كنيسة بلا جدران

الرد على شبهات الرؤيا

ملاحظة افتح كل الشواهد او انقر على كل شاهد على حده دفاعيات كتاب مقدس رجوع
1: 4

الآيات:  " 4  يُوحَنَّا، إِلَى السَّبْعِ الْكَنَائِسِ الَّتِي فِي أَسِيَّا: نِعْمَةٌ لَكُمْ وَسَلاَمٌ مِنَ الْكَائِنِ وَالَّذِي كَانَ وَالَّذِي يَأْتِي، وَمِنَ السَّبْعَةِ الأَرْوَاحِ الَّتِي أَمَامَ عَرْشِهِ"
الاعتراض:  كيف ممكن أن يكون الروح القدس هو الله، وفي نفس الوقت يتكلم النص عن سبعة أرواح أما عرش الله ؟
الرد:  للرد على هذا النقض، نحتاج أن نوضع عدة أمور:
أولا: إن كتاب سفر الرؤية هو كتاب تشبيهي ورمزي؛ ويسمى "أبوكليبتي"؛ وفيه لا تؤخذ الكثير من المعطيات بشكل حرفي، لكن بشكل رمزي. فالعدد 7، يتكرر كثير في سفر الرؤية؛ وهو يرمز إلى الكمال أو اكتمال الأشياء التي تحدث.
ثانيًا:  إن النص لا يتكلم عن الروح القدس الذي هو الله؛ بل يقول ببساطة "السبعة الأرواح"؛ وهي أمام عرش الله؛ فالنص ببساطة هنا يتكلم عن ملائكة الله.  خاصة أن الوحي في مكان آخر، يقول عن الملائكة: "أَلَيْسَ جَمِيعُهُمْ أَرْوَاحًا خَادِمَةً مُرْسَلَةً لِلْخِدْمَةِ لأَجْلِ الْعَتِيدِينَ أَنْ يَرِثُوا الْخَلاَصَ" عبرانيين1.  إذا الكتاب نفسه يسمى الملائكة أرواح خادمة؛ لذك يتكلم النص عن سبعة ملائكة أمام عرش الله.
ثالثأ:  إن النص يتوقف عن ذكر السبعة أرواح التي أمام عرش الله؛ وفجئةً يبدأ يتكلم عن السبعة كواكب، ويقول أنها " 20 ... السَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ هِيَ مَلاَئِكَةُ السَّبْعِ الْكَنَائِسِ، وَالْمَنَايِرُ السَّبْعُ الَّتِي رَأَيْتَهَا هِيَ السَّبْعُ الْكَنَائِسِ" رؤيا 1. وبعدها، في مطلع الأصحاح الثاني، يقول: " 1 اُكْتُبْ إِلَى مَلاَكِ كَنِيسَةِ أَفَسُسَ..." فواضح من سياق النصوص، أن السبعة أرواح، هي ملائكة الله وهي أرواح خادمة لخدمة الكنائس. أي أن ملائكة السبع كنائس، ماثلون أمام عرش الله؛ ويصورهم أيضًا الوحي بسبعة كواكب. إذا الروح القدس هو واحد، وهو الله؛ وأما السبعة أرواح التي أمام عرش الله، هي سبعة ملائكة الكنائس السبعة؛ فلا تناقض في النصوص إطلاقًا.

