كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات التكوين

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
1: 1

الآيات:  " 1 في البدء خلق الله السموات والأرض..."
مقارنة مع يوحنا 1 " 1 فِي الْبَدْءِ كَانَ الْكَلِمَةُ، وَالْكَلِمَةُ كَانَ عِنْدَ اللَّهِ، وَكَانَ الْكَلِمَةُ اللَّهَ."
الاعتراض الأول:  كيف يكون موسى هو كاتب سفر التكوين، وهو يروي مراحل خلق الله للأرض، آلاف السنين قبل مجيئه على الأرض؟
الرد:  إن الخالق هو الله، وهو الوحيد الذي يعرف ماذا فعل؛ هذا صحيح. لكن الله قد أوحى وكشف لموسى الكثير من الأحداث؛ وهي جميع الأحداث التي كانت قبله؛ ومن ضمنها كيف خلقت الأرض. وأيضًا توجد هناك دلالات علمية في النص، لا يمكن لشخص بسيط مثل موسى عاش قبل 3400 عام،  أن يدركها. فكيف له أن يعرف أنه في الخلق، خلق الله السموات، وبعدها الأرض؟ كيف له أن يعرف أن الأرض كانت محاطة بالمياه، قبل وجود أي شيء آخر؟ أي أن الله خلق المعادن، ثم النباتات، ثم المخلوقات. فكيف له أن يعرف أن الحياة ابتدأت من البحر، وبعدها انتقلت لليابسة (تكوين 1: 21)؟؟ وهذا أيضًا مطابق تمامًا للعلم. إن جميع هذه حقائق صحيحة علميًا، ولا يمكن لموسى حتى أن يبتدعها من ذاته، دون إيحاء من الخالق نفسه.

الاعتراض الثاني:  لقد قال في سفر التكوين أنه في البدء خلق الله السموات والأرض؛ وفي يوحنا يقول أنه في البدء أوجد الكلمة، وبعدها خلق كل شيء؛ ما هو الصحيح؟
الرد: إن النص في يوحنا لا يقل أن الكلمة أوجدت أولا؛ بل يقول أنه قبل بداية كل شيء موجود في الخليقة الذي يتكلم عنه في سفر التكوين، كان الكلمة موجودًا. أي أن الكلمة كان موجودًا قبل البدء؛ وهذا يقودنا إلى سؤال هام آخر: الله وحده الموجود قبل البدء، فكيف يعقل أن يكون مع الله أحد قبل بداية كل شيء؟؟ّ!! لهذا، وفي نفس الآية، يوضح ويقول: "وكان الكلمة الله". أي أنه في تكوين 1، قال لنا ماذا خلق الله من البد في هذه الخليقة؛ أما يوحنا، فقال لنا قصة الخالق نفسه الذي كان قبل البدء (يوحنا 1: 3)؛ وقصة تخطيطه المُسبق لافتداء الحياة التي أوجدها والخليقة التي عرف أنها ستسقط.

باسم أدرنلي

1: 2

الآيات:  "2 وَكَانَتِ الأَرْضُ خَرِبَةً وَخَالِيَةً، وَعَلَى وَجْهِ الْغَمْرِ ظُلْمَةٌ، وَرُوحُ اللهِ يَرِفُّ عَلَى وَجْهِ الْمِيَاهِ."
مقارنة مع أشعياء 45 "18 لأَنَّهُ هكَذَا قَالَ الرَّبُّ: «خَالِقُ السَّمَاوَاتِ هُوَ اللهُ. مُصَوِّرُ الأَرْضِ وَصَانِعُهَا. هُوَ قَرَّرَهَا. لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا. أَنَا الرَّبُّ وَلَيْسَ آخَرُ"
الاعتراض:  كيف يقول في تكوين أن الأرض كانت خربة وخالية، وفي أشعياء يقول أن الله لم يخلقها "باطلا"، وهي نفس الكلمة المستخدمة في تكوين "خربة"؟؟
الرد:  إن الكلمة المستخدمة في الآيتين فعلا نفس الكلمة "תֹ֙הוּ֙" "توهو" وتعني خربة، وهي نفس الكلمة المترجمة في آية أشعياء "باطلا".
في الحقيقة لا يوجد أي تناقض بين الآيتين، ففي آية تكوين، يظهر الله مراحل الخلق، من البداية التي فيها كانت الأرض خربة، إلى أن أصحبت جنة النعيم؛ حيث قال عنها الله بعد خلق كل ما فيها من البحار، الأنهر، النباتات، الكائنات، والبشر: "31 وَرَأَى اللهُ كُلَّ مَا عَمِلَهُ فَإِذَا هُوَ حَسَنٌ جِدًّا..." تكوين 1. وهذا مطابق لآية أشعياء، التي تؤكد أن الله لم يخلق لكي تكون خربة الملايين من الكواكب الأخرى، بل لكي يسكن بها البشر ويعمروها: "لَمْ يَخْلُقْهَا بَاطِلاً. لِلسَّكَنِ صَوَّرَهَا (أي لسكن البشر صنعها)". كما أكد الله لآدم في سفر التكوين، أن دوره هو ليحفظها ويعمرها: "15 وَأَخَذَ الرَّبُّ الإِلهُ آدَمَ وَوَضَعَهُ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ لِيَعْمَلَهَا وَيَحْفَظَهَا" تكوين 2. أي أن الآيتين تؤكدان على أن الله لم يخلق الأرض لتكون خربة وخالية؛ بل لكي يسكن بها الإنسان، ويحفظها ويعمرها؛ فلا يوجد أي أدنى تناقض بين الآيتين!!
باسم ادرنلي

1: 4 - 6

الآيات: " 4 وَقَالَ اللهُ: «لِيَكُنْ نُورٌ»، فَكَانَ نُورٌ. 5 وَرَأَى اللهُ النُّورَ أَنَّهُ حَسَن. وَفَصَلَ اللهُ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ 6  وَدَعَا اللهُ النُّورَ نَهَاراً وَالظُّلْمَةُ دَعَاهَا لَيْلاً. وَكَانَ مَسَاءٌ وَكَانَ صَبَاحٌ يَوْماً وَاحِداً."
بالمقارنة مع تكوين 1 "14  وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ"
الاعتراض: كيف خلق الله النور في اليوم الأول وفصل بين النور الظلمة ودعى النور نهارًا؛ وفي نفس الوقت، قد خلق الله النور الأكبر لحكم النهار (الشمس) في اليوم الرابع؟ فكيف يكون هناك وقت وزمن، قبل أن يخلق الله الزمن في اليوم الرابع، عدد 14 ؟؟
الرد: للرد على الاعتراض، يجب تحديد ثلاثة أمور:

أولا، خلق الزمن في أول كلمة:
يبدأ النص العبري في كلمة "בְּרֵאשִׁית" (بداية، في البدء). وهذه إشارة لبدء الزمن. فمن المنطقي أن تكون بداية الكون، من اللحظة التي فيها بدأ الله بخلق أي شيء. أي من اللحظة التي أصبح ليس هو وحده كائن، بل أشياء خلقها معه؛ هذا سيكون مؤشر لبداية العد الزمني للخلق. 

