كنيسة بلا جدران

هل مطلوب من الإنسان أن يعتنق الميسحية؟

إن الله لم يدعو البشر إلى أية ديانة؛ ولا إلى اليهودية ولا إلى المسيحية؛ فكناية يهودي، أول ما ظهرت في السبي البابلي (أستير 8: 17)، أي حوالي 800 سنة بعد موسى؛ وكناية مسيحي لأتباع المسيح، أول ما استخدمت في أنطاكية (أعمال 11: 26)؛ والمجتمع دعاهم هكذا ليس هم الذين دعوا أنفسهم؛ فكلا الديانتين اليهودية والمسيحية هي تسميات بشر. نرى أيضًا حتى المسيح لم يدعُ أتباعه لديانة مسيحية أبدًا. فمنذ سقوط آدم من الجنة، عيَّن الله طريقًا واحدًا لإنقاذ الإنسان من الخطية والجحيم، وهذا الطريق هو المسيح؛ فحال سقوط آدم في الخطية، قال له عن الحية إبليس:
"15  فأصع عداوة بيتك وبين المرأة وبين نسلك ونسلها؛ هو يسحق رأسك (أي المسيح سيسحق رأس الحية، إبليس)، وأنت تسحقين عقبه (أي أن الحية ستتمكن من سحق كعب رجله، في الصليب)." تكوين 3.  
فسار الله في خط واحد واضح ومدروس، في كل مسيره مع الإنسان في نفس الخط.  فكان المسيح الهدف لكل شيء؛ لأن الهدف هو المسيح لإنقاذ البشر، وليس الهدف الدين.
فالمسيح هو هدف ناموس موسى: "4  لأَنَّ غَايَةَ النَّامُوسِ هِيَ: الْمَسِيحُ لِلْبِرِّ لِكُلِّ مَنْ يُؤْمِنُ" رومية 10.
والمسيح هو هدف كل الكتب والوحي الإلهي: "39  فَتِّشُوا الْكُتُبَ لأَنَّكُمْ تَظُنُّونَ أَنَّ لَكُمْ فِيهَا حَيَاةً أَبَدِيَّةً. وَهِيَ الَّتِي تَشْهَدُ لِي 40  وَلاَ تُرِيدُونَ أَنْ تَأْتُوا إِلَيَّ لِتَكُونَ لَكُمْ حَيَاةٌ" يوحنا 5.
والمسيح هو حتى هدف كل الخليقة: "15  الَّذِي لَنَا فِيهِ الْفِدَاءُ، بِدَمِهِ غُفْرَانُ الْخَطَايَا.... 16  فَإِنَّهُ فِيهِ خُلِقَ الْكُلُّ: مَا في السَّمَاوَاتِ وَمَا عَلَى الأَرْضِ، مَا يُرَى وَمَا لاَ يُرَى ... الْكُلُّ بِهِ وَلَهُ قَدْ خُلِقَ." كولوسي 1
لذلك عندما جاء المسيح، جاء ليحرر البشر من خدمة الدين؛ حيث رأينا على مر العصور عندما يوضع الدين في المركز، يصبح الإنسان ضحية في سبيل الدين أو المذهب، هذا ما قاله المسيح للفريسيين: "27  ثُمَّ قَالَ لَهُمُ: السَّبْتُ إِنَّمَا جُعِلَ لأَجْلِ الإِنْسَانِ، لاَ الإِنْسَانُ لأَجْلِ السَّبْتِ." مرقس 2.  وكأنه يقول لهم، أنتم تظلمون الإنسان لكي تحافظوا على الدين، إن الإنسان هو صميم موضوع واهتمام الله، وليس الدين. ورأينا هذا في الكنيسة في العصور الوسطى؛ عندما وضعت الكنيسة "المسيحية" في المركز؛ أصبح يُضحَّى بالفرد لأجل الدين. فنحن ندعو إلى تبعية شخص حي، وهو المسيح؛ وليس دين ميت. وعندما نتبع المسيح، يصبح الله في المركز؛ والله يكرم الإنسان.
إذًا مطلوب من الإنسان ليس ان يعتنق المسيحية؛ بل أن يتبع المسيح الحي؛ هذا هو الطريق إلى الحياة، لأنه قال:
"6... أَنَا هُوَ الطَّرِيقُ وَالْحَقُّ وَالْحَيَاةُ. لَيْسَ أَحَدٌ يَأْتِي إِلَى الآبِ إِلاَّ بِي" يوحنا 14.

باسم ادرنلي

6054 مشاهدة