باسم أدرنلي

3: 12

الآيات:  "12  مَنْ يَغْلِبُ فَسَأَجْعَلُهُ عَمُودًا فِي هَيْكَلِ إِلهِي، وَلاَ يَعُودُ يَخْرُجُ إِلَى خَارِجٍ، وَأَكْتُبُ عَلَيْهِ اسْمَ إِلهِي، وَاسْمَ مَدِينَةِ إِلهِي، أُورُشَلِيمَ الْجَدِيدَةِ النَّازِلَةِ مِنَ السَّمَاءِ مِنْ عِنْدِ إِلهِي، وَاسْمِي الْجَدِيدَ"
أيضًا في يوحنا 20 "17  قَالَ لَهَا يَسُوعُ:.... إِنِّي أَصْعَدُ إِلَى أَبِي وَأَبِيكُمْ وَإِلهِي وَإِلهِكُمْ"
الاعتراض:  كيف يدعي المسيحيون أن المسيح هو الله، وأحيانا يقولون عن نصوص قالها وهو على الأرض تظهر أن الله إلهه (مثل نص يوحنا 20)، أنه قالها كإنسان وهو على الأرض!!! عندنا هنا آية رؤيا 3، يقولها المسيح وهو في مجده في السماء، بأن الله هو إلهه وإله أورشليم ؟
الرد:  إن الناقد يجب أن يدرك أن وساطة المسيح لنا كرئيس كهنة قرب نفسه لكي يبررنا أمام الله بدمه، عملها المسيح كإنسان وليس كإله؛ لذلك يشدد الوحي بأن الوسيط هو الإنسان يسوع المسيح، وليس الإله: "5 لأَنَّهُ يُوجَدُ إِلهٌ وَاحِدٌ وَوَسِيطٌ وَاحِدٌ بَيْنَ اللهِ وَالنَّاسِ: الإِنْسَانُ يَسُوعُ الْمَسِيحُ" 1 تيموثاوس 2.  لذلك يبدأ السفر بوصف المسيح لنفسه كالشاهد الأمين الذي فدانا بدمائه كوسيط بشري: " 5  وَمِنْ يَسُوعَ الْمَسِيحِ الشَّاهِدِ الأَمِينِ، الْبِكْرِ مِنَ الأَمْوَاتِ، وَرَئِيسِ مُلُوكِ الأَرْضِ. الَّذِي أَحَبَّنَا، وَقَدْ غَسَّلَنَا مِنْ خَطَايَانَا بِدَمِهِ".  لكن نرى في العهد الجديد ثلاث مبادي مرتبطة معًا كل الوقت، بخصوص حقيقة شخصية المسيح؛ ونراها في سفر الرؤيا أيضًا، وهي: تسبيح الله من خلال صفاته، نسب الكثير من تلك الصفات الإلهية للمسيح؛ ومن ثم إبراز أن المسيح كان أيضًا كإنسان، عابدٌ الآب.  ففي نفس الآية أعلاه، نرى عدة مبادئ تقدم هذا المزج، منها:
أولا:  تؤكد أن الهيكل والمدينة أورشليم، هي لله إله المسيح كإنسان؛ لكن في نفس الوقت يختم الآية في عبارة "وَاسْمِي الْجَدِيدَ"!! فلماذا لا يكمل على نفس النمط في نفس الآية، فبدل من أن يقول "اسمي"، أن يقول "إسم إلهي لي" ؟؟  أي يكون مكتوب عليه مثلا: "إسم إلهي.. واسم إلهي الجديد لي"، بدلا من "واسمي الجديد" ؟!   لماذا لا يكمل على نفس النهج؟ ولماذا يضع اسمه الجديد مع إسم إلهه؟ ألا يتكلم عن نفس الله الذي لا يشرك مجده مع آخر؟! (أشعياء 42: 8).  طبعًا بداية الآية أيضًا يقول "من يغلب فسأجعله"!! لماذا لا يقول "من يغلب سيجعله إلهي"، لكي تكمل على نفس النمط أيضًا ؟!
وهنا نرى هذا المزج الذي يبدأ بإبراز سلطان لاهوته: "فسأجعله" وينهي بنفس المفتاح "واسمي الجديد".  وفي الوسط يؤكد المسيح أن وساطته لنا هي بين المسيح الإنسان والله الآب.  وهي حقبة نالها كإنسان خاضع لكل قوانين البشر، انتصر وتقدم في كل شيء حتى نال الملء الإلهي، بخلاف جميع الأنبياء الذين كانوا قبله.  
ثانيًا: في كل العهد الجديد وبالطبع في سفر الرؤيا، نرى هذا المزج بين الثلاثة مبادئ؛  لكن لكي نكون أدق في الدراسة لهذا السفر الأبوكليبتي بحسب علوم التفسير السليم، سندرس هذا النمط فقط في هذا القسم من السفر، وهو الأصحاحات 1-3. حيث سنبرز فيها فقط إعلان بعض صفات الله، ونسب نفس تلك الصفات للمسيح.
يبدأ بإعلان النبوة ونسبها للمسيح: " 7 هُوَذَا يَأْتِي مَعَ السَّحَابِ (أي المسيح)، وَسَتَنْظُرُهُ كُلُّ عَيْنٍ، وَالَّذِينَ طَعَنُوهُ.." أما في النبوة الأصلية، فالله يتكلم عن ذاته المطعونة: " فَيَنْظُرُونَ إِلَيَّ، الَّذِي طَعَنُوهُ" زكريا 12: 10.  يقول: " 8  أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ، الْبَِدَايَةُ وَالنِّهَايَةُ، يَقُولُ الرَّبُّ الْكَائِنُ.." والرب الكائن هو الله؛ لكن بعدها ببعض الآيات يقول المسيح عن نفسه أنه هو الألف والياء، الأول والآخر: " 11  قَائِلاً: «أَنَا هُوَ الأَلِفُ وَالْيَاءُ. الأَوَّلُ وَالآخِرُ ..17.. لاَ تَخَفْ، أَنَا هُوَ الأَوَّلُ وَالآخِرُ" (أيضًا في 2: 8).  أيضًا كيف يدعي المسيح أنه له سبعة أرواح الله والسبعة كواكب!! "1.. هَذَا يَقُولُهُ الَّذِي لَهُ سَبْعَةُ أَرْوَاحِ اللهِ وَالسَّبْعَةُ الْكَوَاكِبُ.." رؤيا 3؛ وأين الله من هذا؟؟  أيضًا يقول عن نفسه أنه القدوس الحق: "7.. هَذَا يَقُولُهُ الْقُدُّوسُ الْحَقُّ، الَّذِي لَهُ مِفْتَاحُ دَاوُدَ، الَّذِي يَفْتَحُ وَلاَ أَحَدٌ يُغْلِقُ، وَيُغْلِقُ وَلاَ أَحَدٌ يَفْتَحُ" رؤيا 3. فالله هو القدوس (راجع مزمور 22: 3  وأمثال 9: 10  وهوشع 11: 12  وحبقوق 3: 3).  إذًا إن وساطة المسيح لنا في السماء حققها كإنسان رئيس كهنتها؛ وهذا لا ينفي حقيقة من هو؛ هو أقنوم الله الابن الكامل في اللاهوت، المساوي للآب في الجوهر.  طبعًا سفر الرؤيا يستخدم مصطلح "ابن الله" في بدايته (2: 18)؛ وينتهي من استخادمه حالا بعدما يعلن أنه سيكون له اسمًا جديدًا؛ لأنه في الحقيقة ليس ابن الله بالمفهوم الذي ندركه؛ كما لمح الوحي عن هذا بقوله: "3.. بَلْ هُوَ مُشَبَّهٌ بِابْنِ اللهِ. هذَا يَبْقَى كَاهِنًا إِلَى الأَبَدِ." عبرانيين 7.  لأننا عندما نراه في أمجاده السماوية، سنعرف اسمه الجديد الذي تكلم عنه في الآية أعلاه.  فكوننا قد عرفنا المسيح بحسب الجسد كإبن الله وكإنسان مثلنا، فلسنا نعرفه بعد هكذا: "16... وَإِنْ كُنَّا قَدْ عَرَفْنَا الْمَسِيحَ حَسَبَ الْجَسَدِ، لكِنِ الآنَ لاَ نَعْرِفُهُ بَعْدُ (بحسب الجسد)" 2 كورونثوس 5. لذلك وصفه يوحنا عندما رآه، بهذا الوصف: "13 وَفِي وَسْطِ السَّبْعِ الْمَنَايِرِ شِبْهُ ابْنِ إِنْسَانٍ، مُتَسَرْبِلاً بِثَوْبٍ إِلَى الرِّجْلَيْنِ، وَمُتَمَنْطِقًا عِنْدَ ثَدْيَيْهِ بِمِنْطَقَةٍ مِنْ ذَهَبٍ 14 وَأَمَّا رَأْسُهُ وَشَعْرُهُ فَأَبْيَضَانِ كَالصُّوفِ الأَبْيَضِ كَالثَّلْجِ، وَعَيْنَاهُ كَلَهِيبِ نَارٍ. 15 وَرِجْلاَهُ شِبْهُ النُّحَاسِ النَّقِيِّ، كَأَنَّهُمَا مَحْمِيَّتَانِ فِي أَتُونٍ. وَصَوْتُهُ كَصَوْتِ مِيَاهٍ كَثِيرَةٍ 16 وَمَعَهُ فِي يَدِهِ الْيُمْنَى سَبْعَةُ كَوَاكِبَ، وَسَيْفٌ مَاضٍ ذُو حَدَّيْنِ يَخْرُجُ مِنْ فَمِهِ، وَوَجْهُهُ كَالشَّمْسِ وَهِيَ تُضِيءُ فِي قُوَّتِهَا" رؤيا 1.

باسم ادرنلي

5: 5

الآيات:  " 5  فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ: «لاَ تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ السَّبْعَةَ"
مقارنة مع
الاعتراض:  هل المسيح سيرجع كأسد، أم كخروف، أم بمظهر آخر؟  خاصة أن نفس الكتاب يقول أنه سيرجع كملك (رؤية 19-20)؟
الرد:  إن سفر الرؤية هو سفر من النوع الأبوكليبتي؛ وهو أدب رمزي تشبيهي، لا يؤخذ حرفيًا أبدًا.  فكل كلمة وردت فيه، لها معنى روحي؛ ولا تؤخذ بالمعنى الحرفي.  ففي رؤيا 5، لقد وصف الوحي المسيح كأسد، لكي يبرز صفته كملك منتصر: "5 فَقَالَ لِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ:  لاَ تَبْكِ. هُوَذَا قَدْ غَلَبَ الأَسَدُ الَّذِي مِنْ سِبْطِ يَهُوذَا، أَصْلُ دَاوُدَ، لِيَفْتَحَ السِّفْرَ وَيَفُكَّ خُتُومَهُ السَّبْعَةَ".  وبعدها يصفه بالخروف، لكي يؤكد أنه حقق انتصاره، عن طريق تقديم نفسه كذبيحة لخطايا البشر: "9  وَهُمْ يَتَرَنَّمُونَ تَرْنِيمَةً جَدِيدَةً قَائِلِينَ: مُسْتَحِق أَنْتَ أَنْ تَأْخُذَ السِّفْرَ وَتَفْتَحَ خُتُومَهُ، لأَنَّكَ ذُبِحْتَ وَاشْتَرَيْتَنَا للهِ بِدَمِكَ مِنْ كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَشَعْبٍ وَأُمَّةٍ ... 12 قَائِلِينَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْخَروُفُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ." رؤيا 5.  فإبراز المسيح كالملك المنتصر، وكالخروف الفادي معًا، لا يتناقضان أبدًا.