ثانيًا، ما هو نور اليوم الأول:
إن النور في اليوم الأول يتكلم عن نور المجد الإلهي، الذي أول ما ظهر في هذه الخليقة؛ وهو الاستنارة والدلالة لجميع الخلق عن وجود الله واختبار مجده. وهذا تكلم عنه الله في الكتاب؛ حيث يقول الكتاب أنه في النهاية، سترجع الخليقة بدون أنوار نجوم (والشمس أحدهم)، بل سيعود كما كان، هو النور الوحيد في الخليقة:
"19 لاَ تَكُونُ لَكِ بَعْدُ الشَّمْسُ نُورًا فِي النَّهَارِ، وَلاَ الْقَمَرُ يُنِيرُ لَكِ مُضِيئًا، بَلِ الرَّبُّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا وَإِلهُكِ زِينَتَكِ. 20 لاَ تَغِيبُ بَعْدُ شَمْسُكِ، وَقَمَرُكِ لاَ يَنْقُصُ، لأَنَّ الرَّبَّ يَكُونُ لَكِ نُورًا أَبَدِيًّا، وَتُكْمَلُ أَيَّامُ نَوْحِكِ." أشعياء 60. 
وأيضًا يؤكد على هذه الحقيقة آخر سفر في الوحي، في العهد الجديد، سفر الرؤيا: 
"1 ثُمَّ رَأَيْتُ سَمَاءً جَدِيدَةً وَأَرْضًا جَدِيدَةً، لأَنَّ السَّمَاءَ الأُولَى وَالأَرْضَ الأُولَى مَضَتَا، وَالْبَحْرُ لاَ يُوجَدُ فِي مَا بَعْدُ." رؤيا 21. 
" 5 وَلاَ يَكُونُ لَيْلٌ هُنَاكَ، وَلاَ يَحْتَاجُونَ إِلَى سِرَاجٍ أَوْ نُورِ شَمْسٍ، لأَنَّ الرَّبَّ الإِلهَ يُنِيرُ عَلَيْهِمْ، وَهُمْ سَيَمْلِكُونَ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ." رؤيا 22.
حتى القرآن عند المسلمين يردد نفس الفكرة ويقول عن الله "الله نور السموات والأرض" (النور 35).

ثالثَا، تحديد الزمن في اليوم الرابع:
أما تكوين 1: 14 أعلاه، فلا يقول أن الله خلق الزمن في اليوم الرابع، بل يقول أن الله أوجد الكواكب، لتدل على الزمن: " لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ" وليس لخلق النهار والليل. وهذا يؤكد أن الزمن كان موجودًا، لكن لم يكن للإنسان طريقة ليفصل بها ما بين النهار والليل، لتحديد الزمن. فإذا جلس شخص في غرفة مظلمة لمدة من الزمن، ولم يكن لديه أي طريقة ليحدد بها الزمن، هذا لا يعني طبعًا أنه في تلك الغرفة لا يوجد زمن، كونه لا توجد إشارة لتحديده!!  النص يؤكد أنه من اللحظة التي ابتدأ فيها الله بالخلق، بدأ الزمن يسري؛ لكن لم يكن هناك ما يحدده للإنسان. إلى أن خلق الله الكواكب، لتساعد الإنسان في تحديد الزمن، الذي ابتدأ وجوده من لحظة بدء الخلق.
باسم أدرنلي

1: 14 - 18

الآيات:  "14  وَقَالَ اللهُ: «لِتَكُنْ أَنْوَارٌ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتَفْصِلَ بَيْنَ النَّهَارِ وَاللَّيْلِ، وَتَكُونَ لآيَاتٍ وَأَوْقَاتٍ وَأَيَّامٍ وَسِنِينٍ 15  وَتَكُونَ أَنْوَاراً فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ». وَكَانَ كَذَلِكَ. 16 عَمِلَ اللهُ النُّورَيْنِ الْعَظِيمَيْنِ: النُّورَ الأَكْبَرَ لِحُكْمِ النَّهَارِ، وَالنُّورَ الأَصْغَرَ لِحُكْمِ اللَّيْلِ، وَالنُّجُومَ 17  وَجَعَلَهَا اللهُ فِي جَلَدِ السَّمَاءِ لِتُنِيرَ عَلَى الأَرْضِ 18  وَلِتَحْكُمَ عَلَى النَّهَارِ وَاللَّيْلِ وَلِتَفْصِلَ بَيْنَ النُّورِ وَالظُّلْمَةِ. وَرَأَى اللهُ ذَلِكَ أَنَّهُ حَسَنٌ."
مقارنة مع أيوب 25 " 5  هُوَذَا نَفْسُ الْقَمَرِ لاَ يُضِيءُ وَالْكَوَاكِبُ غَيْرُ نَقِيَّةٍ فِي عَيْنَيْهِ."
ومع أيوب 15 " 15  هُوَذَا قِدِّيسُوهُ لاَ يَأْتَمِنُهُمْ وَالسَّمَاوَاتُ غَيْرُ طَاهِرَةٍ بِعَيْنَيْهِ "
الاعتراض الأول:  يقول في تكوين 1، أن القمر يضيء؛ وفي أيوب 25، القمر لا يضيء، أليس هذا تناقض؟
الرد:  للرد يجب أن نعتبر اعتبارين:
الأول: في أيوب أصحاح 25، ينقل الوحي ما قاله بلدد الشوحي سواء أصاب أو خاب، وليس ما قاله الله.  طبعًا الكتاب المقدس هو حوار مستمر بين البشرية والله، وهذا أعظم شيء به.  فينقل لنا الوحي الكتابي آراء، أقول، أفعال، عناد، مواقف البشر.... بهدف إبراز ردود فعل الله عليها وآراءه بها.
الثاني: النص لا يقول أن القمر لا يضيء إطلاقًا، فعبارة "וְלֹא יַאֲהִיל لو يِئَهِال" في العبرية، تعني لا يسطع؛ أي القمر ليس له لمعان وبهاء بالنسبة لله.  إذا نظرنا للنص؛ نرى فيه صديق أيوب بلدد الشوحي يوبخ أيوب لأنه يشعر كأنه مظلوم مع الله (والعياذ بالله).  فيوبخه، ويقول له في في عدد 3، هل يوجد عدد لجنود الله؟ وفي عدد 4، كيف يكون أي إنسان بريء عند الله، وكيف يربح إذا وقف بالمحاكمة أمامه؟؟ وعدد 5 يقول أن القمر بالنسبة لله لا يسطع، ولا يثير انطباعه، والكواكب غير نقية بعيون الله الطاهرة، ويختم بعدد 6 بالخلاصة ويقول: فكيف بالحري يكون الإنسان الذي يشبهه باليرقة والدود؛ نقي وطاهر أمام قداسة الله؟؟ وهذا طبعًا يبطل بدعة عصمة الأنبياء، فلا يوجد أي إنسان خال من الخطية، بل الجميع أخطأوا.
فكالمعتاد يأخذ الناقدون آيات خارجة عن سياقها، ويسيئون استخدمها وفهمها !!!
الاعتراض الثاني:  لماذا في آيات أيوب 15 و25،  يقول أن القمر والسماء ليست حسنة وطاهرة، وفي تكوين 1، يقول أن الكواكب والنجوم حسنة!! أليس هذا تناقض؟
الرد:  إن الذي يتكلم في أيوب 15، هو صديق أيوب أليفاز التيماني، والذي يتكلم في أيوب 25 هو صديق أيوب بلدد الشوحي، وممكن أن يكونا قد قالا أشياء ليست دقيقة، أو حتى مناقضة للوحي الإلهي؛ خاصة أن الله وبخهما مع صديقهما، في نهاية السفر عن أقوالهم،  وقال لهم: "7  وَكَانَ بَعْدَمَا تَكَلَّمَ الرَّبُّ مَعَ أَيُّوبَ بِهَذَا الْكَلاَمِ أَنَّ الرَّبَّ قَالَ لأَلِيفَازَ التَّيْمَانِيِّ: [قَدِ احْتَمَى غَضَبِي عَلَيْكَ وَعَلَى كِلاَ صَاحِبَيْكَ لأَنَّكُمْ لَمْ تَقُولُوا فِيَّ الصَّوَابَ كَعَبْدِي أَيُّوبَ." أيوب 42.  وهذه القضية يجب أن ننتبه لها في الكتاب المقدس؛ فأعظم صفة في الوحي الإلهي، هو أنه لم يوحى بصيغة المونولوج (أي كلام من الله للإنسان باتجاه واحد فقط!!!)،  بل هو يصور حوار بين البشرية والله، استمر أكثر من أربعة آلاف عام.  يبيِّن الوحي أحداث تحدث على الأرض، وردود أفعال الله عليها.  ينقل لنا الوحي الكتابي آراء، أقول، أفعال، عناد، كفر، إيمان، مواقف البشر.... بهدف إبراز مواقف الله عليها، لكي يعلمنا القليل عن طبيعته المجيدة وشخصيته الفريدة.  فأحيانا الناقدون لا ينقلون سياق الآيات ومن قالها؛ لأن هدفهم هو الحرب فقط، فمثلا يقول لك الناقد، قال الله لآدم: "17 ... يَوْمَ تَأْكُلُ مِنْهَا (أي الشجرة) مَوْتاً تَمُوتُ"؛ ويقول لك أن الكتاب بعدها يقول: "4.. لَنْ تَمُوتَا"، ويقول "أي تناقض هذا؟" !!! ولا يظهر لعامة الناس أن العبارة الأولى قالها الله لآدم، والثانية قلها الشيطان لحواء لكي يضلها!!! فيجب أن نميز رأي من ينقل الوحي، وسياق النص المنقول.

