كنيسة بلا جدران

ألم يسمي المسيح نفسه دائمًا بابن الإنسان وليس ابن الله؟

نعم المسيح سمى نفسه في الكثير من النصوص أنه ابن الإنسان، ليؤكد على إرساليته كإنسان لخلاص البشر.  فلو أراد أن يظهر ذاته كألله، لما أخلى نفسه آخذًا صورة إنسان، بل ظهر في مجده الإلهي!!! (فيلبي 2: 6-7). مثل قائد جيش يتنكر بشكل بستاني بسيط ليقوم بمهمة عسكرية؛ فلو كان يريد أن يظهر أنه قائد الجيش، لم تنكر؟! لكن في نفس الوقت، دعا المسيح نفسه أيضًا ابن الله، لكي يبرز تمثيله المساوي لله، وذلك عن طريق ست دلالات عظيمة تدل على ذلك. فيكون بذلك هو الوحيد منذ إنشاء الخليقة، الذي نال على الست شهادات:
الأولى، شهادة المسيح عن ذاته أنه ابن الله: فالمسيح الذي أعلن أنه الوحيد الذي يحق له أن يشهد عن ذاته، حيث قال: 
"18 أَنَا هُوَ الشَّاهِدُ لِنَفْسِي، وَيَشْهَدُ لِي الآبُ الَّذِي أَرْسَلَنِي" يوحنا 8.
فشهد المسيح عن ذاته وقال أنه ابن الله بشكل واضح؛ ونرى أن الفريسيين أرادوا أن يرجموه على هذا "التجديف"، لأنهم فهموا من قوله أنه "ابن الله"، على أنه هو الله: 
"33  أَجَابَهُ الْيَهُودُ قَائِلِينَ: «لَسْنَا نَرْجُمُكَ لأَجْلِ عَمَل حَسَنٍ، بَلْ لأَجْلِ تَجْدِيفٍ، فَإِنَّكَ وَأَنْتَ إِنْسَانٌ تَجْعَلُ نَفْسَكَ إِلهًا... 36 فَالَّذِي قَدَّسَهُ الآبُ وَأَرْسَلَهُ إِلَى الْعَالَمِ، أَتَقُولُونَ لَهُ: إِنَّكَ تُجَدِّفُ، لأَنِّي قُلْتُ: إِنِّي ابْنُ اللهِ؟" يوحنا 10
أيضًا هناك أيضًا العشرات من الآيات من البشائر الأربعة، التي فيها المسيح كان يتكلم عن الله قائلا "أبي"؛ أي أنه ادعى في كل واحدة من هذه المرات، أنه ابن الله (وهي كثيرة جدًا جدًا، فيما يلي مثلة فقط من بشارة متى: 11: 27  و12: 50  و16: 17  و18: 10 و19 و35  و20: 23  و24: 26  و25: 34  و26: 29 و53). 
أيضًا المسيح شهد وأكد بوضوح أنه ابن الله أمام رئيس الكهنة:
"61 أَمَّا هُوَ فَكَانَ سَاكِتًا وَلَمْ يُجِبْ بِشَيْءٍ. فَسَأَلَهُ رَئِيسُ الْكَهَنَةِ أَيْضًا وَقَالَ لَهُ: «أَأَنْتَ الْمَسِيحُ ابْنُ الْمُبَارَكِ؟ (أي الله) 62 فَقَالَ يَسُوعُ: «أَنَا هُوَ..." مرقس 14.
وبخصوصها إعلان أن المسيح ابن الله، الوحي يؤكد أن كل واحدة منها، تعني أنه معادلا لله:
"18 فَمِنْ أَجْلِ هذَا كَانَ الْيَهُودُ يَطْلُبُونَ أَكْثَرَ أَنْ يَقْتُلُوهُ، لأَنَّهُ لَمْ يَنْقُضِ السَّبْتَ فَقَطْ، بَلْ قَالَ أَيْضًا إِنَّ اللهَ أَبُوهُ، مُعَادِلاً نَفْسَهُ بِاللهِ" يوحنا 5.
الثانية، هي شهادة الله الآب ذاته له بأنه ابنه الحبيب: وذلك بشكل لم يسبق لها مثيل في كل التاريخ البشري، ولا قبله ولا بعده؛ بأن يسمع الناس جميعًا والتلاميذ صوت من السماء يشهد لهم أن المسيح هو ابن الله: 
"17 وَصَوْتٌ مِنَ السَّمَاوَاتِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ»." متى 3 (راجع أيضًا مرقس 1: 11  ولوقا 3: 22 ). 