باسم ادرنلي

6: 16

الآيات:  " 16  وَهُمْ يَقُولُونَ لِلْجِبَالِ وَالصُّخُورِ: اُسْقُطِي عَلَيْنَا وَأَخْفِينَا عَنْ وَجْهِ الْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَعَنْ غَضَبِ الْحَمَلِ"
الاعتراض:  هل المسيح هو حَمَلْ مليء بالرحمة والمحبة؛ أم مليء بالغضب والدينونة؟
الرد:  إن المسيح بالتأكيد مليء بالرحمة والمحبة وهو يحمل نفس صفات الله؛ فالله رحيم ومُحب لجميع البشر. لكن بعدما يمهل البشر دهور كثير ولا يتوبوا، تأتي ساعة الدينونة لهم؛ فلا تناقض بين الصفتين.  الأب المحب والرؤوف والرحيم، هو نفس الأب الذي يعاقب ويضرب أحيانًا.  وهذا ما قدمه المسيح عن نفسه، بكل وضوح عندما بدأ خدمته، فقال: "19  وَأَكْرِزَ بِسَنَةِ الرَّبِّ الْمَقْبُولَةِ  20  ثُمَّ طَوَى السِّفْرَ وَسَلَّمَهُ إِلَى الْخَادِمِ وَجَلَسَ. وَجَمِيعُ الَّذِينَ فِي الْمَجْمَعِ كَانَتْ عُيُونُهُمْ شَاخِصَةً إِلَيْهِ. 21  فَابْتَدَأَ يَقُولُ لَهُمْ: إِنَّهُ الْيَوْمَ قَدْ تَمَّ هَذَا الْمَكْتُوبُ فِي مَسَامِعِكُمْ" لوقا 4؛ فأكد لهم أن سنة الرحمة الإلهية قد ابتدأت؛  فاستغرب اليهود لأن المسيح لم يكمل الآية من أشعياء 61، حيث، تكمل بعبارة: "2  ... وَبِيَوْمِ انْتِقَامٍ لإِلَهِنَا...". فخطة الله المليئة بالرحمة والمحبة، قد أعلن الله أنها ستستمر لمدة سنة كاملة؛ إلى أن يأتى يوم الانتقام والدينونة.  فمن هذه المفارقة، نعرف أن رحمة الله واسعة وكبيرة تتسع إلى سنة كاملة؛ لكن بعدها سيأتي يوم الدينونة.  فإذا قارننا يوم بسنة كاملة، سنجد أن رحمة الله أوسع بـ 364 مرة من يوم الدينونة؛ وهذا بالعكس يبرز سعة رحمة ونعمة المسيح، لخلاص البشر.