باسم ادرنلي

1: 26

الآيات:  " 26 وَقَالَ اللهُ: «نَعْمَلُ الإِنْسَانَ عَلَى صُورَتِنَا كَشَبَهِنَا فَيَتَسَلَّطُونَ عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى الْبَهَائِمِ وَعَلَى كُلِّ الأَرْضِ وَعَلَى جَمِيعِ الدَّبَّابَاتِ الَّتِي تَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ"
الاعتراض: لماذا يستخدم النص صيغة الجمع في هذا النص عندما يتكلم عن الله؟
الرد: للرد لنا نقطتين:
أولا من الناحية اللغوية: في اللغة العبرية، لا يجوز أن تطلق صيغة مفردة على إسم الله وهو "إلوهيم" بالجمع. فلا يجوز أن يقول النص "أعمل الإنسان على صورتي.."، والكلمة "إلوهيم" بالجمع، أي تعني حرفيًا جمع إله!!
ثانيًا، فيه إشارة للثالوث الإلهي: إن اللفظ لا يحمل فقط البعد اللغوي، بل أيضًا يصور الله كإله واحد، لكنه جامع. مثلا في آية تكوين 3 "22  وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ..." في هذا النص، يقول إن الانسان قد صار "كواحدٍ منَّا" أي واحد من جمع، ولهذا يوضح العهد الجديد فكرة الثالوث؛ أن الله واحد في ثلاث أقانيم؛ الآب، الابن والروح القدس. فلو كان الله هنا مثلا يتكلم بصيغة الإجلال لذلك يتكلم بالجمع، لقال "قد صار مثلنا" وليس "كواحدٍ منَّا". هذا القول يكسر فكرة أن استخدام صيغة الجمع هي من أجل تعظيم الله، بل هنا في هذه الآية مثلا، الله يريد أن يشير للإنسان أنه صار كواحد من الأقانيم الثلاثة، وليس كألله بشكل عام (لفهم هذه النقطة، ارجع للرد تحت 3: 22).
باسم ادرنلي

3: 14

الآيات:  "14 فَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ لِلْحَيَّةِ: «لأَنَّكِ فَعَلْتِ هذَا، مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ"
الاعتراض الأول:  هل تأكل الحية التراب!! أي خرافة هذه؟؟
الرد:  للرد على الاعتراض المنطقي جدًا، يجب أن نوضح الآتي:
أولا: إن الخطاب الموجه للحية في النص، يختلف عن الخطاب الموجه لآدم وحواء. الخطاب لآدم وحواء كان حرفي، لازم معناه. أما الخطاب للحية، فنرى فيه أنه يحتوي على العواقب الحرفية، وأيضًا العواقب الرمزية، المجازية. والسبب في هذا هو أن الرب لا يتكلم عن الحية كحيوان فقط، بل ككائن آخر في نفس الوقت متقمص شخصية الحية، وهو إبليس.
لأن الوحي يوضح أن الذي ظهر لحواء هو إبليس بشكل حية (راجع رؤيا 12: 9  و20: 2).
لذلك نجد في النص لعنة حرفية على الحية كحيوان:
"14..مَلْعُونَةٌ أَنْتِ مِنْ جَمِيعِ الْبَهَائِمِ وَمِنْ جَمِيعِ وُحُوشِ الْبَرِّيَّةِ. عَلَى بَطْنِكِ تَسْعَيْنَ.." تكوين 3.
ونجد أيضًا في النص لعنة مجازية، عن الحية كإبليس، الشيطان:
"14.. وَتُرَابًا تَأْكُلِينَ كُلَّ أَيَّامِ حَيَاتِكِ. 15 وَأَضَعُ عَدَاوَةً بَيْنَكِ وَبَيْنَ الْمَرْأَةِ، وَبَيْنَ نَسْلِكِ وَنَسْلِهَا. هُوَ يَسْحَقُ رَأْسَكِ، وَأَنْتِ تَسْحَقِينَ عَقِبَهُ" تكوين 3.
أكيد الخطاب المجازي في آخر 14 و15، فيه الله لا يكلم الحية كحيوان. فأكل التراب هو تعبير مجازي على هزيمة إبليس وعاره، والعداوة بينه وبين والمرأة ونسلها؛ هي عواقب لا تخص الحية كحيوان إطلاقًا، بل إبليس.
ثانيًا: إن مصطلح "أكل التراب"، لا يقصد به المعنى الحرفي كما قلنا، بل المجازي. وهو يعني أن إبليس سيكون ملعونًا ومذلولاً، محاط بالشر والعار والخوف...إلخ. نعلم هذا من تعابير الكتاب نفسه، الذي أشار للتراب كصورة عن حياة الشر:
"9 أَمَامَهُ تَجْثُو أَهْلُ الْبَرِّيَّةِ، وَأَعْدَاؤُهُ يَلْحَسُونَ التُّرَابَ" مزمور 72. 
وكلمة "يلحسون" بالعبري هي "لكك" وهي نفس الكلمة التي استخدمها النبي ميخا عن الحية، في نفس التعبير، فيقول: "17 يَلْحَسُونَ التُّرَابَ كَالْحَيَّةِ، كَزَوَاحِفِ الأَرْضِ. يَخْرُجُونَ بِالرِّعْدَةِ مِنْ حُصُونِهِمْ، يَأْتُونَ بِالرُّعْبِ إِلَى الرَّبِّ إِلهِنَا وَيَخَافُونَ مِنْكَ" ميخا 7.
هنا يتكلم عن الناس التي أعطت إبليس سلطة قيادة حياتها. وهذا يبرهن بشكل قاطع المعنى، وهو الذل والهوان.
أيضًا الالتصاق بالتراب يعبر عن الذل والهوان:
"5 ... وَلْيَحُطَّ إِلَى التُّرَابِ مَجْدِي" مزمور 7
"39 نَقَضْتَ عَهْدَ عَبْدِكَ نَجَّسْتَ تَاجَهُ فِي التُّرَابِ" مزمور 89 
"25 لَصِقَتْ بِالتُّرَابِ نَفْسِي فَأَحْيِنِي حَسَبَ كَلِمَتِكَ" مزمور 119.
لكن يؤكد الوحي أن الله قادر أن يخرج من الذل نفس الإنسان، أي من التراب: 
"7 الْمُقِيمِ الْمَسْكِينَ مِنَ التُّرَابِ، الرَّافِعِ الْبَائِسَ مِنَ الْمَزْبَلَةِ" مزمور 113.  
وهذا وعد عظيم من الله الأمين لكل إنسان تائب، يقبل يد الله الممتدة له من خلال كفارة المسيح.