وأيضًا سمع ثلاثة من تلاميذه نفس الصوت على جبل التجلي، لكن هذه المرة، حثهم على طاعته: "5 وَفِيمَا هُوَ يَتَكَلَّمُ إِذَا سَحَابَةٌ نَيِّرَةٌ ظَلَّلَتْهُمْ، وَصَوْتٌ مِنَ السَّحَابَةِ قَائِلاً: «هذَا هُوَ ابْني الْحَبِيبُ الَّذِي بِهِ سُرِرْتُ. لَهُ اسْمَعُوا" متى 17 (راجع أيضًا مرقس 9: 7  ولوقا 9: 35).
ثالثًا، شهادة المعجزات: أيضًا المعجزات التي عملها المسيح هي الشاهد أنه ابن الله، وليس بالضرورة بنوعيتها، بل بكمها:
"30 وَآيَاتٍ أُخَرَ كَثِيرَةً صَنَعَ يَسُوعُ قُدَّامَ تَلاَمِيذِهِ لَمْ تُكْتَبْ فِي هذَا الْكِتَابِ 31 وَأَمَّا هذِهِ فَقَدْ كُتِبَتْ لِتُؤْمِنُوا أَنَّ يَسُوعَ هُوَ الْمَسِيحُ ابْنُ اللهِ، وَلِكَيْ تَكُونَ لَكُمْ إِذَا آمَنْتُمْ حَيَاةٌ بِاسْمِهِ" يوحنا 20. وبخصوص المعجزات الكثير من الأنبياء تأيدت دعوتهم عن طريق المعجزات، إلا أنها غير ضرورية إذا الشخص لم يعط وحيًا، أو إذا أعطى وحيا وكان هناك نبي آخر مشهود له، شاهد على مصداقية النبي.
رابعًا، شهادة الشياطين عنه أنه ابن الله: "29 وَإِذَا هُمَا قَدْ صَرَخَا قَائِلَيْنِ: «مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ؟ أَجِئْتَ إِلَى هُنَا قَبْلَ الْوَقْتِ لِتُعَذِّبَنَا؟" متى 8. فهنا نرى شهادة مجيدة مقترنة بالمعجزة، وهو أنهم شهدوا له أنه ابن الله ("مَا لَنَا وَلَكَ يَا يَسُوعُ ابْنَ اللهِ")؛ وشهدوا أنه هو المُعد لكي يعذبهم ويدينهم في الجحيم (من عبارة "أتيت قبل الوقت"؛ راجع أيضًا لوقا 8: 31).
خامسا، شهادة يوحنا المعمدان (المسمى عند العرب بيحيى): لقد شهد يوحنا عن يسوع المسيح أنه ابن الله أيضًا، وهو ركن هام جدًا للمصادقة على نبوة شخص، أن يشهد له أحد الأنبياء المعاصرين له، والمشهود لهم. فيوحنا مشهود له من الشعب أنه نبي، وحتى من الفريسيين: 
"26 وَإِنْ قُلْنَا: مِنَ النَّاسِ، نَخَافُ مِنَ الشَّعْبِ، لأَنَّ يُوحَنَّا عِنْدَ الْجَمِيعِ مِثْلُ نَبِيٍّ" متى 21.
شهد يوحنا المعمدان عن المسيح عندما رآه وقال:
"34 وَأَنَا قَدْ رَأَيْتُ وَشَهِدْتُ أَنَّ هذَا هُوَ ابْنُ اللهِ" يوحنا 1.
والمسيح كشخص يعرف أصول مصداقية النبوة، لذلك ذكر المتشككين بشهادة يوحنا المعمدان عنه؛ لكنه أكد أنه يستخدمها ليس لأنه يحتاجها، بل فقط لأجل ضعف إيمان الناس وشكهم؟ لكنه طبعًا في الحقيقة أسمى من أن يحتاجها كما قال:
"33 أَنْتُمْ أَرْسَلْتُمْ إِلَى يُوحَنَّا فَشَهِدَ لِلْحَقِّ 34 وَأَنَا لاَ أَقْبَلُ شَهَادَةً مِنْ إِنْسَانٍ، وَلكِنِّي أَقُولُ هذَا لِتَخْلُصُوا أَنْتُمْ" يوحنا 5.
سادسًا، بعث المسيح من الموت، شهد أنه ابن الله: كما يؤكد الوحي هذا:"4 وَتَعَيَّنَ ابْنَ اللهِ بِقُوَّةٍ مِنْ جِهَةِ رُوحِ الْقَدَاسَةِ، بِالْقِيَامَةِ مِنَ الأَمْوَاتِ: يَسُوعَ الْمَسِيحِ رَبِّنَا" روميا 1.

 

باسم ادرلني

 

2757 مشاهدة