باسم ادرنلي

7: 1

الآيات: "1 وَبَعْدَ هذَا رَأَيْتُ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ، مُمْسِكِينَ أَرْبَعَ رِيَاحِ الأَرْضِ لِكَيْ لاَ تَهُبَّ رِيحٌ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ عَلَى الْبَحْرِ، وَلاَ عَلَى شَجَرَةٍ مَا"
أيضًا أيوب 37 "3 تَحْتَ كُلِّ السَّمَاوَاتِ يُطْلِقُهَا، كَذَا نُورُهُ إِلَى أَكْنَافِ الأَرْضِ (أي زوايا الأرض)"
وأيوب 38 "12 لِيُمْسِكَ بِأَكْنَافِ الأَرْضِ، فَيُنْفَضَ الأَشْرَارُ مِنْهَا؟"
أشعياء 11 "12 وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ، وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ، وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ"
وحزقيال 7 "2 وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأَرْضِ إِسْرَائِيلَ: نِهَايَةٌ! قَدْ جَاءَتِ النِّهَايَةُ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ"
ورؤيا 20 "8 وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ"
الاعتراض: هل الارض مربعة أو لها أربعة زوايا!!! أي خرافة هذه؟؟
الرد: للرد على هذا الاعتراض، نقول الآتي:
أولا: ما هو تفسير النصوص السابقة؟
إن العامل المشترك في جميع النصوص الشعرية السابقة، هو موضوع سلطان الله المتحكم والسائد على الأرض، ودينونته للأشرار. لذلك الوحي يشبه الأرض ببطانية لها أربعة أطراف، يقف على كل طرف منها ملاك، لينفضها من الحشرات والقش والغبار الذي علق بها على مدار الليل والهدوء. وهذه الصورة يوضحها أيوب بدقة كما نرى أعلاه، بقوله: "12 لِيُمْسِكَ بِأَكْنَافِ الأَرْضِ، فَيُنْفَضَ الأَشْرَارُ مِنْهَا؟" (أيوب 38).  كذلك الله يمهل الأشرار ويكون ساكن معهم سكون الليل إلى حين؛ إلى أن يأت الوقت ويطلع النهار، فينفض الله غبارهم، حشراتهم وقشهم منها. وترجع نظيفة وصالحة للنوم مرة أخرى للصالحين، كما كانت. وهي عملية بسيطة كان يفعلها الناس في القديم كل الوقت، بعدما ينامون في البر؛ وتشبيه رائع ليصوِّر طريقة تمعامل الله مع الأشرار الذي على الأرض.
ثانيًا: إن التعابير: "زوايا الأرض" "أكناف الأرض" "أطراف الأرض"، موجودة فقط إمَّا في الأسفار النبوية (مثل أشعياء، حزقيال والرؤيا)؛ أو الشعرية (مثل أيوب)؛ ولن يستطع المعترض أن يورد أي مثال آخر من أسفار من نوع آخر.  بل نجدها فقط في الأسفار التي تستخدم الأدب الشعري التشبيهي.
ثالثًا: التعابير الشعرية لا تؤخذ دائمًا بشكل حرفي. إن وحي الأسفار النبوية والأسفار الشعرية، يستخدم رموزًا وتشابيهًا شعرية؛ لذلك في علم التفسير لجميع الأشعار، لا تؤخذ التعابير والتشابيه الشعرية دائمًا بشكل حرفي، بل أحيانًا تؤخذ بشكل تشبيهي تمثيلي، مجازي ورمزي.
فعندما يصف مثلا الشاعر أحمد شوقي قصر أنس الوجود وقد غرق بعضه في الماء، وانتصب بعضه في الفضاء، فيقول:
قِف بِتِلكَ القُصورِ  في  اليَمِّ غَرقى        مُمسِكاً  بَعضُها  مِنَ  الذُعرِ  بَعضا
مؤكد أننا لا نقدر أن نفترض أنه يتكلم هنا بشكل حرفي، بأن عمدان القصر خائفون من الغرق، لذلك يمسكون ببعضهم البعض من الذعر!! بل هو تشبيه مجازي جميل.
رابعًا: لا يمكن قياسها بشكل علمي. فتلك التعابير هي صور وتشابيه شعرية نجدها في الأدب القديم، ولا يجوز أن تقاس بالمقاييس العلمية أبدًا؛ لسبب بسيط، وهو أن هدفها ليس العلم.  فإذا أردنا أن نقيس شعر أحمد شوقي السابق من منظور علمي، سنستنتج أن الشاعر هنا، إما كان تحت تأثير المخدرات أو الخمور أو قد فقد عقله، وهذا خطأ!!
مثال آخر يبين أهمية عدم الخروج عن هدف النص: إذا كتب عالم فلك مثلا شعر لحبيبته، وقال لها: "وجهك كإشراق الشمس"؛ لا يحق لعالم آخر أن يحكم على شعره من منظار فكلي!! أن يقول عنه مثلا أنه ارتكب خطأ علمياً فادحا؛ لأن الشمس لا تشرق، بل هي قائمة في مكانها، والأرض هي التي تدور حولها...إلخ!!  فالقضية الهامة هنا التي لا ينتبه لها الكثير من النقاد، هي أنه طالما العالم السابق لم يقصد أن يقدم محاضرة علمية بتلك القصيدة، بل ببساطة كتب شعر لحبيبته؛ لا يحق للناقد أن يقيس شعره بالمقاييس والحقائق العلمية، لأنه ليس هدفه العلم، بل الغزل.  
هكذا كلمة الله، هدفها روحي لتغيير حياة الإنسان الروحانية والأدبية؛ ولم يوحي بها الله لكي يقدم للإنسان محاضرة علمية، لذلك لا يجوز أن تقاس بالمعايير العلمية، لأن هدفها ليس العلوم.
خامسًا: جدير بالذكر أيضًا، أنه حتى لو كان هدف الوحي الكتابي روحي وأدبي، لكن هذا لا يعني أنه خال من الإعجاز العملي. لذلك نرى أن سفري أشعياء وأيوب من الأسفار أعلاه، اللذان استخدما تعابير: "أكناف الأرض" و "أطراف الأرض"، كشفا عن حقيقتين علميتين عن الأرض، لا يمكن أن يدركهما كاتب عادي في زمنهما، إلا إذا أوحى لهما خالق الكون بهذا.
مثلا أشعياء الذي أورده المعترض، الذي قال أعلاه: "أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ"، يؤكد لاحقًا في وحيه أن الأرض كروية: "22  الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ (أو دائرة الأرض) وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ. الَّذِي يَنْشُرُ السَّمَاوَاتِ كَسَرَادِقَ، وَيَبْسُطُهَا كَخَيْمَةٍ لِلسَّكَنِ" أشعياء 40.  ونفس سفر أيوب الذي أورده الناقد، الذي يقول أعلاه مرتين: "أكناف الأرض"، يؤكد أن الأرض معلقة على لا شيء: "7  يَمُدُّ الشَّمَالَ عَلَى الْخَلاَءِ، وَيُعَلِّقُ الأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ." أيوب 26!!!
فكيف لأشعياء الذي قال "أطراف الأرض" أن يعرف أن الأرض كروية أو دائرية سنة 720 قبل الميلاد؟؟!! وكيف لأيوب الذي قال "أكناف الأرض"، الذي كتب سفره 2000 عام قبل الميلاد، أن يعرف أن الأرض معلقة على لا شيء؟؟ إلا إذا كان الله الخالق فعلا من أوحى لهما بهذا.

باسم ادرنلي

7: 4

الآيات:  " 4  وَسَمِعْتُ عَدَدَ الْمَخْتُومِينَ مِئَةً وَأَرْبَعَةً وَأَرْبَعِينَ أَلْفاً، مَخْتُومِينَ مِنْ كُلِّ سِبْطٍ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ."
الاعتراض:  من هم هؤلاء ال 144 ألف؟ وهل هو رقم دقيق؟ وإن لم يكن رقم دقيق، فلماذا ذكره الله بالتدقيق؟
الرد:  إن النص يوضح أمرين، الأول هو أن هؤلاء هم من اليهود، الذين في أواخر الأيام عندما يرون الأحدث التي تحدث على الأرض، سيدركون أن يسوع هو المسيح الذي ينتظرونه؛ ويؤمنوا به. الثاني: هو أن هذا يأتي بعد حدوث موجة هائلة من الاضطهاد الكبير على المؤمنين بالمسيح، وقتلهم بكميات هائلة؛ هذا نراه في نفس الفقرة: " 13  وَسَأَلَنِي وَاحِدٌ مِنَ الشُّيُوخِ: «هَؤُلاَءِ الْمُتَسَرْبِلُونَ بِالثِّيَابِ الْبِيضِ، مَنْ هُمْ وَمِنْ أَيْنَ أَتُوا؟» 14  فَقُلْتُ لَهُ: «يَا سَيِّدُ أَنْتَ تَعْلَمُ». فَقَالَ لِي: «هَؤُلاَءِ هُمُ الَّذِينَ أَتُوا مِنَ الضِّيقَةِ الْعَظِيمَةِ، وَقَدْ غَسَّلُوا ثِيَابَهُمْ وَبَيَّضُوهَا فِي دَمِ الْحَمَلِ." أما من جهة هل الرقم، هل هو دقيق أم لا؛ فلا يوجد سبب لما لا، حيث يفصل بالتدقيق أنه يصل إلى 12 ألف مؤمن يهودي، من كل سبط (الأعداد 5-8).