الاعتراض الثاني:  لماذا يصنف الحية من البهائم، البهائم هي الثديات؟؟
الرد:  يحب أن ندرك هنا أننا نتكلم هنا على لغة تعود إلى قرابة ستة آلاف سنة بحسب التقليد اليهودي. فيه الله بلغة العالم القديم، صنف الحيوانات إلى ثلاث فئات فقط. سمك بحر، طير سماء، وكل حيوان كائن يعيش على الأرض.
"28.. وَتَسَلَّطُوا عَلَى سَمَكِ الْبَحْرِ وَعَلَى طَيْرِ السَّمَاءِ وَعَلَى كُلِّ حَيَوَانٍ يَدِبُّ عَلَى الأَرْضِ" تكوين 1.
من جهة الحيوانات التي تيعش على الأرض، استخدم نص التكوين ثلاث كلمات:
(1) التنانين العظام "הַתַּנִּינִם הַגְּדֹלִים "، وهي أول ما خلق واستخرجها من الماء (وهذا أعظم إعجاز علمي، لأنه علميًا فعلا الحياة بدأت من المياه)؛ وعلى الأرجع يتكلم في النص عن الدايناصورات؛ وذلك من كلمة "العظام". خلقها الله في اليوم الخامس.
(2) كلمة بهائم، "הַבְּהֵמָה" "بهماه"، أي كائن حي أرضي، في نص سفر التكوين؛ أول ما ذكرت هذه الكلمة كان في العدد 24، والبهائم نعم تشمل جميع الحيوانات، ما عدا الحشرات.
(3) الحشرات، وهي مشمولة بتعبير "כָל-חַיָּה" أي "كل حي"، يقصد به كل مظاهر الحياة المتبقية.
فتصنيف الحية هو من البهائم؛ كلام سليم مئة بالمئة.

باسم أدرنلي
 

3: 22

الآيات:  "22 وَقَالَ الرَّبُّ الإِلهُ: هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفًا الْخَيْرَ وَالشَّرَّ. وَالآنَ لَعَلَّهُ يَمُدُّ يَدَهُ وَيَأْخُذُ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ أَيْضًا وَيَأْكُلُ وَيَحْيَا إِلَى الأَبَد"
الاعتراض:  لماذا يستخدم الكتاب هنا صيغة الجمع عن الله؟
الرد:  للرد على السؤال، هناك ثلاث نقاط:
أولا من الناحية اللغوية: في اللغة العبرية، لا يجوز أن تطلق صيغة مفردة على إسم الله وهو "إلوهيم" بالجمع. فلا يجوز أن يقول النص "أعمل الإنسان على صورتي.."، والكلمة "إلوهيم" بالجمع، أي تعني حرفيًا جمع إله!! 
ثانيًا، فيه إشارة للثالوث الإلهي: إن اللفظ لا يحمل فقط البعد اللغوي، بل أيضًا يصور الله كإله واحد، لكنه جامع. مثلا في آية تكوين 3 "22  وَقَالَ الرَّبُّ الإِلَهُ: «هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا عَارِفاً الْخَيْرَ وَالشَّرَّ..." في هذا النص، يقول إن الانسان قد صار "كواحدٍ منَّا" أي واحد من جمع، ولهذا يوضح العهد الجديد فكرة الثالوث؛ أن الله واحد في ثلاث أقانيم؛ الآب، الابن والروح القدس. فلو كان الله هنا مثلا يتكلم بصيغة الإجلال لذلك يتكلم بالجمع، لقال "قد صار مثلنا" وليس "كواحدٍ منَّا". هذا القول يكسر فكرة أن استخدام صيغة الجمع هي من أجل تعظيم الله، بل هنا في هذه الآية مثلا، الله يريد أن يشير للإنسان أنه صار كواحد من الأقانيم الثلاثة، وليس كألله بشكل.
ثالثًا، فيه إشارة نبوية للحل الإلهي: وهو بأن يصير الإنسان كأقنوم الابن، أي يسوع المسيح، لكي ينال الحياة من جديد. لذلك يقول "هُوَذَا الإِنْسَانُ قَدْ صَارَ كَوَاحِدٍ مِنَّا" وليس "قد صار مثلنا"؛ أي سيصير كواحد منا؛ أي كأقنوم الله الابن، يسوع المسيح بعمل الفداء: "29 لأَنَّ الَّذِينَ سَبَقَ فَعَرَفَهُمْ سَبَقَ فَعَيَّنَهُمْ لِيَكُونُوا مُشَابِهِينَ صُورَةَ ابْنِهِ، لِيَكُونَ هُوَ بِكْرًا بَيْنَ إِخْوَةٍ كَثِيرِينَ" رومية 8؛ وأيضًا في 1 يوحنا 3 "2.. وَلكِنْ نَعْلَمُ أَنَّهُ إِذَا أُظْهِرَ نَكُونُ مِثْلَهُ، لأَنَّنَا سَنَرَاهُ كَمَا هُوَ". بكلمات أخرى، "قد صار كواحد منا" تعني، أنه لكي يستطيع أن يأخذ الإنسان من شجرة الحياة مرة أخرى ويحيى إلى الأبد، كما أكد المسيح: "7.. مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنْ شَجَرَةِ الْحَيَاةِ الَّتِي فِي وَسَطِ فِرْدَوْسِ اللهِ" رؤيا 2، يجب أن يرجع لنفس طبيعة المسيح من جديد (التي خلق عليها)؛ لذلك منع الله آدم من الوصول لشجرة الحياة حالا بعد سقوطه، لكيلا يحيى بخطيته إلى الأبد؛ بل أراد الله أن يحيى إلى الأبد، بالطبيعة المبررة، طبيعة المسيح (الأعداد 22-24).
باسم ادرنلي

4: 17

الآيات:  " 17وَعَرَفَ قَايِينُ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ حَنُوكَ. وَكَانَ يَبْنِي مَدِينَةً فَدَعَا اسْمَ الْمَدِينَةِ كَاسْمِ ابْنِهِ حَنُوكَ."
الاعتراض:  من أين أتت امرأة قايين، وهل كان يعيش أناس آخرين على الأرض، غير عائلة آدم؟
الرد:  للرد على هذا الاعتراض يجب أن نوضح عدة نقاط:
أولا:  إن الكتاب يوضح أن جميع البشر على الأرض هم نسل آدم؛ سواء كانوا من شعب الرب أم لا: "5 فَنَزَلَ الرَّبُّ لِيَنْظُرَ الْمَدِينَةَ وَالْبُرْجَ اللَّذَيْنِ كَانَ بَنُو آدَمَ يَبْنُونَهُمَا (أي برج بابل)" تكوين 11؛ أيضًا "26 وَصَنَعَ مِنْ دَمٍ وَاحِدٍ كُلَّ أُمَّةٍ مِنَ النَّاسِ..." أعمال 17.  
ثانيًا: الكتاب لا يوضح كم كان عمر آدم حينما أنجب قايين وهابيل، لكنه يقول فقط أنه كان عمر آدم 130 سنة حينما أنجب، شيثًا (تكوين 5: 3).  حتى لا يوضح الكتاب هل كان قايين أول ولد ولده آدم أم لا.  بل ببساطة يقول: " 1  وَعَرَفَ آدَمُ حَوَّاءَ امْرَأَتَهُ فَحَبِلَتْ وَوَلَدَتْ قَايِينَ. وَقَالَتِ: «اقْتَنَيْتُ رَجُلاً مِنْ عِنْدِ الرَّبِّ». 2  ثُمَّ عَادَتْ فَوَلَدَتْ أَخَاهُ هَابِيلَ...". فهل ممكن أن يكون آدم قد أنجب قايين مثلا وعمره 100 عام، وولد أولاد وبنات كثيرين قبله؟ بالطبع ممكن.
ثالثًأ:  واضح عندنا هنا أن قايين قتل هابيل، ليس قبل مولد شيث بزمن كبير، حيث قالت امرأة آدم حينما ولد شيث: " 25  وَعَرَفَ آدَمُ امْرَأَتَهُ أَيْضاً فَوَلَدَتِ ابْناً وَدَعَتِ اسْمَهُ شِيثاً قَائِلَةً: «لأَنَّ اللهَ قَدْ وَضَعَ لِي نَسْلاً آخَرَ عِوَضاً عَنْ هَابِيلَ». لأَنَّ قَايِينَ كَانَ قَدْ قَتَلَهُ"؛ ومن هذا القول نستطيع أن نستنتج أنها كانت لا زالت متألمة من تلك الجريمة؛ فلا يمكن أن يكون قد مضى على تلك الجريمة مثلا 100 عام.  وواضح أيضًا من النصوص، أن قايين تزوج بعدما قتل أخاه (تكوين 4: 17).
وجميع ما ورد يقودنا لاحتمالين:
الاحتمال الأول: أن يكون قايين هو ابن آدم البكر فعلا، فيكون أن قايين قد قتل هابيل وعمره على الأقل 120 عام. وهنا لا يعقل أن يكون آدم قد عاش 120 سنة دون أن ينجب أولاد وبنات آخرين؛ خاصة أن وصية الله لهم كانت "28... أَثْمِرُوا وَاكْثُرُوا وَامْلأُوا الأَرْضَ"؟؟  في وقت لم يكن فيه أي وسائل لتحديد النسل؟ فيكون قد خرج من آدم شعوب وقبائل في الـ 120 عام؛ ومنها يكون قايين قد تزوج.
الاحتمال الثاني: أن لا يكون قايين ابن آدم البكر، ويكون عمر آدم 100 عام مثلا حينما أنجبه؛ فيكون أيضًأ أن آدم أنجب بنين وبنات كثيرين قبل قايين في الـ 100 عام التي قبله، لنفس السبب في الاحتمال الأول. فنرى أنه في الحالتين، كان قد خرج من آدم وحواء شعوب وقبائل؛ يكون قد تزوج منهم قايين فيما بعد، فلا يوجد أي نسل آخر على الأرض، ليس من آدم؛ وتزوج قايين بأحد أخواته التي خرجت من نسل آدم.

