر والهلاك، أصدر قضائه بإبادة معظم السبط.  وهذا يُظهر لنا طُهر وقداسة الله؛ المستعد أن يبيد معظم شعبه، لكي يحافظ على قداسته وبره، حيث قال "13  وَإِنْ بَقِيَ فِيهَا عُشْرٌ بَعْدُ، فَيَعُودُ وَيَصِيرُ لِلْخَرَابِ، وَلكِنْ كَالْبُطْمَةِ وَالْبَلُّوطَةِ، الَّتِي وَإِنْ قُطِعَتْ فَلَهَا سَاقٌ، يَكُونُ سَاقُهُ زَرْعًا مُقَدَّسًا" أشعياء 6. وهذا الساق هو الـ 600 رجل المُعفى عنهم، والـ 400 عذراء اللواتي لم يعرفن رجل.  فلم ينصر الله شعبه ظالمًا أو مظلومًا فوق جميع الشعوب؛ بل قضائه كان عليه حتى أقسى من باقي الشعوب عندما أخطأ.
الاعتراض الثالث:  كيف يسمح الله بأن شعب إسرائيل يختطف بنات من شيلوه، ويتزوجهن بغير علم  ورضى أهلهن!!؟؟  أليس هذا التصرف مناف لأخلاق أي دين وحضارة؟؟
الرد:  القضية هنا هي ليست بهذه الصورة، بل لأن الرجال الناجين الـ 600، لا يكفيهم أن يتزوجوا فقط  بـ 400 فتاة، فأشير عليهم من قبل قادة جميع الأسباط، أن يخطفوا الراقصات فقط اللواتي يخرجن من شيلوه؛ واللواتي على الأرجع لا يمكن أن يتزوجن لأنهنَّ مرفوضات من المجتمع، ليكملوا النقص للـ 200 رجل الباقين، في إعادة إحياء سبط بنيامين.  وأشير عليهم أن يفعلوا هذا، لأن جميع أسباط إسرائيل قد حلفوا أمام الله، بأن لا يعطوا بناتهم لسبط بنيامين (قضاة 21: 1).  فخطف الراقصات ليتزوجن الـ 200 رجل الباقين، دون علم آبائهم، كان لسببين:

الأول، لكي لا يكسروا حلف آبائهم بأن لا يزوجوا أي فتاة منهم لرجل بنياميني.

والثاني، لكي يساهموا بتغيير حياة ومصير تلك الراقصات، ليصبحن أمَّهات يساهمن في إقامة أُسَرْ صالحة في شعب الله، تعيد أحياء سبط بنيامين بزواج شرعي، لكل رجل امرأة واحدة فقط.

باسم ادرنلي

[1]  May, Herbert G. Editor, Oxford Bible Atlas, Oxford University Press, 1976, p. 61.