باسم ادرنلي

13: 10

الآيات:  "10  إِنْ كَانَ أَحَدٌ يَجْمَعُ سَبْيًا، فَإِلَى السَّبْيِ يَذْهَبُ. وَإِنْ كَانَ أَحَدٌ يَقْتُلُ بِالسَّيْفِ، فَيَنْبَغِي أَنْ يُقْتَلَ بِالسَّيْفِ. هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ وَإِيمَانُهُمْ"
مقارنة مع متى 26 "52  فَقَالَ لَهُ يَسُوعُ:  رُدَّ سَيْفَكَ إِلَى مَكَانِهِ. لأَنَّ كُلَّ الَّذِينَ يَأْخُذُونَ السَّيْفَ بِالسَّيْفِ يَهْلِكُونَ!"
الاعتراض:  أين التسامح الذي يدعيه المسيحيون؟؟ فالكتاب هنا يعلم بوضوح أن الذي قتلك اقتله، السيف بالسيف يقابل!! أليس كذلك؟  وألا يناقض هذا آية متى 26؟؟
الرد:  لا يوجد أي أدنى تناقض بين الآيات، لأن سياق نص رؤيا 13، لا يتكلم عن ردة فعل القديسين تجاه اضطهاد أهل الأرض لهم في الأيام الأخيرة؛ بل يتكلم عن جزاء الله الأرضي للأشرار، عن طريق السماح لأمم أشر منهم، لمجازاتهم وقتالهم.  
إن آية رؤيا 13: 10،  يتكلم النص قبلها عن الحرب العنيفة التي سيشنها الشيطان بواسطة القائد الديني السياسي الذي سيقيمه على الأرض في الأيام الأخيرة (يسميه الوحش). فيقول النص عن أهل العالم الذين رفضوا مُلك المسيح عليهم، أنهم سيسجدون ويخضعون له:  
"7 وَأُعْطِيَ أَنْ يَصْنَعَ حَرْبًا مَعَ الْقِدِّيسِينَ وَيَغْلِبَهُمْ، وَأُعْطِيَ سُلْطَانًا عَلَى كُلِّ قَبِيلَةٍ وَلِسَانٍ وَأُمَّةٍ 8  فَسَيَسْجُدُ لَهُ جَمِيعُ السَّاكِنِينَ عَلَى الأَرْضِ، الَّذِينَ لَيْسَتْ أَسْمَاؤُهُمْ مَكْتُوبَةً مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ فِي سِفْرِ حَيَاةِ الْخَرُوفِ الَّذِي ذُبِحَ."
ومن ضمن الأشياء التي سيؤذون بها المؤمنين بالمسيح، هي السبي والتهجير والقتل، التي تتكلم عنه الآية أعلاه  في رؤيا 13.  وبالمقابل الله سيجازيهم بنفس الجزاء الذي به أذوا شعبه، ويرسل لهم أمم أشر منهم لتقتلهم وتهجِّرهم، وهذا حق من حقوق الله لمجازات الإشرار.  فالنص لا يدعو لأن يقتل القديسين من يقتلونهم، بل بالعكس أن يسامحونهم !!!  النص ببساطة يتكلم عن جزاء الله بنفسه للأشرار على الأرض، وهذا حق من أبسط حقوقه.  وتكلم العهد الجديد أيضًا عدة مرات عن مجازات الله الأشرار الأرضية:
"9  شِدَّةٌ وَضِيقٌ، عَلَى كُلِّ نَفْسِ إِنْسَانٍ يَفْعَلُ الشَّرَّ: الْيَهُودِيِّ أَوَّلاً ثُمَّ الْيُونَانِيِّ" رومية 2.
فأحد الطرق التي يدين بها الله الأشرار دينونة أرضية، هو صراع داخلي وفِتن في وسطهم؛ فيقل كل إنسان أخاه، لأن الأمم الأكثر شرًا، أكثر فتنًا وقتالا داخليًا:
"21 وَأَسْتَدْعِي السَّيْفَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ جِبَالِي، يَقُولُ السَّيِّدُ الرَّبُّ، فَيَكُونُ سَيْفُ كُلِّ وَاحِدٍ عَلَى أَخِيهِ" حزقيال 38.
لذلك آية رؤيا 13 أعلاه، تحث القديسين على الصبر والإيمان بوعد الله الأكيد، والذي يحثهم أن لا يجازوا عن الشر بشر، بل ينتظروا تدخل الله،  حيث تنتهي الآية 10 أعلاه بهذه العبارة "هُنَا صَبْرُ الْقِدِّيسِينَ وَإِيمَانُهُمْ".  أي هنا يظهر صبرهم وإيمانهم بالله أمام المعتدين، ليتدخل ويتعامل هو بنفسه مع الأشرار؛ كما يؤكد الوحي في مكان آخر ويقول:
"19 لاَ تَنْتَقِمُوا لأَنْفُسِكُمْ أَيُّهَا الأَحِبَّاءُ، بَلْ أَعْطُوا مَكَانًا لِلْغَضَبِ، لأَنَّهُ مَكْتُوبٌ:«لِيَ النَّقْمَةُ أَنَا أُجَازِي يَقُولُ الرَّبُّ" رومية 12.
ملاحظة:
جدير بالذكر هنا أيضًا، أننا عندما نقول "يرسل الله أمم أشر منهم لقتلهم" أو عندما يقول الله في الوحي " وَأَسْتَدْعِي السَّيْفَ عَلَيْهِ فِي كُلِّ جِبَالِي"، بالتأكيد لا تعني أن الله يبث بالشر والقتل والسيف في نفوس البشر، لكي يؤذي بهم الناس الأشرار!!! لكن تعني أنه عندما تقوم أمة شريرة معينة ضد أمه شريرة ثانية، يرفع الله يد الحماية عن الثانية لتأديبها، فيصيبونها ويذلونها؛ وهكذا يؤدب الله الأمم الأشرار بأمم أشر منها، لكي يحافظ على التوازن على الأرض:  "24  فَآتِي بِأَشَرِّ الأُمَمِ فَيَرِثُونَ بُيُوتَهُمْ، وَأُبِيدُ كِبْرِيَاءَ الأَشِدَّاءِ فَتَتَنَجَّسُ مَقَادِسُهُمْ" حزقيال 7.  وهدف الله من الحفاظ على هذا التوازن، هو لكي يتيح للبشر أن يمارسوا الإرادة الحرة الأدبية التي وهبهم اياها؛ ويُتيح لكل إنسان الحرية بأن يؤمن بالمسيح أو أن يكفر به.  فعندما تسلب حكومة معينة أو نظام، هذه الإرادة الحرة الأدبية من فئة من الناس؛ أي عندما يُمنع فئة من الناس من أن تؤمن بالمسيح، أو تمنه من أن تُلحد أو تكفر .... أو تنتمى لما تريد المذاهب؛ عندها يتدخل الله لمقاضاة هؤلاء الأمم، لكي تستمر الفرصة لكل إنسان من ممارسة الإرادة الحرة الأدبية التي وهبها الله للبشر،  في عبادته وتبعيته أو الكفر به.