جدير بالذكر هنا،  أنه لم يكن الزواج بالأخت ممنوعًا منذ البدء، لأننا نعرف مثلا أن إبراهيم كان زوج سارة، أخته من الأب (تكوين 20: 12). أما نهي الله عن الزواج من الأخوات، فقد أتى في شريعة موسى التي أتت بعد إبراهيم بحوالي 600 عام؛ وبعد آدم وحواء بحوالي 2600 سنة (تثنية 27: 22).

باسم ادرنلي

6: 3

الآيات:  "3 فَقَالَ الرَّبُّ: لاَ يَدِينُ رُوحِي فِي الإِنْسَانِ إِلَى الأَبَدِ، لِزَيَغَانِهِ، هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَة"

الاعتراض:  لماذا قرر الله بعدها أن يسكن بروحه في البشر مناقضًا الآية؛ مثل شاول، داود، وجميع أتباع المسيح!! ألا يتبيَّن من هذا أن الله قد غير رأيه ونقضه؟

الرد:  هناك أمور عديدة لم ينتبه لها المعترض؛ أولا قرينة للآية، حيث يتابع الله بعد العبارة ويقول: "هُوَ بَشَرٌ. وَتَكُونُ أَيَّامُهُ مِئَةً وَعِشْرِينَ سَنَة"؛ فعبارة لا يدين روحي في الإنسان إلى الأبد، تتكلم عن نسمة حياة البشر، والقرينة تؤكد هذا. حيث يفسر الله القصد من العبارة، بأنه سيقصر عمر الإنسان، إلى مئة وعشرين، بسبب شره، كما أكد بعدها بعددين: "5 وَرَأَى الرَّبُّ أَنَّ شَرَّ الإِنْسَانِ قَدْ كَثُرَ فِي الأَرْضِ، وَأَنَّ كُلَّ تَصَوُّرِ أَفْكَارِ قَلْبِهِ إِنَّمَا هُوَ شِرِّيرٌ كُلَّ يَوْمٍ". أيضًا كلمة "לְעֹלָם"، "لعولام" المترجمة بـ "للأبد" لا تعني في جميع النصوص للأبد، بل قد تعني لفترة طويلة، مثل قول أيوب عن ذاته "لا إلى الأبد أحيا" (أيوب 7: 16). أي أنه يمكن أن نقرأ الآية كالتالي:
"لن أطول نسمة حياتي في الإنسان للأبد (أو لفترة طويلة)؛ هو بشر، وسأجعل أيامه مئة وعشرين سنة"؛ فلا علاقة بين هذه الآية، وحلول روح الرب في رجاله في القديم، الذي يستخدم الوحي فيه كلمة أخرى "صلاح" أي "حلَّ"، مثل: "6 فَيَحِلُّ عَلَيْكَ رُوحُ الرَّبِّ فَتَتَنَبَّأُ.." (1 صموئيل 10)؛ ويختلف عن سكنى الروح القدس في جميع المؤمنين بالمسيح" في العهد الجديد (أي كلمة "مشكان" بالعبري، "سكنى"!!!!

باسم ادرنلي

18: 27

الآيات: " 27 فَقَالَ إِبْرَاهِيمُ: إِنِّي قَدْ شَرَعْتُ أُكَلِّمُ الْمَوْلَى وَأَنَا تُرَابٌ وَرَمَادٌ."
مقارنة مع يوحنا 1 "12 وَأَمَّا كُلُّ الَّذِينَ قَبِلُوهُ فَأَعْطَاهُمْ سُلْطَاناً أَنْ يَصِيرُوا أَوْلاَدَ اللَّهِ، أَيِ الْمُؤْمِنُونَ بِاسْمِهِ."
ومع 1 أخبار 6 " 49 ... حَسَبَ كُلِّ مَا أَمَرَ بِهِ مُوسَى عَبْدُ اللهِ."؛
ومع دانيال 6 " 20 .. يَا دَانِيآلُ عَبْدَ اللهِ الْحَيِّ..".
الاعتراض: كيف يمكن أن نقول أننا إولاد الله، كما في يوحنا، مع أننا بشر؟  خاصة أنه في آية تكوين، إبراهيم يقول أنه تراب ورماد، أمام عظمة الله؛ أليس القول أننا عبيد الله، كما في آيات 1 أخبار ودانيال، فيه إجلال وإكرام أكثر لله؛ ويظهر تعبد وخضوع البشر أمامه كبشر؟
الرد:  الكثير من الناس يعترضون على فكرة أننا أبناء لله، ويؤمنون أن هذا كُفرًا، لأن من هو الإنسان حتى يكون إبن لله. ومعظم هؤلاء يؤمنون أن الإنسان هو عبد لله وليس إبن، لأنهم يرون في فكرة الابن كأنها تُرفِّع من شأن الإنسان ليصير في مستوى الله؛ وهذا بالنسبة لهم مرفوض تمامًا. والسؤال الهام الذي ربما نحتاج أن نبدأ به للرد على هذا الاعتراض هو:
هل نستحق نحن كبشر أن نكون عبيد لله؟  أليس العبد يحمل نفس طبيعة سيده  كالابن تمامًا؟
فلماذا يمكن أن نقول أننا عبيد لله وليس أبناء إذًا ؟
وهل كلمة عبيد لله في فحواها تختلف عن كلمة ابن لله، حيث أن أنثاهما يفترضان أننا نحمل نفس طبيعة الله؟
الادعاء أننا عبيد الله، ليس له أساس قانوني:
إن كلمة عبد لا تستخدم لتصوير العلاقة بين إنسان وبهيمته، بل تستخدم للتعبير عن العلاقة بين إنسانين يحملان نفس الطبيعة البشرية، أحدهما السيد، والثاني العبد، أي الخادم.
لقد صور الكتاب المقدس دقة متناهية في التعبير عن العلاقة ما بين الإنسان والله. فمن الناحية الأولى، أظهر مقدار الإنسان بأنه لا شيء أمام الله وعظمته كمخلوق، وذلك بِصُوَرْ عديدة منها:
قول داود: "... إِنَّمَا نَفْخَةً كُلُّ إِنْسَانٍ قَدْ جُعِلَ.." مزمور 39: 5. وقال إبراهيم أبو المؤمنين عن نفسه عندما تكلم مع الله: "..قد شرعت أكلم المولى (الله) وأنا ترابٌ ورماد." تكوين 18: 27.  وقال آساف عندما تواجه مع بر الله: "..أنا بليد لا أعرف، صرت كبهيم عندك." مزمور 73: 22.
لكن من الناحية الثانية، أبرز الكتاب أناس مميزين، كالكهنة والأنبياء والملوك، بأنهم عبيد لله، مثل موسى (1 أخبار 6: 49  ونحميا 10: 29) ودانيال (دانيال 6: 20). فالكتاب تجرأ أن يدعو أناس مميزين عبيد لله على أساس قانوني وكتابي واضح، وهو أننا في الأصل مخلوقين على صورة الله (تكوين 1: 27). فسؤالي للذين يعتقدون أننا عبيد لله وليس أبناء:
على أي أساس تتدعي أنك عبد لله؟ وهل تؤمن أنك مخلوق على صورة الله؟ أي أنك تحمل نفس طبيعة الله؟
كلمة عبد، ليس لها أساس لغوي باللغة العربية:
المشكلة الأخرى هنا، هي أن كلمة "عبد" هي ليست عربية الأصل، بل عبرية، لذلك لا نجد في أصلها الثلاثي "عَبَدَ" بمعنى عمل أو خدم. فنرى اختلاطًا وتضاربًا في اللغة العربية في استخداماتها، ما بين العبد الذي يخدم سيده والتي ليس لها أصلٌ ثلاثي، فتتعامل معها المعاجم ككلمة "العبد"، كمعجم لسان العرب: " العبد: الإِنسان، حرّاً كان أَو رقيقاً." والأصل الثلاثي "عَبَدَ"، التي تستخدم لعبادة الله، يقول معجم لسان العرب: "وعَبَدَ اللَّهَ يَعْبُدُه عِبادَةً ومَعْبَداً ومَعْبَدَةً: تأَلَّه له؛ ورجل عابد من قوم عَبَدَةٍ وعُبُدٍ وعُبَّدٍ وعُبَّادٍ. والتَّعَبُّدُ التَّنَسُّكُ."
أما عن أصل كلمة "العبد"، فقال معجم مقاييس اللغة عن أصلها الثلاثي الآتي:
" ولم  نسمَعْهم  يشتقُّون  منه  فعلاً، ولو اشتق لقيل عَبُد، أي صار عبداً وأقرَّ بالعُبُودة، ولكنّه أُمِيت الفعلُ فلم يُستعمل."
هل الفعل أُميتَ ولم يُستعمل؟ أم ليس موجودًا أصلاً؟ فإذا صح التعبير، لم يوجد الأصل الثلاثي لكلمة "العبد"، لأنها ليست عربية بل عبرية الأصل. جدير بالذكر أيضًا أن المعنى العربي الصحيح المعاصر المقبول لوصف جماعة الناس الذين يعبدون الله هو: "عباد الله" وليس "عبيد الله". أما الكلمة في أصلها العبري التي أُخذت منه فهو: "עבד" "عَبَدْ" أي عمل أو خدم، وعبد الله تعني خادم الله، فهي منسجمة تمامًا في معانيها دون أي تناقض أو تضارب، والخادم يحمل نفس طبيعة سيده، ولها أساس كتابي واضحًا بأننا مخلوقين على صورة الله كما رأينا. وبالتأكيد لا تستخدم بمعنى عبادة، كما هي في العربية، وفي نفس الوقت تستخدم كعبيد التي لا تمت للأصل "عَبَدَ" في أي صلة.
فربطهما ببعضهما البعض، بحسب معجم لسان العرب، هو أن العبد يخضع لسيده، ومن هنا أتت فكرة تعبدنا، أي خضوعنا لله. لكننا نعرف بحسب علم اللغة، لا يربطون الأفعال مع بعضها البعض فقط على أساس الحرف أو المعنى، بل بحسب القواعد والأصول اللغوية، فقد تجد العشرات من الأفعال التي تحمل نفس المعنى أوالحرف، لكنها كلمات مختلفة تمامًا، فالمعنى لا يعطينا الحق لربطها تحت أصل واحد.
نعم أخي القارئ، إن الله يطلب الإنسان الخاطئ ليرجعه إلى حضنه ويتبناه بقبوله ليد الله الممتدة إليه من خلال خلال خلاص الرب يسوع المسيح، كما قال الكتاب:
" وأمَّا كل الذين قبلوهُ (أي قبلوا المسيح كَمُخَلِّص) فأعطاهم سلطانًا أن يصيروا أولاد الله أي المؤمنون باسمِهِ." يوحنا 1: 12
وهذا لا يقلل من مقدار شأن الله أبدًا، الذي يقلل من شأن الله (والعياذ بالله) هي الخطية وليست الرحمة والاحسان. بل بالعكس تمامًا، عندما ينعم علينا الله بعطية التبني، هذا يًرَفِّع من شأن الله لأبعد الحدود.
عندما يمر الموكب الملكي من مكان، فيأتي رجل ويشتم الملك، وفي المقابل يقول الملك لحرسه: "أحضروا لي هذا الرجل"، فيحضرونه إليه وهو يظن أنه سيُقتل. فبدلا من عقابه، يبدي الملك رحمة ونعمه له ليتغيره عن شره، فيقول له: "سأسامحك على شرك الذي فعلت، لكن أريد أن أرى تغييرًا في حياتك، سأمنحك مالاً وغنى، وستكون كولد من أولادي منذ الآن". هل صنيع الملك يقلل من شأنه، أم يرفع من شأنه؟ وهل سيشعر ذلك الرجل بالامتياز والافتخار، أم بأقصى درجات الاحراج والانكسار على ذلك الاحسان الذي لا يستحقه؟
نعم عندما يتبنانا الله بنعمته، هذا لا يمنحنا الافتخار والامتياز بأنفسنا، بل بكم الله مميز وعظيم ومُحب. وهذا يميز الله ويمجده لأقصى الحدود التي ممكن أن نتخيلها. إن الله ليس الإله الغضوب الذي يريد أن يمسك عليك ذنب لكي يعاقبك ويلقيك في جهنم، فهذه صورة مشوهه عن الله، ولا تمجده، بل بالعكس تصوره في صورة لا تختلف كثيرًا عن أي رئيس دكتاتور في الشرق الأوسط. إن الإله الحقيقي، هو الإله الذي يطلبك ليردك إلى حضنه الإلهي كالابن الضال، الإله الذي يبحث عن الانسان ليرده من الموت الأبدي إلى الحياة.

باسم ادرنلي

32:24-29

الآيات:  " 24  فَبَقِيَ يَعْقُوبُ وَحْدَهُ. وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ. 25  وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ فِي مُصَارَعَتِهِ مَعَهُ. 26  وَقَالَ: «أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27  فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ». 28  فَقَالَ: «لاَ يُدْعَى اسْمُكَ فِي مَا بَعْدُ يَعْقُوبَ بَلْ إِسْرَائِيلَ لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ». 29  وَسَأَلَهُ يَعْقُوبُ: «أَخْبِرْنِي بِاسْمِكَ». فَقَالَ: «لِمَاذَا تَسْأَلُ عَنِ اسْمِي؟» وَبَارَكَهُ هُنَاكَ."