باسم ادرنلي

14: 13

الآيات:  " 13  وَسَمِعْتُ صَوْتاً مِنَ السَّمَاءِ قَائِلاً لِي: «اكْتُبْ. طُوبَى لِلأَمْوَاتِ الَّذِينَ يَمُوتُونَ فِي الرَّبِّ مُنْذُ الآنَ - نَعَمْ يَقُولُ الرُّوحُ، لِكَيْ يَسْتَرِيحُوا مِنْ أَتْعَابِهِمْ، وَأَعْمَالُهُمْ تَتْبَعُهُمْ»."
مقارنة مع رؤيا 5 " 11  وَنَظَرْتُ وَسَمِعْتُ صَوْتَ مَلاَئِكَةٍ كَثِيرِينَ حَوْلَ الْعَرْشِ وَالْحَيَوَانَاتِ وَالشُّيُوخِ، وَكَانَ عَدَدُهُمْ رَبَوَاتِ رَبَوَاتٍ وَأُلُوفَ أُلُوفٍ، 12  قَائِلِينَ بِصَوْتٍ عَظِيمٍ: «مُسْتَحِقٌّ هُوَ الْحَمَلُ الْمَذْبُوحُ أَنْ يَأْخُذَ الْقُدْرَةَ وَالْغِنَى وَالْحِكْمَةَ وَالْقُوَّةَ وَالْكَرَامَةَ وَالْمَجْدَ وَالْبَرَكَةَ». 13  وَكُلُّ خَلِيقَةٍ مِمَّا فِي السَّمَاءِ وَعَلَى الأَرْضِ وَتَحْتَ الأَرْضِ، وَمَا عَلَى الْبَحْرِ، كُلُّ مَا فِيهَا، سَمِعْتُهَا قَائِلَةً: «لِلْجَالِسِ عَلَى الْعَرْشِ وَلِلْحَمَلِ الْبَرَكَةُ وَالْكَرَامَةُ وَالْمَجْدُ وَالسُّلْطَانُ إِلَى أَبَدِ الآبِدِينَ».
الاعتراض:  هل السماء مكان راحة وهدوء، كما في رؤيا 14؟ أم هو مكان صاخب مليء بالتسبيح، كما في رؤيا 5؟
الرد:  إن المعترض في هذا النقد، افترض أن الترنيم والنشيد لله وللمسيح، هو عبارة عن جهد جهيد، وعكس الراحة.  لكن من قال أن هذا الافتراض صحيح؟؟ فهو خاطئ جدًا؛ وحتى من ناحية بشرية؛ الغنى والموسيقى، يسمعها الإنسان وهو فرح ومتمتع، ولا يعتبرها مصدر للانزعاج؛ فكم بالرحي الترنيم والتسبيح لله، وهم يشاهدونه ويشاهدون عظمته وعرشه. فالتسبيح عندها يخرج تلقائيًا ليعبِّر عن فرحهم وتشوُّقهم من عظمة وجمال ما يشاهدون؛ كما قال الكتاب: "9  بَلْ كَمَا هُوَ مَكْتُوبٌ: مَا لَمْ تَرَ عَيْنٌ، وَلَمْ تَسْمَعْ أُذُنٌ، وَلَمْ يَخْطُرْ عَلَى بَالِ إِنْسَانٍ: مَا أَعَدَّهُ اللهُ لِلَّذِينَ يُحِبُّونَهُ" 1 كورنثوس 2.

باسم ادرنلي

16: 14

الآيات:  " 14  فَإِنَّهُمْ أَرْوَاحُ شَيَاطِينَ صَانِعَةٌ آيَاتٍ، تَخْرُجُ عَلَى مُلُوكِ الْعَالَمِ وَكُلِّ الْمَسْكُونَةِ لِتَجْمَعَهُمْ لِقِتَالِ ذَلِكَ الْيَوْمِ الْعَظِيمِ، يَوْمِ اللهِ الْقَادِرِ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ"
أيضًا في 2 تسالونيكي 2 " 9  
الاعتراض:  هل يقدر الشيطان أن يعمل معجزات؟؟
الرد:  في الواقع، نعم الشيطان يستطيع أن يفعل معجزات، عن طريق أنبياء كذبة، يتعاطون ما يسمى بالسحر. وفي سياق أواخر الأيام، المسيح وضَّح بنفسه أن الشيطان سيأتي وينتحل شخصيته ويعمل معجزات ليضل، إذا أمكن المؤمنين، فقال: "22 لأَنَّهُ سَيَقُومُ مُسَحَاءُ كَذَبَةٌ وَأَنْبِيَاءُ كَذَبَةٌ، وَيُعْطُونَ آيَاتٍ وَعَجَائِبَ، لِكَيْ يُضِلُّوا لَوْ أَمْكَنَ الْمُخْتَارِينَ أَيْضًا" مرقس 13.  فالكتاب حذر أنه في الأيام الأخيرة سيتجسَّد الشيطان نفسه في إنسان، ويعمل معجزات كبيرة: "9 الَّذِي مَجِيئُهُ بِعَمَلِ الشَّيْطَانِ، بِكُلِّ قُوَّةٍ، وَبِآيَاتٍ وَعَجَائِبَ كَاذِبَةٍ" 2 تسالونيكي (أيضًا رؤيا 13: 13-14).  لكن جدير بالذكر أنه لله معجزات خاصة لا يستطيع أن يفعلها الشيطان، لكي يبرز أن الله وحده الذي ورائها، دون أن يترك شك عند الإنسان، سواء قبل أم رفض الله.  مثل إقامة الموتى؛  فالله وحده الذي يُقيم الموتى؛ لذلك نرى حتى في سفر الرؤية، في تلك الفترة المظلمة التي تسمى الضيقة العظيمة، الله يمهل الناس، ليؤكد لهم شهادة النبيَّان اللذان سيرسلهما ليوجِّه آخر نداء للساكنين على الأرض لكي يتوبوا؛ فيقتلهم سكان الأرض، والرب يقيمهم (رؤيا 11: 11).
أيضًا كتاب العهد الجديد يذكر معجزات سحرية والتي من خلال وصفها، نستطيع أن نعرض صفاتها. مثل عليم الساحر مثلا، سيمون الساحر؛ يقول عنه الكتاب: "9  وَكَانَ قَبْلاً فِي الْمَدِينَةِ رَجُلٌ اسْمُهُ سِيمُونُ، يَسْتَعْمِلُ السِّحْرَ وَيُدْهِشُ شَعْبَ السَّامِرَةِ، قِائِلاً إِنَّهُ شَيْءٌ عَظِيمٌ!  10 وَكَانَ الْجَمِيعُ يَتْبَعُونَهُ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ قَائِلِينَ: هذَا هُوَ قُوَّةُ اللهِ الْعَظِيمَةُ  11  وَكَانُوا يَتْبَعُونَهُ لِكَوْنِهِمْ قَدِ انْدَهَشُوا زَمَانًا طَوِيلاً بِسِحْرِهِ. 12 وَلكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً" أعمال 8.
فمن الفقرة السابقة نستنتج بعض الصفات التي تميز عمل الشيطان، عن عمل الله الحقيقي:
إدهاش الناس:  نرى مثلا أن سيمون الساحر، كان يدهش شعب السامرة؛ ففيه نرى إدهاش الناس للسيطرة عليهم، هو الهدف؛ وليس هدايتهم.
تمجيد الذات:  نرى أيضًا أن الساحر يمجد ويمدح نفسه، من عبارة " قِائِلاً إِنَّهُ شَيْءٌ عَظِيمٌ".
يبحث عن أتباع له:  فيسعى الساحر ليقيم لنفسه أتباع، بدل من أن يقيم أتباع لله: " وَكَانَ الْجَمِيعُ يَتْبَعُونَهُ مِنَ الصَّغِيرِ إِلَى الْكَبِيرِ".  فلا يوجد أي نبي حقيقي في كل الكتاب المقدس، طلب من الناس أن يتبعوه أو أن يتبعوا سنته، أو حتى أن يؤمنوا به؛ بل جميعهم كانوا يوجِّهون أنظار الشعب فقط لله وحده لا شريك له.
التركيز على القوة، وليس على النعمة:  كما عبر الناس وقالوا: " هذَا هُوَ قُوَّةُ اللهِ الْعَظِيمَةُ".
فحالما وجد الناس مفارقة كبيرة بين عمل سيمون، وشهادة فيلبُّس: " وَلكِنْ لَمَّا صَدَّقُوا فِيلُبُّسَ وَهُوَ يُبَشِّرُ بِالأُمُورِ الْمُخْتَصَّةِ بِمَلَكُوتِ اللهِ وَبِاسْمِ يَسُوعَ الْمَسِيحِ، اعْتَمَدُوا رِجَالاً وَنِسَاءً" فكل ما عمله فيلبُّس، كان عكس تمامًا ما كان يفعله ذلك الساحر؛ لذلك آمن الناس بالمسيح في الحال.

باسم ادرنلي

20: 8

الآيات: "8 وَيَخْرُجُ لِيُضِلَّ الأُمَمَ الَّذِينَ فِي أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ: جُوجَ وَمَاجُوجَ، لِيَجْمَعَهُمْ لِلْحَرْبِ، الَّذِينَ عَدَدُهُمْ مِثْلُ رَمْلِ الْبَحْرِ"
أيضًا أيوب 37 "3 تَحْتَ كُلِّ السَّمَاوَاتِ يُطْلِقُهَا، كَذَا نُورُهُ إِلَى أَكْنَافِ الأَرْضِ (أي زوايا الأرض)"
وأيوب 38 "12 لِيُمْسِكَ بِأَكْنَافِ الأَرْضِ، فَيُنْفَضَ الأَشْرَارُ مِنْهَا؟"
أشعياء 11 "12 وَيَرْفَعُ رَايَةً لِلأُمَمِ، وَيَجْمَعُ مَنْفِيِّي إِسْرَائِيلَ، وَيَضُمُّ مُشَتَّتِي يَهُوذَا مِنْ أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ"
وحزقيال 7 "2 وَأَنْتَ يَا ابْنَ آدَمَ، فَهكَذَا قَالَ السَّيِّدُ الرَّبُّ لأَرْضِ إِسْرَائِيلَ: نِهَايَةٌ! قَدْ جَاءَتِ النِّهَايَةُ عَلَى زَوَايَا الأَرْضِ الأَرْبَعِ"
ورؤيا 7 "1 وَبَعْدَ هذَا رَأَيْتُ أَرْبَعَةَ مَلاَئِكَةٍ وَاقِفِينَ عَلَى أَرْبَعِ زَوَايَا الأَرْضِ، مُمْسِكِينَ أَرْبَعَ رِيَاحِ الأَرْضِ لِكَيْ لاَ تَهُبَّ رِيحٌ عَلَى الأَرْضِ، وَلاَ عَلَى الْبَحْرِ، وَلاَ عَلَى شَجَرَةٍ مَا"
الاعتراض: هل الارض مربعة أو لها أربعة زوايا!!! أي خرافة هذه؟؟
الرد: للرد على هذا الاعتراض، نقول الآتي:
أولا: ما هو تفسير النصوص السابقة؟
إن العامل المشترك في جميع النصوص الشعرية السابقة، هو موضوع سلطان الله المتحكم والسائد على الأرض، ودينونته للأشرار. لذلك الوحي يشبه الأرض ببطانية لها أربعة أطراف، يقف على كل طرف منها ملاك، لينفضها من الحشرات والقش والغبار الذي علق بها على مدار الليل والهدوء. وهذه الصورة يوضحها أيوب بدقة كما نرى أعلاه، بقوله: "12 لِيُمْسِكَ بِأَكْنَافِ الأَرْضِ، فَيُنْفَضَ الأَشْرَارُ مِنْهَا؟" (أيوب 38).  كذلك الله يمهل الأشرار ويكون ساكن معهم سكون الليل إلى حين؛ إلى أن يأت الوقت ويطلع النهار، فينفض الله غبارهم، حشراتهم وقشهم منها. وترجع نظيفة وصالحة للنوم مرة أخرى للصالحين، كما كانت. وهي عملية بسيطة كان يفعلها الناس في القديم كل الوقت، بعدما ينامون في البر؛ وتشبيه رائع ليصوِّر طريقة تمعامل الله مع الأشرار الذي على الأرض.
ثانيًا: إن التعابير: "زوايا الأرض" "أكناف الأرض" "أطراف الأرض"، موجودة فقط إمَّا في الأسفار النبوية (مثل أشعياء، حزقيال والرؤيا)؛ أو الشعرية (مثل أيوب)؛ ولن يستطع المعترض أن يورد أي مثال آخر من أسفار من نوع آخر.  بل نجدها فقط في الأسفار التي تستخدم الأدب الشعري التشبيهي.
ثالثًا: التعابير الشعرية لا تؤخذ دائمًا بشكل حرفي. إن وحي الأسفار النبوية والأسفار الشعرية، يستخدم رموزًا وتشابيهًا شعرية؛ لذلك في علم التفسير لجميع الأشعار، لا تؤخذ التعابير والتشابيه الشعرية دائمًا بشكل حرفي، بل أحيانًا تؤخذ بشكل تشبيهي تمثيلي، مجازي ورمزي.
فعندما يصف مثلا الشاعر أحمد شوقي قصر أنس الوجود وقد غرق بعضه في الماء، وانتصب بعضه في الفضاء، فيقول:
قِف بِتِلكَ القُصورِ  في  اليَمِّ غَرقى        مُمسِكاً  بَعضُها  مِنَ  الذُعرِ  بَعضا
مؤكد أننا لا نقدر أن نفترض أنه يتكلم هنا بشكل حرفي، بأن عمدان القصر خائفون من الغرق، لذلك يمسكون ببعضهم البعض من الذعر!! بل هو تشبيه مجازي جميل.
رابعًا: لا يمكن قياسها بشكل علمي. فتلك التعابير هي صور وتشابيه شعرية نجدها في الأدب القديم، ولا يجوز أن تقاس بالمقاييس العلمية أبدًا؛ لسبب بسيط، وهو أن هدفها ليس العلم.  فإذا أردنا أن نقيس شعر أحمد شوقي السابق من منظور علمي، سنستنتج أن الشاعر هنا، إما كان تحت تأثير المخدرات أو الخمور أو قد فقد عقله، وهذا خطأ!!
مثال آخر يبين أهمية عدم الخروج عن هدف النص: إذا كتب عالم فلك مثلا شعر لحبيبته، وقال لها: "وجهك كإشراق الشمس"؛ لا يحق لعالم آخر أن يحكم على شعره من منظار فكلي!! أن يقول عنه مثلا أنه ارتكب خطأ علمياً فادحا؛ لأن الشمس لا تشرق، بل هي قائمة في مكانها، والأرض هي التي تدور حولها...إلخ!!  فالقضية الهامة هنا التي لا ينتبه لها الكثير من النقاد، هي أنه طالما العالم السابق لم يقصد أن يقدم محاضرة علمية بتلك القصيدة، بل ببساطة كتب شعر لحبيبته؛ لا يحق للناقد أن يقيس شعره بالمقاييس والحقائق العلمية، لأنه ليس هدفه العلم، بل الغزل.  
هكذا كلمة الله، هدفها روحي لتغيير حياة الإنسان الروحانية والأدبية؛ ولم يوحي بها الله لكي يقدم للإنسان محاضرة علمية، لذلك لا يجوز أن تقاس بالمعايير العلمية، لأن هدفها ليس العلوم.
خامسًا: جدير بالذكر أيضًا، أنه حتى لو كان هدف الوحي الكتابي روحي وأدبي، لكن هذا لا يعني أنه خال من الإعجاز العملي. لذلك نرى أن سفري أشعياء وأيوب من الأسفار أعلاه، اللذان استخدما تعابير: "أكناف الأرض" و "أطراف الأرض"، كشفا عن حقيقتين علميتين عن الأرض، لا يمكن أن يدركهما كاتب عادي في زمنهما، إلا إذا أوحى لهما خالق الكون بهذا.
مثلا أشعياء الذي أورده المعترض، الذي قال أعلاه: "أَرْبَعَةِ أَطْرَافِ الأَرْضِ"، يؤكد لاحقًا في وحيه أن الأرض كروية: "22  الْجَالِسُ عَلَى كُرَةِ الأَرْضِ (أو دائرة الأرض) وَسُكَّانُهَا كَالْجُنْدُبِ. الَّذِي يَنْشُرُ السَّمَاوَاتِ كَسَرَادِقَ، وَيَبْسُطُهَا كَخَيْمَةٍ لِلسَّكَنِ" أشعياء 40.  ونفس سفر أيوب الذي أورده الناقد، الذي يقول أعلاه مرتين: "أكناف الأرض"، يؤكد أن الأرض معلقة على لا شيء: "7  يَمُدُّ الشَّمَالَ عَلَى الْخَلاَءِ، وَيُعَلِّقُ الأَرْضَ عَلَى لاَ شَيْءٍ." أيوب 26!!!
فكيف لأشعياء الذي قال "أطراف الأرض" أن يعرف أن الأرض كروية أو دائرية سنة 720 قبل الميلاد؟؟!! وكيف لأيوب الذي قال "أكناف الأرض"، الذي كتب سفره 2000 عام قبل الميلاد، أن يعرف أن الأرض معلقة على لا شيء؟؟ إلا إذا كان الله الخالق فعلا من أوحى لهما بهذا.