الاعتراض: هل يُعقل أن يتصارع إنسان مع الله؟  اي خرافة هذه، وهي مهينة بحق الله!؟

الرد: إن النص يبين بوضوح أن الصراع الذي يتكلم عنه هو ليس صراع بدني، بل جدل كلامي؛ والكلمة في العبري لصراع "أباك"، تستخدم للاثنين؛ فالله يتصارع مع الإنسان كل حياته في أمور كثيرة، ربما يتصارع مع إنسان ليحثه لترك الدخان، الزنى، الخطية...إلخ.  فعندما استخدم الكتاب عبارة "وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ"، تعني أن الله يتركنا ويحترم الإرادة الحرة التي أعطانا اياها؛ لكن في نفس الوقت، يأخذ إجراء التأديب لنا عندما نستمر بالعناد في الشر، لذلك يقول بعدها "وَلَمَّا رَأَى أَنَّهُ لاَ يَقْدِرُ عَلَيْهِ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ فَانْخَلَعَ حُقُّ فَخْذِ يَعْقُوبَ".  وهذا يبرهن قطعيًا أن الذي صارعه، لم يصارعه بدنيًا، لأن النص يُظهر بشكل بديهي أنه بدنيًا قادر عليه بسهولة، لكن كان يتحاجج معه ليغير ما كان في حياته من التواء. وبعد استمراره في الرفض، أجرى الله التأديب في رِجل يعقوب؛ فتمسك يعقوب به، لذلك قال له الرب: "«أَطْلِقْنِي لأَنَّهُ قَدْ طَلَعَ الْفَجْرُ». فَقَالَ: «لاَ أُطْلِقُكَ إِنْ لَمْ تُبَارِكْنِي». 27  فَسَأَلَهُ: «مَا اسْمُكَ؟» فَقَالَ: «يَعْقُوبُ»".  وعندما طلب يعقوب البركة من الرب، سأله عن اسمه؛ لكن لماذا؟؟ هو طبعًا يعرف اسمه!!! فنرى أنه بهذا أرجع يعقوب إلى الموقف الذي بدأ ينحرف فيه عن الاستقامة، عندما دخل على أبوه مُنتحِلاً لشخصية أخيه عيسو؛ فسأله أبوه يعقوب: "32... مَنْ أَنْتَ؟  فَقَالَ: أَنَا ابْنُكَ بِكْرُكَ عِيسُو" تكوين 27.   أي أن الله بارك يعقوب عندما قرر أن يتوب ويستسلم ليد الله المُغيِّرة، عن طريق إرجاعه للنقطة التي سقط منها وكذب قائلا عن نفسه عيسو، ومنها بدأت حياته بالانحراف. إذا الصراع الذي يتكلم عنه الكتاب، هو ليس صراع بدني، بل صراع الله مع إرادة يعقوب وتحويلها من إرادته الذاتية البشرية، لإطاعة إرادة الله الإلهية؛ لذلك غير اسمه من يعقوب (أي يتعقب الناس) إلى إسرائيل (أي أمير الله).


لكن مرة أخرى، كيف يظهر له الله كإنسان؟؟
إن الكتاب يصف الذي ظهر له بثلاث صفات:
الأولى، إنسان: من قول النص أعلاه: "24 ... وَصَارَعَهُ إِنْسَانٌ حَتَّى طُلُوعِ الْفَجْرِ".
الثانية، الله: وذلك من إشارتين، عندما قال في النص أعلاه: "28 .. لأَنَّكَ جَاهَدْتَ مَعَ اللهِ وَالنَّاسِ وَقَدِرْتَ" وأيضًا مما فهمه وفسره يعقوب ذاته: "30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهًا لِوَجْهٍ، وَنُجِّيَتْ نَفْسِي»" تكوين 30.
الثالثة، ملاك: وذلك من نص نبوي يعقب على نص تكوين 32، وهو: "2 فَلِلرَّبِّ خِصَامٌ مَعَ يَهُوذَا، وَهُوَ مُزْمِعٌ أَنْ يُعَاقِبَ يَعْقُوبَ... 4 جَاهَدَ مَعَ الْمَلاَكِ وَغَلَبَ. بَكَى وَاسْتَرْحَمَهُ.." هوشع 12.


إذَا نستنتج مما سبق، أن الذي صارع يعقوب هو ملاك، ظهر على صورة البشر، وكان الله ذاته!!! إذا من يكون؟؟ بحسب ما أظهره لنا الوحي الإلهي في العهد الجديد، هو أقنوم الله الابن، ودوره في الثالوث الإلهي؛ هو الإعلان المرئي والتعبيري والتنفيذي للذات الإلهية. مثل أقنوم الجسد في الإنسان المثلث الأقانيم (روح، نفس وجسد)؛ فأقنوم الجسد في الإنسان المثلث الأقانيم، هو الذي يعبر وينفذ مشيئة الروح والنفس. فأقنوم الله الابن ظهر للكثير من الأنبياء والقديسين في العهد القديم، مئات وألوف السنين قبل تجليه في جسد من لحم ودم؛ لكن ظهوره كان في جسد سماوي على صورة البشر.
للمزيد من المعرفة، اطلع على الرد تحت: 32: 30.
وأيضًا للمزيد من المعلومات اطلع على كتيبي: "تجلي الله في شخص المسيح".

تعقيب على معنى كملة " וַיִּגַּע " في أية رقم 25:
العبري يقول "וַיִּגַּע, בְּכַף-יְרֵכוֹ" "ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِهِ" يطب، يلمس، وتأتي بمعنى يضرب، لكن المعنى الأقرب، يطب، يمس "To touch"

وهي نفس الكلمة المستخدمة في تكوين 3: 3 "ولا تمساه"

وتأتي بمعنى يضرب، مثل تكوين 12: 17 "فَضَرَبَ الرَّبُّ فِرْعَوْنَ وَبَيْتَهُ"

وتأتي بمعنى يلمس، مثل تكوين 20: 6 "لِذلِكَ لَمْ أَدَعْكَ تَمَسُّهَا"

تكوين 26: 11 "الَّذِي يَمَسُّ هذَا الرَّجُلَ " و29 "كَمَا لَمْ نَمَسَّكَ وَكَمَا"

والمساس المذكور، لا يحمل فقط المعنى السلبي، بل المعنى المحايد؛ وممكن أيضًا أن يأتي بالمعنى الإيجابي، مثل تكوين 28: 12 عن رؤية يعقول للسماء والسلم المنصوب عليها: "وَإِذَا سُلَّمٌ مَنْصُوبَةٌ عَلَى الأَرْضِ وَرَأْسُهَا يَمَسُّ السَّمَاءَ" وتتكرر في نفس تكوين 32، عدد 32 "لِذلِكَ لاَ يَأْكُلُ بَنُو إِسْرَائِيلَ عِرْقَ النَّسَا الَّذِي عَلَى حُقِّ الْفَخِذِ إِلَى هذَا الْيَوْمِ، لأَنَّهُ ضَرَبَ حُقَّ فَخْذِ يَعْقُوبَ عَلَى عِرْقِ النَّسَا"
باسم ادرنلي

32: 30

الآيات: " 30 فَدَعَا يَعْقُوبُ اسْمَ الْمَكَانِ «فَنِيئِيلَ» قَائِلاً: «لأَنِّي نَظَرْتُ اللهَ وَجْهاً لِوَجْهٍ وَنُجِّيَتْ نَفْسِي."
بالإضافة إلى خروج 33 "11 وَيُكَلِّمُ الرَّبُّ مُوسَى وَجْهاً لِوَجْهٍ كَمَا يُكَلِّمُ الرَّجُلُ صَاحِبَهُ....20  وَقَالَ: «لاَ تَقْدِرُ أَنْ تَرَى وَجْهِي لأَنَّ الإِنْسَانَ لاَ يَرَانِي وَيَعِيشُ»."
وخروج 24 " 9 ثُمَّ صَعِدَ مُوسَى وَهَرُونُ وَنَادَابُ وَأَبِيهُو وَسَبْعُونَ مِنْ شُيُوخِ إِسْرَائِيلَ، 10  وَرَأَوْا إِلَهَ إِسْرَائِيلَ، وَتَحْتَ قَدَمَيْهِ أَرْضِيَّةٌ كَأَنَّهَا مَصْنُوعَةٌ مِنَ الْيَاقُوتِ الأَزْرَقِ الشَّفَّافِ تُمَاثِلُ السَّمَاءَ فِي النَّقَاءِ، 11 وَلَكِنَّ اللهَ لَمْ يَمُدَّ يَدَهُ لِيُهْلِكَ أَشْرَافَ بَنِي إِسْرَائِيلَ. فَرَأَوْا اللهَ وَأَكَلُوُا وَشَرِبُو."
مقارنة مع يوحنا 1 "18 اَللَّهُ لَمْ يَرَهُ أَحَدٌ قَطُّ. اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ."
الاعتراض:  كيف يقول وحي يوحنا، أن الله لم يره أحد قط؛ ونرى من خلال جميع الآيات الأخرى أن الكثيرين رأوه وجهًا لوجه؟؟ فموسى كان الله يكلمه وجهًا لوجه؛ ويعقوب كذلك قال أنه قد شاهد الله وجهًا لوجه؛ وأيضًا أكثر من سبعين من شيوخ أسرائيل رأوا الله جميعًا؛ فما هو التفسير المنطقي لهذه النصوص المتضاربة كليًا ؟
الرد: إن هذه كانت معضلة صعبة لليهود في القديم؛ حيث أن جميع الآيات الواردة أعلاه، ما عدى يوحنا، هي من العهد القديم، ويرجع تاريخها لأكثر من 1400 عام قبل المسيح. لكن الله في آية يوحنا 1: 18، قد فسر لنا تلك المعضلة التي لم تكن معلنة للبشر آنذاك؛ فالمعترض نسي الشطر الثاني من آية يوحنا، الذي يقول: " اَلاِبْنُ الْوَحِيدُ الَّذِي هُوَ فِي حِضْنِ الآبِ هُوَ خَبَّرَ". أي أن جميع إظهارات االله المرئية في العهد القديم للذات الإلهية، كانت ظهورًا لأقنوم الابن وليس لأقنوم الآب؛ لأنه فعلا لا يقدر أحد أن يرى أقنوم الآب ويعيش. لأن أقنوم الابن هو:

" صُورَةُ اللهِ غَيْرِ الْمَنْظُورِ" (كولوسي 1: 15)؛ أي أن الله الآب غير منظور وأقنوم الابن هو صورة الله الذي لا يمكن أن يُرى. 

فكما أن الإنسان المخلوق على صورة الله، المثلث الأقانيم (أي له روح، نفس وجسد؛ 1 تسالونيكي 5: 23)؛ لا ترى روحه؛ فالجسد، في الثالوث البشري، هو التعبير المرئي لأقنومي الروح والنفس في الإنسان.

كذلك الله المثلث الأقانيم، أقنوم الآب فيه لا يُرى؛  فالذي يُرى للبشر هو أقنوم الابن؛ كما يعبر عنه الوحي المقدس:

"..هو بَهَاءُ مَجْدِهِ، وَرَسْمُ جَوْهَرِهِ.." (عبرانيين 1: 3).  وكان يظهر للبشر بصورتين؛ الأولى بصورة مجده السماوي؛ والثانية بصورة بشر مثلنا (حتى آلاف السنين قبل تجليه في المسيح بجسد من لحم ودم كالبشر فعلاً).  فيوحنا رأى أيضًا أقنوم الابن بمجده ووصفه كذلك: " 12 فَالْتَفَتُّ لأَنْظُرَ الصَّوْتَ الَّذِي تَكَلَّمَ مَعِي. وَلَمَّا الْتَفَتُّ رَأَيْتُ سَبْعَ مَنَايِرَ مِنْ ذَهَبٍ، 13 وَفِي وَسَطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلاً بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقاً عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ. 14 وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأَبْيَضِ كَالثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ. 15 وَرِجْلاَهُ شِبْهُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ، كَأَنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أَتُونٍ. وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ. 16 وَمَعَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا. 17 فَلَمَّا رَأَيْتُهُ سَقَطْتُ عِنْدَ رِجْلَيْهِ كَمَيِّتٍ، فَوَضَعَ يَدَهُ الْيُمْنَى عَلَيَّ قَائِلاً لِي: «لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ، 18 وَالْحَيُّ. وَكُنْتُ مَيْتاً وَهَا أَنَا حَيٌّ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ."   فلم يظهر له، كما ظهر في شخص المسيح البشري؛ بل ظهر ليوحنا في مجده كما ظهر له على جبل التجلي. كذلك في العهد القديم، الله لم يره أحد قط، لكن اقنوم الابن هو الذي كان يعلن عن ذاته؛ تارة يظهر بمجده، كما ظهر لشيوخ أسرائيل وليوحنا؛ وتارة يظهر بصورة بشر، كما ظهر ليعقوب ولموسى عندما كان يكلمه وجهًا لوجه. لمزيد من الفهم، راجع كتيبي بعنوان "تجلي الله في شخص المسيح".

باسم ادرنلي

46: 27

الآيات:  "27  وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ."
مقارنة مع أعمال 7 "14 فَأَرْسَلَ يُوسُفُ وَاسْتَدْعَى أَبَاهُ يَعْقُوبَ وَجَمِيعَ عَشِيرَتِهِ خَمْسَةً وَسَبْعِينَ نَفْساً."
الاعتراض: لماذا يذكر استفانوس، عشيرة يعقوب 75 نفس، بينما تكوين يذكر 70 نفس؛ أليس هذا تناقض؟
الرد:  للرد على هذا الاعتراض المنطقي، نقول الآتي:
أولاً، كيف عد سفر التكوين 70 نفس: 
إن الآية التي قبل تكوين 46: 27 المذكورة، عدد 26 يقول: " جَمِيعُ النُّفُوسِ لِيَعْقُوبَ الَّتِي أَتَتْ إِلَى مِصْرَ.. مَا عَدَا نِسَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ، جَمِيعُ النُّفُوسِ سِتٌّ وَسِتُّونَ نَفْسًا". فتذكر أن جميع النفوس التي أتت إلى مصر، ما عدا النساء، كانت  66 نفس. وبعدها يعد إبنا يوسف، مع يوسف ويعقوب؛ لتصل إلى العدد 70: "27  وَابْنَا يُوسُفَ اللَّذَانِ وُلِدَا لَهُ فِي مِصْرَ نَفْسَانِ. جَمِيعُ نُفُوسِ بَيْتِ يَعْقُوبَ الَّتِي جَاءَتْ إِلَى مِصْرَ سَبْعُونَ". فهو يحسب مجيء يوسف وعائلته قبلهم، كجزء لا يتجزأ من النفوس التي أتت إلى مصر: 66 + يعقوب+ ولدا يوسف+ يوسف = 70 نفس.
ثانيًا، كيف عد استيفانوس: 
أما العدد الذي يورده استفانوس هو 76 مع يعقوب، لا يشمل يوسف وأولاده؛ لأنه عدد عشيرة يعقوب الذي استدعاه يوسف لمصر. إذًا هو يشمل العدد الذي يورده الوحي في تكوين 46: 26؛ أي 67 مع يعقوب؛ وليس 70.  ويقول نص تكوين 46: 26 "مَا عَدَا نِسَاءَ بَنِي يَعْقُوبَ". 
أما نص أعمال، فيقول يعقوب وجميع عشيرته؛ وهذا يشمل يعقوب، أولاده ونساء أولاده طبعًا. إذًا بقي عندنا أن نعرف كم عدد نساء أولاده.  فللأسف لا نرى إجابة واضحة في نفس أصحاح تكوين؛ كما هي عليه في إصحاح تكوين 46: 8-26؛ التي تفصل بالتدقيق عدد الأنفس، ما عدا نساء أولاد يعقوب.  فيبقى عدد نساء أولاده مجهول. نعرف مثلاً أن امرأة يهوذا ماتت (تكوين 38: 12)؛ وإذا اعتبرنا أن عدد نساء أولاده كامل، وجميعهم متزوجون؛ يكون عددهم 10 نساء. فنصل إلى العدد مع يعقوب 77 (يوسف لم نعده، لأنه لم يصعد إلى مصر مع يعقوب). لكن من الممكن فقدان امرأة أخرى واحدة لأولاده؟ أو أن يكون بنيامين الصغير لم يتزوج بعد؟ ممكن أن نستوحي هذا، من دعوة يوسف له: "ابني"؛ وئلك في تكوين 43: 29؛ وهو أخوه الوحيد من أمه راحيل. لكن الوحي دقيق في وصفه، ويحدد أن عدد الأنفس الذين استدعاهم يوسف إلى مصر مع يعقوب أبوه، هو 67؛ ومع نساء أولاد يعقوب 76. فهو عدد حقيقي ومنطقي وصادق؛ إذا نفترض أن عائلة يعقوب فقدت امرأة واحدة أخرى، من نساء بنيه بالإضافة إلى إمرأة يهوذا؛ أو أن يكون بنيامين لم يتزوج بعد. فكان عدد الذين أتوا إلى مصر 75، ومع يعقوب 76؛ فلا تناقض بين النصوص أبدًا.
باسم أدرنلي