باسم ادرنلي

22: 16

الآيات:  " 16 أَنَا يَسُوعُ، أَرْسَلْتُ مَلاَكِي لأَشْهَدَ لَكُمْ بِهذِهِ الأُمُورِ عَنِ الْكَنَائِسِ. أَنَا أَصْلُ وَذُرِّيَّةُ دَاوُدَ. كَوْكَبُ الصُّبْحِ الْمُنِير."
مقارنة مع أشعياء 14 " 12  كَيْفَ سَقَطْتِ مِنَ السَّمَاءِ يَا زُهَرَةُ بِنْتَ الصُّبْحِ؟ كَيْفَ قُطِعْتَ إِلَى الأَرْضِ يَا قَاهِرَ الأُمَمِ؟ "
الاعتراض:  إن كتب التفاسير المسيحية تشير إلى أن الآية في نص أشعياء 14، تتكلم عن إبليس، ويصفه بزهرة بنت الصبح، وهو نوع كوكب، لبنت الصبح؛ لكن في نفس الوقت، رؤيا 22، يصف المسيح بكوكب الصبح المنير؛ فهل إبليس هو نفس المسيح؟
الرد:  إن النصين يختلفان عن بعضهما البعض بشكل قاطع؛ فالوصف المستخدم في أشعياء بالعبري هو: "هيليل بن شاحر" ويعني "نجم ابن الفجر" أي قبل طلوع الصبح. وهو نجم خاص يظهر قبل طلوع الشمس بقليل. نعلم هذا يقينًا لأن هذا تمامًا ما فهمه السبعون شيخ الذين ترجموا العهد القديم لليوناني في الترجمة السبعينية؛ التي أجريت حوالي 130 سنة قبل مجيء المسيح. بينما وصف المسيح نفسه في سفر الرؤيا: "لامبروس كاي أورثينوس أستار" أي "المنير والصبح كوكب (كوكب الصبح المنير)". فالكلمات هنا تختلف اختلافًا مطلقًا؛ فكلمة "بروي – أي فجر" تختلف قطعيًا عن كلمة "أورثينوس – أي صبح"؛  وكلمة "أيوسفوروس – وهو نجم الفجر، وهو نجم يظهر قبيل طلوع الشمس" وبين "أستار – وهو كوكب الصبح؛ أي الشمس".
التفسير الفقهي:
لقد وصف الوحي إبليس بالنجم الباهت الذي يظهر قليلا قبيل طلوع الصبح (أي الشمس)؛ لأنه في النص، يصفه الوحي بأنه أراد أن يضع نفسه مكان الله، كما يتابع الوحي في أشعياء 14، ويقول: " 13 وَأَنْتَ قُلْتَ فِي قَلْبِكَ: أَصْعَدُ إِلَى السَّمَاوَاتِ. أَرْفَعُ كُرْسِيِّي فَوْقَ كَوَاكِبِ اللهِ، وَأَجْلِسُ عَلَى جَبَلِ الاجْتِمَاعِ فِي أَقَاصِي الشَّمَالِ". لاحظ وصف "كوكب الله" وهو ذاته كوكب الصبح المنير، أي الشمس ذاتها.  فالشر، يضيء قليلاً، بضيائه الباهت، لكن سرعان ما يظهر النور الإلهي العظيم والمجيد؛ نور الشمس الذي لا يقف أمامه نور. كما يصف الوحي نجاح الأشرار اللحظي في مزمور 73، كفناء حلم عن التيقظ "19 كَيْفَ صَارُوا لِلْخَرَابِ بَغْتَةً! اضْمَحَلُّوا، فَنُوا مِنَ الدَّوَاهِي. 20 كَحُلْمٍ عِنْدَ التَّيَقُّظِ يَا رَبُّ، عِنْدَ التَّيَقُّظِ تَحْتَقِرُ خَيَالَهُمْ." كما يتابع الوحي في نفس نص أشعياء ويقول: " 15لَكِنَّكَ انْحَدَرْتَ إِلَى الْهَاوِيَةِ إِلَى أَسَافِلِ الْجُبِّ".  بينما يؤكد الكتاب أن كلمة الله تجعل كوكب الصبح، أي النور الإلهي، يسطع في قلوبنا: " 19 وَعِنْدَنَا الْكَلِمَةُ النَّبَوِيَّةُ، وَهِيَ أَثْبَتُ، الَّتِي تَفْعَلُونَ حَسَنًا إِنِ انْتَبَهْتُمْ إِلَيْهَا، كَمَا إِلَى سِرَاجٍ مُنِيرٍ فِي مَوْضِعٍ مُظْلِمٍ، إِلَى أَنْ يَنْفَجِرَ النَّهَارُ، وَيَطْلَعَ كَوْكَبُ الصُّبْحِ فِي قُلُوبِكُمْ،" 2 بطرس 1. إذًا المسيح هو الله، وهو كوكب الصبح المنير؛ وشمس البر (ملاخي 4: 2). وشتان بين الشمس، ونجم أيوسفوروس الباهت الذي يظهر قليلأ عند الفجر، قبيل طلوع الشمس الإلهية؛ لتمسحه من المشهد تمامًا.

باسم أدرنلي